صحيح أن العالم شهد مجاعات على مدى السنين بسبب القحط والحروب والكوارث الطبيعية والبشرية، لكن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي شهده الإنسان منذ عقود أعطى انطباعاً أن زمن الجوع قد ولى إلى غير رجعة وأن المجاعة أصبحت من المستحيلات. لكن لو نظرنا إلى عالم اليوم لوجدنا أن ملامح الاضطرابات الاقتصادية والمعيشية القادمة لم تعد حكراً على البلدان النامية والفقيرة والمعدمة، بل بدأت تطال حتى البلدان والشعوب الغنية التي لطالما ظننا أنها في مأمن من المعاناة الإنسانية. والحديث عن الجوع في العالم العربي لم يعد مجرد تحذيرات إعلامية، بل بدأت الدول تباعاً تتحدث عن إفلاس حقيقي.
وتقول التقارير الصحفية إنه بينما كان العالم يكافح لتجاوز تداعيات جائحة كورونا، والحد من آثار التغير المناخي، جاءت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لتضيف مزيدا من الغموض على مستقبل الاقتصاد العالمي. هذه التطورات دفعت أربع مؤسسات مالية واقتصادية دولية، مجتمعة، للتحذير من تداعيات هذه الحرب، خصوصا على الاقتصادات الضعيفة.
وأجمعت المؤسسات الأربع: البنك وصندوق النقد الدوليين، ومنظمة التجارة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، في بيان مشترك أن العالم أجمع مقبل على كوارث معيشية. واجتمعت الأزمات الثلاث: المناخ، وكورونا، والحرب في أوكرانيا، في وقت يغرق فيه عديد الدول العربية في أزمات مالية واقتصادية، تقربها يوما بعد يوم من حافة الإفلاس.
والإفلاس يكون عندما تصل الدولة إلى مرحلة تعجز فيها عن الاستيراد لعدم توفر النقد، وعدم سداد الديون، وعدم القدرة على سداد أجور موظفي الدولة، وهي عوامل تجتمع اليوم في العديد من الدول العربية، فحسب تقرير لوكالة الأناضول التركية، هناك عدد من الدول أصبح قاب قوسين أو أدنى من حالة الإفلاس الحقيقي، فقد دخل لبنان في أزمة مالية واقتصادية حادة، بدءا من أكتوبر/تشرين الأول 2019، تفاقمت حتى وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. وقد شاهدنا على شاشات التلفاز عائلات لبنانية كثيرة على حافة الجوع، وأصبح العديد من اللبنانيين ينتظرون الصدقات الغذائية.
وبدل أن ينطلق السودان إلى مستقبل أفضل بعد سقوط النظام السابق، دخل في دوامة معيشية واقتصادية رهيبة بعد نجاح ثورته المزعوم. وبينما كان السودانيون يتوقعون أن يزدهر بلدهم بعد الخروج من العزلة الدولية والتخلص من العقوبات وجدورا أنفسهم بلا كهرباء ولا حتى ماء، ناهيك عن انهيار رهيب في سعر صرف العملة السودانية وغلاء مهول بالأسعار جعل أبسط السلع البسيطة بعيدة المنال بالنسبة لملايين السودانيين. وتقول مجلة الإيكونيميست إن نظام العسكر في السودان يقوم بتهريب الذهب السوداني الى روسيا لمساعدتها في مواجهة العقوبات الغربية مقابل الدعم الروسي للنظام العسكري في الخرطوم، بينما يعاني تسعة ملايين سوداني من جوع حقيقي.
ومع أن تونس أنجزت ثورتها المزعومة بأقل الخسائر مقارنة ببقية ما يسمى بدول الربيع العربي، إلا أنها الآن انضمت إلى طابور المفلسين في العالم العربي، حيث يضرب الغلاء أطنابه ولا يستطيع السواد الأعظم من التونسيين تأمين أبسط حاجاتهم، ويزداد الأمر سوء في الأرياف التي تواجه كارثة معيشية حقيقية. ورغم أن بعض الطبقات المعدمة في تونس قد دعمت انقلاب الرئيس قيس سعيد، إلا أن الانقلاب لم يجلب لتونس حتى هذه اللحظة سوى المصائب الاقتصادية وخلق حالة من القلق قد تنفجر وتزيد الأمور المعيشية تعقيداً.
