الناصرة- “القدس العربي”: تبلغ الحرب على غزة يومها الـ 100، ورغم النار والدمار والقتل الجماعي لم تحقق أهدافها المعلنة، وفي إسرائيل يحاول ساستها الهروب للأمام بالسعي لتعزيز صبر الإسرائيليين، وانتظار انتصار تتزايد شكوكهم حوله، فيما يصعّد ذوو المحتجزين داخل القطاع احتجاجاتهم، ويواصلون مظاهرة في تل أبيب انطلقت مساء أمس، وتستمر حتى مساء اليوم الأحد.
“100 يوم من العزلة” عاشتها إسرائيل على مستوى الشعوب والرأي العام في العالم المساند للفلسطينيين وروايتهم وحقوقهم، مقابل انحياز معظم الحكومات الغربية لجانبها، بلغ ذروته بإعلان ألمانيا انضمامها لإسرائيل رسمياً في مواجهة جنوب إفريقيا.
اليوم 100 يوم من النزيف المعلن والمخفي في إسرائيل، فحتى الآن يعترف الناطق العسكري بمقتل نحو 180 جندياً إسرائيلياً منذ التوغّل البرّي في السابع والعشرين من أكتوبر (وأكثر من 500 جندي قتيل منذ “طوفان الأقصى”)، مثلما يعترف بحوالي 2000 جندي جريح، بيد أن مصادر إسرائيلية مدنية كثيرة تكشف عن أن عدد الجرحى ستة أضعاف المعلن، وهناك 2000 جندي على الأقل باتوا معاقين رسمياً منذ بدء الحرب.
يتنبّه الإسرائيليون إلى أن الحرب طالت بين دولة تكرس جلّ موازناتها للأمن والجيش، وفصائل فلسطينية محاصرة داخل “علب سردين”
هي “100 يوم من الصدمة”، فرغم مرور ثلاثة شهور ونيف على السابع من أكتوبر، ما زالت أوساطٌ إسرائيلية واسعة تعرب عن صدمتها من ذاك اليوم “الخيالي”، وعن كيّ وعيها بحدث يشبه السادس من أكتوبر 1973، بل أخطر.
ويظهر عمق الصدمة بما قاله بن درور يميني، المعلق السياسي الإسرائيلي، يوم الجمعة، بأن السابع من أكتوبر هو الضربة الأكثر قتلاً بتاريخ الاستيطان اليهودي، ومنذ وقتها تدور حرب هي الحرب الأكثر إحباطاً من بين حروب إسرائيل منذ قامت، منوهاً بأن الجو مثقلٌ بالشعور بمرارة مزدوجة، تكتيكاً وإستراتيجيا. ويشير لعدة عوامل خلف هذا المزاج العام السائد في إسرائيل اليوم: “أولاً، معظم المخطوفين لا زالوا بيد منظمات إرهابية ويعانون هناك، وبعضهم جرحى، ومن غير الواضح كم سيبقى منهم أحياء. ثانياً، لم يضع الجيش يده على قادة “حماس”. ثالثاً، إطلاق الصواريخ يتواصل، ورابعاً، فإن الوضع في الشمال خطير جداً مقابل عدو مع قدرة عسكرية أكبر. خامساً، الحوثيون الذين عوملوا باستخفاف وتندّر يهددون بوابة إسرائيل الجنوبية. سادساً، مئات آلاف الإسرائيليين في الجنوب والشمال نازحون، منذ شهور، ولا نهاية بآخر النفق”.
وفي ذات الوقت، انضم يميني لمحاولات إسرائيلية كثيرة للحفاظ على روح معنوية، فقال أيضاً إن “ارتفاع منسوب المرارة غير مبرر، فرغم كل المعيقات فإن جيشنا الذي يقاتل عدواً داخل الأنفاق وداخل مناطق مأهولة يقوم بعمل عظيم. لذا نحن نحتاج للصبر، بل لصبر طويل، لأنه لا يوجد تقصير للطريق”.
وبن درور يميني ليس وحيداً في إدراك حقيقة أن “رأس المال المعنوي” يتبخّر مع الأيام، وأن انتظار الإسرائيليين قد طال، وأن صبرهم بدأ يقلّ، وتشكيكهم بجدوى الحرب يكبر، ولذا تتواصل محاولات شد الأزر والتشجيع من قبل جهات رسمية وإعلامية. يأتي ذلك على خلفية 100 يوم من الانتظار ومن الشكّ، فرغم الخطابات العالية عن تحقيق انتصارات ومراكمتها، يتنبّه الإسرائيليون إلى أن الحرب طالت، وهي بين دولة تكرس جلّ موازناتها، منذ سنوات، للأمن والجيش، وفصائل فلسطينية محاصرة داخل “علب سردين” جغرافية، ويتساءلون أنه إذا كنّا قد حققنا كل هذه الانتصارات، فلماذا يواصل الفلسطينيون المقاومة!
تزامناً مع هذه الذكرى، وعلى خلفية هذه الشكوك، أطلّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مجدداً، في مؤتمر صحفي، لوحده دون غانتس وغالانت، محاولاً ترميم ثقة الإسرائيليين الآخذة بالتصدّع، وحشد دعمهم لمواصلة الحرب، قال فيه الكثير مجترّاً شعاره المعروف: “نحن في الطريق للانتصار. أعرف أن هناك من يشكّك بذلك، لكنني لست معهم”. غير أن 56% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل قادرة على تحقيق انتصار، ويشكّكون بمدى نظافة حسابات نتنياهو، وخلوّها من اعتبارات غريبة ترتبط برغبته بإطالة عمر حكومته من خلال إطالة الحرب على غزة، وربما مع “حزب الله”، وفق استطلاع “يديعوت أحرونوت”، اليوم.
وسبقه، في مؤتمر صحفي منفصل، قائد الجيش هرتسي هليفي، الذي حذّر من محاولة وقف الحرب من أجل استعادة المخطوفين، زاعماً أن الضغط العسكري على “حماس” هو الطريق لاستعادتهم.
معلق إسرائيلي: السابع من أكتوبر هو الضربة الأكثر قتلاً بتاريخ الاستيطان اليهودي، ومنذ وقتها تدور حرب هي الأكثر إحباطاً من بين حروب إسرائيل
هليفي وبقية قادة الجيش المعنيين بمواصلة الحرب لمسح العار اللاحق بهم، بعد السابع من أكتوبر، يرسلون، في الشهر الأخير، رسائل واضحة (تسريبات، ومن خلال محللين عسكريين مقربين) بضرورة تعريف أهداف استمرارية الحرب، وتحديد ملامح اليوم التالي للحرب، كي لا تتحوّل لمراوحة في المكان واستنزاف.
وفي هذه المرحلة، يتماثل عدد كبير من المحللين العسكريين الإسرائيلين مع الدعوة لجعل استعادة المخطوفين والأسرى كأولوية أولى، بثمن وقف الحرب، مقابل عدد قليل من هؤلاء المحللين ممن يواصلون دعم فكرة مواصلة الحرب بحثاً عن حسمها بشكل واضح، ومنهم آفي سخاروف، الذي يقول، اليوم، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “وقف الحرب والانسحاب مقابل تحرير المخطوفين وإبقاء سلطة “حماس” سيكرس دون قصد انتصار “حماس” في 7 أكتوبر، ويشق الطريق للمزيد من مثل هذه الهجمات”.
في مؤتمره الصحفي، أشار نتنياهو إلى أن الحرب لن تنتهي دون “سد الثغرة في جنوب القطاع”، لأن بقاء محور صلاح الدين (فيلادلفيا) ومعبر رفح بيد “حماس” يعني إبقاء الباب مفتوحاً لتهريب السلاح، لكنه لم يجب على السؤال كيف سيتم ذلك ميدانياً.
حالياً، يواصل جيش الاحتلال إعادة انتشاره بشكل مغاير بسبب ضغط أمريكي، وبحثاً عن تقليل حجم خسائره، فيتحرك ببطء وحذر في جنوب القطاع، خاصة أن المحتجزين الإسرائيليين يتواجدون هناك، وفق التقديرات الإسرائيلية.
في المقابل، يشكّك مراقبون إسرائيليون بإمكانية استكمال احتلال كل جنوب القطاع، نظراً لوجود عدد كبير من اللاجئين الغزيين المنتشرين هناك، ونظراً للخطر المترتّب على السماح لهم بالعودة للشمال، لأن ذلك سيتيح لـ “حماس” زيادة قواتها هناك بالتسلل بين المدنيين، وفق ما يؤكده روعي شارون، المعلق العسكري في الإذاعة العبرية، اليوم الأحد. ويشير روعي شارون إلى أن المعضلة كبيرة، ومفادها أن القيادة الإسرائيلية تتحدث عن ذلك علانية، ولكن على الأرض من غير المعروف كيف سيحدث ذلك، منوهاً لحساسية الموضوع من ناحية إحراج مصر، بحال سمحت لإسرائيل بالسيطرة على الحدود مع القطاع. ويضيف: “الأوضاع معقّدة، وتبدو هذه مهمة مستحيلة، فهل تقبل مصر بالإملاء الإسرائيلي؟”.
في تل أبيب تستمر، في هذه الساعات، مظاهرة غير مسبوقة، بدأت مساء أمس، ومستمرة حتى مساء اليوم دون انقطاع، تحت عنوان: “فلنعد المخطوفين الآن”، و”لا نريد 136 رون أراد جديداً”.
معلق إسرائيلي: الحوثيون الذين عوملوا باستخفاف وتندّر يهددون بوابة إسرائيل الجنوبية
وفي هذا اليوم الرمزي، بات صوت عائلات المحتجزين ومناصريهم المتزايد عددهم في الشارع الإسرائيلي أكثر حدة وقوة وهم يطالبون بوقف الحرب، كي تتاح استعادة أقاربهم، بخلاف موقف المؤسسة الحاكمة التي ضحّت عملياً بهم مقابل “مصلحة إسرائيل العليا واستعادة الهيبة وقوة الردع والانتقام”. هؤلاء تم إسكاتهم والتحايل عليهم، منذ اليوم الأول للحرب، بالزعم الرسمي أن التوغّل البري قرّبَ إسرائيل من تحقيق الهدفين معاً: تدمير “حماس” واستعادة المحتجزين. واليوم باتوا يدركون بشكل قاطع أن العكس هو الصحيح، وأن استمرار الحرب لا يعيد محتجزين، بل يقتلهم. وفيها لم تسترد سوى جندية واحدة، والبقية المفرج عنهم جاء بفضل مفاوضات. “دعونا نستعيد المحتجزين قبل فوات الأوان، ولاحقاً نملك كل الوقت لتجديد الحرب وسدّ الحساب مع حماس”، هذا هو لسان حال عائلات المحتجزين، ومعهم عدد متزايد من الإسرائيليين، كما ينعكس في مشاركة عشرات آلاف المتظاهرين في تل أبيب يرفعون صور المخطوفين تحت المطر ورغم الطقس العاصف.
وتدعو صحيفة “هآرتس”، في افتتاحيتها، نيابةً عنهم، لاستعادة المخطوفين فوراً، مؤكدة أن الحكومة غير مخوّلة لتركهم لمصيرهم. وتابعت، مستذكرة مصير ملاح الجو الإسرائيلي المفقود منذ حرب لبنان الأولى: “لا نريد 136 رون أراد جديداً”.
وظهر اليوم، الأحد، ستعطّل الأعمال داخل إسرائيل تسعين دقيقة تزامناً مع تنظيم احتجاجات في أرجاء البلاد دعماً لعائلات المحتجزين.
يصادف اليوم أيضاً 100 يوم من التساؤل عن مصير اللحمة الداخلية التي جاءت بها الحرب، بعد انقسام وصدع كبيرين في صفوف الإسرائيليين تفجّر في مثل هذه الأيام في 2023، مع إقدام حكومة نتنياهو السادسة على “إصلاحات قضائية” اعتبرها المعارضون “انقلاباً على النظام”.
رغم الحدث الجلل، في السابع من أكتوبر، والحرب وخسائرها، يتضح اليوم أن النزيف الداخلي لم يتوقف داخل إسرائيل، لسببين جوهريين، أولهما، أن الاختلافات والخلافات عميقة، وأكبر من أن تداويها حرب، والثاني اعتقاد كل واحد من المعسكرين أن الطرف الآخر يتحمّل مسؤولية عار السابع من أكتوبر: المعارضة ترى أن ما حصل فشل إستراتيجي نتيجة لإستراتيجية فاشلة قادها نتنياهو لشراء صمت غزة بالمال وإدارة الصراع معها، بينما يرى الائتلاف الحاكم أن الفشل استخباراتي فقط، تتحمل مسؤوليته المؤسسة الأمنية لا المستوى السياسي، ومحاولة الأخير الإفلات من الحساب والمسؤولية تواصل صبّ الزيت على نار الخلافات. مثلما أن صمود المقاومة الفلسطينية 100 يوم، ونجاحها في جباية ثمن موجع من الإسرائيليين، وسط تساؤلات عن أهلية وقدرة الحكومة على إدارة الحرب، علاوة على الشك بسلّم أولوياتها ونظافة حساباتها يزيد طينة الوحدة الداخلية المترنحة بلّة.
يعكس استطلاع تنشره “يديعوت أحرونوت” هذا الجرح النازف، حيث يقول 75% من المستجوبين أن الشعور بالوحدة تعزّز لـ 58% منهم يعتقدون أن الانقسام سيعود فور انتهاء الحرب، فيما يثق 61% فقط بأن إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب، وهذه نسب متدنية مقارنة مع استطلاعات سابقة، وهذه نتيجة متوقعة في ضوء الحقيقة البسيطة التي تنطق صارخة، ومفادها أن الحرب مستمرة منذ 100 يوم. ويدرك رئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ خطورة بقاء النزيف الداخلي، فيحاول مجدداً المساهمة في مداواته ووقفه. ففي مقال نشرته الصحف العبرية، اليوم، بعنوان: “روحنا ستنتصر”، يؤكد أن القيادة تمتحن بحفاظها على وحدة الشعب وتحاشي الحملات السياسية (إشارة مبطنة لتوجهات نتنياهو وزمرته الفئوية). ويضيف، محاولاً، حثّ الإسرائيليين على التمسّك باللحمة بكل ثمن: “عدونا اعتقدَ أنه في السابع من أكتوبر سيضعفنا ويعمق الفرقة بيننا، لكن روحنا تأبى الانكسار”.
وتبعه وزير التعليم السابق شاي بيرون، الذي يقول، في مقال نشرته “يديعوت أحرونوت” اليوم: “لا نريد العودة للسادس من أكتوبر داعياً للعمل معاً والبحث عما هو جامع.
