20 توجيها رئاسيا لإنهاء معاناة الأغلبية… والأزهري يتعرّض لهجوم عنيف عقب توليه حقيبة الأوقاف

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يمر قرار رئيس الوزراء، الذي اتخذه مؤخرا بشأن إغلاق المحال التجارية في العاشرة مساء مرور الكرام، إذ انفجرت عاصفة من الغضب بين التجار والعمال، الذين رأوا في القرار تهديدا لمصادر أرزاقهم، حيث أسفر الإجراء الذي تعهدت الحكومة عقب صدوره بإعادة النظر فيه لاحقا، غير أن مجلس الوزراء أعلن عقب تشكيله إصراره على المضي فيه لما يجنيه من فوائد أبرزها، توفير مزيد من الطافة الكهربائية وهو القرار الذي أسفر، حسب رأي التجار وأصحاب المصالح والمصانع، إلى إصابة العاصمة ومعظم المحافظات بمزيد من الكساد.
وعقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أول اجتماع بعد الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد؛ لمتابعة الإجراءات التي يتم اتخاذها لحل مشكلة الكهرباء، ووقف تخفيف الأحمال بحضور كل من المهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأحمد كجوك وزير المالية، والمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية.. وأكد مدبولي صدور عشرين توجيها رئاسيا للحكومة بهدف تذليل العقبات التي تواجه المواطنين، وأشار إلى أن هناك حرصا شديدا في أول يوم عمل بعد الإعلان عن التشكيل الجديد للحكومة، على متابعة توافر جميع أنواع السلع في الأسواق وتكثيف جهود ضبط الأسعار. وقال النائب مصطفى الكحيلي عضو مجلس الشيوخ، إن الحكومة الجديدة تضم العديد من الكفاءات والخبرات، وقادرة على التعامل مع التحديات الراهنة، مشيرا في بيان صحافي إلى أن هناك ملفات كثيرة يجب أن تضعها الحكومة في أولوياتها، منها الملف الاقتصادي، الذي يتمثل في جذب الاستثمارات الأجنبية، وضبط الأسعار في الأسواق.
وحول مستجدات الحرب التي تقترب من شهرها العاشر دون أمل يلوح في الأفق لإنهاء معاناة الغزيين وتطورات القتال على الجبهة اللبنانية قال العميد أكرم سريوي الخبير العسكري والاستراتيجي، أن طيران الاحتلال الإسرائيلي يحرص على خرق حاجز الصوت في سماء لبنان ما يؤدي إلى تكسير الزجاج في المنازل وإرهاب السكان وإظهار القوة الإسرائيلية، لافتا إلى أن هذا نوع من الحرب النفسية والمعنوية على سكان جنوب لبنان واللبنانيين. وأضاف سريوي، في تصريحات تلفزيونية أن إسرائيل تستبعد حماس وحزب الله من أي مباحثات أو مشاريع أو مسودات حل يتم وضعها، وبالتالي، يمكن القول، إن كل ما قدم إلى حماس ولبنان عبارة عن إملاءات وليس تسويات. وأشار إلى انه عندما تقترح إسرائيل صفقة ما، فإنها تريد هدنة 6 أسابيع تعيد خلالها الأسرى ثم تعود بعد ذلك لاستئناف الحرب وتهجير الفلسطينيين والحرب عليهم، وبالتالي، فإنها تقدم نوعا من الإملاءات لاستسلام حماس وإلقاء السلاح، وهذا ينسحب على لبنان أيضا، فكل المسودات التي قدمت إليه بمثابة إملاءات إسرائيلية تطلب انسحاب حزب الله وتراجعه عن الحدود لمسافة 10 كيلومترات..
أسير قهره