لو نظرنا إلى عالم اليوم لوجدنا أن ملامح الاضطرابات الاقتصادية والمعيشية القادمة لم تعد حكراً على البلدان النامية والفقيرة والمعدمة، بل بدأت تطال حتى البلدان والشعوب الغنية
وحدث ولا حرج عن اليمن الذي كان يواجه أزمات معيشية طاحنة حتى قبل الثورة، لكنه الآن بات أسوأ نموذج عربي في عالم ما بعد الثورات العربية، حيث أدت الحرب إلى تدهور غير مسبوق في وضع البلاد والعباد. وبالتوازي مع الحرب العسكرية التي بدأت في 2015، تدور في الخفاء حرب مالية اقتصادية، إذ صادر الحوثيون الاحتياطيات النقدية للبنك المركزي عندما سيطروا على العاصمة صنعاء، وتقدر بحوالي 5 مليارات دولار. وقد أدى هذا الوضع إلى انهيار العملة المحلية، وفقدان العملات الصعبة لتمويل الواردات، وقد شملت الأزمات جميع السلع الأساسية والوقود، التي قفزت أسعارها لمستويات تفوق قدرة اليمنيين المنهكين من الحرب.
وبالرغم من أن وضع سوريا أفضل من وضع اليمن تاريخياً، إلا أن أكثر من تسعين بالمائة من السوريين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، ولم يعد الإنسان السوري قادراً على تأمين البطاطا لعائلته بسبب الارتفاع الرهيب لأسعار كل السلع الغذائية العادية.
وكي لا يعتقد البعض أن الانهيار المعيشي ينحصر في بلدان الثورات فقط، فإن الوضع في الجزائر والمغرب وموريتانيا وحتى ليبيا لا يقل سوءاً. ولن يطول الوقت حتى تبدأ وسائل الإعلام بتوجيه كاميراتها إلى الأوضاع المزرية في بلدان عربية مازالت خارج التغطية حتى الآن. كيف لا وقد بدأ الكبار في العالم يصرخون في أوروبا حيث ارتفعت الأسعار بنسب مهولة، وبات الحديث عن التضخم الشغل الشاغل للأوربيين والأمريكيين على حد سواء، وتتحدث تقارير اقتصادية عن اقتراب بعض الدول الأوربية نفسها من فقر حقيقي في بعض الحالات، إذا بات يعاني أكثر من أربعين بالمائة من البريطانيين من عدم القدرة على تأمين التدفئة ومستلزمات الطاقة الأخرى
ولو قارنت مستوى الأسعار في تركيا اليوم بمستواها قبل أشهر فقط لوجدت العجب العجاب، حيث تضاعفت الأسعار مرات ومرات لأبسط السلع الأساسية، وبات الحديث عن موجة الغلاء القاتل الشغل الشاغل للأتراك. ورغم أن إيران نجحت حتى الآن في قمع كل الانتفاضات المطالبة بلقمة الخبز، إلا أن الاضطرابات عادت من جديد، ومن المتوقع أن تتصاعد في ظل موجة الانهيارات الاقتصادية والمعيشية التي تضرب العالم أجمع بعد جائحة كورونا وحرب أوكرانيا.
لا يبدو في الأفق أي أمل قريب لتحسن الأوضاع المعيشية في العالم، بل إن كل المؤشرات تشير إلى أن القادم أعظم، وأن ثورات الجوع ستضرب بلداناً كنا نتوقع أنها بمنأى عن المجاعات والكوارث والاقتصادية.
