أياً كانت محصلة التحركات الشعبية الغاضبة في لبنان، من المهم المحافظة على حرية الأبجدية قولاً وكتابة.
فما يخطه الصحافي مثلاً في لبنان يعبر غالباً عن شجاعته وصدقه، بل وعن القدرة على النبوءة حتى بالتظاهرات الحالية، مما يجعل من لبنان (على الرغم من عثراته وكوارثه الأخرى) عاصمة للحرية الشعبية ترفض الفساد الفاجر الفخور بنفسه، لكن حرية القول في لبنان ما زالت مصانة، (حتى لحظة كتابة هذه السطور!)، ولم يستطع أحد المس بها، فصناعة الكمامات لم تصل إلى لبنان على الرغم من المحاولات الكثيرة لجعلها صناعة محلية.. والحرية خط أحمر!
أبجدية بلا أقنعة وفساد فاجر
يكتب مثلاً عبد الوهاب بدرخان تعليقاً على شكر «حزب الله» للبنان برئاساته الثلاث (أي الدولة) وجيشه وشعبه وإعلامه على حسن سلوكهم (!) خلال الفصل الأخير من المواجهة بين «المقاومة» وإسرائيل.. ويجد بدرخان الشكر ملتبساً ومدعاة للقلق. لماذا؟ لأنه يكرس واقع الدويلة» التي تحكم «الدولة»! ويختم قوله: «الدويلة» خرجت أقوى من «الدولة» وأكثر خطراً على لبنان واللبنانيين. وقد اخترت هذا القول وسواه مما نشر قبل الانفجار الشعبي لما فيه من براعة رصد المأساة اللبنانية حتى النبوءة بالتحركات الحالية، كصفارة إنذار.
أفرغتم الخزينة في جيوبكم
يكتب الياس الديري تحت عنوان «.. ولمن يشكو اللبناني البائس» معرياً تعاسة الأكثرية الساحقة من اللبنانيين حيث اختلطت المسؤولية (بالفلتان). مضيفاً: إن أحداً لم يسمع بقرار أو خطوة أو اجراء في حق ميليشيات المليارات.
أما راجح خوري فيلخص المأساة اللبنانية في عنوان اتهامي واحد بارع هو «افرغتم الخزينة في جيوبكم».
نايلة تويني وصرخة مختزلة
تحت عنوان «لبنان الغارق في السجالات: المطلوب واحد»، تكتب التويني: البلد في أزمة اقتصادية خانقة، ويكاد يواجه خطر الانهيار فيما هو منشغل بما قاله السيد حسن نصر الله وبالعميل عامر فاخوري. وينطبق علينا قول السيد المسيح لمرتا «مرتا يا مرتا، أنت مشغولة بأمور كثيرة والمطلوب واحد» وتضيف: قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: نحن نخوض معركة كبرى، ومخيمنا تحاول أمريكا وإسرائيل أن تحاصره. قائد مخيمنا اليوم هو الإمام الخامنئي ومركزه الجمهورية الإسلامية الإيرانية…»، وتتابع بشجاعة: يمكن للسيد حسن نصر الله قول ما يشاء، وقوله لا يعني أكثرية اللبنانيين، بل إن الأكثرية تعارضه. صحيح أنه يمسك ببعض القرار الأمني، خصوصاً إدخال لبنان في الحرب، لكنه لا يملك القرار السياسي ولن يملكه في بلد متعدد إلى هذا الحد الانقسامي». وباختصار: حين تطالع معي بعض ما كُتب قبل الانفجار الشعبي تجد نفسك أمام نبوءة بها.
قطر على «صخرة الروشة»
إنها تلك الصخرة الشاهقة في البحر البيروتي ـ منطقة الروشة، وكانت من زمان تدعى «صخرة الانتحار» لأن أحدهم تسلقها ورمى بنفسه من علٍ ليموت منتحراً.. وقد شاهدت (حين كنت في بيروت قبل أسابيع) على تلك الصخرة بالضوء ليلاً شعار مونديال 2022 في قطر، وقد استوحي الشعار من الشال (الوشاح) الذي يرتديه الناس في المنطقة العربية. وأحببت ذلك لأنه يعبر عن روح بيروت المنفتحة لكل عطاء والمعانقة لكل نشاط عربي إنساني حيوي بما في ذلك الرياضي. وذلك لن ينسينا طبعاً المآزق المالية والسياسية التي يعيشها الوطن الحبيب لبنان، لكن قدرته على الاحتضان تظل مثار إعجاب.
فن الكاريكاتير يلخص واقع الحال اللبناني
يعجبني في «القدس الأسبوعي» نشر اسم رسام الكاريكاتير تماماً كما يتم نشر اسم كاتب أي مقال من مقالات الصحيفة.
في بيروت ثمة ظاهرة غير حضارية لم تعجبني، وهي أن بعض المجلات والصحف لا تنشر اسم راسم الكاريكاتير، وفي بعضها يوقع الفنان باسم غير مقروء غالباً.
الكاريكاتير فن راق كما كتابة الأبجدية، بل إنه يمتاز على الأبجدية بأنه ليس في حاجة إلى ترجمة إلى لغة أخرى، ويمكن أن يصل لأي قارئ في العالم بلا مترجم…
وفن الكاريكاتير اللبناني في بعض الصحف بالغ الرقي.
كاريكاتير أرمان حمصي، مثلاً، يعادل مقالاً كاملاً.. أذكر على سبيل المثال كاريكاتيراً له يمثل «معصرة حامض» ضخمة، وعشرات الأيدي تمتد نحو اللبناني (الليمونة) لمزيد من (عصره) مالياً، كما لو كان ليمونة فقط في نظر بعض كبار المسؤولين لا تصلح لغير عصرها!.. ويغيظني في لبنان كثرة المجلات والصحف التي تنشر كاريكاتيراً دون ذكر اسم مبدعه.
طفل نبشوا قبره لأنه سوري!
أتضامن بلا تحفظ مع المنظمات اللبنانية التي تتعاطف مع النازحين/اللاجئين السوريين مطلقة حملة ضد العنصرية. أتفهم ضيق صدور اللبنانيين بأكثر من مليون لاجئ سوري في وطن عدد سكانه ثلاثة ملايين فقط تقريباً، ما يسبب أزمة في اللقمة وفرص العمل. لكن السوري اللاجئ ليس مسؤولاً عن تلك المأساة المشتركة.
كسورية/لبنانية، يؤلمني أن يضيق صدر مقبرة لبنانية بجثمان طفل سوري ويتم طرده منها بعد نبش قبره. وأشكر من قلبي كله ذلك اللبناني الذي تبرع بأرض يملكها لتكون مقبرة خاصة بالسوريين.. وأصلي لعودة السلام إلى الأوطان، فاللاجئ لا يحلم بغير العودة إلى بيته وداره ويعرف المثل الشامي: «من غادر داره قَلَّ مقداره»، وأيضاً «الحجر في مكانه قنطار».
كانت مأساة لبنان سنة 1975 بالأحزاب المسلحة والتي تقاتلت مع الفلسطينيين! والآن تكررت هذه المأساة مع حزب حسن بقتاله للسوريين!! ولا حول ولا قوة الا بالله
في حرب 2006 إستقبل السوريين عائلات حزب حسن ببيوتهم ولم يناموا بالملاجئ! رداً للمعروف قاتلهم حزب حسن بسنة 2013 وشردهم لملاجئ لبنان!! (الأسوأ من المنافق, ناكر المعروف) ولا حول ولا قوة الا بالله
حزب يعلن ولاؤه لعدو أمة العرب هو إما حزب عميل أو حزب مرتزق! قال مقاومة (مقاولة) وممانعة (مماتعة) قال!! ولا حول ولا قوة الا بالله
الى السيد الكروي
حزب الله يمثل شريحة كبرى من اللبنانيين وكذالك التيار الحر
التفكير السليم الديمقراطي الحر يعترف بحق الآخر بان يؤمن بما يشاء وليس كل من يعارض افكارك عميل و خاين
الأمور ليست اسود وابيض ومن حسنات العيش في مجتمع غربي ديمقراطي ان يتعلم الانسان ان لا هناك حقيقة مطلقة مع العلم ان لا مانع ان يوءمن اي شخص بوجود حقيقة مطلقة بشرط ان لا يفرضها على الآخر
توقفت كثير واوجعتني حكاية جثمان الطفل السوري وانستني كل ماقبلها من أحداث وفوضى واطمئن قلبي بخبر اللبناني الذي تبرع بأرضه فكما يقول المثل الشعبي ( اذا خليت خربت )
.. وانني أصلي للحظة هدوء في هذا الشرق الحزين
فالقلب لم يعد يحتمل كل هذا الوجع الذي كبر جيلي عليه منذ الغزو الأمريكي للعراق..
