الناصرة ـ «القدس العربي»: تتواصل في إسرائيل فعاليات إحياء الذكرى العشرين لاغتيال رئيس حكومتها اسحق رابين بثلاث رصاصات من مستوطن نجح بها في قتل اتفاقية أوسلو أيضا. وافتتحت مراسم رسمية في إسرائيل لإحياء ذكرى رابين الذي اغتيل في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1995، باحتفالية داخل ديوان رئيسها رؤوفين ريفلين الذي أكد رفضه القاطع لأي احتمال بالعفو عن القاتل اليميني المتطرف يغآل عمير.
ويقول عُمير المحكوم بالمؤبد قال خلال التحقيق معه بعد اغتيال رابين بثلاث رصاصات فور انتهاء مهرجان لدعم السلام في تل أبيب إنه رغب بقتل اتفاقية أوسلو بها لمعارضته تقاسم البلاد مع الفلسطينيين. ويبدو أن عمير نجح بذلك فمنذ اغتيال رابين انشغلت إسرائيل بالمصالحة الداخلية لرأب الصداع بين اليمين واليسار على حساب المصالحة مع الفلسطينيين. من وقتها استمرت المفاوضات بشكل متقطع بين السلطة الفلسطينية وبين إسرائيل التي استغلتها للتغطية على تسمين الاستيطان وتهويد القدس.
ووفق معطيات حركة «السلام الآن» الإسرائيلية ضاعف الاحتلال عدد المستوطنين بالعقدين الأخيرين بثلاث مرات حتى بلغوا نحو نصف مليون نسمة يقيمون داخل نحو 130، مستوطنة. حتى زميل رابين، شيمون بيريز الذي ورثه رابين رئاسة الحكومة لم يستغل منصبه في العام الأول بعد الاغتيال لتطبيق اتفاق أوسلو، فتهرب من الانسحاب من الخليل بل بادر لحملة «عناقيد الغضب» على لبنان 1996. ووقتها عادت «عناقيد الغضب» كيدا مرتدا على بيريز فبعد ارتكاب المذبحة المروعة في قرية قانا اللبنانية،رفض فلسطينيو الداخل 14 %) من أصحاب حق الاقتراع( التصويت له في انتخابات شخصية بينه وبين بنيامين نتنياهو مرشح اليمين، وكانت النتيجة أن فاز الأخير بنسبة بسيطة جدا (50.3%) . وعاد اليسار للحكم بعدما هزم إيهود باراك نتنياهو في انتخابات 1999 لكنه استنكف هو الآخر عن تطبيق اتفاقية أوسلو وأفشل محاولة أمريكية لدفع المفاوضات قدما من خلال مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 فكان فشلها سببا بتوتير الأجواء التي فجرتها زيارة استفزازية لرئيس المعارضة أرئيل شارون للحرم القدسي الشريف بضوء أخضر من باراك ذاته. وهكذا اندلعت الانتفاضة الثانية. وكرر بيريز الذي لم يستغل مناصبه الرسمية لاستكمال تطبيق اتفاقية أوسلو وهو أحد مهندسيها، انتقاداته للسياسة الإسرائيلية الراهنة بقوله أمس إن العمل الدبلوماسي الناجح لا يقاس بالعلاقات العامة بل بقرارات شجاعة.
وخلال إحياء ذكرى رابين قال في مكتب ريفلين إن الإسرائيليين يشعرون اليوم بفقدان قيادة رابين القادر على اتخاذ قرارات صعبة ويبعث الأمل في السلام.
في المقابل هناك أوساط في إسرائيل معظمها تنتمي لليمين تدعي أن الاغتيال لم يقتل أوسلو وينفون احتمال تطبيقها لولا الرصاصات الثلاث. وفي فيلم وثائقي عن حياة رابين بعنوان « ثلاث رصاصات غيرت وجه التاريخ» يقول بعض هؤلاء إن رابين ندم في آخر أيامه لتوقيعه اتفاق أوسلو مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورغب بالتراجع عنه لاعتبارات أمنية. لكن عضو الكنيست الأسبق مؤسس الحزب الديمقراطي العربي عبد الوهاب دراوشة قال لـ «القدس العربي» إن الرصاصات الثلاث قتلت السلام مع الفلسطينيين»، نافيا احتمال تراجع رابين عن قراره بالتسوية معهم. وتابع الفول «بيريز شريك في موت أوسلو لأنه لم يكمل طريقها بعد رابين وانشغل بالتقرب من اليمين ومحاولة الظهور بشخصية الأب الجامع». كما حمل دراوشة على «المعسكر الصهيوني» وقيادته من مكملي طريق رابين وقال إنهم ضعفاء ولا يملكون حيلة ورغبة لتسوية حقيقية مع الجانب الفلسطيني، لافتا إلى أن فترة حالكة تنتظر الشعبين.
ويعرض فيلم آخر للمخرج عدو تسوكيرمان بعنوان «السيجارة الأخيرة مع رابين». ويتركز بملامح إنسانية للراحل ويحاول أنسنة شخصية قائد عسكري قاد جيش الاحتلال لطرد اهالي مدينتي اللد والرملة في نكبة1948 ولاحتلال الضفة في نكسة 1967 وقاد إسرائيل لقتل الانتفاضة الأولى داعيا لتحطيم عظام الفلسطينيين عام 1987.
ويكرس الفيلم قسما كبيرا من وقته لإدمان رابين على التدخين، ويدعي أن السيجارة ساعدته في تعزيز لغته المشتركة مع العاهل الأردني الراحل الملك حسين الذي أحب التدخين أيضا بصفتها «جسرا» بين الأشخاص وبين الشعوب.
في معابر الحدود بين الأردن وبين إسرائيل تثبت صورة كبيرة لحسين ورابين في العقبة بعد توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994 تجمعها سيجارة في لحظة تدخين تشي بأن المشترك بينهما تجاوز بكثير عملية تدخين بلحظة واحدة.
وديع عواودة
هل حقا الرصاصات الثلاث قتلت سلاماً ؟وهل القتيل كان شخصاً مسالما او صانعاً للسلام؟
ان من يستعرض تاريخ إتسحاق رابين سيجد شخصاً اعتاد الاجرام والقتل وجعل منه انتصارات في صفحات السيرة الذاتية وقد خرج عن الارهاب النمطي الذي اعتادتة دولة اسرائيل التي انشأتها العصابات الاجرامية كالهاغانا والآرغون وشتيرن وغيرها هذا الخروج عن مألوف الاجرام المتسلسل كان عندما اعتمد وسيلة لقمع الانتفاضة الفلسطينية الاولى عام1987 ” سياسة تكسير العظام” حيث اوعز لقواته بتحطيم عظام المنتفضين الفلسطينيين .
فهل يكون مثل رابين صانع سلام او رجل سلام؟؟؟
لقد قتلت السلام وغيرت مسار التاريخ .ووضعت اسرائيل على مسار نهايتها كدولة يهودية
عمير بجريمته هذه رسم نهاية اسرائيل .فاليوم غالب المواطنين الاسرائيلين هم عمير ويسيرون في اغتيال اسرائيل .وهذا الذي سيحدث حتما ومن داخل تركيبة اسرائيل وليس من العدأ المحيط لها .بل هذا العداء يساعدها على لحم التسيج المجتمعي الذي جاء من كلّ وادي على الكرة الارضية .