لا حاجة لأحد أن تنصفه هذه السطور، خاصة عندما يكون قد غادر المسرح السياسي، ورحل إلى العالم الآخر. فالتاريخ وحده هو الحكم. وحدها الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة هي الأجدر بالدفاع عنها لأنها الوحيدة الخالدة.
نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية قول روحاني «لتعلم السعودية والإمارات أن وجودهما وبقاءهما هو بسبب القرار الحكيم للجمهورية الإسلامية الإيرانية. فلو لم يتخذ قادة النظام الإسلامي، وكبار الساسة في بلادنا، وفي مقدمتهم قائد الثورة المعظم والمرحوم آية الله هاشمي رفسنجاني، قرارات دقيقة في الفترة التي قام فيها صدام بغزو الكويت، لما كان أثر اليوم لهذه الدول). وأضاف «عندما كان صدام يريد غزو الكويت، طلب منا أن نساعده أو أن نلتزم الصمت، إذ أن قرار صدام لم يكن ينحصر باحتلال الكويت، إذ كتب في رسالة إلى المرحوم هاشمي رفسنجاني أنه ستكون لدينا حدود مشتركة بطول 800 كم، وهذا يشير إلى أن صدام، وفضلا عن الكويت، كان بصدد احتلال السعودية وعُمان والإمارات وقطر أيضا». ولمعرفة الدوافع التي تقف وراء هذا التصريح، لا بد من فهم الظروف التي تحيط بالنظام الإيراني في الوقت الحاضر.
لقد كثّفت واشنطن حملتها على طهران، في إطار فرض أقصى الضغوط عليها. فبعد أن أعلنت العقوبات الاقتصادية ضدها في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018، عادت لتعلن الحزمة الثانية، ومنها إنهاء كل الإعفاءات التي كانت قد منحتها لثماني دول لمواصلة شراء النفط الإيراني، حتى يصل التصدير إلى نسبة صفر بداية الشهر المقبل.
ولو أخذنا بعين الاعتبار أن هذا الإجراء قد ترافق مع وضع الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، واعتباره منظمة إرهابية، بما يمارسه من نشاطات اقتصادية في الداخل والخارج، متمثلة بشركات عديدة، كان أحد أنشطتها تصدير النفط. مضافا إليه عدم تحقق الآلية الاوروبية لشراء النفط الإيراني، أو مقايضته بالسلع والخدمات، كما أعلن عنها. وكذلك التنسيق الواضح ما بين الولايات المتحدة الامريكية ودول أوبك، من أجل زيادة الإنتاج لتعويض النقص الحاصل في الاسواق. إذن وبفعل كل هذه العوامل فإن الضغوط الاقتصادية على طهران قد بدأت تؤتي ثمارها أكثر من قبل. وهنا يقول المبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك «نحن ملتزمون بتجويع النظام من إيراداته، التي يستخدمها لتمويل حروبه بالوكالة وتصدير الثورة في جميع أنحاء الشرق الاوسط».
التاريخ وحده هو الحكم ووحدها الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة هي الأجدر بالدفاع عنها لأنها الوحيدة الخالدة
إن النفط الايراني يشكل نسبة 80 في المئة من الدخل القومي، وبفعل العقوبات فإن إيران حُرمت من ما يقرب من 10 مليارات دولار على الأقل. كما لاحظنا اندلاع الاحتجاجات الشعبية في كل المدن الإيرانية تقريبا. فقد انخفض الدخل والقدرة الشرائية بشكل كبير. وباتت الخدمات الصحية والطبية في أدنى مستوياتها. وارتفع التضخم إلى نسبة 40 في المئة، كما تراجع الاقتصاد ليصل إلى نحم 5 في المئة. كذلك أثّرت العقوبات على البنية السياسية للنظام، فتوترت العلاقات ما بين المتشددين والإصلاحيين، ووصلت إلى حد تبادل الاتهامات، وتحميل كل طرف للطرف الآخر مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلاد. وكل هذه الانعكاسات لا بد أن تكون عامل تأثير قوي على صانع القرار السياسي في طهران، الذي يرى في التأثير السلبي للعقوبات مبررا لفتح حوار مباشر، أو غير مباشر مع الأطراف العربية على الاقل في هذه الفترة، أو حتى مع الامريكان، من خلال الصين أو روسيا أو تركيا، خاصة أنهم يعرفون تماما أن ترامب ليس لديه خطوط حمر على أحد، ويمكن أن يفتح حوارا مع أي طرف كان يكيل له الاتهامات. وقد أعلن وزير الخارجية الامريكي صراحة بأنهم لا يطالبون بإسقاط النظام، إنما يطالبونه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. كما أن النظام الايراني دائما ما يأخذ السفينة الاقليمية إلى حافة الهاوية، لكنه يتراجع تراجعا براغماتيا.
في ضوء هذا المشهد نرى تصريح الرئيس الإيراني عن الرسالة، التي زعم أن الراحل صدام حسين قد أرسلها إليهم لا أساس لها من الصحة، فالتصريح يدخل في إطار ما يسمى في العلاقات الدولية (إشارات ومؤشرات)، الهدف منها إعطاء الطرف الآخر الذي تختلف معه شيئا يستطيع قراءة حسن نيتك فيه، توصله إلى تحليل يعتمد عليه في تسوية النزاع القائم. لكن المشكلة هنا أن روحاني لم يعط إشارات مُكلفة، يستطيع الطرف المقابل أن يقرأ فيها جدية النظام، في فتح صفحة جديدة كي يتقدم خطوة إليه. هو استخدم إشارة غير مكلفة إطلاقا وسيقرأها الطرف المقابل على أنها مصطنعة للأسباب التالية: أولا، هو يتحدث عن موضوع جرى بين رئيسين انتقلا إلى العالم الآخر، ولا يمكن التحقق مما طرحه. ثانيا، إن قرار الدخول إلى الكويت لم يكن أقرب المقربين إلى هرم السلطة السياسية والعسكرية العراقية آنذاك على اطلاع عليه، حتى ساعة تنفيذه، فكيف يمكن أن يُشرك الإيرانيين به ولا يُشرك مقربيه؟ ثالثا، هو يشير إلى نية احتلال السعودية والكويت وعُمان وقطر والامارات، ويغفل ذكر البحرين، لماذا؟ ربما سيأتي يوم يقولون فيه إن العراق منح البحرين لهم آنذاك كهدية إن ساعدوا أو صمتوا، على اعتبار أن الإيرانيين دائما ما يصرحون بأنها جزء من أراضيهم. رابعا، إنه يفترض نية الاحتلال أفتراضا حين يقول (هذا يشير إلى أن صدام وفضلا عن الكويت كان بصدد احتلال السعودية وعمان والإمارات وقطر أيضا). وهذا يتناقض مع تأكيده بأن الرسالة كانت تشير إلى أن الاحتلال واقع، لولا رفض القيادة الايرانية. خامسا، هو يشير إلى أن امتناع إيران عن مساعدة العراق هي التي أنقذت السعودية والإمارات من الزوال بالقول «لعله لم يكن هنالك اليوم أثر للسعودية والإمارات». فإذا كان ذلك صحيحا إذن لماذا لم تزل الكويت من الخريطة التي وقع الاحتلال عليها حقيقة؟
إن الكشف عن الرسالة المزعومة في هذا الظرف الصعب، الذي يواجهه النظام الإيراني، إنما هي مجرد لافتة يريد أن يقول فيها إنهم ليسوا أشرارا، في حين أثبتوا ذلك مرارا وتكرارا في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ودول عربية وغير عربية.
كاتب عراقي وأستاذ في العلاقات الدولية
عزة الدوري إعتذر أخيراً للكويت عن إحتلال صدام لها بيوم 30-8-1990 ! لم يعترض شخص واحد بالقيادة العراقية ضد قرار صدام الأُحادي بغزو الكويت!! ولا حول ولا قوة الا بالله
شكرا على الاضافة ياكروي..مع الود
وردت عبارة في كتاب الكامل في التأريخ، لأبن الاثير، مفادها،
أن الفرس يكذبون الكذبة، ثم يصدقونها.
.
هذه صفة تلخص جانب هام من الشخصية الفارسية.
.
و ما أشبه اليوم بالبارحة؟!
اقتنعوا بكذبة مضحكة و لم يكتفوا بتصديقها ،بل باتوا يروحون لها.
.
كالعادة الدكتور مثنى، يحلل بأسلوب منظم ثم يخلص إلى استنتاجات منطقية.
.
بالفعل اذا كانت الكويت التي وقع عليها الاحتلال، لا تزال ترفل بالرفاهية اليوم، فما كان يمنع اي دولة أخرى غيرها لو وقع عليها الاحتلال ان تعود إلى سابق عهدها؟
.
و اذا كان احتلال الكويت الصغيرة جداً، أدى إلى ما أدى اليه، فما بالك لو احتل العراق السعودية صاحبة الإنتاج و الاحتياط الأعلى من النفط العالمي؟!
.
الذي نراه جميعاً، أن العراق نفسه، بعد احتلال الكويت ، لم يعد العراق الذي نعرفه ما قبل الاحتلال
و إن من ساهم إلى أنه لم يعد العراق الذي نعرف، هو النظام الإيراني نفسه و سياسته القميئة.
شكرا جزيلا يازميلي د. أثير الشيخلي على التعليق والاضافة , لكن بتنا لانقرأ تعليقاتك الا لماما, لماذا؟
خالص الود
صدام العظيم والحقيقة شيء واحد.
ايران ليست خطر على جيرانها ولانها تحررت من التبعيه لامريكا والغرب ولانها لديها ثروات كبيره من النفط والغاز وموقها الهام
والعرب وامريكا حاربو مصر لنفس السبب وليبيا وعينهم على دول اخرى فى بلاد العرب والعجم
وانظر لدول الخليج كيف يتم استعمالها فى تمويل اى حرب يريدونها
ايران شعب مسالم مسلم وبينهم وبين العرب من المنافع اكثر من المضار و نسأل الله يبعد الحرب عنا ويدحر مشعلين الحروب والفتن
شكراً للدكتور المثنى وللدكتور أثير الاثير الى قلوبنا والشكر موصول لإبن الأثير الذي لخص بذكاء واحدة من مثالب الفرس المعروفة. وأقول هذه الرسالة المزعومة ماهي إلا توسلات مأزوم لنظام ورٌط شعبه في صراعات إقليمية عقيمة خدمة للغرب و مبنية على وهم تصدير الثورة وهناك مثل يقول : إذا أفلس الخواجة يبدأ بالبحث في الدفاتر القديمة، أي لعله يجد بعض الديون المنسية التي لم يسددها دائنوها. ولكن المصيبة ان النظام الإيراني يختلق هذا الديون ويطالب الآخرين بتسديدها. رحم الله الشهيد صدام حسين مع انني لم اكن يوماَ من مؤيديه. أنا اكثر الشامتين بالنظام الإيراني وأتمنى زواله عاجلا غير آجل.
الله يرحم القائد العضيم صدام حسين ويرحم العراق من بعدك
لااحد يلعب بالتاريخ والحقيقه الماضي لأن يرجع
يكفي بعهد الريس صدام كان العراق واحد وقوى
الإدعاء الإيراني ليس له صحة ولو قيد أنملة لأن إيران هي التي قامت بمحاولة أغتيال المرحوم رئيس الكويت في ثمانيات القرن الماضي وهي التي أثارت النزعات الطائفية في موسم الحج بمكة المكرمة وهي التي تثير القلاقل والفتن في دول الخليج لاسيما لازالت محتلة لجزر الثلاث الإماراتية والعراق كان يدافع عن البوابة الشرقية للأمة العربية ولا يخفى الدور الذي لعبه حكام الكويت بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية وتجريع السم الى الذي كان يحلم بتصدير الثورة للشعوب العربية( العراق ودول الخليج ) من خلال أنخفاض سعر برميل النفط وقيام الرئيس العراقي بالتنبيه لذلك في مؤتمرات القمة العربية بأن هذا الفعل يعتبر أعلان حرب أقتصادية أسوة بالحرب العسكرية لأن العراق مثقل بالديون بعد خروجه منتصراً بحربه ضد أطماع إيران
ولانثق بما يقوله المسؤوليين الإيرانيين لأن ليس لهم وعد ولا أمن
لم أكن أحب صدام حسين لإنه طاغيه,لكنني,علي المستوي الإنساني,إحترمت صموده,خاصة في مشهد اللحظات الأخيره أمام المشنقه,وأقزام الصفويين وصبيانهم يتقافزون حوله محاولين النيل منه..
هذا الخبر نحن سمعنا به ابان دخول الجيش العراقي إلى الكويت..وسمعنا ان صدام حسين طلب من إيران مشاركته في احتلال الخليج العربي كله وتقاسمه بين العراق وإيران..
هذا سمعناه عند دخول العراق إلى الكويت..
تحياتي.
لم أكن أحب صدام حسين لإنه طاغيه,لكنني,علي المستوي الإنساني,إحترمت صموده,خاصة في مشهد اللحظات الأخيره أمام المشنقه,وأقزام الصفويين وصبيانهم يتقافزون حوله محاولين النيل منه…
الحق صدام بغزوه لدولة اضرار فادحة وكارثية مادية ونفسية ليس بالكويت والعراق وانما ادى الى تعميق الشرخ بين العرب وتازيم اقتصادتهم وانعدام الثقة بينهم. كان غزو الكويت المقدمة لوصول البلدان العربية الى ما هي عليه اليوم. غزو الكويت بداية التمزق والانهيار العربي. ولايستحق صدام غير الإدانة ايضا لعمليات الابادة التي كافة طوائف وقوميات شعب العراق السنة والشيعة والاكرارد والاقليات وتدمير احزابة الوطنية وتصفية رجالاته من المدنيين والعسكريين وقتل حتى رفاقه الاقربين وقيادات البعث ..كان يحب رائحة الدم.