2017: مغامرات ترامب ومقامرات بن سلمان

حجم الخط
18


إذا كان العام 2016 قد اتسم بمفاجأة كبرى هي انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فإن 2017 تميز بمفاعيل سياسات سيد البيت الأبيض على أصعدة محلية وعالمية. وبقدر ما عبّر انتخابه عن انشقاق عميق في أخلاقيات المجتمع الأمريكي بين الاعتدال والتعصب، والمساواة والتمييز، والانفتاح والانغلاق، يبدو لافتاً أن شعبيته هي الأدنى لأيّ رئيس أمريكي حديث، في ختام العام الأول لولايته.

داخلياً سارع ترامب إلى تنفيذ وعوده بصدد إجراءات الهجرة وتأشيرات الدخول، فاتخذ سلسلة قرارات تحظر دخول الولايات المتحدة على رعايا سبع دول شرق أوسطية وإسلامية، فأثارت القرارات مشكلات قانونية معقدة وجرى تعطيلها مراراً أمام المحاكم الفدرالية، كما صبت الزيت على نيران كانت منظمات أمريكية عنصرية قد شرعت في إشعالها أصلاً منذ ساعة انتخاب الرئيس الجديد.

دولياً، اختار ترامب أن تكون المملكة العربية السعودية هي أول رحلة خارجية له، فعقد ثلاث قمم في الرياض، مع المملكة ومجلس التعاون الخليجي ودول عربية وإسلامية. وبدل أن يدشن عهده بخطوات بناءة في العلاقة مع المنطقة، أعطى الانطباع بأن جباية الأموال لقاء عقود الأسلحة هي أبرز أهدافه، كما أوحى بأنه يشجع تعميق الشقاق وتطوير الخلافات بين دول المنطقة.

ولم تتأخر نتائج هذه السياسة فتجلت في الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، براً وبحراً وجواً، في غمرة تغريدات من ترامب عكست تضارباً في المواقف. والأرجح أن ذلك المناخ العربي البائس دفع الرئيس الأمريكي إلى الاستهتار المسبق بردود الأفعال العربية الرسمية، وسهّل عليه اتخاذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

وفي نيسان (أبريل) شنّ النظام السوري هجوماً جوياً بالسلاح الكيميائي استهدف بلدة خان شيخون، أوقع أكثر من 100 شهيد، بينهم عدد كبير من الأطفال، وأصاب المئات. وكانت تلك المجزرة دليلاً إضافياً على زيف الاتفاق السابق الذي رعته روسيا وتضمن استعداد النظام للكشف عن ترسانته الكيميائية وتسليمها، إذْ لم تكن خان شيخون منعزلة عن ضربات أخرى كيميائية استخدم النظام فيها غاز السارين. وفي قرار قصف مطار الشعيرات كان الرئيس الأمريكي يكتفي بإجراء عقابي مسرحي، لا ينصف الضحايا ولا يردع المعتدي.

2017 كان أيضاً عام ترقية محمد بن سلمان إلى مصاف ولي العهد رسمياً، والملك الحاكم فعلياً، وتلفيق أجواء “إصلاحية” مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة أو افتتاح دور سينما، وترسيخ تقليد عجيب عماده اعتقال الأمراء في سجون/ فنادق خمس نجوم، ومقايضة الإفراج عنهم بمليارات الدولارات. هذه المغامرات، الأقرب إلى المقامرات، لم تغب عنها انتكاسات إقليمية مثل انقلاب السحر على الساحر في مقتل علي عبد الله صالح، أو وصول الحصار على قطر إلى مآل مسدود.

وفي 2017 وقف العالم متفرجاً أمام مأساة مئات الآلاف من أبناء أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار، الذين تعرضوا لأعمال تنكيل ومجازر وتهجير قسري على يد الجيش البورمي. ورغم أن الأمم المتحدة صنفت هذه الممارسات في باب “التطهير العرقي” الصريح، فإن المجتمع الدولي ظل عاجزاً عن اتخاذ أية مبادرة تدخل فعالة.

عام تجاذبته، إذن، مغامرات ترامب دولياً، ومقامرات بن سلمان سعودياً، وانحسار “تنظيم الدولة” ولكن دون اندثاره عربياً…

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هياب المساعد:

    لقب خادم الحرمين الشريفين اول من اتخذه الملك عبد العزيزبن عبد الرحمن آل سعود.اول ملك للعربية السعودية الحالية ، وذلك بعد اعلان المملكة الواحدة بين نجد والحجاز..في سنة 1932.قبله اتخذ بعض الحكام المسلمين القاب : شريف الحجاز/ خادم القبلتين / امين الحرمين / سلطان الحرمين / امير الحرمين / حارس الحرمين..لكن لقب (خادم الحرمين ) خاص بملوك الدولة الثالثة الحالية من آل سعود. ورغم خصوصيته فيهم لم يعلن كلقب رسمي متداول بدل ( جلالة الملك ) الا في عهد الملك الخامس فهد بن عبد العزيزآل سعود.اما اللقب الجديد لملك الاردن (خادم اول القبلتين وثالث الحرمين ) فلا نعرف ان احدا من قبل تداوله واستخدامه.وفي حالة اعتماده رسميا من قبل الديوان الملكي ، فهومؤشرعلى تاسيس مرجعية جديدة مقرها الاردن ، ترمي الى اعتماد ( الاقصى ) في القدس كشرعية اوسع للمنطقة من مفهوم الحرمين في الحجاز.وخادم اولى القبلتين ، تاسيس لمفهوم جديد وواسع يقع ضمن اعتماد مصطلح ( جديد للشرق ) بدل الشرق الاوسط ، والذي يشمل الاديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام.وفيه مفهوم غيرمباشرلاميرالمؤمنين والخليفة لملك الاردن كما كان اجداده في الحجاز، الجامع لكل الملل والنحل.اي مقدمة لتوحيد ما بقي من الضفة الغربية مع الأردن ، مع مرونة دينية مع الاقصى تراعي العهدة الهاشمية في القدس ، وربما مع مناطق اخرى مجاورة في سورية والعراق.وبعد ذلك سيتم جمع اطراف المنطقة المتجاورة في مشروع العهد الجديد ( نيـوم ) في البحرالاحمر عند خليجي العقبة والسويس : اردنيا ومصريا وسعوديا وخليجيا واسرائيليا وفلسطينيا ، وتحت رعايـة امريكيـة. بذلك سيتم تصفية القضية الفلسطينية وتحجيم تاثيرايران وتركيا والحركات الاسلاموية عن انظمة المنطقة وامن اسرائيل مع ضمان النفط والنفوذ الامريكي.

  2. يقول بلحرمة محمد:

    اولا انتهز هده الفرصة لاتقدم بالتهاني القلبية لجريدة القدس العربي الغراء بمناسبة حلول السنة الميلادية والتي اطلب من الحق سبحانه ان تدخل على كل المسلمين بالخير وان تكون نهاية لماسيهم ومصائبهم اما بخصوص موضوعكم اعلاه فاني اتوجه ببعض الاسئلة الى الاخ كروي داود الدي يبدو من خلال هجوماته ضد ايران انه يعاني من عقدة تجاه القيادة الايرانية ولا ادري لما كل هدا الحقد الدفين فالمسلم ان كان ايمانه قويا ونياته صادقة فلا يتمنى الفوضى لاي بلد عربي او مسلم مهما كانت حدة الخلافات فادا كنت تبرر تنبؤاتك بامتداد الربيع الايراني لعدة سنوات جزاء على تدخلها في سوريا فمن عسكر الانتفاضة السورية يا سيدي؟ ومن اغرق سوريا بالارهابيين من مختلف الجنسيات وامدهم بالاموال الطائلة والاسلحة وقدم لهم كل التسهيلات لتدمير الجغرافيا السورية؟ من يفرض الحصار الخانق على اهلنا في غزة؟ اليس النظام المصري؟ من قال ان مسالة القدس جانبية لا تستدعي المواجهة مع واشنطن؟ اليس وزير خارجية البحرين؟ من يقصف اليمن دون هوادة ولا رحمة ولا شفقة؟ اليس ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية؟ من اتهم حركات المقاومة ضد كيان الارهاب الصهيوني بالارهاب تماشيا مع المنطق الصهيوامريكي؟ اليست الجامعة العربية بطلب سعودي؟ من ومن ومن اسئلة كثيرة لا يسع المجال لطرحها عليك توضح كلها ان الدي يتحمل المسؤوليات الجسام في هده الفوضى العارمة التي تعصف بالعالم العربي هم الحكام العرب فانا هنا لا ابرئ ايران ولكن ما اريد قوله ان ترى الاحداث من كل الزوايا وان توجه انتقاداتك للجميع دون استثناء ولا تتمنى الفوضى لا لايران او لاي بلد اسلامي فاسلامنا دين الرحمة والتسامح والتاخي لا دين العنف والضغينة والانتقام.

  3. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    تلخيص رائع لجردة السنة !
    .
    فقط اختلف في العنوان ، و ارى ان الاصح ان يكون معكوساً :

    ” مقامرات ترامب و مغامرات بن سلمان ”

    فترامب كان مقامراً طول عمره !
    و الصبي الغر ، قليل الخبرة او منعدمها يقوم عادة بالمغامرات !

  4. يقول حسنين عمر:

    سنة 2017 او سنة كشف الاقنعة وانتهاء مسرحية الخداع التي قام بها حلف صبابي القهوة و(ابناء عمنا الصهاينة).حلف الحصار الظالم .او طروادة العصر

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية