دمشق ـ «القدس العربي»: بعد مرور حوالي الشهر على إفراغ حي الوعر الحمصي من كامل سكانه ومناوئي النظام السوري، ممن رفضوا عقد التسوية مع نظام الأسد، اصطدم آلاف المهجرين في مخيمات ومراكز الإيواء بالأوضاع الإنسانية الصعبة، مما دفعهم إلى السعي وراء العودة إلى بيوتهم في حي الوعر بالرغم من المخاطر التي تهدد حياتهم.
وشكل نازحو حي الوعر الحمصي في مخيم جرابلس شمال شرق محافظة حلب، لجنة تمثل مئات المهجرين في المخيم، وتعمل على التنسيق مع لجنة مدينة داخل حي الوعر التي بدورها تتواصل مع أجهزة الأمن لدى النظام السوري، من أجل تأمين عودة المهجرين من مخيمات المتواجدة في محيط مدينة جربلس إلى الوعر.
وقال مصدر إعلامي من مخيم زوغرة غرب جرابلس في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: حتى هذه اللحظة وبسسب أوضاعنا البالغة في السوء بلغ عدد العائلات المسجلة بقائمة العائدين إلى الوعر أكثر من 200 عائلة من المخيم، و300 عائلة ممن خرجوا واستأجروا في مدن الباب وجرابلس أو القرى المجاورة، ليكون العدد الإجمالي حوالي 700 عائلة على الأقل.
وأشار المتحدث إلى أن آخر يوم للتسجيل لدى اللجنة المعنية برفع الأسماء هو يوم الخميس القادم، مضيفاً: «حسب المعلومات المتوافرة فإن فصائل درع الفرات لن تسمح للباصات والحافلات التي سيرسلها النظام السوري لنقل المهجرين أن تدخل إلى جرابلس، وغالبا سيتم تجميع الباصات بالقرب من منطقة تادف».
وأفاد المصدر الإعلامي المقيم في مخيم بالقرب من جرابلس أن هناك العديد من العائلات التي اضطرت إلى ترك المخيم بسبب تجيمع أكثر من عائلة داخل الخيمة الواحدة، فضلا عن الحمامات المشتركة.
وأكدت مصادر أهلية من حي الوعر وجود ضمانات من قبل محافظ حمص ورئيس فرع الأمن السياسي والأجهزة الأمنية للجنة المعنية بأن النظام لن يتعرض للعائدين إلى حي الوعر، في حين يتسأل البعض عن المأمن الذي سوف يعيشه هؤلاء من جانب النظام السوري، سيما أنه هو من هجرهم واستعان بالسلاح الروسي والميليشيات الإيرانية والحشد العراقي لقتل وتشريد والتنيكل بالاهالي، ممن أجبرهم على الرحيل وترك الأملاك والأرزاق.
وقالت المصادر الخاصة: من خلال تواصلنا مع أشخاص موجودين في الوعر فإنه إلى الآن لم تتم اية عملية اعتقال في الوعر والجميع يتحدث عن بداية جيدة وبالأخص أنه لم يتم تعفيش وسرقة المنازل التي نزح أهلها، مما جعل النازحين في مراكز الإيواء والمخيمات يفكرون بالواصل مع اللجان المعنية لأخذ الموافقة على العودة، وهو على ما يبدو ما يرغب النظام السوري فيه، لكي يشعج الناس على العودة ومن ثم يجند شباب الحي ضمن قواته أو يجبرهم على التطوع ضمن ميليشياته.
وقال حسان بوزغلان، هو أحد النازحين إلى مخيم جرابلس في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: إن العدد الأكبر ممن سجل اسمه للعودة إلى الوعر هم من كبار السن وعائلاتهم، لعدم قدرتهم على التماشي مع الواقع المذري في المخيمات، قائلا: كنا نعيش ضمن حصار مطبق، لكن الأمم المتحدة كانت تضغط على النظام لإدخال المساعدات وحليب أطفال، أما هنا في المخيم ومذ أكثر من شهرين فإنني أشتري بشكل دوري علبة حليب لابنتي بسعر 2400 ليرة، بينما كان حليب الأطفال يوزع مجانـا في أيام الحصـار.
هبة محمد