وربما لا يستذكر أهالي غزة اليوم 100 يوماً للحرب عليهم، لأن شدة القصف والقتل المتوحش أفقدتهم القدرة على التمييز بين الليل والنهار وبين الأيام، يضمدون جراحهم بالصبر على القتل والجراح والجوع والعطش والحرمان وصدمات أطفالهم وشيوخهم. 60 ألف جريح حتى الآن، و22 ألف شهيد، وعدد غير معروف من المفقودين ومئات آلاف من اللاجئين، بعضهم يغرق في وحل الشتاء، ويبيت بين الردم، وفي العراء، ما يستدعي السؤال حول إن كانت “حماس” قد قدّرت مسبقاً بأن هذا الثمن (نكبة ثانية) سيدفعه أهالي غزة وحدهم، مقابل “طوفان الأقصى”، ومن أجل تحرير كل الفلسطينيين، ومن أجل دولة مستقلة لهم؟
أشار نتنياهو إلى أن الحرب لن تنتهي دون “سد الثغرة في جنوب القطاع”، لأن بقاء محور فيلادلفيا ومعبر رفح بيد “حماس” يعني إبقاء الباب مفتوحاً لتهريب السلاح
إسرائيل بكل الأحوال ستخرج خاسرة من هذه المواجهة المربكة لها، ولكن هل يمكن القول إن الفلسطينيين، رغم صبرهم وثبات مقاومتهم التي أدهشت العالم وفاجأت الاحتلال، وما تزال، قد انتصروا، وقد تحوّل القطاع لركام؟ حرب غير مسبوقة، منذ النكبة، بين دولة كلّها عساكر، وفصيل فلسطيني محاصر قرّر هو أن يحاول كسر الحصار والنيل من هيبة دولة الاحتلال ومعاقبتها على استمرار انتهاكاتها. 100 يوم مضت وإسرائيل تتظاهر بأنها تدير حرباً أخلاقية دفاعية، وصحافتها متجندة، أكثر من أي حرب سابقة، زاعمة أنها حرب الأخيار على الأشرار.
لكن بعض الأصوات الإسرائيلية، التي تغرّد بعيداً عن القطيع واضحة وقاطعة، وأبرزها وأعلاها، اليوم الأحد، الكاتب الصحفي جدعون ليفي، الذي يتساءل في مقاله: “إذا لم يكن هذا جنوسايد في غزة، فماذا يكون إذن!”
ويتساءل ليفي تساؤل العارف: “ماذا نسمي القتل الجماعي المتواصل حتى هذه اللحظة دون تمييز، وبأرقام يصعب تخيّلها؟ ماذا نسمي وضعاً يلفظ فيه عددٌ كبير من الأطفال أرواحهم، وهم في النزع الأخير، ممدين على أرض المستشفيات، ومسنّون يكابدون الجوع والعطش؟ وكيف نسمي مليوني إنسان مهجرين نازفين مرضى يواجهون الجوع والعطش؟ ما المهم في التوصيف القضائي لحالتهم البائسة في محكمة العدل الدولية؟
ويخلص ليفي، في مقال شجاع، إلى القول ساخراً :”المهم هو ما يرتكبه الإسرائيليون بحق الفلسطينيين.إسرائيل ستتنفس الصعداء بحال رفضت هاغ دعوى جنوب أفريقيا. بحال رفضت الدعوى سيستريح ضمير الإسرائيليين!”.
وتبعته زميلته الصحفية عميرة هاس، التي استذكرت كذبة الناطق العسكري الإسرائيلي وهو يبرر قتل الصحفيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا، قبل أيام، وهذه فرصة للتذكير بأن حرب الإبادة طالت حتى الآن 100 صحفي فلسطيني، فهل كافّتهم “إرهابيون” ينتمون لـ “حماس و”الجهاد”؟
ومقابل مظاهرات شعبية في شوارع حواضر غربية، بقيت الدول العربية، في أغلبيتها الساحقة، تلتزم الصمت، أو تلجأ للثرثرة والضرائب الشفوية، وربما يكون المخفي أعظم لدى بعضها، مقابل “فزعة” عسكرية لـ “حزب الله” من لبنان، والحوثيين من اليمن.
وبشكل عام، يبقى صوت العرب والمسلمين أقل قوة مع صوت الاحتجاجات في العواصم الغربية، وهذا ما يثير جنون إسرائيل التي تساءل كثيرون فيها: “ما لجنوب إفريقيا ومالنا، حتى تقوم بما لم تقم به دولة عربية، وهي على بعد خمسة آلاف ميل عنا؟”.