«غارديان»… رشيد الخالدي: بدلاً من قيادة ترامب المنطقة إلى «صفقة القرن» يسير بحماقة نحو «هزيمة القرن»

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: كتب المؤرخ الفلسطيني أستاذ كرسي إدوارد سعيد في جامعة كولومبيا الأمريكية، رشيد الخالدي، عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، بأنه كارثة على العرب وأمريكا. مشيرًا في مقال له نشرته صحيفة «غارديان» إلى أن الرئيس الأمريكي يظهر أنه غير قادر على التغلب على نفسه ليخرب ما يعمل. وقد أعلن الآن اعتراف إدارته بالقدس كعاصمة إسرائيلية منهيًا سبعة عقود تقريبًا من السياسة الأمريكية التي لم تقم بتلك الخطوة التي ستترك الكثير من التداعيات السلبية التي لا يمكن التكهن بها. وأضاف الخالدي إن القدس هي قضية مما أطلق عليها قضايا الحل النهائي وجرى ترحيل التفاوض حولها أكثر من مرة في المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين نظرا لحساسيتها الكبيرة.

مثل ثور

ويقول إن ترامب رمى نفسه في هذا الوضع المعقد مثل ثور دخل دكاناً يبيع الأطباق الصينية ومصفرًا واحدًا من أهم الموضوعات المعقدة والعاطفية المرتبطة بفلسطين. فالقدس من دون شك هي من أهم الملامح المرتبطة بفلسطين. وظلت في صميم الهُوية الفلسطينية للمسلمين والمسيحيين، وتعود لولادة الأديان وأصبحت أقوى مع زيادة حدة النزاع. وقد زادت حدة التنافس على المدينة المقدسة من خلال قضية أن الحرم الشريف المقدس للمسلمين يعتبره اليهود مكان معبد الهيكل. ونظرًا لحساسية الموضوع فلم يتجرأ أي زعيم فلسطيني ولا عربي على التلاعب به.

أنا مقدسي

ويضيف الخالدي «بالنسبة لشخص مثلي عاشت عائلته في القدس مئات السنين، فقرار ترامب لا يعني أن الولايات المتحدة تبنت الموقف الإسرائيلي من أن القدس إسرائيلية بالكامل، ولكنه شرعن وبأثر رجعي سيطرة إسرائيل العسكرية واحتلالها للقدس الشرقية عام 1967. وكذلك فرضها قوانين عنصرية على آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون هناك. والضرر الذي أحدثه سيبقى دائما: فلن تستطيع الولايات المتحدة التراجع عن هذا الاعتراف». ويرى الكاتب أن هذا الفعل يسحب الأهلية من الولايات المتحدة كي تكون وسيطا، وهو موقع احتكرته واشنطن لنفسها، وكذا خطة السلام المزرية التي يقوم زوج ابنته جارد كوشنر بطبخها، كي يفرضها على الفلسطينيين. ويعتقد الخالدي أن قرار ترامب يعتبر احتقارًا للرأي العام في العالم العربي. ومهما قال الطغاة والديكتاتوريون والمَلكيات المطلقة العربية للأمريكيين فهم يعتمدون على الشعوب العربية الذين يدعمون وبشكل مطلق الموقف الفلسطيني بشأن القدس.
وسيؤدي ردهم الحتمي لضرب المصالح الأمريكية بالمنطقة. وكما قال وزير الدفاع جيمس ماتيس عام 2013: «لقد دفعت ثمناً أمنياً كل يوم كقائد للقيادة المركزية بسبب ما نظر لتحيز الأمريكيين مع إسرائيل».
ويرى الخالدي أن القرار الأمريكي الأخير هو مثال آخر عن احتقار الإدارة المطلق للرأي العام العالمي. فلم تعترف دول العالم بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وهناك إجماع دولي أنه من غير الشرعي الحكم أو تحديد نتيجة المفاوضات قبل التوصل لتسوية شاملة.
وطمأنت أمريكا الفلسطينيين بشأن هذه النقطة عندما دعتهم إلى محادثات مدريد عام 1991. وبالطبع فهناك سجل أمريكي واضح في محاباة إسرائيل وعليه فلا أحد يتوقع أية نزاهة منهم ومن رئيسهم. ولكن من الصعب الآن معرفة كيفية التوصل إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فهذا التصرف من ترامب يعتبر ضررا ذاتيا سيتردد صداه في كتب الدبلوماسية وسيضعف موقف الولايات المتحدة الضعيف أصلا وعلاقتها مع الحلفاء والمسلمين والعرب وأصحاب المنطق حول العالم.
ويختم بالقول: إن ترامب الذي حذره القادة العرب والشرق أوسطيون والأوروبيون من هذه الخطوة، سيجعل من حل الأزمة بشأن فلسطين أصعب. «وبرغم أنه أفرح أصدقاءهم ورفقاء الروح لهم من المتطرفين الخطرين في إسرائيل، فإن ترامب بدلاً من القيادة نحو «صفقة القرن» يسير بحماقة نحو «هزيمة القرن». فهذا يوم حزين للقانون الدُّولي ولفلسطين ولكل من يهتم بالسلام في الشرق الأوسط».

«واشنطن بوست»: قرار نقل السفارة لتسجيل نقاط سياسية ضد أوباما ومن قبله

في افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» عن قرار ترامب نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس قالت فيها «خطوة ترامب للقدس مخاطرة كبيرة». وهي إن رأت أن الرئيس في اعترافه بالقدس الغربية كعاصمة للدولة اليهودية هو اعتراف بالواقع ولن تغيره أية صيغة تفاهم وسلام مع الفلسطينيين . فهذا الجزء من المدينة كان مركز الحكومة الإسرائيلية منذ عام 1949 ويزوره المسؤولون الأجانب برغم أن السفارات موجودة في تل أبيب.
وبعيدا عن هذا الجانب ترى الصحيفة أن الرؤساء الذين سبقوا ترامب من بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما قدموا وعودا حول السفارة أكثر من ترامب لكن كانت لديهم أسبابهم التي جعلتهم يترددون في اتخاذ قرار كهذا. وحسبوا أن خطوة رمزية قد تقوض السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وتقضي على آمالهم بتسوية إسرائيلية – فلسطينية وقد تشعل العنف بما في ذلك ضد الأمريكيين. إلا أن ترامب قدم نفسه على أنه يتجاوز الحكمة التقليدية وأشار لعدم تحقق السلام وتقديم مدخل جديد. وهذا الموقف لقي ترحيباً من قاعدته السياسية المحلية والكثير من الإسرائيليين. إلا أن ترامب يشير تلميحا إلى أن الرؤساء من قبله كانوا مخطئين للقلق من الآثار السلبية في الشرق الأوسط، وأبعد من هذا. وهذه مخاطرة كبيرة يقوم بها الرئيس لتسجيل نقاط سياسية.
فحتى الآن رفض حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط وأوروبا قرار الرئيس بمن فيهم بريطانيا وفرنسا ومصر والسعودية وستزيد من ضغوط الأردن الذي يرى في ملكه حامي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وستؤدي الخطوة لتعقيد خطوات إقامة تحالف تكتيكي بين الدول السنية وإسرائيل. وسترد بالتأكيد القيادة الفلسطينية على خطة السلام التي تقول الإدارة إنها تحضر لها بطريقة سلبية. ولو اندلع العنف في القدس ومناطق أخرى في الشرق الأوسط – وسيحاول المتطرفون التأكد من حدوثه – فسيتحمل ترامب المسؤولية. وبرغم محاولات ترامب تخفيف الأضرار لقراره من ناحية التأكيد أن إدارته لا تدعم طرفًا على طرف في محادثات الحل النهائي بما في ذلك حدود السيادة الإسرائيلية على القدس» وهو ما يفتح الباب لأن يكون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل. ولم يشر إلى القدس بـ «العاصمة الموحدة» وهو المصطلح الذي يفضله القادة الإسرائيليون ذلك أنهم يريدون مواصلة السيطرة على 300.000 فلسطيني يعيشون في المدينة.
ودعا للحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة بما فيها الأماكن الإسلامية التي تديرها السلطات الإسلامية. ولكن هذه الشروط يبدو ان مستشاري الرئيس أضافوها لتخفيف حدة القرار. وكانت الفكرة الرئيسية لخطاب الرئيس أن الرؤساء من قبله فشلوا في تحقيق وعودهم بشأن نقل السفارة إلى القدس إلا «أنني أفي بالوعد». ويأمل الذين يرغبون بسلام في الشرق الأوسط أن يؤدي هذا العرض المتأنق إلى نتائج إيجابية لا سلبية.

«تايمز»: ثمن الاعتراف 25 مليون دولار والسعودية أسهمت في احتواء الغضب الشعبي

صحيفة «تايمز» رأت في افتتاحيتها أن قرار ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل لا يعني أنه مهتم بالحل قدر اهتمامه بالمتبرعين الكرماء لحملته الانتخابية، ومنهم من دفع 25 مليون دولار بشرط أن تقوم الولايات المتحدة في ظل إدارته بالاعتراف بالقدس كعاصمة للدولة اليهودية. مشيرة إلى أن الموضوع هذا لا يعتبر أولوية حتى داخل الحكومة الإسرائيلية.
وبرغم أن أحدا لا يمكنه اتهام الرئيس بالجبن، إلّا أن الشجاعة التي أبداها ولم يبدها الرؤساء من قبله قد تكون في المكان الخطأ. وتشير هنا إلى القائمة الطويلة التي انتقدت قراره ومن بينها مصر والأردن والسعودية التي قال ملكها إنه يؤثر في التسوية النهائية. وتقول الصحيفة إن تصريحات الملك متوقعة لكن في السر فقد تطورت علاقات قريبة بين جارد كوشنر، صهر الرئيس والمسؤول عن ملف المحادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعبدت العلاقات الطريق لاحتواء أي احتجاج على القرار في الشارع العربي وفي المناطق المحتلة.
ودفعت الولايات ثمن القرار بحيث لم تعد الوسيط النزيه في المفاوضات وتراجع تأثيرها بالمنطقة لمصلحة روسيا. وتفوقت هذه على واشنطن كوسيط نافذ في سوريا. وتشير الصحيفة في افتتاحيتها أن الرئيس ترامب يحب أن يقول إنه يحب أن يرث أطفالنا منا الحب لا النزاعات. وهي عبارة جميلة ومن الملاحظ أنه فعل ليلة الأربعاء ما لم يفعله أسلافه في الشرق الأوسط من أجل حل نزاعاته المتعددة.
وهو يأمل أن يؤدي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس إلى وقف الفشل، وهذه أحلام العبث. وقالت إن إعلانه يمزق فصلاً معروفاً في السياسة الخارجية الأمريكية. حيث قال إنها خطوة متأخرة للاعتراف بالواقع وستعمل على تعزيز فرص السلام. مشيرة إلى دوافعه المرتبطة بوعوده التي قطعها في الحملة الانتخابية. وتقول إن ترامب يهتم بوعوده وهذه ليست المرة الأولى التي يعطي فيها الأولوية لقاعدته المحلية ويقدمها على الشؤون الخارجية حتى على حساب إثارة مخاوف الحلفاء الاستراتيجيين. وتعرف المكسيك هذا من خططه لبناء الجدار على حسابها. وكذا محاضرته الأسبوع الماضي على تيريزا مي حول التطرف الإسلامي من رئيس مصمم على تفعيل حظر سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة. وقالت إن هذا الموقف عزز من موقفه كسياسي في الولايات المتحدة لكنه لم يعزز موقفه كرجل دولة على المسرح العالمي.
وترى الصحيفة أن هناك بالتأكيد رأي من أجل البحث عن مدخل جديد للعملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين خاصة أن كل ما جرب خلال الـ 20 عاماً الماضية لم يؤد إلى نتائج. ومن الناحية العملية فتقديم ترامب لإسرائيل الهدية التي ترغب بها من دون الحصول على تنازلات منها للفلسطينيين لن يحرك العملية السلمية. فقد تم الاعتراف بالقدس الشرقية على أنها أرض محتلة منذ عام 1967. وترك ترامب الفرصة مفتوحة لأن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية. وترى الصحيفة أن الانخراط الأمريكي في الشرق الأوسط مهم.
ولاحظ كوشنر أن «عمه» فاجأ العالم عندما انتخب وقد يفاجئه في موضوع إسرائيل. ويعتمد هذا على الوضع الجيوسياسي المتحرك بالمنطقة. كما أن صعود إيران والقتال ضد تنظيم الدولة والحرب في اليمن وكذا سوريا وضعت النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي بمنظور جديد. ولم تعد القضية الفلسطينية الموضوع العربي الأهم وليس لدى الفلسطينيين الشهوة لانتفاضة ثالثة. كما أن توقعات إسرائيل بحدوث تقدم في المحادثات يمكن بسهولة تجاوزها.

«نيويورك تايمز»… فريدمان: ترامب أحمق ويقود قاعدته الانتخابية ويعرِّض مصالح أمريكا للخطر

وعلق توماس فريدمان على قرار نقل السفارة بالقول إن الرئيس الأمريكي ترامب يتقن فن منح الهبات ففي مقال في نيويورك تايمز «ترامب، إسرائيل وفن الهبات» قال فيه إنه كان يفكر بعنوان كتاب عن سياسة ترامب الخارجية ووجدت العنوان: «فن الهبات». ففي تغطيتي للسياسة الخارجية الأمريكية على مدار الثلاثين عاماً الماضية فإنني لم أر رئيساً أعطى كثيراً وأخذ أقل بدءاً من الصين وإسرائيل. فقد حل عيد الميلاد مبكراً في المملكة الوسيطة في الصين وعلى أرض إسرائيل.
ويهمس الصينيون والإسرائيليون لأطفالهم «هنا سانتا كلوز» و «اسمه دونالد ترامب». ولا أحد يلومهم. ومن ناحية إسرائيل فقد رغبت كل حكومة إسرائيلية منذ نشوئها باعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة وتجنبت كل حكومة أمريكية الأمر التي ربطت الاعتراف بالتسوية النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. واليوم تخلى ترامب عنه و»مجاناً» «لِمَ بحق العالم تقوم بمنحه بهذه الطريقة ومجاناً ولا تستخدمه كورقة من أجل تعزيز منظور صفقة إسرائيلية- فلسطينية؟».
وكان بإمكان ترامب الطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمرين. أولا: «بيبي، تطلب مني مرارا الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، حسنا أريد صفقة، وهذا ما أريده بالمقابل: أن تعلن نهاية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وخارج الكتل الإستيطانية التي يتوقع الكل أنها ستكون جزءا من إسرائيل ضمن حل الدولتين». ومقايضة كهذه مطلوبة وقد تنتج دعما للمصالح الأمريكية وللعملية السـلمية.
وكما قال المفاوض الأمريكي المخضرم دينيس روس ومؤلف كتاب «محكوم عليها بالنجاح: العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية من ترومان إلى أوباما» حيث شرح قائلاً: «عندما تتوقف عن البناء خارج الكتل الإستيطانية فإنك تحافظ في الحد الأقصى على حل الدولتين وتعطي في الحد الأدنى إسرائيل القدرة على الانفصال عن الفلسطينيين. وإذا واصلت البناء في المناطق ذات الكثافة السكانية يصبح الفصل مستحيلا». أما الأمر الثاني: فقد يمكن ترامب القول، كما تحدث السفير الأمريكي السابق في إسرائيل مارتن أنديك أنه «سيبدأ بنقل السفارة إلى القدس الغربية وفي الوقت نفسه أعلن نيته بناء سفارة موازية لدى الدولة الفلسطينية في القدس الشرقية « كجزء من الحل النهائي.
وبهذه الطريقة كان سيحصن الأمريكيين من الظهور بمظهر من يدعم طرفاً واحداً ويعقدون العملية السلمية ولترك الباب مفتوحا أمام الفلسطينيين. وبهذه الطريقة كان ترامب سيفاخر أمام الطرفين أنه قدم لهما شيئا لم يقدمه باراك أوباما لهما ولدفع العملية السلمية وحافظ على مصداقية الولايات المتحدة ولم يحرج حلفاء أمريكا العرب «ولكن ترامب أحمق وهو أحمق لأنه جاهل ويعتقد أن العالم بدأ في اليوم الذي انتخب فيه ويمكن خداعه بسهولة».
وتبدت حماقة ترامب عندما مزق في اليوم الأول له في المكتب البيضاوي معاهدة الشراكة الباسيفكية التي وقعت عليها 12 دولة للتجارة الحرة من دون أن يقرأ تفاصيلها وطلب من الصين تقديم تنازلات تجارية. ورمى ترامب النافذة الوحيدة التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها الضغط على الصين لفتح أسواقها أمام البضائع الأمريكية. ويحاول ترامب اليوم التفاوض مع الصين للحصول على اتفاق تجارة ثنائي مع انه قادر على التفاوض معها من خلال كتلة من 12 دولة واتفاقية تقوم على القيم الأمريكية وتسيطر على 40% من الاقتصاد العالمي.
ونقل عن مسؤول بارز في هونغ كونغ قوله إن تخلي ترامب عن شراكة الباسيفيك أدت لانهيار الثقة بأمريكا و«الجميع ينظرون الآن للصين» إلا أن هذه ذكية واكتفت بالصمت. ويقول إن معاهدة الشراكة التي توصل إليها فريق أوباما مع أستراليا وبروناي وكندا ونيوزلندا والتشيلي وبيرو واليابان والمكسيك وسنغافورة وماليزيا وفيتنام من أكبر اتفاقيات التجارة الحرة في التأريخ والأفضل للعمال الأمريكيين. ويقول الكاتب إن ترامب قابل لتقديم الهبات هذه لأنه لا ينظر لنفسه كرئيس للولايات المتحدة بل يرى نفسه رئيساً لقاعدته الانتخابية، ولأنها قاعدة الدعم الوحيدة التي بقيت له ويشعر والحالة هذه بالحاجة بمواصلة الوفاء بوعود غير مشذبة قامت على افتراضات خطأ خلال حملته الانتخابية. واليوم وضع وعداً ثانياً فوق المصالح القومية الأمريكية.

«فايننشال تايمز»: الاعتراف بالقدس صفعة جديدة لولي العهد السعودي

وصفت صحيفة «فايننشال تايمز» قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل بالخطير. وقالت إنه فعل «التخريب الدبلوماسي» وأن أحداً لن ينتفع من القرار أو على الأقل أي طرف مهتم بالسلام ولا حتى دونالد ترامب نفسه. وقد وحد الجميع ضده بمن فيهم حلفاؤه في العالم الإسلامي وقدم الوقود للمتطرفين وقلل من قيمة أمريكا في أعين العالم، وهذه ليست المرة الأولى. وقالت إن قراره لن يخدم المصالح الإسرائيلية، مع أن بعض الإسرائيليين قد يخالفون هذا الرأي. مشيرة إلى أن القدس ظلت مركز جهود السلام في الشرق الأوسط منذ تقسيمها عام 1947 عندما جعل وضعها الديني الحساس وأهميتها للمسلمين واليهود والمسيحيين الأمم المتحدة للتعامل معها كمنطقة خاصة مختلفة عن الدولة اليهودية.
وبرغم زعم إسرائيل الدائم أن القدس عاصمتها إلا أن لا دولة حتى الآن اعترفت بها. وهناك أسباب جيدة جعلت الرؤساء أن لا يلتزموا بقرار الكونغرس عام 1995 ونقل السفارة. فالاعتراف بزعم إسرائيل في المدينة لن يقضي على آمال الفلسطينيين بالجزء الشرقي المحتل من المدينة ويمزق اتفاق أوسلو عام 1993 الذي رحل الموضوع لمفاوضات الحل النهائي فقط، بل وسيوحد المسلمين ضد إسرائيل في وقت خفت فيه حدة المعاداة لها. وتم تحذير ترامب هذا الأسبوع بطريقة لا تدعو إلى الشك من تبعات قراره.
فقد هدد الأتراك بقطع العلاقات مع إسرائيل. وحذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من أن مضي الولايات المتحدة بقرارها يعني تخليها «عن أي دور في مبادرة تهدف لتحقيق العدل والسلام الدائم».
وهددت حماس التي تسيطر على غزة بانتفاضة جديدة ولم يقف الملك عبدالله الثاني الذي وقعت بلاده معاهدة سلام مع إسرائيل صامتاً فقد حذر من أن اعتراف الولايات المتحدة بإسرائيلية القدس سيكون وقوداً في أيدي المتطرفين ويساعدهم على نشر أيديولوجياتهم. وبرغم كلام ترامب من أنه لا يدعم أطرافاً في العملية السلمية لكن يبدو أنه قام بعملية وقائية ضد مبادرته التي يعمل عليها صهره وتعهده بحل واحدة من أعقد المشاكل. ومن المدهش ان يقوم رجل يحب الحديث عن نفسه كصانع صفقات ماهر بالتخلي عن ورقته قبل ان تبدأ المفاوضات. وهو غريب لأنه سيعقد من مهمة السعودية التي اختارها كمحاوره الرئيسي بالمنطقة. ويرفض السعوديون الذين لعبوا دوراً في تطوير الخطة الأخيرة التحرك الأخير. ولا خيار أمامهم إلا المعارضة فحكام المملكة ليسوا مجرد ملوك ولكن يقدمون أنفسهم على أنهم حراس للمقدسات الإسلامية. ويعتبر الأقصى ثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة. وتقول الصحيفة إن هذه هي صفعة جديدة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي لعب دور الوسيط بين جارد كوشنر، صهر ترامب ومسؤول ملف المفاوضات والفلسطينيين. والأهم من كل هذا فاتخاذ مواقف في أي موضوع للتسوية الفلسطينية – الإسرائيلية فإن ترامب قضى على أية فكرة وهي قدرة الولايات المتحدة على ان تكون حليفا شريفا في المفاوضات. وظلت القدس قنبلة موقوتة والخوف إن كان الرئيس أشعل الفتيل.

 «غارديان»… رشيد الخالدي: بدلاً من قيادة ترامب المنطقة إلى «صفقة القرن» يسير بحماقة نحو «هزيمة القرن»

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية