باريس: الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر 2022، وبعد مباراة نهائية وصفت بـ”الأسطورية”، رفع ليونيل ميسي كأس العالم لكرة القدم محاطاً بزملائه عقب فوز الأرجنتين على فرنسا بركلات الترجيح في قطر، ليطبع بذلك اسمه عنواناً للعام الكروي.
ومع تتويجه أخيراً بطلاً للعالم، حصد ميسي كل الألقاب التي يمكن أن يفوز بها. وها هو الآن يتربّع على قمة كرة القدم حيث هناك لاعبون قليلون، باستثناء الأسطورتين البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا، قادرون على منافسته على لقب أفضل لاعب في التاريخ.
سجلّ “البرغوث” هائل: كأس العالم (2022)، كوبا أميركا (2021)، أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، عدد كبير من البطولات والكؤوس مع المنتخب والأندية، وسبع كرات ذهبية!
ومع هذه الكأس الجماعية الحادية والأربعين التي فاز بها بأكبر البطولات الكروية، دون احتساب كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً، بات الأرجنتيني البالغ من العمر 35 عاماً من الناحية الكمية بعيداً عن بيليه، مارادونا، الفرنسي زين الدين زيدان، الأرجنتيني- الإسباني ألفريدو دي ستيفانو، الهولندي يوهان كرويف، أو حتى الألماني فرانس بكنباور.
غداة الفوز بالكأس الغالية وطبع نجمة ثالثة للأرجنتين، عنونت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الرياضية في برشلونة على صفحتها الأولى “ميسي، الأفضل في التاريخ”.
فوز أشعل شوارع العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس، حيث استقبل ملايين المشجعين العودة المظفّرة لميسي ورفاقه.
“الذهب الخالص”.. “بنزيمة الخالد”.. “فتح كريم الطريق”. كلها عبارات انهالت على المهاجم الفرنسي نجم ريال مدريد الإسباني، والذي حصد في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2022 الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم بإجماع كثيرين.
بعدما قدّم موسم الأحلام بالنسبة له، أصبح مهاجم ريال مدريد البالغ من العمر 35 عاماً أول لاعب فرنسي منذ زين الدين زيدان في عام 1998 يخطف تلك الجائزة.
فاز بن زيمة بكل شيء تقريباً في موسم 2021-2022: دوري أبطال أوروبا، الدوري الإسباني، دوري الأمم الأوروبية مع “الديوك”، وجائزتي الهداف وأفضل لاعب في إسبانيا للموسم نفسه.
كان بن زيمة خامس لاعب فرنسي يُمنح هذه الجائزة بعد ريمون كوبا (1958)، ميشال بلاتيني ثلاث مرات (1983-1984-1985)، جان بيار بابان (1991)، و”زيزو” (1998).
لكن عام 2022 سيبقى أيضاً عام الاعتزال الدولي لبن زيمة، بعدما حُرم من المشاركة في مونديال قطر مع منتخب فرنسا بسبب إصابة تعرّض لها خلال التدريبات قبيل المباراة الأولى لـ”الزرق”.
ومن خلال رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن الفائز بالكرة الذهبية الخبر غداة خسارة فرنسا أمام الأرجنتين في نهائي مونديال قطر، واليوم الذي احتفل فيه بعيده الخامس والثلاثين.
في 28 أيار/ مايو، فاز ريال مدريد بنهائي دوري أبطال أوروبا على “ستاد دو فرانس” ضد ليفربول الإنكليزي (1-0)، لكن الأمسية اتسمت بفوضى لا توصف خارج الملعب، حيث حظر رجال الشرطة المئات من مشجعي الـ”ريدز”، ما أثار حينها تساؤلات حيال قدرة العاصمة الفرنسية على استضافة أولمبياد 2024.
تأخرت انطلاقة المباراة لأكثر من 30 دقيقة، وهو الوقت الذي استغرق لإخلاء الحشود المحاصرة خارج الاستاد.
غداة ذلك، تعرّض المنظمون الفرنسيون للحدث، إلى انتقادات شديدة من قبل أنصار ليفربول ومن الصحافة البريطانية.
وازداد الجدل عندما اتهم وزير الداخلية جيرار دارمانان المشجعين الإنكليز بأنهم السبب وراء الأحداث. في المقابل اتهم المشجعون الإنكليز الشرطة الفرنسية بسوء إدارة التدفق البشري ومحاولة تفريق المشجعين السلميين بالغاز المسيل للدموع.
لكن في النهائي، كانت صورة فرنسا هي التي اهتزّت كمنظّم للأحداث الكبرى، قبل عامين فقط من الأولمبياد الصيفي المرتقب في باريس.
بعد أسابيع من التشويق والشائعات حيال رحيله إلى ريال مدريد الإسباني، أعلن كيليان مبابي في 23 أيار/ مايو، أنه سيمدد عقده مع نادي باريس سان جيرمان حتى العام 2025.
أوضح النجم الفرنسي أن قراره كان “صعباً” لكنه اتخذ “قراراً رياضياً” وليس خياراً مالياً، للانضمام إلى مشروع يهدف في نهايته إلى منح النادي الباريسي لقب دوري أبطال أوروبا الذي لم يذق طعمه بعد.
كشف مبابي، هداف مونديال قطر 2022 (8 أهداف)، أنه تحدث حينها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي قبل أن يحسم خياره.
نصحه الرئيسان بالبقاء في باريس. “لقد تغير مشروع (باريس سان جيرمان). يريد النادي تغيير الكثير من الأشياء على المستوى الرياضي، وهذا منحني حقاً الرغبة في الاستمرار، لأنني أعتقد أن قصتي لم تنته هنا”، بحسب ما قال مبابي شارحاً خياره.
أشهر عدة قضاها المهاجم البالغ من العمر 23 عاماً في بحر الغزل والتودّد مع النادي الإسباني الذي خسر في تلك المرحلة فرصة ضم النروجي إرلينغ هالاند الذي انتقل إلى مانشستر سيتي الإنكليزي في ما بعد. لكن مبابي لم يخف مرارته عندما اكتشف أنه خسر المعركة، كما خسر نهائي كأس العالم.
(أ ف ب)