الخرطوم ـ «القدس العربي»: أعلنت منظمة «اليونسيف»، أمس الأربعاء، أن 13 مليون مواطن في السودان يستخدمون «مصادر شرب غير محسنة».
وأشار تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة، أمس، أن «ثلث عدد الأسر يحصلون على المیاه الصالحة للشرب في ولایات البحر الأحمر والنیل الأبیض والقضارف، مقارنة بنسبة 90 ٪ في ولایتي الخرطوم والشمالیة».
وأكدت أن «نقص المياه الصالحة للشرب بالنسبة للأطفال یشكل أمرا كارثیاً».
وقال عبد الله فاضل، ممثل الیونیسف في السودان، إن «الأسباب الرئيسية لسوء التغذیة ووفیات الأطفال مرتبطة بمیاه الشرب غیر الصالحة، وفقر الصرف الصحي».
ومن أبرز أسباب تلوث المياه، وفق فاضل، «استخدام الآبار المفتوحة والأحواض الجوفیة الملوثة».
وأضاف أن «المصادر الثانویة للتلوث البكتیري والكیميائي تساهم في التردي الخطیر لجودة مصادر المیاه».
هذه المصادر الثانوية لتلوث المياه، حسب فاضل، «تتمثل في النفایات الصناعیة والنفایات المنزلیة والتجاریة (البراز، والبول والمیاه الآسنة) والتي تتدفق إلى المیاه السطحیة أو تتسرب إلى الأحواض الجوفیة».
وتوجد في السودان قوانین اتحادیة وولائیة لحظر ھهذه الملوثات، ولكنها تنتظر التفعیل.
وتهدف العديد من المنظمات المحلية والدولية لتوفير مياه الشرب الصالحة لكنها تحتاج، حسب اليونسيف، للالتزام السياسي من جانب الحكومة والمانحین والقطاع الخاص للتمكن من تحقيق ھدف الإتاحة الشاملة والمنصفة لمیاه الشرب.
وتعمل الیونیسف، مع الحكومة والشركاء الرئیسیین الآخرین لدعم زیادة الإتاحة لإمدادات میاه الشرب المُحسنة للمجتمعات المحلیة ومعسكرات النازحین، والمدارس، بتركیز خاص على النساء والأطفال.
وفي نهاية عام 2016، تمكنت المنظمة مع الشركاء من تقدیم امدادات المیاه المُنقذة للحیاة لأكثر من ملیوني شخص في مناطق الأزمات والمناطق التي تفتقر للخدمات بمن في ذلك النازحون، ولاجئو جنوب السودان والسكان المتأثرون أو المعرضون لمخاطر الإسهالات المائیة الحادة، وذلك من خلال تشغیل، وصیانة مصادر المیاه وإضافة الكلورین.
وفي ذات السياق، أعلنت الحكومة السودانية عن إنشاء معمل مركزي للمياه.
وقال وزير الموارد المائية والري والكهرباء، معتز موسي، في الاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي نظمته الوزارة بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة، إن «السودان يقع في نطاق جاف، في ظل طلب متزايد على المياه، ما يتطلب السيطرة على المياه المهدرة».
وطالب الوزير بترشيد الموارد المائية المتاحة وتقليل التلوث في مياه الصرف الصحي لحماية البيئة.
وأكد أن العالم يتجه نحو أزمة حادة في المياه بسبب تغير المناخ والاحتباس الحراري والنمو السكاني المتزايد.
وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الخرطوم، أحمد حمدان، تقديم الدعم اللازم للسودان على المستوى الفني من خلال إنشاء معامل تقنية في المركز والولايات بجانب تأهيل الكوادر وإتاحة فرص واسعة للتدريب. وتعاني عدة مدن من مشاكل مستدامة في توفير مياه الشرب، بينها بورتسودان التي تنتظر منذ عدة سنوات مدها بمياه الشرب من نهر النيل الذي يبعد عنها حوالى 478 كيلومترا بتكلفة تتجاوز 400 مليون دولار.
وتقوم بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، بتوفير مصادر المياه في معسكرات النازحين. وجرى في كانون الأول/ ديسمبر الماضي تسليم مضختين للمياه في معسكر اردمتا في الجنينة في غرب دارفور، واستفاد من هذه المضخات أكثر من 3000 شخص.
صلاح الدين مصطفى