لندن – «القدس العربي»: تبين من قائمة أثرى أثرياء العالم للعام الحالي 2014 والتي نشرتها مجلة «فوربز» الأمريكية مؤخراً أن مصر تضم أكبر عدد من المليارديرات في العالم العربي، وتتفوق بذلك على السعودية ودول الخليج كافة، حيث تحتضن القاهرة ثمانية رجال يمتلك كل منهم أكثر من مليار دولار، بينما يوجد في السعودية سبعة فقط وفي الإمارات أربعة.
وبحسب المعلومات التي توفرها المجلة الأمريكية، والتي حللت «القدس العربي» مضمونها فان الرجال الثمانية الذين يمثلون أغنى أغنياء مصر يلعبون بثروة مالية فلكية يبلغ حجمها 22.3 مليار دولار، أي ما يعادل 160 مليار جنيه مصري.
لكن اللافت في هذه الثروات بحسب رصد «القدس العربي» أن الأثرياء الثمانية جميعهم تمكنوا من تنمية ثرواتهم خلال العام الماضي 2013، ما يعني أنه في الوقت الذي كان فيه المصريون منشغلون في المناكفات السياسية، وفي تحديد موقفهم ما إذا كانوا مع الإطاحة بالرئيس مرسي أم لا، كان الأثرياء الثمانية ينشغلون بتنمية ثرواتهم وتكديس مزيد من الملايين في حساباتهم البنكية الموزعة على مختلف أنحاء العالم.
ويمثل مجموع ثروات المصريين الثمانية مبلغاً قادراً على حل مشكلة ملايين المصريين الفقراء، حيث أن الـ160 مليار جنيه بمقدورها شراء نحو مليون و600 ألف وحدة سكنية على الأقل، على اعتبار أن متوسط سعر الشقة السكنية الواحدة يدور حول 100 ألف جنيه مصري، وهو ما يعني أن ثروات المصريين الثمانية يمكن أن تحل أزمة الإسكان، وتنهي ظاهرة السكن في المقابر الى الأبد.
وتقول الأرقام المتداولة في مصر أنه يوجد مليون ونصف المليون مصري يعيشون في مقابر القاهرة، ولا يجدون أي مساكن أو أماكن نظيفة يعيشون فيها، فيما تبدو أعدادهم في ارتفاع متزايد حيث تقول إحدى الدراسات إن هؤلاء هم الأكثر إنجاباً في مصر.
ساويرس.. الأغنى
وتتصدر عائلة «سويرس» الشهيرة قائمة الأثرياء في مصر والعالم العربي، حيث يتربع ناصيف ساويرس على عرش أثرى أثرياء مصر بثروة اجمالية تبلغ سبعة مليارات دولار (50 مليار جنيه تقريباً)، ويحل في المرتبة رقم 196 على مستوى مليارديرات العالم أجمع. وتمكن ناصيف ساويرس خلال العام الماضي من جمع 11.3 مليون دولار لتواصل ثروته الشخصية النمو في الوقت الذي كانت فيه مصر تغرق في الفوضى والفقر والخلافات السياسية والإحتجاجات في الشارع.
أما في المرتبة الثانية مصرياً، فيحل رجل الأعمال المعروف محمد منصور الذي يلعب بثروة تبلغ 3.2 مليار دولار (22 مليار جنيه)، وتمكن من تحقيق أرباح متواضعة خلال العام الماضي بلغت 1.5 مليون دولار فقط.
ويحل نجيب ساويرس في المركز الثالث على مستوى مصر، حيث يمتلك 2.9 مليار دولار، وتمكن من جمع 4.8 مليون دولار خلال العام الماضي وحده ليتم اضافتها الى ثروته الشخصية.
في المرتبة الرابعة يحل يوسف منصور الذي يمتلك 2.3 مليار دولار، وتمكن من تحقيق أرباح زهيدة جداً بلغت 600 ألف دولار خلال العام الماضي.
أما أنسي ساويرس فيحتل المركز الخامس بثروة تبلغ ملياري دولار، تمكن من إضافة 2.3 مليون دولار اليها خلال العام الماضي.
ويأتي بعد ذلك في المركز السادس محمد الفايد الذي يقيم في بريطانيا ويمتلك 1.9 مليار دولار، وهو الوحيد من بين قائمة الأثرياء الذي لم يحقق أي أرباح خلال العام 2013، وظلت ثروته على حالها دون تغيير.
ويحل في المركز السابع ياسين منصور الذي يمتلك 1.8 مليار دولار، بينما تمكن من تحقيق أرباح لثروته الشخصية خلال العام الماضي بلغت 1.6 مليون دولار. وأخيراً جاء في المركز الثامن سميح ساويرس الذي يملك 1.2 مليار دولار، وحقق خلال العام الماضي أرباحاً تجاوزت 24 مليون دولار، لكنه على مستوى العالم يحتل المركز رقم 1447.
عائلتان فقط
وبتحليل البيانات المتعلقة بأموال وثروات أغنى أغنياء مصر، فان المليارديرات الثمانية ينتمون لعائلتين فقط، هما: ساويرس ومنصور، ولا يخرج عن هذه القاعدة سوى محمد الفايد الذي لا يُقيم أصلاً في مصر ولم تكن ثروته فيها، وإنما يعيش في بريطانيا منذ سنوات طويلة.
وتهيمن هاتان العائلتان على العديد من القطاعات الحيوية في مصر كالإتصالات والإنشاءات والعــــقارات، في الوقــت الذي تحتكر فيه ثروة يمكنها حل أزمة الفقر بالكامل في مصر.
هذه الملياردات لم تكن نتيجة لفتح مصانع وانتاج مما يسعاهم في الاقتصاد المصري وانما كانت نتيحة لاقتصاد الريع والربح من الخدمات. يعني هذه الملياردات بنكهة عرق المصريين البسطاء. غريب ان الاقتصاد المصري قدتراجع ولكن البعض ازداد ثراءا.