فى أضعف حالاته.. سوف يستقبل الرئيس الأمريكي بايدن مجرم الحرب نتنياهو عند زيارته لواشنطن هذا الشهر، كما أعلن البيت الأبيض، وسوف يكون هدف بايدن الأساسي (إذا ظل في المنافسة الانتخابية) كما أطلعنا جلال عارف في “الأخبار” هو فقط ألا يهاجمه مجرم الحرب الإسرائيلي أمام الكونغرس، وسيستجيب نتنياهو ويقبض الثمن السياسي المطلوب تاركا بايدن يواجه أزماته، ويتحمل نتائج ضعفه وأخطاء سياساته، وحتى ذلك الوقت.. لا بأس من أن تعلن إسرائيل عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة (الأقل حدة) في الحرب، بينما تطلب من الفلسطينيين إخلاء الثلث الجنوبي من قطاع غزة وتستعد لتدمير ما تبقى في رفح وخان يونس من أسباب الحياة.. بينما واشنطن ما زالت (لا ترى) في كل ما يجرى من مذابح إسرائيلية، أي دلائل على إبادة جماعية، وتواصل ضغوطها ومؤامراتها مع دول حليفة أبرزها بريطانيا، لتأجيل صدور قرار اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه كمجرمي حرب. يذهب نتنياهو إلى واشنطن وهو يعرف أن رأي الإدارة الأمريكية يتفق مع رأي القيادات العسكرية والمخابراتية في إسرائيل، بأن المهمة العسكرية انتهت في غزة منذ شهور، وأن ما يجري هو حرب استنزاف تدفع فيها إسرائيل أيضا ثمنا كبيراَ، وأن هذا الثمن سيتضاعف إذا لم يتم الانسحاب الكامل وتتوقف الحرب ويتم تبادل الأسرى وترضخ إسرائيل ـ في النهاية ـ للشرعية الدولية التي تعترف بحق شعب فلسطين في دولته المستقلة وقدسه العربية. يعرف نتنياهو ذلك، لكنه سيظل يناور حتى النهاية، وسيمارس الابتزاز على أمريكا بلا حدود، ولن تتوقف محاولاته لتوريط أمريكا في حرب يسعى لإشعالها مع حزب الله، لن تكون إيران بعيدة عنها. ورغم صعوبة ذلك فهو يريد استغلال ضعف بايدن قبل الانتخابات ليحصل من واشنطن على ما يمكنه ـ على الأقل ـ من تصعيد محسوب على الجبهة اللبنانية انتظارا لمن ستأتي به الانتخابات للبيت الأبيض، ومع ذلك يظل التحفظ سيد الموقف. والبيت الأبيض يقول، إن الاجتماع مع نتنياهو سيتم «إذا لم تحدث مفاجآت».. والمفاجآت مطروحة عند الطرفين.

يجمعهما القتل

اختلف المرشحان الرئاسيان جو بايدن ودونالد ترامب في كل شيء أثناء المناظرة بينهما، ولكنهما اتفقا على مواصلة دعم إسرائيل.. الرغبة الواضحة التي أبدياها في مواصلة الدعم، شبهها سليمان جودة في “الوفد” بأنها بمثابة «أوراق اعتماد» يقدمها كل مرشح منهما في السباق إلى البيت الأبيض. وهذا ليس جديدا علينا لا من بايدن ولا من ترامب.. والذين تابعوا سباق 2020 إلى البيت الأبيض يذكرون جيدا كيف راح ترامب على وجه التحديد يقدم القرابين للصوت اليهودي الانتخابي في الولايات المتحدة وقتها. وإذا كنا قد نسينا فعلينا أن نذكر أنه هو الذي قاد في تلك السنة، ما يسمى باتفاقيات السلام الإبراهيمي بين أربع دول عربية، والدولة العبرية، ولم يكن يفعل ذلك من أجل سواد عيون إسرائيل، ولكنه كان يفعله وأمامه البيت الأبيض يريد أن يدخله من جديد. وإذا كنا قد نسينا فعلينا أن نذكر أيضا، أنه هو الذي قرر نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وأن هذا ما لم يجرؤ عليه أي رئيس أمريكي سابق عليه، وأنه راح في ولايته الأولى التي امتدت من 2016 إلى 2020 يغري دولا أخرى بأن تتخذ الخطوة نفسها، لولا أن دولا معدودة على أصابع اليد الواحدة هي فقط التي خضعت لضغوطه، بينما رفضت بقية الدول وقاومت الضغوط على امتداد العالم.. ورغم ذلك كله، فإنه خسر السباق أمام بايدن، وتبين فيما بعد أن 77٪ من اليهود في الولايات المتحدة أعطوا أصواتهم للمرشح الديمقراطي جو بايدن وكان هذا هو العقاب العادل الذي كان على رجل مثله أن يتلقاه، ولكنه رغم ذلك عاد يمارس اللعبة نفسها أثناء المناظرة الأولى التي جرت بينه وبين المرشح الديمقراطي مساء الخميس 27 يونيو/حزيران. لقد وقف يقول إن على العالم أن يدعم إسرائيل في مواصلة الحرب، ولم يكن هذا غريبا على واحد مثله، فعل ما فعل من قبل في قضية نقل السفارة، أو في دفع عدد من الدول العربية إلى عقد اتفاقات سلام إبراهيمي مع الدولة العبرية. لا غرابة في أن يقول ما قاله أثناء المناظرة، ولا غرابة في أن يقول بايدن إنه سيواصل الضغط على حماس، فكلاهما يخطبان ود إسرائيل، ومن ورائها يخطبان ود اليهود.

لا يؤرقه عجزه

على الرغم من تلعثمه وأدائه غير المستقر، يقال إن بايدن البالغ من العمر 81 عاما رفض مقترحات البعض بالانسحاب، محاولا تهدئة المخاوف خلال تجمع انتخابي في ولاية نورث كارولاينا، حيث بدا أكثر حيوية. في الوقت نفسه، والكلام لعبد اللطيف المناوي في “المصري اليوم” أعرب بعض كبار المانحين الديمقراطيين عن الحاجة إلى تبني بديل لبايدن، ولو على سبيل الاحتياط، ولكن لم تتخذ أي إجراءات رسمية لإقناع الرئيس الحالي بالتنحي. ورغم ذلك، لا يبدو أن الأوان قد فات لاستبدال بايدن، إذ يمكن للمندوبين في المؤتمر الوطني الديمقراطي التصويت لمرشح آخر إذا انسحب بايدن.. غير أن استبدال المرشح قد يؤدي إلى فوضى سياسية، وإظهار أن هناك اختلافات أيديولوجية داخل الحزب. بايدن حشد الدعم من الغالبية العظمى من المندوبين، ولكن في حال انسحابه، سيكون هناك مؤتمر مفتوح آخر لاختيار البديل، ما قد يؤدي إلى صراع مرير بين المتنافسين. ورغم ذلك كله يشير الخبراء إلى أن بايدن يمثل حلا وسطا يجمع تحالف الحزب، وقد يكون من الصعب العثور على بديل مقبول للجميع. تغيير المرشحين من الناحية القانونية ممكن؛ لأنه لا يوجد مرشح رسمي حتى الآن، لكن المناورات السياسية لاختيار مرشح جديد ستكون معقدة. إذا انسحب بايدن قبل انتهاء عملية اختيار المندوبين، سيكون على المندوبين أن يقرروا من سيكون المرشح التالي. ولكن في حال انسحاب بايدن بعد ترشيحه رسميا من قبل المؤتمر الوطني، تختص اللجنة الوطنية للحزب باختيار مرشح بديل، كما حدث عام 1972 عندما اختير بديل لنائب الرئيس السيناتور توم إيغلتون، بسبب مشكلات صحية. بعض الديمقراطيين متخوفون جدا من أن توقيت انسحاب المرشح يؤثر على بطاقات الاقتراع، حيث قد يُطبع اسم المرشح السابق، إذا تم الانسحاب قبل فترة قصيرة من الانتخابات. ولكن يظل التساؤل الأصعب للغاية هو: ماذا لو رفض بايدن التنحي إذا ما قرر الحزب ترشيح آخر؟ الإجابة هنا صعبة للغاية، وقد تؤدي النتيجة فعليا إلى فوضى شاملة، وهزيمة ساحقة للحزب الديمقراطي، وقد تؤدي إلى فضيحة أخرى مثل فضيحة الكابيتول، التي كان بطلها الرئيس السابق وأحد العجوزين المرشحين للبيت الأبيض.

حيلة الضعفاء

لماذا دائما نعيد الحديث عن المقاطعة؟ لأنها وفق رأي خالد حسن في “الوفد” أقل شيء ممكن تقديمه لأهل فلسطين وغزة وثأرا لكرامتنا.. وأتعجب من كذب وضلال كل من يحاول التقليل من المقاطعة، ويدلس على الناس، بحجة أنها لا تجدي، في حين أنها أقوى سلاح مدني متاح يستخدم ضد الصهاينة.. ودائما ما نلقي اللوم على أبنائنا الشباب ممن لا يستطيعون الاستغناء عن البيبسى كولا والكوكاكولا والشيبسي وأنواع الشوكولاته المختلفة وغيرها من رفاهيات أصبحت للأسف إدمانا عند بعض الشباب، ولكن لم يتحدث أحد عن مصادر تلك البضائع أو التجار والمولات والمحلات والأكشاك، حيث لا تخلو من تلك البضائع المقاطعة، والتي اعتبرها محرمة لأنها تساعد عدونا اقتصاديا، ونلقي اللوم على الأبناء فقط، في حين أن هؤلاء الشباب لا يجدون البديل عند الباعة.. لماذا لا ننصح التجار بأن ينضموا إلى قافلة المقاطعة برفض نزول تلك البضائع.. لماذا أخى البائع لا تنضم إلى قافلة المقاطعة، وتمنع بائع الجملة من أن يبيع لك بضائع المقاطعة.. هل تخشى قلة الرزق، وأن يضيق عيشك إذا امتنعت عن قبول تلك البضائع.. المسألة تحتاج المزيد من التضحيات وقوة الإرادة.. قال صديق طبيب إنه أعلن المقاطعة للعديد من تلك البضائع من قبل حرب غزة ليس فقط نصرة للقضية الفلسطينية، وإنما للحفاظ على صحته.. وقال: أتعجب كل العجب من أن تسمح وزارة الصحة لشركات الشيبسي والكوكاكولا والمياه الغازية بالعمل وبيع تلك الأشياء الضارة المسرطنة، أين عقل المسؤول وهو يسمح بتلك الصناعة ويعلم أنه حتى الملح الذي يستخدم في صناعة الشيبسى من الكيميائيات الضارة للجسم، علاوة على المواد الحافظة، التي اعتبرها «سما بطيئا» يغزو الأجساد.. المسألة تحتاج إلى إرادة قوية للحفاظ على صحة الشباب، فالشباب يحتاج إلى مواجهة بدأتها الدولة بأن أمرت بإغلاق المحلات والكافيهات العاشرة مساء والآن ننتظر قوة الدولة في إغلاق أو تحويل مسار تلك الشركات التي تصنع أطعمة تضر الصحة.

لا تعض رغيفي

خلال 12 ساعة فقط.. دفع المصريون أكثر من 60 مليار جنيه في شراء شقق وشاليهات وفيلات في مشروع أعلنوا عنه في الساحل الشمالي الغربي لينضم لأخويه في العلمين الجديدة ورأس الحكمة. وكالعادة.. تساءل خالد حمزة في “المشهد”: من أين أتت كل تلك المليارات.. وهم أنفسهم الذين يشكون مرّ الشكوى ليل نهار من الارتفاعات الفلكية في الأسعار. حتى اشتكى الغني قبل الفقير منها.. بعد أن أكلت الأخضر واليابس. ويبدو أن هناك مصريين يعيشون على قطعة الأرض نفسها.. ولكن منهم المصريون العادة مثلي ومثلك.. والذين يشكون مرّ الشكوى من فواتير الكهرباء والمياه والغاز وزيادة أسعار البنزين والمواصلات، والأكل والشرب، ودروس العيال.. وطلبات أم العيال، وميزانية الثانوية العامة والدروس الخصوصية. ناهيك عن الشكوى من رفع سعر رغيف العيش من خمسة قروش لعشرين قرشا دفعة واحدة.. وكأن القيامة قامت. والحقيقة أن تلك الشريحة اللي أنا وأنت منهم.. عندهم بدل الحق ألف حق. وهم يمشون في الدنيا على طريقة.. لا تعض رغيفي. وهم يقضون نصف عشائهم نوما.. وكفي الله المؤمنين شر المطالبة بوجبة إضافية.. تكلفهم الشيء الفلاني. ويبدو كمان.. أن هناك طبقة أخرى تصرف ببذخ وإسراف بالملايين وبالمليارات أحيانا.. وتمتلك الشقق والفلل والعقارات في التجمع والرحاب ومدينتي والعلمين ومارينا القديمة وهاسيندا.. وهلم جرا في رأس الحكمة والساحل الشرير. ويبدو أن تلك الطبقة تتوسع وتتكاثر وتسكن جنبا إلى جنب.. بعيدا عن الوحشيين الحاقدين من أمثالنا. ولكن ما يثير غضبك.. أن أفرادا من تلك الطبقة يحدثونك عن العدالة الاجتماعية والفقر وغلاء الأسعار وتكافل وكرامة المواطن الغلبان.. الذي لا حول له ولا قوة. يا حرام.. ويبدو ثالثا أن هؤلاء هم أصحاب الأرض الحقيقيين.. واحنا ضيوف. أو قل عالة عليهم. هم يريدون مصر الحلوة الغنية.. بأراضيها الخالية من العشوائيات.. من بشر وحجر. ونحن زي ما إحنا محلك سر.
النوم بالإكراه

