المسلسل الإيطالي «سولو»: الاتجار غير المشروع في البحر الأبيض المتوسط

ضحى عبدالرؤوف المل
حجم الخط
0

يسرد المسلسل الإيطالي «سولو»، الذي كتبه مجموعة من الكتاب في حلقات أربع حول قصة أكبر منظمة إجرامية في العالم من خلال ماركو، وهو الشرطي السري، الذي تسلل الى هذه المافيا الإيطالية، والمعروف رمزيا باسم سولو، الذي قام بدوره الممثل ماركو بوكسي، المتميز بالشغف الدرامي الفطري والمثير للمشاهد، الذي يترقب الأحداث التي لم تخل من قصص الحب والانغماس في عوالم الجريمة.
والتحقيق السري البوليسي الذي يتطلب التركيز الكامل من المشاهد، لفهم قضايا التهريب التي تجري في البحر الأبيض المتوسط، وفي ميناء هو لعائلة كورونا القوية اجتماعيا وتجاريا، لنكتشف الاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات، وضمن دوامة من العنف المؤثر على من حوله أولها حبيبته الشرطية المحققة، التي تتابع مسار القضية، ومن ثم زوجته ابنة زعيم العائلة، والمافيا المسيطرة على ميناء «جويا تاورو»، وهي أكبر مركز للاتجار غير المشروع في البحر الأبيض المتوسط، حيث تتداخل المافيات التي تغذي هذه العائلة، وهي من تركيا ومن عدة دول أخرى قادرة على التخفي في وسط المياه، حيث رمى ماركو جثة الشرطي الفاسد، الذي يغطي جرائم هذه العائلة، ويحاول كشف هوية ماركو الذي اضطر الى قتله كي لا يكتشفه بالتعاون مع فريق العمل، الذي يرافق ماركو في هذه المهمة.
فهل البحر الأبيض المتوسط هو نافذة للتهريب السري الى بقية الدول والمدن الواقعة على الخط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط؟ وماذا أراد الكتاب الذين نجحوا في كتابة النص من عائلة كورونا المسيطرة على ميناء جويا تاورو؟
موسيقى تصويرية تناغمت مع الحدث القوي والخفيف والرومانسي عبر مشاهد سمعية مؤثرة تخيليا وهي للموسيقي نوكا نوفيلا، الذي استطاع مواكبة حركة المشهد المتخيل سمعيا والخاصة جدا في بعض المشاهد التي اتسعت فيها أيضا رؤية المخرج خاصة بالمشاهد الخارجية وصعوبتها ليلا، وعلى البحر بوضوح فعل تعبيري ساعدت فيه الكاميرا للامساك بالجملة الدرامية من جميع النواحي بهدوء تطلب الكثير من الاهتمام بالتفاصيل التي تؤدي الى المعنى المساعد في اظهار الشخصيات البولسية السرية مع الحفاظ على إثارة التساؤلات عند المشاهد، في ما يخص كل الثغرات كالألوان والتفاصيل الأخرى الصغيرة التي اهتم بها الكتاب، واستطاع تلطيفها المخرج ليقدمها في أبهى المشاهد خاصة الخارجية منها. فهل طبيعة مسلسل «سولو» تحتاج لهذا التدرج المنطقي، الذي يجعل من المشاهد أمام مسلسل درامي إجرامي أو درامي اكشن مثير وهادىء بتفاصيل واضحة عن مافيا تعمل في العلن، ولا تترك أي أثر خلفها، رغم أنها على صراع مع عائلة أخرى على أرض ميناء جويا تاورو. فهل البحر الأبيض المتوسط هو الحقيقة الفاعلة في قضايا التهريب للمافيات وسمومها للعالم؟
دون انطونيو كورونا واعتقاله في الحلقة الأخيرة لم ينته بعد أن مات ابنه برونو، وتم اختطاف ابنته زوجة المحقق السري ماركو، وبتوليفة بوليسية منطقية متلاحمة المشاهد. خاصة عندما يجن جنون ماركو ويفقد السيطرة على أعصابه ويقتل برونو الصديق قبل العدو بدلا من تسليمه الى فريق العمل من المحققين، الذين يساعدوه في مهمته.
فهل سيبقى ضمير ماركو معافيا من قضية قتله لبرونو، وما هو مصير ابنة دون انطونيو وتاريخ المافيا في هذه العائلة تحديداً؟ وهل دخول الأخ سيتطور في الجزء الثاني من المسلسل الذي تدور أحداثة حول تاريخ عائلة كورونا المافياوية، التي استطاعت الاستمرار في الخروج من كل مأزق بنتيجة ربما مرضية حتى في الحلقات الأخيرة من الجزء الأول، الذي انتهى في غموض هو بداية قوية للجزء الثاني ضمن مشهد البداية مع ابنة دون انطونيو اجاتا، وقدرتها على استكمال الأحداث بتشويق ربما ينجح فيه طاقم العمل، كما نجحوا في الجزء الأول.
٭كاتبة من لبنان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية