تونس- “القدس العربي”: دعت شخصيات سياسية وحقوقية ومدنية تونسية إلى مقاطعة الانتخابات المحلية المقررة في 24 الشهر الجاري، على اعتبار أنها تمثل حلقة جديدة في تكريس “الحكم الديكتاتوري” في البلاد.
ووقعت 261 شخصية على عريضة بعنوان “لا للانتخابات المحلية”، تلقت “القدس العربي” نسخة منها، جاء فيها “تواصل السلطة القائمة تنفيذ مشروعها السياسي المسقط على التونسيين حيث وقعت دعوة أكثر من ثمانية ملايين ناخبة وناخب لانتخاب 279 مجلس محلي في 2155 دائرة انتخابية يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول دون أن يكون لهذه المجالس قانون أساسي يحدد دورها وصلاحياتها، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الدول والشعوب”.
واعتبر الموقعون على العريضة أن “هذه الانتخابات تأتي في ظل أزمة سياسية غير مسبوقة بعد فرض السلطة القائمة منحىً استبداديا وقمعيا استهدف المعارضين والنقابيين والإعلاميين والمحامين والمثقفين وكل أصحاب الرأي الحر بالتضييقات ومحاكمات والاعتقالات، ما يؤكد أن المنظومة السياسية التي تسعى السلطة لتركيزها لا تؤسس لدولة القانون الحامية للحقوق والحرية”.
واعتبروا أن دستور 2022 “أنهى الانتقال الديمقراطي ومكن رئيس الجمهورية من كل السلطات ووضعه فوق كل مراقبة أو مساءلة أو محاسبة وحول السّلطة التشريعيّة والسلطة القضائية إلى مجرد وظائف خاضعة للسلطة التنفيذية ويأتي تركيز المجالس المحلية كخطوة إضافية تهدف لإضعاف السلطة المحلية وتشتيتها وجعلها هي الأخرى أداة طيعة في يد السلطة التنفيذية”.
كما أكدوا أن “المحطة الانتخابية القادمة تأتي بعد إقصاء الأحزاب السياسية ومحاصرتها والتضييق على المجتمع المدني، لمنع التعددية وإنهاء التداول السلمي على السلطة، وهي تمثل حلقة أساسية في تركيز النظام القاعدي يؤسس لنظام رئاسوي يتجه نحو الدكتاتورية”.
ودعا الموقعون كافة التونسيين إلى “مقاطعة الانتخابات المحلية القادمة المقررة يوم 24 ديسمبر 2024 باعتبارها محطة أخرى لإلغاء مؤسسات الجمهورية الديمقراطية وتعتبر المشاركة في هذه الانتخابات مساهمة في تكريس منظومة القمع والاستبداد”.
وطالبوا أيضا القوى الديمقراطية والتقدمية إلى “توحيد صفوفها من أجل التصدي للمنحى الاستبدادي الذي انتهجته السلطة القائمة والعمل سويا على إيجاد الطرق والوسائل الديمقراطية الكفيلة بإنقاذ البلاد من الأزمة العميقة والشاملة التي تعيشها”.
https://www.facebook.com/100064564787508/posts/pfbid0EnUCUMWWz8WBtKq2V3t5UMri2hmucfsPGCBbtvKYVTidTpTuspsB6krCXvRh2WBHl/?app=fbl
وكانت جبهة الخلاص الوطني (أكبر تكتل معارض) أعلنت في وقت سابق مقاطعتها للانتخابات المحلية، على اعتبار أنها تفتقد للشفافية ولن تحظى بنسبة مشاركة كبيرة من الناخبين التونسيين، على غرار ما حدث في المناسبات الانتخابية السابقة خلال حكم الرئيس قيس سعيد.