كاتب واعلامي سوري
والدليل على إفلاس الاوروبيين أيضا ما حصل في اسبانيا عندما باع جمهور برشلونة الاسباني تذاكر المباراة لخصمهم فرانكفورت الألماني وبعدها حصل ما حصل في المباراة…وبالنسبة للدول العربية فهذ كله من خيانة الحكام وتفرقهم بلا سبب الا لأنهم تابعون للشرق والغرب وليس لاوطانهم .فمثلا لو الدول النفطية الغنية تضع اموالها واستثماراتها عند اخوتهم الدول الفقيرة لأصبح أقوى من الاتحاد الأوروبي لتعدد الموارد وخاصة الطبيعية لأنها موجودة وبكثرة .وبعدها تتم زراعة البلاد الصالحة منها للزراعة ويحصل التكافل بينها .ولكنها التبعية والخيانة.
اقتباس ( فقد دخل لبنان في أزمة مالية واقتصادية حادة، بدءا من أكتوبر/تشرين الأول 2019، تفاقمت حتى وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. وقد شاهدنا على شاشات التلفاز عائلات لبنانية كثيرة على حافة الجوع، وأصبح العديد من اللبنانيين ينتظرون الصدقات الغذائية.)
انتهى الاقتباس.
بصراحة ان من يشاهد التلفزيونات اللبنانية لا يمكن ان يصدق ان لبنان على طريق الافلاس ابدا ، بل بينه وبين الفقر والإفلاس سنوات ضوئية.
ما ان يتكلم اللبناني حتى يتكون لدى السامع ان ماسك ايلون يعمل اجير عنده . اما اللبنانية اذا نطقت تشعرك ان ملوك بريطانيا وفرنسا متسولين امام باب بيتها .
اين الفقر في لبنان ؟
اذا كان السوريون هم الفقراء في لبنان فهذا موضوع اخر.
حين اقول هذا لأصدقائي يقولون ، ان اللبنانيين يعرفون يعيشوا وهذا من طبعهم ، لكن لا احد منهم اقنعني كيف لمفلس او مفلسة ان يظهر بهذه المظاهر من الاكل والشرب الى التبرج في اللباس والتصرفات.وتقضية الوقت في ارقى المطاعم والمقاهي والفنادق وستديوهات التلفزة و….
كلام صحيح…اللبنانيون في الخارج يساعدون من في الداخل …اللبناني يحب الحياة ولا يعشق الموت …..
*بدون شك معظم دول العالم بدأت تعاني
من التضخم وارتفاع الأسعار.
اللهم أصلح الحال والأحوال.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وجشع.
وفي لندن حيث تعيش الوضع مريح جدا
يادكتور جعلت الدنيا سوداء..لا تنسى رحمة الله ورزقه الذي يملأ الأرض والسماء.إذا وقفنا عند ما يعلن سنموت من الجوع لكن رزق السماوات والأرض قريب من الناس.يحتاجون فقط إلى العمل والرزق مدفون بين طيات العمل.بشّروا و لا تنفروا ونحن في رمضان شهر الخيرات.الجياع في كل مكان قديما وحديثا وسيبقون.ما يعانيه العرب ليس الجوع لكن سوء توزيع الثروات غير العادل.الجوع سيكون محرّك للثورات لكن السبب الحقيق الظلم وعدم العدالة.
و السؤال إذا جاع العرب , من سيجوع من العرب .. هل سيجوع أمراءنا أم كتابنا أم قادتنا أم شيوخنا … من سيجوع … و من يجوع اليوم , إن وجد من يجوع
عندما تذهب الاراضي الزراعية للبناء وتتفتت ملكياتها وعدم سن قانون زراعي يحمي هذه الاراضي بالتأكيد سنجوع
سيموتون من الجوع ولن يجدوا(روثهم) ليسد رمقــــــــــــــــهم….العربا بعد ما استطاعو تحلية مياه الصرف الصحي.وتحويله الى صالح للشرب …هل بأمكانهم تحلية مخلفاتهم البيولوجية الصلبة الى اطعمة فاخرة تقيهم الجوع….ألا لعنة الله على الحكام العربا