وصدقني ياأخي عمرو-عمان هذه الشعوب العربية الثائرة لم تختار الثورات بل إنه مسارطبيعي لنيل أبسط الحقوق واستعادة الأوطان المسروقة المنهوبة, واستعادة حرية وكرامة الإنسان في وطن حر كريم. فكيف ستهدأ الناس بعد كل هذا الاستبداد والتسلط والقمع والإجرام والفساد.
طالعت لبنان في كتاب ( كوابيس بيروت ) ، وفي كل كابوس كانت بيروت تتحدث عن واقعها وما أصابها من مآسي وأوجاع ، وهي تحاول نسيان الحرب ، ولكنها خائفة ومنزعجة من أشباح الماضي القريب ..
ففي الكابوس رقم 139 : جاع ( المسالمون ) و ( المحايدون ) وضاقت صدورهم بالبرامج التلفزيونية المتكررة والسهر بين تثاؤب الزوجات وزعيق الاولاد وسيمفونية الرصاص في بيروت . قرروا الخروج في مظاهرة بشارع الحمرا ، ساروا طويلاً يحملون شتى الشعارات بشتى اللغات ، وكل منهم يشرح نظرياته السياسية عن الوضع ( المتفجر ) .
تحياتي لكل الاصدقاء الاعزاء ..
نجم الدراجي
توقفت كثيرا وأوجعتني حكاية جثمان الطفل السوري وانستني كل ماقبلها من أحداث وفوضى واطمئن قلبي بخبر اللبناني الذي تبرع بأرضه فكما يقول المثل الشعبي ( اذا خليت خربت )
.. وانني أصلي للحظة هدوء في هذا الشرق الحزين
البطالة والفقر تولد الكراهية والحقد في المجتمعات وتُقسم وتباعد بينهم ، بينما الرخاء الأقتصادي يقود الى التعايش السلمي في اية مجتمع مهما اختلفت أجناسهم وأطيافهم لذا نراهم يرحبوا باللاجئين في الدول النامية . كذلك الحروب والنكبات تغير الكثير من قيم المجتمع وتطلعاته ونظرته الجديدة الى الامور . فبواسطة شبكات التواصل الاجتماعي لم يعد يخفي شئ عن المواطن العربي الذي يرى اسلوب الحياة والمعيشة في الدول الاخرى والتي يفتقر هو اليها ، عندها تصاب الشعوب بإحباط كبير من حكوماتها ويحصل الغضب الجماهيري كما في العراق ولبنان .
تحياتي للسيدة غادة السمان ، وتحياتي للجميع ، ودعواتي للاستاذ رؤوف بدران بالعودة الى المنبر بالسلامة
أفانين كبة – كندا
تصحيح ،( الدول المتقدمة ) وليس الدول النامية . آسفة على الخطا.
ثورة made in TUNISIA. حتى لا ينسى الجميع ممن ضمتهم الثورة.
و ماذا عن ثورة البرتقال في اوكرانيا .. و فنزويلا ..
.
الاحساس بالتميز شيئ رائع .. إذا علقت به افكار نرجسية شوفينية تحول إلى خراب .. و استعمله
الحاكم في تطويع البلاد و العباد بخطاب متطرف اقصائي .. و لك أن تتعلم مما جرى في الجزائر منذ
سرقة الثورة ..
.
المسألة تراكمية يا سيد دينارز .. و ما حدث في تونس هائل بكل المعايير .. لكنه نتاج تراكم لاحداث
في تونس وقعت حتى في بلدان الجوار ..
.
و كلامي ليس استصغارا من ثورة الاسمين .. بالعكس .. هو خوف عليها ان يسرقها متطرون فكريا،
لأن هذا كذلك مرشح بقوة ان يكون من الثورة المضادة .. و كما تعلم ان كثيرا من الحب ما قتل.
تصويب أعتقد أنه ضروري, لقد ظهرت في البداية محاولة (اعتقد من فرنسا) لسرقة الثورة التونسية فأطلق عليها الإعلام ثورة الياسمين. ومازلت أذكر كيف اعترضنا على هذه التسمية في إحدى المحاضرات عقب انطلاق الثورة التونسية وقلنا إنها ثورة الشعب التونسي وهذه الرومانسية قي التسمية هي محاولة لحجب الحقيقة. ويالفعل بعدها توالت الثورات وأصبح ربيعاً عربياً ومازالت هذه الثورات تتوالى وستستمر حتى تحقيق إرادة الشعوب العربية في الحربة والكرامة وفي العيش الحر الكريم.
الاخ اسامة شكرا لك على التوضيح .. لم أنتبه لهذا من قبل بصراحة.
سيدتي الكريمة، وتاج رأسي، ياست الشام الكبير
لقد أثبت اللبنانيون أنهم في هذه الثورة الجميلة كجميلات لبنان أنهم ضد الطائفية السياسية، وضد الفساد، وضد الدويلة ضمن الدولة، وضد اضطهاد اللاجئين السوريين، وهذا يعبر عن شعب راق ويستحق الإعجاب، كان بارونات الطائفية والفساد وموالي ولاية الفقيه يعطون صورة مشوهة عن اللبنانيين هذه الثورة اعطت الصورة الصحيحة. نحن مع كل ثورة ضد الظلم والفساد والطائفية والموالاة للخارج
لك مني اجمل تحية مع كل الرواد الرائعين
صباح الخير والفل والورد والياسمين, لك أختي غادة السمان وللجميع. لاشك أن حرية الصحافة وعموما المساحة المتاحة لحرية الرأي في لبنان هي أحد أهم الركائز التي يستند عليها المجتمع اللبناني, وهذا كما بين الحراك الثوري الأخير أو الثورة اللبنانية عنصر مهم جدا للإستقرار والتطور الفكري والإجتماعي. لقد أثبت البتانيون أنهم أكثر جدارة مما كان يعتقد الكثيرون.
هذا الشعب الثائر دفاعاً عن حريته وكرامته وجَّه صفعة لكل الذين كانوا يدّعون زوراً أن الحرية في لبنان هي طريق الفوضى وسببها. لا أبداً أيها السادة, الحرية في لبنان هي الصمام الذي وقف سداً منيعاً شامخا أمام الفوضى والفساد والتسلط والطائفية. الحرية في لبنان هي المحرك والصمام, ولهذا هي أهم مطالب الشعوب العربية كلها.
من هدد بالفوضى ومن اتهم الحرية بأنها طريق الفوضى عليه أن يراجع حساباته. ومن يحاول أن يفعل في لبنان كما يفعل في سوريا والعراق يدرك جيدا أنه لايتسطيع. فنظام الإستبداد والقمع البائس أضعف بكثير من إرادة الشعب وإيمانها دفاعاً عن حريتها وكرامتها.
لبنان راية ومنارة للربيع العربي وصفعة في وجه الاستبداد والقمع والتسلط والفساد. نحييكم من عميق قلوبنا, كنتم دائما منارة وها أنتم أثبتم ذلك بكل جدارة. مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.