لم يجد محمود شومان في “القاهرة 24” في القرار الذي بادر رئيس الوزراء في الإعلان عنه بغلق المحلات التجارية 10 مساء سوى محاولة حكومية لفرض ترشيد استهلاك الكهرباء، إلا محاولة لفرض النوم على تلك المدينة وشوارعها. ورغم وعود الحكومة بمراجعة القرار وإعادة النظر فيه، إلا أن القرار دخل حيز التنفيذ بالفعل. هل المواعيد الصيفية المفروضة حاليا مطبقة بالفعل وفقا لما تم إقراره مع قدوم فصل الصيف كان على المحال التجارية أن تغلق أبوابها في الحادية عشرة مساء، ولم أر أي مظهر يشير إلى أن مثل هذا الأمر كان مطبقا بالفعل. يتجاوز الأمر بالتأكيد محاولة الحكومة ترشيد استهلاك الكهرباء وربما لو أعادت النظر بالفعل لتبين لها أن الأمر على غير جدوى، ولكن في رأي يتعلق الأمر بنمط حياة المصريين، الذي يعرف طريقا للنوم في المواعيد الطبيعية والمعتادة في أنحاء العالم فلا مدينة شرقا وغربا لا تهدأ شوارعها بعد منتصف الليل، إلا القاهرة. أعاد القرار الحكومي محاولة حكومية في 2012 لإصدار تشريع يلزم أصحاب المحلات إغلاق محلاتهم اعتبار من العاشرة مساء باستثناء المطاعم، حيث تمتد لهم المدة إلى الثانية عشرة مساء، وللمصادفة كان الأمر أيضا يتعلق بتوفير الطاقة الكهربائية. وأيضا كانت هناك محاولة سابقة في 2010 لفرض الإغلاق في حدود العاشرة مساء وقتها، تحدث محافظ القاهرة عن الأمر ليؤكد أنه لا توجد عاصمة أو مدينة كبرى في العالم لا يتوافر فيها نظام محدد في مواعيد الفتح والإغلاق للمحال. فشلت كل تلك المحاولات أمام طبيعة المواطن المصري العاشق للسهر بامتياز، ولكن لا مجال من أن يتغير هذا النمط، وبالتأكيد سيكون المردود الإيجابي أكبر بكثير وسيتجاوز قطاع الكهرباء إلى ما هو أكبر وأهم. بالتأكيد جميعا ولو لمرات قليلة تجاوزنا معدلاتنا الطبيعية في تحمل السهر وصباحا كنا مضطرين إلى جلد الذات، بينما نقاوم الرغبة الشديدة في النوم من أجل الوصول إلى العمل في موعده المحدد وتجنب غرامات التأخير.

صعوبات في انتظارها

كان الله في عون الوزارة الجديدة التي بدأت في ممارسة مهامها الثقيلة، فور أدائها لليمين الدستورية واجتماعها بالرئيس السيسي. ويتمنى محمد بركات في “الأخبار” للوزارة الجديدة التوفيق في القيام بالمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقها، في هذا التوقيت الدقيق من المسيرة الوطنية المصرية. ودعوتنا لها بالتوفيق تنبع من إدراكنا بأنها تأتي متواكبة مع بدايات المرحلة الأهم من مسيرتنا الوطنية، الساعية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية، والانتقال بمصر إلى المكانة اللائقة بها إقليميا ودوليا. وليس من المبالغة القول بأن الوزارة الجديدة تواجه العديد من التحديات والكثير من المهام، عليها التعامل معها بأكبر قدر من الجدية، نظرا لأهميتها وتأثيرها البالغ على الوطن والمواطنين بصورة عامة، في ظل الظروف بالغة الحساسية والدقة التي يمر بها الوطن حاليا. وحزمة التحديات والمهام التي تفرض نفسها على الحكومة الجديدة، تضم العديد من القضايا والموضوعات المتنوعة والموزعة على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي تمثل الأولويات الأساسية التي يجب الاهتمام بها والسعي لإنجازها، استجابة لطموحات المواطنين وتطلعاتهم للحياة الأفضل. ويأتي في المقدمة من هذه الأولويات دون شك، العمل الجاد لتحسين مستوى معيشة المواطنين، ومواجهة الغلاء وارتفاع الأسعار، ومع التركيز على تخفيض المعاناة عن الفئات الأكثر احتياجا والمهمشة وتوفير الحماية الاجتماعية لهم، في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. ويتواكب مع ذلك التركيز على التنمية الشاملة وزيادة الإنتاج والنهوض بالصناعة، وتوطين التكنولوجيا والسعي لزيادة الاستثمارات، وزيادة فرص العمل والقضاء على البطالة وارتفاع معدلات ونسب النمو وزيادة التصدير. ويتوازى مع ذلك ويسير معه الاهتمام البالغ بتطوير التعليم وإصلاح المنظومة الصحية، وإعادة بناء الإنسان المصري على أسس صحيحة.

المهم ثمارها

لا يختلف أحد على أن المواطن المصري كان ينتظر التغيير الحكومي بفارغ الصبر.. بسبب عدم رضاه عن الأداء الحكومي لبعض الوزارات التي تتقاطع مع احتياجاته وظروف معيشته.. يعلم المواطن حجم التحديات الكبرى التي تواجه الدولة المصرية.. ويعلم كما أخبرنا مصطفى عمار في “الوطن” الوضع الصعب الذي نعاني منه. ولكن المواطن في العالم كله، وليس في مصر فقط، يبحث دائما عن الخدمات ومتطلبات الحياة مهما بلغت التحديات التي تواجه دولته. ومن هنا كانت استجابة الرئيس عبدالفتاح السيسي لصوت الشارع بضرورة إجراء تغيير حكومي شامل، وليس مجرد تعديلات قليلة على بعض الوزارات.. الشارع المصري الذي انحاز له الرئيس في 3 يوليو/تموز 2013.. انحاز له مرة أخرى في 2024 ليجري أكبر حركة تغييرات حكومية على مستوى الوزراء والمحافظين ونوابهم، ليلبّي رغبة الشارع في التغيير الحكومي وليضع أسسا علمية وموضوعية في اختيار حكومة تلبي طلبات الناس واحتياجاتهم. ولأن لكل مرحلة تحدياتها ومتطلباتها، جاءت دلالة اختيار لحظة استثنائية أخرى هي الثالث من يوليو/تموز 2024، وبعد شهور من بداية الولاية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسي، ليتم الكشف عن التغيير الشامل في الدولاب الحكومي عبر حكومة جديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، وحركة محافظين هي الأكبر، في رمزية لا تخطئها عين بأن رجال تلك المرحلة المنطلقين لاستكمال بناء الجمهورية الجديدة يستمدون عزيمتهم من روح ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران، متسلحين بتكليفات واضحة لرئيس الجمهورية ومنحازة للمواطن ورضاه، وحماية الأمن القومي للدولة في ظل تغييرات كبرى تجري على خريطة الجغرافيا السياسية. ويتزامن التغيير مع تحديات جمة تنتظر الوزراء والمحافظين الجدد على الصُّعُد كافة، وتحدوهم آمال المصريين في غد أفضل، خاصة أن هذا التغيير جاء شاملا وتم الإعلان عنه بعد شهر من تكليف الرئيس السيسي لرئيس الوزراء بتشكيل الحكومة الجديدة.

خبوا عيالكم

انتشرت مجموعة من الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر خلالها الدكتور أسامة الأزهري محمولا على كرسي فوق أعناق أهل جزيرة «لومبوك» في إندونيسيا. الصور قديمة تعود لمايو/أيار 2023، يُعاد استخدامها غمزا في جنب الشيخ الوقور، وتجاهل هؤلاء الذين ينعتهم حمدي رزق في “المصري اليوم” بالأبالسة، رد الدكتور الأزهري حينئذ على مكرمة أهل الجزيرة بحمله على «المحفة»، بقوله: «إذا كنتم تفضلتم بحملي على الأعناق فأنا أحملكم جميعا فوق رأسي، وهذا التكريم منكم ليس لشخصي، بل لمصر العظيمة وشعبها العظيم وأزهرها الشريف، ونحن في مصر نرد الإكرام بمثله وزيادة، بل بأضعافه أن شاء الله». وتلقف هؤلاء مع خبر تعيين العلامة الدكتور أسامة الأزهري وزيرا للأوقاف، بفحش القول، يناصبونه العداء، يبتدرونه بالسيئات، بتغريدات مفبركة، وتويتات مكذوبة، وينسبون له ما لم يقله يوما، ولا ثبت عنه نقلا، يذبحون له القطة على باب المسجد كما يقولون. الأزهري جالكم خبوا عيالكم، ويتفحشون، من الفحش، لسان حالهم قطع لسانهم، خلصنا من جمعة (الوزير مختار جمعة) طلع لنا في المسجد الأزهري، يبدو أن الوزير جمعة كان معذبهم، سوط عذاب على ظهورهم، كانوا يخشون فزعته في وجوههم، كان شديدا في الحق. ترجمة فحشهم خوف تلبسهم، خشية علم الأزهري، زرب اللسان، فصيح البيان، خفيض الصوت، قوي الحجة، وتوفره على الخطاب العقلاني الذي لا يخاصم واقعا معيشا. الأزهري يجيد المناظرة، والمواجهة، ولا يخشى في حق الله لومة لائم، ويصعب المزايدة عليه، أو جره إلى خلاف، من دعاة الكلم الطيب وصالح الأعمال، وجمع الشمل على مقاصد الشرع الشريف.

بين جيلين

يعترف فاروق جويدة في “الأهرام” بأننا عشنا شبابا، جمع الرضا والألم وعرف القناعة وهزيمة الحلم وذاق النجاح وعاش لحظات اليأس، عشنا أكتوبر/تشرين الأول النصر وتألمنا مع نكسة 67، وحلمنا كثيرا، بعض أحلامنا تحققت وبعضها خذلنا، لهذا أعيش وقلبي مع 60 مليون شاب، هم أعظم ثروات مصر التي يحسدنا العالم عليها.. هناك دول شاخت وتفتح أبوابها لكل شاب قادم.. الشباب هي أجمل فترات العمر قوة وأحلاما وترفعا هي الزمن الجميل في حياتنا، وأنا أراقب الآن أحوال شباب مصر وأسأل عن فرصهم في التفوق والنجاح، والعدالة في توزيع هذه الفرص.. أين درجة الوعي ومستوى الفكر ودرجة الحوار، وهل للتفوق نصيب في حياة الناس والفرص محجوزة مقدما، وهل للفقير نصيب في ثروة وطنه، وهل يمكن أن تجد إنسانا بسيطا في أحد المناصب، أين الأحزاب السياسية من شبابنا، وأين الحوار في الجامعات، وأين يقف الشاب إذا لم يكن غنيا أو درس في جامعة بالدولار.. ولماذا هاجر شباب الأطباء وإلى أي مدى وصل مستوى التعليم في بلادنا، وكيف انتشرت المخدرات والجريمة، وأين الأسرة المصرية التي تركت أبناءها للمحمول والفن الهابط؟، ما زلت أعتقد أننا في حاجة إلى أن نهتم بشبابنا أكثر هناك حالة جفاء بيننا في البيت والعمل والشارع والحوار.. لابد أن نسمع شبابنا ونتحاور معهم ولا نترك أشباح الانقسامات تفرق بيننا غنيا وفقيرا وأميا ومتعلما وساخطا وغريبا.. الاهتمام بالشباب يؤكد أن مصر أم للجميع وميزانا للعدل والإنصاف يشعر فيها كل شاب بأنه يملك شيئا من ترابها.

لا تظلمونهن

من تعقيدات وغرائب الانتهاك الصارِخ لحقوق كثير من النساء اللائى يتعرضن للاستيلاء على حقوقهن القانونية في الميراث، أكد أحمد عبد التواب في “الأهرام” بشأن الضحايا: إنهن يتقبلن الأمر أو يستسلمن له، ومنهن مَن يتبنين وجهة نظر من استولى على ميراثهن، الذي يَعتبِر أن الوارِثة إذا نالت حقَها فإن زوجها، الذي يراه المستولي غريبا عن العائلة، سوف يستفيد من جزء من ميراث العائلة، الذي هو حق زوجته، ولذلك يرى حرمانه من الاستفادة، حتى لو كان في هذا هدر لحق الوارثة القانوني، كما أن فيه تبديدا لحق أبنائها إذا كان لها أبناء. والأكثر غرابة أن هذه الحالات متفشية، خاصة في الريف، حيث يتمثل الميراث في بعض الحالات في أرض ومشروعات زراعية، تدر أرباحا كبيرة لا تتحصل صاحبة الحق منها إلا على الفتات الذي يمرره لها المستولي على الميراث، الذي عادة يكون أخا أو أحد الأقارب المقربين. كما أن السائد بين كثير من النساء أنهن يعتبرن اللجوء للقضاء لنيل حقوقهن (قِلّة أصل)، يمكن أن تعاير بها وسط العائلة ومن الجيران، لأنهم يتغاضون عن واقعة الاستيلاء على حقها، ويعتبرونها أهانت المستولي على حقها، سواء كان شقيقها أو قريبها، بتهديده بإدانة قضائية، وهذا يؤكد أن محركات هذه الظاهرة هي عوامل اجتماعة وثقافية ونفسية، لأن القانون واضح، بلا لَبس، في تحديد الحقوق، ثم أن الإجراءات السليمة في الشكوى تضمن استعادة الحق، ومعاقبة المستولي على الميراث. وقد أنصف القضاء، منذ أسبوعين فقط، ثلاث نساء رفعن دعوى ضد شقيقهن لأنه حرمهن من الميراث، حيث أصدرت محكمة جنح مستأنف جنوب القاهرة حكما بحبسه 6 أشهر، في إدانته بعدم تسليم حصة ميراثية لشقيقاته الثلاث، بعد أن أثبت تقرير مصلحة الخبراء الوقائع. وقد نُفِّذ الحكم على المتهم. وجاء في حيثيات الحكم أن ما آتاه المتهم يمثل ركن الخطأ المُستوجِب للتعويض المدني، وأن ذلك الخطأ سبَّب أضرارا مادية وأدبية لصاحبات الدعوى، تمثل في حرمانهن من حصصهن الميراثية، وما لحق بهن من ضرر نفسي جراء ذلك، وكانت علاقة السببية قد وصلت بين خطأ المتهم والضرر الذي لحق بهن، وهو ما تتوافر معه أركان المسؤولية التقصيرية.

فلسفة سمية

كتبت الفنانة سمية الخشاب على حسابها على منصة إكس «تويتر سابقا» تقول الآتي: «التعليم ميحددش لا مصير ولا نيلة.. بتعرف تجيب فلوس هتعرف تتجوز وتسافر، مبتعرفشي يبقى الشهادة هتقرطسها وتحط فيها طعمية». والمؤكد حسب عماد الدين حسين في “الشروق”، أن الفنانة سمية الخشاب لا تدرك خطورة ما كتبته وحتى أكون أمينا في العرض فإن الخشاب اتبعت هذه التغريدة بتغريدات كثيرة عن التعليم والثانوية العامة، ومن الواضح أنها تعتقد أنها تقدم نصائح للشباب، كي يختاروا مستقبلهم بصورة سليمة وصحيحة. بعض ما قالته الخشاب: في تغريداتها منطقي مثل أن عدم الحصول على مجموع عالٍ ليس نهاية العالم، ولا يعني أن الإنسان فاشل، وأن هناك خطأ كبيرا في السير وراء أوهام كليات القمة، وأن الحياة ليست طبا وهندسة وصيدلة، وعلى الطلاب أن يركزوا على ما يحبونه. لكن المشكلة أن التغريدة الأولى الأساسية للخشاب سيكون لها تأثير شديد السوء والخطر على طلاب كثيرين، والسبب أن الخشاب فنانة ومعروفة ولديها جمهور كبير قد يتأثر بكلامها. في إحدى تدويناتها قالت الخشاب: «أنا خريجة كلية تجارة الإسكندرية، وقعدت أذاكر أذاكر واشتغل في مجال ملوش علاقة بالتجارة، وهو السياحة، وبعدها دخلت مجال التمثيل، ونجحت فيه وحققت ذاتي، عشان حاجة بحبها ملهاش علاقة خالص بما درسته». وكتبت أيضا: «واللي في الثانوية العامة اليومين دول الشاطر اللي يجيب فلوس». نعم مهم جدا أن يختار الطالب المواد والتخصصات التي يحبها ويميل إليها ويفضلها، ومهم جدا أن يعمل الخريج في التخصص الذي درسه وتفوق فيه، لكن كلام الخشاب سيصل إلى متابعيها، باعتباره دعوة لهجرة التعليم والجري وراء المجالات التي تجلب المال فقط.

تضر بالصغار

التمثيل مهنة من المؤكد أنها تجلب أموالا ضخمة للنجوم فقط، وليس لكل العاملين فيها، لكن المشكلة من وجهة نظر عماد الدين حسين، أنه لا يمكن لكل الخريجين أن يعملوا في مجال التمثيل أو الاحتراف في الأندية الأوروبية مثل، ميسي ورونالدو وصلاح، فطلاب الدراسات العليا والدكتوراه والباحثون يعملون في مجالات لن تجلب أموالا كثيرة، فهل نطالبهم بالتوقف، بل أن هناك آلاف اللاعبين والممثلين لا يجدون ما يسد رمقهم. الأخطر في ما قالته الخشاب هو الرسالة التي ستصل لمتابعيها من صغار السن، وهي أن التعليم لا قيمة له، بل جلب الأموال فقط. بهذا المنطق شديد السطحية فإن هناك الكثير من المهن يمكن أن تجلب الفلوس الكثيرة بسرعة شديدة، لكنها ليست مهنا محترمة، فهل سيسعى لها الشباب لأنها فقط ستجلب الفلوس. كان على سمية الخشاب أن تكون دقيقة ومحددة في كلامها، وألا تخلط بين أهمية التعليم والمشاكل التي يعاني منها التعليم في مصر. وإذا كان هناك من اجتماع في مصر على شيء واحد فهو ضرورة التعليم وأهميته وتطويره باعتباره السبيل الأساسي للنهوض في كل المجالات والحراك الاجتماعي. وبالتالي فإن سمية الخشاب لم تكن موفقة بالمرة في تغريداتها، خصوصا أنها كتبت في تدوينة أخرى «ياما ناس نجحت ومكملتشي تعليمها أصلا». يتفق الكاتب مع مضمون هذا التعليق لكنه يتحفظ ويرفض تماما وصف الفنانة بأنها فشلت في التعليم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية