من خلال 50 صورة صحافية أبرزها معرض «صحافيون على خط النار» حاول المصوران عطية درويش وأشرف أبو عمرة، توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعنجهيته المتواصلة في حق الصحافيين عبر صور توثق لحظات حرجة وصعبة، لصحافيين يمارسون مهنتهم ميدانياً في تغطية أحداث «مسيرة العودة» على حدود قطاع غزة، حيث نظمت مؤسسة بيت الصحافة هذا المعرض، تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي وثق الاستهداف المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي للطواقم الإعلامية الفلسطينية خلال تغطية المواجهات الساخنة على حدود غزة البرية والبحرية.
ويتجول المصوران بين الزوار الذين احتشدوا لحضور هذا المعرض، يشرحون لهم كيفية التقاط هذه الصور وإبراز مدى المعاناة في الوصول لأصعب النقاط الحساسة لالتقاط الصور، إضافة إلى إبراز لحظات مؤلمة في بعض الصور، والتي تناول فيها المصوران لحظات القتل المتعمد لبعض الزملاء الصحافيين.
وأكد الصحافي عطية درويش لـ»القدس العربي» أن الاحتلال الإسرائيلي اتجه إلى اتخاذ قرار باستهداف متعمد لكافة الطواقم الصحافية العاملة في ميدان المواجهات، لإخفاء جرائمه البشعة بحق الأطفال والشيوخ والنساء المنتفضين، وهذا ما نراه كصحافيين في الميدان من خلال تعرض عشرات الزملاء الصحافيين لإطلاق نار متعمد بالإضافة إلى قنابل الغاز. حيث أن معرض «صحافيون على خط النار» جاء في وقت مع بداية تصاعد حدة المواجهات، وذلك لإرسال رسالة إلى العالم مفادها أننا كصحافيين في حاجة إلى حماية دولية، أوقفوا الاعتداءات الإسرائيلية المتعمدة بحقنا.
وحول طبيعة الصور التي تم التقاطها، بين المصور درويش أن «بعض اللقطات التي تمكنت من توثيقها كنت على يقين تام بأن محاولة تصويرها ستكلفني حياتي، نظراً لحساسية وخطورة المكان الذي أحاول الوصول إليه في بعض الأحيان زحفاً، وذلك لإبراز جرائم الاحتلال خاصة بحق الشبان الذين يتقدمون الصفوف الأمامية نحو الحدود». وحسب المصور انه تعرض عدة مرات للاختناق بقنابل الغاز إضافة إلى إطلاق النار المتعمد صوبه، ولكنه استطاع المواصلة بفعل العزيمة والإرادة الصلبة التي تدفعه لرصد الجرائم الإسرائيلية في النقاط المتقدمة الساخنة.
وأضاف «مسيرة عملي مستمرة في كشف جرائم الاحتلال، على الرغم من تربص القناصة لفرسان الحقيقة من الصحافيين» وأضاف أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة سيقام معرض أكبر، وتمنى أن تحضره المؤسسات الحقوقية الدولية، لاطلاعهم على معاناة الصحافيين السلميين أثناء أداء مهنتهم.
وأشار المصور أشرف أبو عمرة، أن المعرض أثبت للعالم بأكمله حقيقة جرائم الاحتلال بحق الصحافيين، من خلال التوثيق بالصور لا بالكلام والمناشدات، حيث أن هذا المعرض إنما هو رسالة مدوية لإسرائيل، لإبراز وجهها الحقيقي الاجرامي.
وأوضح لـ»القدس العربي» أن هذا المعرض أثرت صوره في المجتمع الدولي والعالم، وذلك من خلال نشر العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والمؤسسات الإعلامية لهذه الصور عبر منصاتها الاجتماعية، والتي تبرز معاناة الصحافيين في الميدان.
في السياق بين مدير مؤسسة بيت الصحافة بلال جاد الله لـ»القدس العربي» أن الهدف من إطلاق هذه المعارض، تسليط الضوء على الانتهاكات المتعمدة بحق الصحافيين أثناء أداء عملهم الميداني في تغطية المواجهات، وتوجيه دعوة إنسانية إلى العالم والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لتجنب استهداف الطواقم الصحافية.
وأشار إلى أن هذه الصور تمكن المصوران من التقاطها، تحت إطلاق وابل من النار من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث غامرا بحياتهما من أجل رصد جرائم الاحتلال بحق عدد من الصحافيين تعرضوا لانتهاكات مباشرة خلال عملهم.
وكان ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، قد استشهدا، بعد أن أطلقت القناصة الإسرائيلية النار صوبهما، على الرغم من ارتدائهما الشارات الصحافية، في خطوة للنيل من هذه المهنة التي يوثق فيها الجنود المجهولون الجرائم في ساحات المواجهة. وتواصل الطواقم الصحافية العاملة في غزة نقل رسالتها الحقيقية، رغم تجاهل إسرائيل لكافة الأعراف والقوانين التي كفلها المجتمع الدولي، بحق الصحافيين والطواقم الطبية.