“أثر الفراشة” أول عمل وثائقي يتناول حياة الشهيدة الفلسطينية المسعفة رزان النجار

إسماعيل عبد الهادي
حجم الخط
0

شكل استشهاد المسعفة الفلسطينية المتطوعة رزان النجار 20 عاماً برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة في الأول من حزيران/يونيو من العام الحالي محط اهتمام لدى العديد من الكتاب والمخرجين الفلسطينيين، لما في حياة الشهيدة من زوايا إنسانية قدمتها في خدمة الجرحى المصابين على حدود غزة دون مقابل، في حين كان أجر عملها الأخلاقي والإنساني رصاصة غادرة اخترقت سترتها الطبية أودت بها شهيدة بعد مسيرة عمل تطوعي تكللت بالعزيمة والإرادة.

وتمكن المخرج الفلسطيني أياد الأسطل، من سكان مدينة غزة من إنتاج أول فيلم يوثق حياة الشهيدة، حيث تم عرض الفيلم الذي حمل اسم “أثر الفراشة” في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور عدد من الشخصيات الاعتبارية والمتضامنين الفرنسيين إلى جانب والدي الشهيدة والسفير الفلسطيني في باريس.

وبين المخرج، أن فكرة إنتاج هذا الفيلم جاءت من مجمل العمل الإنساني الذي قدمته الشهيدة رزان، الذي منه إخلاء مصابي مسيرات العودة على الرغم من صغر سنها إلا أنها أبدعت في إبراز أروع صور التضحية والإرادة القوية، من خلال التقدم نحو المناطق الساخنة وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين، وهو ما قهر الاحتلال وجعلها في مرمى نيرانه.

وأشار الأسطل، بعد جمع معلومات كافية عن حياة المسعفة، تم أخذ الموافقة الكاملة من عائلة الشهيدة للقيام بإنتاج أول عمل يتناول حياتها تحت مسمى “أثر الفراشة” وتم إنتاج هذا الفيلم في غضون شهر ونصف، تخلل ذلك جهد متواصل إلى أن أنجز بصورته النهائية وتم عرضه.

وأضاف، أن هذه النوعية من الأفلام القصيرة تأخذ اهتماماً عالمياً على الصعيد الإنساني، فالدول الغربية تحتضن مثل هذه الأفلام التي تتضمن سردا للعديد من القصص الإنسانية التي مرت بها فلسطين في تاريخ حروبها. فالهدف الأول من إنتاج هذا الفيلم كان بمثابة فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الفلسطينيين خاصة سكان قطاع غزة، في تصوير فتاة في مقتبل عمرها ترتدي سترة طبية، فيستهدفها الاحتلال بدم بارد بأبشع صور القتل الهمجية التي تعود عليها، إضافة إلى محاولة الفيلم تشكيل تضامن دولي يقف إلى جانب الفلسطينيين من خلال مقاطعة الاحتلال ومحاسبته على جرائمه.

وفي صور العزيمة ومواصلة النضال الفلسطيني، واصلت والدة الشهيدة رزان، مسيرة عمل ابنتها التطوعية عقب استشهادها، فلم تتأخر في أي جمعة من كل أسبوع عن الحضور إلى مخيمات العودة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة والعمل على إسعاف الجرحى وتقديم ما يلزمهم إيماناً منها بالواجب الأخلاقي تجاه المتظاهرين السلميين أصحاب الحق، والتي لطالما شجعت ابنتها على مواصلة عملها في تقديم الدعم إلى جانب زملائها المسعفين إلا أن نالت شرف الشهادة.

وبينت صابرين النجار والدة الشهيدة في كلمة لها خلال دعوتها لحضور الفيلم، أنها فخورة بما قدمته ابنتها رزان من صورة إنسانية مشرفة في خدمة الجرحى في ظل نقص الكوادر الطبية وانضمامها للعمل التطوعي، في حين لم ينل الاحتلال من عزيمة رزان، فهناك المئات من المسعفين والمسعفات المتطوعين انضموا إلى العمل أسوة بزميلتهم وها أنا شخصياً لم أتخلف يوماً عن تقديم الخدمة الإنسانية الوطنية للجرحى. فنحن أمام عنجهية إسرائيلية تستهدف كافة الشرائح الطبية والإعلامية. مضيفة انه كلما ارتقى شهيد من الكوادر الطبية يقف خلفه العشرات، وكذلك الكوادر الإعلامية، ما أن يسقط أي من الشهداء وإلا ينظم العشرات في خطوة لإكمال الصورة الحقيقية لجرائم الاحتلال.

تبقى جل هذه الأعمال الوثائقية القصيرة والتي تناولها العشرات من المخرجين الفلسطينيين على مدار سنوات النكبة الفلسطينية، وسيلة مهمة وكبيرة بعيدة عن ما يدور على الساحة السياسية، وكمدخل إنساني إلى العالم  توصل رسالة مفادها أن إسرائيل تمادت في الظلم والجرائم على الفلسطينيين دون حسيب أو رقيب، وعلى مدار السنوات شكلت هذه الأعمال رسالة ضغط قوية على إسرائيل من قبل منظمات إنسانية دولية ضاغطة قاطع عدد كبير منها الاحتلال، وشكلت قوة ضغط على صعيد بلدانها وما رافق ذلك حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ومقاطعة الألعاب الرياضية وغيرها والتي جعلت إسرائيل في عزلة دولية.

 

 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية