2013 عام تهويد القدس وطمس معالمها العربية والإسلامية وظهور معالم يهودية
30 - ديسمبر - 2013
حجم الخط
0
رام الله ‘القدس العربي’ من وليد عوض: إعتبرت مصادر فلسطينية الإثنين أن عام 2013 الذي شارف على نهايته بات يصنف بأنه عام التهويد بامتياز للقدس وطمس معالمها العربية والإسلامية، لتبدأ معالم يهودية بالظهور في أرجاء المدينة، خاصة في محيط البلدة القديمة منها. وأكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الإثنين على أن العام 2013 شهد إجراءات تهويدية ومشاريع إسرائيلية عديدة لإكمال تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها العربية وصبغها بطابع يهودي غريب عنها، حيث صادرت سلطات الإحتلال المزيد من الأراضي، وهدمت البيوت وهجرت مئات المقدسيين، ناهيك عن تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية والإعتداء عليها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك. وأشارت إلى أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي مارست ضروباً من الإنتهاكات والإجراءات التهويدية والتحديات المختلفة لوجود الفلسطيني في مدينته ‘القدس الشريف’ خلال عام 2013م، في ظل حضارتها العربية الإسلامية المسيحية، وما تحتويه من آثار ومعالم ومساجد وكنائس، وعلى رأسها المسجد الآقصى المبارك وكنيسة القيامة. وقال الآمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى: ‘تعتبر الانتهاكات والاقتحامات اليومية لحرمة المسجد الاقصى المبارك من أبرز التحديات التي مارستها سلطات الإحتلال الإسرائيلي خلال عام 2013 بكل ما أوتيت من قوة لتهويد المسجد وتحقيق أطماعها ومزاعمها على أنقاضه، حيث تم اقتحام المستوطنين والمتطرفين لساحات المسجد المبارك بشكل يومي وأداء الطقوس التلمودية قبالة مصلياته، ناهيك عن تدنيس مساجده (القبلي والمرواني وقبة الصخرة)، والصعود على سطح المدرسة التنكزية في باب السلسلة الملاصقة للمسجد الأقصى، ورفع الأعلام الإسرائيلية والتقاط الصور وخلفهم قبة الصخرة، تمهيداً لتحقيق مزاعمهم بتحويل المسجد إلى كنيس يهودي لتأدية الصلوات والطقوس التلمودية على حساب الحضارة والتاريخ الإسلامي. وأكد على أن افتتاح سلطات الإحتلال الإسرائيلي لمتحف يهودي تحت المسجد الأقصى المبارك، هو عبارة عن تدشين المسجد ككنيس يهودي وقبلة لليهود لتأدية صلواتهم وطقوسهم التلمودية على حساب إسلامية المسجد وحضارته. وبالتالي باتت إسرائيل على مشارف الإنتهاء من تهويد المسجد الأقصى وإعلانه كنيسا يهوديا على حد قوله. وأشارت الهيئة الإسلامية المسيحية إلى سلسلة المهرجانات التهويدية التي تنظمها سلطات الإحتلال باستمرار في مدينة القدس المحتلة، والتي كان آخرها مهرجان كبير تحت اسم ‘فرسان البلدة القديمة’ على مدار شهر كامل. حيث اتخذ طابع إحياء أمجاد الثورات الإنجيلية والحملات التي قامت أواخر العصور الوسطى وعلى رأسها الحملة الصليبية، وجذب أكبر عدد ممكن من السياح واليهود لتغيير طابع القدس العام، وصبغها بتاريخ ومعالم يهودية بحتة تشوه تاريخ القدس وحضارتها العريقة. ومن التحديات الجديدة أيضاً مخطط تهويدي يستهدف تحويل موقع أثري إسلامي قرب المسجد الأقصى المبارك إلى مغتسل ومطهرة دينية نسائية يهودية تخدم النساء اليهوديات اللواتي يقتحمن ويدنسن المسجد الأقصى، حيث يعتبر إعلانا عن مواصلة الإقتحامات للمسجد وزيادة كثافتها. وأضافت الهيئة: منذ أن احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية سنة 1967، شرعت السلطات الإسرائيلية في إقامة وجود استيطاني إضافة إلى وجودها العسكري، وقد تباينت وتيرة هذا الوجود بين منطقة محتلة وأخرى، تبعاً للتصورات الإسرائيلية المتباينة بشأن هذه المناطق ومستقبلها. حيث اتخذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات والقرارات الهادفة إلى إحكام السيطرة على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة من أجل إحداث تغييرات إدارية وقانونية في وضعها، والتمهيد للإستيلاء على أكبر مساحة واسعة من أراضيها وإقامه المستوطنات عليها. واستمرت أعمال البناء وإسكان اليهود في القدس في ظل مفاوضات السلام وفي عهد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بل لعل وتيرة هذه الأعمال ازدادت في ظل حكومة أولمرت المنصرفة رغم المناشدات الدولية والعربية والفلسطينية بوقف الإستيطان. وبالتالي فإن المحصلة الإستيطانية في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة جاءت منسجمة مع جوهر الإستراتيجية الاستيطانية الصهيونية، التي سبق أن حددتها الهاغانا منذ سنة 1943 ‘ليس الإستيطان هدفاً في حد ذاته فحسب، إنه أيضاً وسيلة الإستيلاء السياسي على فلسطين’. فقد ارتسمت خريطة الإستيطان الجديدة، سواء بانتشار المستوطنات فيها أو بتركيز هذه المستوطنات، وكأنها ترجمة دقيقة للإستراتيجية الإستيطانية القديمة والثابتة.