الخرطوم ـ «القدس العربي»: خصصت الأمم المتحدة 21 مليون دولار للمساعدات الإنسانية الحرجة لآلاف المحتاجين في جميع أنحاء السودان خلال هذا العام.
وأكدت بعثتها في السودان، عبر بيان، أمس الإثنين، أن «التحديات في السودان متنوعة ومعقدة، خاصة في إقليم دارفور الذي يوجد فيه أكثر من ثلاثة ملايين شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية».
وتسبب العنف القبلي وحرب الحكومة ضد الحركات المسلحة في ولايات دارفور، في نزوح آلاف المواطنين من قراهم، الأمر الذي تسبب بأوضاع إنسانية في غاية السوء، وفقاً لتقارير أممية.
وتعاني منطقة دارفور، من تدفق كبير للنازحين بسبب النزاع الذي يدور منذ أكثر من عشر سنوات. وقد تصاعد هذا الصراع خلال العام الماضي بعد معارك في جبل مرة، بين الحكومة السودانية ومسلحين
وأوضحت بعثة الأممية، أن هذه المنحة تقدّم من خلال (الصندوق الإنساني للسودان) وهو صندوق متعدد يستجيب للحالات الإنسانية الحرجة، ويركز على تقديم الإعانات العاجلة للنازحين واللاجئين، وكذلك للعائدين إلى ديارهم الأصلية بعد فترة طويلة من النزوح.
وحسب البيان، فإن صندوق السودان الإنساني يلعب دورا حيويا في ضمان تقديم استجابة منسقة وفعالة.
وقالت مارتا رويدس، منسق الشؤون الإنسانية في السودان، إن الصندوق «سيستمر في دعم الجهات التي تقوم بالاستجابة في الخطوط الأمامية والمتمثلة في المنظمات العاملة في مجال توزيع الإغاثة اليومية ومع إعطاء الأولوية في الدعم للفئات الأكثر عرضة للمخاطر مثل النساء والأطفال».
ووفق البيان، تبرعت بأموال هذه الجولة لصالح الصندوق الإنساني للسودان عدة دول، الدنمارك، ايرلندا، النرويج، السويد، سويسرا والمملكة المتحدة.
وخلافاً للمعتاد، في تقديم الدعم العيني، يعتمد الصندوق الإنساني للسودان أساليب جديدة بديلة، في مقدمتها تقديم المساعدات لمدد متفاوتة للذين يعودون لديارهم بعد نزوح طويل، وذلك من خلال تمليكهم مشاريع منتجة تمكنهم من استعادة دورهم في المجتمع، وجعلهم يوفرون احتياجاتهم الشخصية من الأرباح.
ويحدد الصندوق، أولويات واحتياجات الأشخاص العائدين إلى ديارهم، ويهدف كذلك، إلى تعزيز الصلة بين الاستجابة الإنسانية وبين مبادرات بناء السلام والتنمية على المدى الطويل، من خلال التركيز على النازحين الذين طال أمد نزوحهم والعائدين إلى ديارهم.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان أن «مبلغا يتجاوز الخمسة ملايين دولار – من الواحد والعشرين مليون دولار المخصصة لهذا العام – سيتم وضعه كمساهمات لتسهيل التخطيط للسنوات المقبلة».
ووفق الأمم المتحدة، فإن صندوق السودان الإنساني تسلم ومنح منذ عام 2006 أكثرمن مليار دولار للمنظمات غير الحكومية (الدولية والوطنية) ووكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها، الأمر الذي مكن هذه الجهات من توفير الإغاثة للمحتاجين.
كما خصص الصندوق العام الماضي 38.8 مليون دولار، وهي تمثل 8٪ من إجمالي التمويل المتاح للشركاء في المجال الإنساني.
وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2016 ، أوضحت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في السوداني يحتاج لمزيد من الدعم، خاصة في وجود أعداد كبيرة من النازحين في داخل البلاد.
وقال جون غينغ، مدير شعبة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بعد زيارة له لدارفور نهاية العام الماضي، إن الوضع الحالي في السودان قد طال أمده حيث يحتاج أكثر من خمسة ملايين شخص إلى المساعدة، ويزداد الوضع سوءا في حال وجود أكثر من ثلاثة ملايين مشرد.
وتبعاً لتقديرات أممية، فإن من يحتاجون لمساعدات في السودان يقدرون بحوالي 5.8 مليون شخص يوجد منهم حوالي 3.3 مليون في ولايات دارفور، أما الذين يعانون من سوء التغذية الحاد فتجاوز عددهم مليوني شخص.
صلاح الدين مصطفى