15 غارة إسرائيلية على غزة وتعزيزات برية وبحرية وحماس لا تستبعد الحرب وتعلن الجاهزية

حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية عنيفة ضد مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفرت عن إصابة العديد من الفلسطينيين بجروح متفاوتة، بعضها خطرة، وتوعدت إسرائيل باستمرار الهجمات، في ما أنذرت حركة حماس الاحتلال بـ»دفع الثمن غاليا» حال أقدم على أي عمل عسكري ضد قطاع غزة، وتوعدت المستوطنين في الضفة الغربية. واتخذت قيادات حماس الحذر تحسبا لعمليا+ت اغتيال ضدها.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بنحو 15 غارة أهدافا متفرقة بينها مواقع لنشطاء المقاومة في القطاع، أدت إلى وقوع الإصابات وأضرار بالغة.
وقال الطبيب أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، أن القصف الجوي الذي نفذته قوات الاحتلال ضد القطاع، أدى إلى إصابة عشرة مواطنين بجراح، مشيرا الى أن سبعة مصابين سقطوا في قصف استهدف بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ووصف إحدى الإصابات بالخطرة، وقال أن بينها سيدة مسنة، وفتيات.
وأصيب ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة بشظايا صاروخ استهدف موقعاً قرب منطقة أبراج المقوسي شمال غرب مدينة غزة.
واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية خلال ساعات الليل، بثلاثة صواريخ موقعاً في حي التفاح شرق مدينة غزة، وموقع السفينة شمال غرب المدينة، مما أدى إلى احداث دمار وخراب في ممتلكات المواطنين القريبة من هذه الأماكن.
وقصفت الطائرات أيضا أرضاً زراعية قرب الكلية الزراعية شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع وموقعاً غرب بيت لاهيا بأربعة صواريخ، أدت إلى إلحاق أضرار في المنازل المجاورة.
كما استهدفت إحدى الغارات موقعا لنشطاء كتائب عز الدين القسام الجناح المعسكري لحركة حماس في بلدة بيت حانون، وآخر في مدينة رفح جنوب القطاع، إضافة إلى أرض خالية في المدينة.
ولم تسفر الغارات الأخيرة عن وقوع إصابات، غير أنها أحدثت خرابا وأضرارا مادية كبيرة، وأحدثت حالة من الخوف والهلع في صفوف السكان.
وظلت الطائرات بعد القصف تجوب وعلى ارتفاعات منخفضة سماء قطاع غزة، وأطلقت بالونات مضيئة في سماء القطاع.
وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن مقاتلات من سلاح الجو أغارت على 15 هدفا في قطاع غزة، وقال أن القصف استهدف منصات مخبأة لإطلاق القذائف الصاروخية، ومنشئات استخدمت لتدريب عناصر التنظيمات المسلحة ولتخزين وسائل قتالية.
وأشار إلى أن القصف جاء في ظل استمرار الهجمات الصاروخية الفلسطينية، وقال أن نشطاء من غزة أطلقوا عدة قذائف ليل امس الأول على مناطق الجنوب، سقط منها صاروخان في مدينة سديروت، أصابت إحداهما عمارة سكنية بينما سقطت الأخرى في ساحة منزل دون وقوع إصابات، فألحقت أضرار في المبنى.
وتعرضت منطقة المجلس الإقليمي «سدوت نيغف» في النقب الغربي فجرا لإطلاق قذيفتين صاروخيتين من قطاع غزة، دون أن تسفرا عن وقوع إصابات أو أضرار. وحسب الناطق العسكري الإسرائيلي، فإن منظومة «القبة الحديدية» تمكنت من اعتراض قذيفتين أطلقتا صوب مناطق الجنوب.
واتهمت جهات أمنية إسرائيلية كتائب القسام بالوقوف وراء عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة.
وترافق القصف مع الكشف عن دفع جيش الاحتلال بالمزيد من التعزيزات العسكرية على حدود القطاع. فنشر جيش الاحتلال المزيد من الجنود والآليات المصفحة والدبابات، حسب ما أكدته تقارير إسرائيلية.
وكشفت التقارير عن قيام جيش الاحتلال بنقل العديد من أفرد قواته التي عملت طوال الأيام الماضية في البحث عن المستوطنين المختطفين بمدينة الخليل، إلى محيط قطاع غزة، بسبب التصعيد الحاصل.
أحد الضباط الكبار في جيش الاحتلال عقب على عملية الانتشار بالقول أنه على ضوء ازدياد وتيرة إطلاق الصواريخ «لا يمكن الاكتفاء بقصف المباني المهجورة»، واضعا بذلك احتمالية تدخل تلك القوات بدل من الغارات الجوية. في غضون ذلك دفعت سلاح البحرية الإسرائيلية بالمزيد من القطع العسكرية، لتلازم المناطق المطلة على شواطيء غزة، تحسبا لاندلاع المواجهة، إذا ما استمرت عملية تساقط الصواريخ ببعد أكبر على بلدات ومدن إسرائيل.
ودعا رئيس بلدية سديروت الون دفيدي ورئيس بلدية اشكلون ايتامار شمعوني، الحكومة الإسرائيلية لـ «حسم المعركة ضد حركة حماس من خلال الشروع في عملية عسكرية ضد العناصر الإرهابية».
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية «الكابينيت» ناقش في اجتماع ليل امس الأول هو الثالث منذ العثور على جثث المستوطنين الثلاثة إجراءات الرد الإسرائيلية على عملية القتل.
وفي ختام جلسة المجلس الوزاري لم يصدر أي بيان رسمي حول ما تمخضت عنه الجلسة.
ويترقب محللون ومراقبون للوضع أن تقدم إسرائيل على عمل عسكري مفاجيء ضد قطاع غزة، خاصة وأن ما سرب من تصريحات بان الجيش غير معني بالتصعيد ولا يريد استهداف قيادات أو الدخول للقطاع، لم تقنع الفلسطينيين. هذا وخرجت حركة حماس في مسيرات انطلقت من مساجد مدينة غزة ليل أمس الأول منددة بالعدوان الإسرائيلي، وبحادثة مقتل الطفل محمد أبو خضير من مدينة القدس، على أيدي المستوطنين، وحرق جثته.
وتوعدت الحركة بأن دماء الشهيد لن تذهب هدرا، وقال القيادي في الحركة طلال نصار في كلمة له خلال المسيرة «هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام وسيدفع الاحتلال ثمنها غاليا». وقال مهددا المستوطنين أنه لا خيار أمامكم إلا «الموت على يد المقاومة، أو الرحيل»، مؤكدا أنه «ليس لهم أمن وأمان على أرضنا». وطالب نصار الرئيس محمود عباس بـ «وقف سياسة التنسيق الأمني الذي يوفر الحماية للمستوطنين ويحرم المقاومة من القيام بدورها في حماية شعبنا».
إلى ذلك توعدت سلطات الاحتلال في حال إقدام عباس على وقف التنسيق الامني، بشن هجوم على قطاع غزة، وقال نصار أن هذا الأمر»سيكلفه ثمنا غاليا»، مؤكدا امتلاك المقاومة «إستراتيجية واضحة للرد على الاحتلال في الوقت الذي تحدده وتراه مناسبا». ولم يستبعد القيادي في حماس أن تقدم إسرائيل على ارتكاب جريمة اغتيال، في مسعى منها إلى «خلط الأوراق».

أشرف الهور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية