3 هجمات تزامناً مع زيارة بيرنز وبلينكن: هذه رسالة إسرائيل.. هل تكتفي طهران بـ”القراءة”؟

حجم الخط
1

نسبت لإسرائيل خلال أقل من 48 ساعة 3 هجمات جوية ضد أهداف إيرانية؛ مرة هوجم هدف في إيران نفسها، وهو موقع لإنتاج وسائل قتالية في أصفهان. بعد ذلك، هوجمت مرتين قوافل سلاح من إيران في الجانب السوري من الحدود السورية العراقية. ما أثار الاهتمام الإعلامي الهجوم في إيران، الذي استخدمت فيه حوامات متفجرة (انتحارية). لكن مع الهجمات الجوية الكثيفة نسبياً لقوافل السلاح، يبدو أن إسرائيل تزيد من سرعة نشاطاتها ضد إيران، التي لا تقتصر على العمل ضد المشروع النووي الإيراني فقط، ولا تركز أيضاً على أراضي أي دولة في المنطقة.
بدأ التغيير في السياسة في عهد الإدارة المنصرمة. في السابق، تم تشخيص نوعين من الهجمات التي نسبت لإسرائيل، أعمال تخريب واغتيالات ترتبط بالمشروع النووي في الأراضي الإيرانية، ومقابلها محاربة محاولات إرسال السلاح لمنظمات إرهابية وعصابات في أرجاء الشرق الأوسط، وبعد ذلك إقامة قواعد عسكرية في دول أخرى. في عهد نفتالي بينيت كرئيس للحكومة، تقرر شطب الفصل بين نوعين. في السنة الماضية، نشر على الأقل عن ثلاث هجمات لإسرائيل: قصف بطائرات مسيرة وحوامات، وعملية اغتيال واحدة، التي وجهت ضد أهداف في إيران نفسها، وشملت أيضاً أهدافاً لا ترتبط بالذرة.

في السبت جرى قصف مصنع لإنتاج الصواريخ في أصفهان بواسطة حوامات انتحارية. ذلك الهجوم الدقيق الذي يحتاج إلى “قدم تنفيذية” على الأراضي الإيرانية نفسها، حدث في الوقت نفسه الذي انعقد فيه “الكابينت” في إسرائيل لاتخاذ قرار حول خطوات “معظمها أعمال لا أهمية لها”، ردًا على عمل المخرب الفلسطيني الذي قتل قبل يوم بمسدس سبعة مدنيين في نفيه يعقوب في القدس. كالعادة، يمتد الانشغال الأمني في إسرائيل على مساحة كبيرة، ويستخدم تكنولوجيا الهايتيك واللوتيك (التكنولوجيا المتقدمة والمتدنية). استمر استخدام الاستخبارات والتكنولوجيا المتقدمة أيضاً في اليومين التاليين: في اليوم الأول، تم قصف قافلة قرب معبر بوكمال على الحدود بين إيران وسوريا. وفي ظهيرة أمس حدث هجوم آخر على قافلة في المكان نفسه. استناداً إلى الهجمات السابقة في هذه المنطقة، يمكن افتراض أمرين: الأول، يدور الحديث عن جهود لمنع تهريب السلاح التي تستهدف “حزب الله” في لبنان، الذي يحتاج إلى صواريخ دقيقة ومنظومات دفاع جوية متقدمة من إيران. الثاني، حدث هنا “إغلاق دائرة” بسرعة؛ فمنذ اللحظة التي تم فيها تسلم معلومات دقيقة عن مكان القافلات، تقرر الهجوم مرتين. ولكن إسرائيل تلمح لإيران في الوقت نفسه بأنها لا تخاف من توسيع وزيادة قوة المواجهة العسكرية معها.
وثمة بُعد آخر في حرب الرسائل، وهو العامل الأمريكي. كانت الهجمات الأولى في وقت وجود رئيس الـ سي.آي.ايه، ويليام بيرنز، في إسرائيل. أما الهجوم الآخر فكان في موعد قريب جداً من هبوط وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في البلاد. بلينكن نفسه الذي سأله المراسلون عن الهجمات التي نفذت عند هبوطه في إسرائيل، قال باقتضاب بأن ليس لديه ما يضيفه على ذلك. مع ذلك، أكد التزام أمريكا بأمن إسرائيل.
رغم أن الولايات المتحدة لم تنفذ الهجمات، كما وضحت مصادر في واشنطن بتسريبات خاطفة لوسائل الإعلام الأمريكية (على فرض أن إسرائيل هي وبحق المسؤولة عن الهجمات)، يصعب التصديق بأن الحكومة الجديدة في إسرائيل كانت ستخاطر بإحراج ضيوفها، فتقصف أهدافاً إيرانية بدون التنسيق المسبق معهم. جاءت الهجمات الثلاث بعد بضعة أيام على استكمال المناورة الجوية المشتركة واسعة النطاق بمشاركة قوات أمريكية كبيرة، التي نشر جزء منها في أراضي إسرائيل.

كل هذه العمليات تلمح لإيران بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تنسقان بينهما بدرجة كبيرة. وهذه العمليات لا تبشر بهجوم أمريكي – إسرائيل قريب على المنشآت النووية (لا يوجد أي اتفاق كهذا وفي الأصل إسرائيل ما زالت غير مستعدة عملياً لذلك). لكن استعداد أمريكا للتدرب معاً ورفضها التحفظ من الهجمات الإسرائيلية، تعكس الخط الحالي للإدارة الأمريكية. “يتبنون إسرائيل ويعانقونها على أمل ألا تجر أمريكا إلى مغامرات زائدة، ويظهرون التسامح مع خطوات إسرائيل التي تبادر إليها، إزاء سلوك إيران. لم يكسبها هذا أصدقاء آخرين في الغرب على خلفية الخصائص الثلاث في سياستها في الأشهر الأخيرة، وهي رفض العودة إلى الاتفاق النووي، والقمع العنيف والمؤلم لاحتجاج الحجاب، ومساعدة إيران المتزايدة لروسيا عن طريق تزويدها بالمسيرات للحرب في أوكرانيا.
إيران التي اتهمت إسرائيل بالهجمات الأخيرة، أيضاً أضافت تهديداً بالانتقام، وذكرت إمكانية المس بسفن إسرائيلية. ذكر هذا الحدث ليس صدفياً، فقبل ثلاث سنوات نشر عن سلسلة هجمات إسرائيلية في البحر الأحمر والبحر المتوسط، التي أصيبت فيها سفن إيرانية كانت تحاول تهريب الوقود إلى سوريا، بهدف نقل أرباح الصفقات لـ”حزب الله”. ردت إيران بعدة هجمات على سفن مدنية بملكية جزئية لإسرائيليين، في الخليج الفارسي وفي المحيط الهندي. بعد هجمات الانتقام، تولد انطباع بأن إسرائيل أعادت النظر في خطواتها وتوقفت عن الهجمات في البحر.
على أي حال، من الواضح أن إيران لا تنوي المرور مر الكرام على العمليات الأخيرة. الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب دفاعي عالية مؤخراً على خلفية تحذيرات بالانتقام. هذه الحرب ستستمر على جبهات مختلفة وبوسائل مختلفة، لكن في الوقت الحالي ليس بقوة كبيرة جداً.
بقلم: عاموس هرئيل
هآرتس 31/1/2023

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    ههه فعلا والله فدويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين تستقوي على إيران بأمريكا اللعينة الخبيثة التي توفر لها الغطاء الأمني ?????

إشترك في قائمتنا البريدية