بلديات إسبانية منها برشلونة تزيل رموز المؤسسة الملكية

مدريد ـ «القدس العربي»: بعدما جرت إزالة التماثيل والرموز التي تمثل حقبة الحقبة الديكتاتورية للجنرال فرانسيسكو فرانكو، يأتي اليوم دور إزالة بعض رموز الملكية من بلديات ومؤسسات وعلى رأسها بلدية برشلونة. وهذا القرار يمثل ارتفاع أنصار الجمهورية على حساب المؤسسة الملكية، خاصة مع ارتفاع قوة الحركات اليسارية الجديدة.
وخلال منتصف الأسبوع الماضي، أقدمت رئيسة بلدية برشلونة آدا كولاو، التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في إسبانيا، على إزالة مجسم أو تمثال لملك خوان كارلوس أب الملك فيلبي السادس، ملك إسبانيا. وهو القرار الذي يتفاعل حتى الآن. وكانت مجسمات لرأس لملك خوان كارلوس موضوعة في معظم بلديات إسبانيا.
وبررت رئيسة البلدية القرار بتوجهاتها الجمهورية وتوجهات أغلب النواب الممثلين للسكان في المجلس البلدي الذين يدافعون عن إقامة الجمهورية وزوال الملكية. وتعتبر برشلونة معقل القوميين الكتالان الذين ينادون بالانفصال عن إسبانيا وإقامة جمهورية جديدة.
ومن ضمن التصريحات المثيرة تلك الصادرة عن حزب «كاب» وهو يساري راديكالي له تواجد في بلدية برشلونة معتبرا أن «الملك خوان كارلوس يمثل زعيم السياسيين الذين كانوا يعذبون الشعب». ومن جهة أخرى، طالب ممثل عن الحزب الجمهوري اليساري ألفريد بوش الاستغناء عن جميع الرموز الملكية ونشر صورة أو مجسم يمثل الشعب الكتالاني في مجلس البلدية. وكتبت جريدة آ بي سي أن الأحزاب اليسارية، وعلى رأسها الحزب الجمهوري الكتالاني، تريد القضاء نهائيا على رموز الملكية في إقليم كتالونيا.
وبعد قرار بلدية برشلونة، أقدمت بلديات أخرى على القرار نفسه وتبنت الأطروحة السياسية نفسها. وتكتبت الصحافة أن إزالة رموز الملكية تحولت الى عدوى سياسية «ونوع من الموضة» في صفوف البلديات التي يحكمها اليسار الجديد.
ويعتبر هذا القرار المثير سياسيا من نتائج وصول حركات سياسية يتزعمها حزب «بوديموس» الى المؤسسات مثل البلديات وحكومات الحكم الذاتي. ويرفع اليسار الجديد شعار الجمهورية وضرورة زوال المؤسسة الملكية وينادي باستفتاء حول هذا الموضوع.
ويندد اليمين المحافظ بمثل هذا القرار ويعتبره اعتداء على أهم مؤسسة في البلاد ساهمت في إرساء الديمقراطية وتلعب دور التوازن السياسي.
وهذه هي المرة الثانية التي تشهد فيها إسبانيا ظاهرة من هذا النوع. وكانت المرة الأولى قد شملت سحب رموز حقبة الديكتاتور الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي حكم البلاد ما بين سنتي 1939إلى 1975. وكانت ساحات تحمل اسمه في البلاد وتوجد تماثيل له في الكثير من المدن، علاوة على ألقاب شرفية منحتها له البلديات في الماضي.
وتعمل الملكية منذ أكثر من سنة ومع وصول الملك فيلبي السادس على محاولة استعادة الاحترام والهيبة التي تمتعت بها في الماضي وخسرتها خلال السنوات الأخيرة، بسبب تورط الملك الأب خوان كارلوس في فضائح مالية وغرامية، إلا أن الملك الجديد لم ينجح حتى الآن في مسعاه رغم تحقيقه بعض النجاح الجزئي.

حسين مجدوبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية