… ما بعد كأس العالم

حجم الخط
0

القاهرة – «القدس العربي»: هل كان المنتخب الألماني وحده الفائز من بطولة كأس العالم 2014؟… فلننظر إلى ما بعد هذا الفوز، والى الأندية التى حققت العديد من المكاسب الفنية إثر هذه البطولة القوية… فبالإضافة إلى ما حملته البطولة من مباريات قوية ومنافسات شرسة بين الفرق ونتائج لن تمحى من التاريخ، وربما لن تتكرر كسباعية الماكينات الألمانية فى البلد المستضيف البرازيل.
جاءت البطولة ايضاً بوجوه جديدة وشابة لفتت إنتباه الكثيرين من عشاق كرة القدم، وأشارت إلى أن المواسم القادمة ستكون المنافسة الفردية بين اللاعبين على الألقاب ستكون قوية جدا وواسعة.
ومن أبرز اللاعبين الذين كتبوا حروفهم من ذهب فى المونديال نجم المنتخب الكولومبي ومهاجم نادى موناكو الفرنسي خيميس رودريغز صاحب جائزة الحذاء الذهبي لحصوله على لقب هداف البطولة بستة أهداف، ونيمار لاعب وسط المنتخب البرازيلي وبرشلونة الأسبانى قدم هو الآخر مستوى أكثر من رائع فى الأدوار الأولى وسجل أربعة أهداف قبل أن ينتهى مشواره في المونديال بإصابة بالغة فى الظهر بمباراة كولومبيا قبل أن يودع أصحاب الأرض البطولة بفضيحة كروية في الدور قبل النهائي، إلى جانب اليكسيس سانشيز نجم نادي برشلونة الأسباني ومنتخب تشيلي.
وكان من الملفت أيضاً في هذه البطولة مستوى حراسة المرمى الذى وصل إلى حد المتعة، فأنت تستمتع باللياقة والمرونة والتركيز والخفة فى مستواهم وكان أبرزهم الحارس المكسيكي أوتشوا، الكوستاريكي كيلور نافاس، والعملاق الألماني نوير وغيرهم.
ومن نجوم الكرة اللاتينة إلى نجوم الكرة الأوروبية حيث جاء المنتخبان الألماني والهولندي بمجموعة من أبرز اللاعبين في تاريخ البلدين العملاقين، فذكرنا أرين روبن بمستوى الطائر فان باستن وأعاد المنتخب البرتقالي إلى أدائه الساحر الشهير بالطاحونة وتمكن أن يصل به إلى الدور قبل النهائى بأداء فوق العادي من قوة ومهارة مذهلة وسرعة فائقة، وأحزر أربعة أهداف ابرزها في مرمى إيكر كاسياس بعد إستعراض اشفقت فيه الجماهير الأسبانية على حارس مرماها المدلل، وهذا ما أثار الجدل حول إسناد جائزة أفضل لاعب في المونديال إلى الأرجنتيني ليونيل ميسي رغم غياب الأخير عن مستواه المعهود في بعض المباريات.
أما المنتخب الألمانى فقد جاء بأداء جماعي كعادته، إلا أن ذلك لم يمنع مهاجم الفريق توماس مولر من الظهور بصورة أكثر تميزاً وتسجيله لخمس أهداف ومساهمة فى التسجيل لأهداف أخرى إلا أن هذا لن يسنح له بأن يفوز بلقب الأفضل فى المونديال، هذه إلى جانب تألق زملائه بالنادي والمنتخب توني كروس والحارس نوير.
وبالطبع لن نتمكن من حصر أفضل اللاعبين فى مقال قصير، فقد كان المونديال البرازيلي واحداً من أفضل البطولات خلال السنوات الماضية. وما أن إنتهى المونديال والإحتفالات بأيام قليلة، حتى بدأ موسم الإنتقالات يتفاعل مع اللاعبين بشكل شرس وتهافتت الأندية على التعاقد مع نجوم المونديال ودفع الأرقام الفلكية خوفاً من إنضمامهم إلى أندية منافسة.
نادى ريال مدريد الأسباني كان أكثر الأندية حرصاً على إبرام صفقات جديدة يتسلح بها للموسم الجديد. النادي الملكي وبطل دوري أبطال أوروبا وكأس أسبانيا للموسم المنقضي بدأ بتدعيم صفوفه بالتعاقد مع نجم وهداف المونديال الكولومبي خيميس رودريغز قادماً من النادي الفرنسي موناكو، فى صفقة اقتربت من 80 مليون يورو لمدة ستة مواسم، ويعتمد الريال على المبيعات التي سيحققها من خلال الشعبية الجارفة التى يتمتع بها الكولومبي الوسيم. لم يكتف الميرنغي من إنتقاء خيميس فقط من المونديال بل كانت ثاني صفقاته مع الألماني كروس الفائز باللقب العالمي ولاعب وسط نادي بايرن ميونيخ الألماني مقابل 35 مليون يورو، واشارت تقارير الى أن هذا السعر المنخفض لكروس جاء بسبب قرب إنتهاء عقد الأخير مع النادي البفاري.
وإنتهى ريال مدريد بصفقة المرمى بتعاقده مع أبرز حراس كأس العالم كيلور نافاس الكوستاريكي بعدما قاد منتخب بلاده للوصول إلى الدور ربع النهائي لأول مرة في التاريخ، في المقابل إنتقل الحارس دييغو لوبيز إلى صفوف نادي إي سي ميلان الإيطالي، لتصبح قائمة الفريق الملكي هي أغلى قائمة لهم في التاريخ بقيمة 523 مليون جنيه إسترلينى.
على الجانب الآخر نادي برشلونة والغريم التقليدي لنادي ريال مدريد ضم الأوروغواني لويس سواريز صاحب العضة الأشهر في المونديال قادماً من صفوف ليفربول الإنكليزى، وأكمل النادي الكتالوني صفقاته مع الأندية الإنكليزية بضم مدافع منتخب بلجيكا ونادي أرسنال توماس فيرمايلين لمدة 5 سنوات مقابل 19 مليون يورو، وهذا ما أثار قلق محبي وعشاق البلوغرانا، حيث أن فريقهم لم يقدم الصفقات اللامعة التي اعتاد عليها في المواسم السابقة، في المقابل قام ريال مدريد بدور البطولة بعدما اقتنص أبرز نجوم المونديال.
وفي واحدة من أقوى الدوريات الأوروبية الدوري الإنكليزي حددت الفرق الكبرى أهدافها في موسم الإنتقالات الحالي وحققتها بحرفية، فبداية من حامل لقب الدوري الموسم الماضي نادي مانشستر سيتي فقد تعاقد مع المدافع الفرنسي العملاق إلياكيم مانغالا صاحب الثلاثة وعشرين عاماً فقط مقابل 32 مليون جنيه إسترليني قادماً من بورتو البرتغالي في صفقة تحمل الكثير من الاحتمالات. أما النادي اللندني أرسنال فقد فاز بضم النجم الأوحد تقريباً للمنتخب التشيلي أليكسيس سانشيز من برشلونة الأسباني مقابل 35 مليون يورو.
وعلى الرغم من الأداء الهزيل الذي قدمه المنتخب الأسباني خلال البطولة وخروجه بنتائج سلبية من الدور الأول، إلا أن نادي تشيلسي تعاقد مع ثلاثي أسباني، هم دييغو كوستا نجم نادي أتلتيكو مدريد بعدما حقق الأول أداءً مذهلاً في موسم 2013/2014 وقاد الفريق المدريدي للفوز ببطولة الدوري والوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، ولحق به زميله بأتلتيكو مدريد المدافع فيليبي لويس، فيما كان الأسبانى الثالث سيسك فبريغاس قادماً من نادي برشلونة الأسباني، فيما تخلى البلوز عن نجم الدفاع البرازيلي ديفيد لويز لنادى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 50 مليون يورو.
وذكرت تقارير ألمانية أن الأموال التي أنفقت على الإنتقالات هذا الموسم تخطت المليار و500 مليون يورو في كل من ألمانيا وإنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا. ترى كيف ستتحرك هذه الملايين في الملاعب؟ وهل تستحق بالفعل هذه الأرقام الفلكية أم أن الأندية أصبحت لديها شهوة الإستعراض في الشراء؟ هذا ما سيظهره الموسم الجديد.

دينا الروبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية