الدوحة -“القدس العربي”: منذ تقدم دولة قطر بملف الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2009، وضعت الدولة نصب أعينها تحقيق حلم استضافة أول بطولة كأس عالم لكرة القدم على أرض عربية. وتحقيقا لهذا الهدف المنشود، أخذت “اللجنة العليا للمشاريع والإرث”، الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة البطولة على عاتقها، مهمة تخطيط البطولة وتفعيل كل العمليات التشغيلية استعدادا لهذا الحدث الهام، بصورة لا تترك أي شيء للصدفة.
وفي هذا الشأن أولت اللجنة وشركاؤها المحليون والدوليون أهمية بالغة بمواقع تدريب المنتخبات التي ستشارك في البطولة. انطلاقا من عنايتها الشديدة بضرورة ضمان خوض اللاعبين من شتى أنحاء العالم تجربة كرويّة فريدة في دولة قطر، مستفيدة من الطبيعة متقاربة المسافات التي تتمتع بها البطولة وتميّزها عن غيرها من البطولات السابقة. حيث يجري حاليا بناء 15 موقع تدريب جديدا بإجمالي 30 ملعبا تدريبيا في مختلف مناطق قطر.
كافة معسكرات التدريب قبل 2020
وفي تعليقه على ما تم التوصل إليه بشأن ملاعب التدريب، عبر المهندس أحمد العبيدلي، مدير مشروع ملاعب التدريب في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن سعادته بالإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن وقال: “نواصل جهودنا في هذا المشروع الرامي إلى توفير مرافق تدريبية لخدمة كافة الفرق المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من بناء العديد من ملاعب التدريب قريبا هذا العام. ونهدف إلى استكمال هذا المشروع وبناء كافة ملاعب التدريب في أواخر عام 2019”.
وتُعنى اللجنة العليا باستثمار ملاعب أندية الدرجتين الأولى والثانية في قطر كالوكرة، والخور، والغرافة، والأهلي، وغيرها لتسخيرها لخدمة المنتخبات العالمية المتأهلة لخوض المونديال، ويهدف هذا التوجّه في المقام الأول إلى الاستفادة من المرافق الرياضية المتاحة، وضمان عدم بناء ملاعب تفيض عن حاجة البطولة والاحتياج المحلي بعد المونديال.
وتحقيقا لهذا المقصد، تمّ إجراء تقييم لملاعب هذه الأندية للتأكد من جاهزيتها لاستضافة المنتخبات المشاركة في المونديال ودلت نتائج عمليات التفتيش على مطابقة ملاعب الأندية بشكل كبير لمعايير الفيفا. ومن المقرر أن يتم إجراء صيانة بسيطة لهذه الملاعب قبل انطلاق البطولة لتجهيزها لتكون خيارات متاحة كمواقع تدريب للمنتخبات.
ويضم كل موقع تدريبي ملعبين يتم تجهيزهما وفق أعلى معايير ومواصفات مواقع التدريب التي يشترطها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. كما يضم كل موقع تدريبي مبنى خدميا متكاملا مجهزا بعدّة مرافق منها غرف تبديل ملابس، وغرف استحمام، وغرف للمدربين، وغرف فيديو، وناد رياضي، وناد صحي، وغيرها من المرافق الخدمية التي تلبي احتياجات اللاعبين والمدربين.
ملاعب جاهزة
وبدأت أعمال بناء مواقع التدريب الجديدة في أيار/مايو 2017، ومن المتوقع الإعلان عن جاهزيتها لاستقبال اللاعبين في أيار/مايو من هذا العام 2019. وكانت اللجنة قد أعلنت عن خطتها لاستكمال بناء كل ملاعب التدريب في نهاية عام 2019. لكن اللجنة نجحت خلال وقت قياسي في تحقيق إنجاز ملحوظ في بناء هذه المواقع التدريبية قبل الوقت المحدد بكثير.
وقد تمكنت اللجنة فعليا من الانتهاء من بناء وتجهيز ملعبي التدريب في موقع “السيلية” بالكامل في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، ما سمح لمنتخبي فلسطين وقيرغيزستان بالتدرب فيهما استعدادا لتصفيات بطولة كأس آسيا التي جرت مؤخرا.
كما افتتحت منشآت التدريب الجديدة لنادي الريان في إحدى المناطق المحيطة بملعب الريان الذي سيستضيف مباريات بطولة كأس العالم حتى الدور ربع النهائي والمقرر استكماله في 2019.
وقال غانم الكواري، المدير التنفيذي للمنشآت الرياضية في اللجنة: “لا شك إن تدشين مواقع التدريب دليل على التقدم المستمر في مشروعات كأس العالم”. وفيما احتفل لاعبو نادي الريان بانتقالهم لملاعب التدريب الجديدة، قال علي سالم عفيفة رئيس جهاز الكرة بالنادي: “إن هذا الإنجاز المتمثل في عودتنا للملاعب التدريبية الخاصة باستاد الريان المرشح لاستضافة بطولة كأس العالم يعد خطوة كبيرة في مسيرتنا للحفاظ على لقب دوري نجوم قطر”. وأضاف “نحن سعيدون بنجاح هذا المشروع في الوقت المخطط له، الأمر الذي لم يكن ليحصل لولا تضافر الجهود من جميع الأطراف فنتقدم للجميع بالشكر الجزيل”.
من جهته، قال نجم الريان والعنابي سبستيان سوريا: “ليس غريبا أن تكون ملاعب التدريبات أو حتى الاستادات الرياضية في دولة قطر متميزة وعلى مستوى عال يضاهي أفضل المنشآت العالمية. الأرضية العشبية تبدو ممتازة ونحن سعيدون جدا ومتحمسون للعودة إلى مقرنا الرئيسي الأمر الذي سيعطينا دفعة معنوية كبيرة للاحتفاظ بلقب دوري نجوم قطر الذي حققناه الموسم الماضي”.
وتعتزم اللجنة العليا بعد انتهاء المونديال استثمار مواقع التدريب هذه من خلال تأجيرها للمنتخبات والاتحادات الكروية الراغبة في استخدامها سواء من داخل قطر أو من خارجها.
كما تخطط اللجنة لتحويل بعض مواقع التدريب إلى حديقة عامة ومركز اجتماعي يلبي احتياجات سكان المناطق المجاورة، بالإضافة إلى تخصيص مضمار للجري يخدم سكان المنطقة.
مطابقة شروط “الفيفا”
ولقد راعت اللجنة العليا عند بناء مواقع التدريب هذه استيفاء كافة شروط الفيفا، التي تضع عدة معايير صارمة لبناء وتجهيز مواقع تدريب المنتخبات. ولعل أهم هذه الشروط هو ضرورة أن يكون موقع التدريب بعيدا عن استادات البطولة والتكدس السكاني لضمان تمتع المنتخبات براحة تامة، وإتاحة الفرصة أمامهم للتخطيط الجيد لخوض مباريات البطولة.
وفي هذا الشأن قال العبيدلي “عند بناء ملاعب التدريب، أخذت اللجنة العليا بعين الاعتبار الطبيعة المتقاربة المسافات التي تمتاز بها بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عن مثيلاتها، إذ تبلغ أطول مسافة بين ملعبين 55 كم فقط، الأمر الذي سيوفر على الفرق المشاركة في البطولة عناء السفر لمسافات بعيدة، كما ستسهم ملاعب التدريب القريبة من ملاعب البطولة في مساعدة اللاعبين والمدربين على خوض تجربة كروية مميزة دون الحاجة إلى بذل جهد وإهدار وقت في التنقل بين الملاعب ومواقع التدريب، كما ستتمكن الفرق المشاركة من خوض تدريباتها في ملعب تدريب واحد طوال فترة البطولة”. ولعل أهم شروط الفيفا في معسكرات التدريب هو ألا يبعد مقر المعسكر عن مكان إقامة المنتخب أكثر من 20 دقيقة كحد أقصى. فضلا عن وجود ملعبين بطاقة استيعابية جماهيرية تسع 500 متفرج في كل موقع تدريبي.
لا أثر للحصار
على صعيد آخر، قال ناصر الخاطر، مساعد الأمين العام للجنة خلال لقاء ببرنامج “رياضة” على تلفزيون قطر، أن “حصار قطر في الخامس من حزيران/يونيو 2017، لم يؤثر إطلاقا على سير الأعمال”، مؤكدا في ذات الوقت أن “كل الاستادات وملاعب التدريب ستكون جاهزة عام 2020، مبينا أن ملعب البيت في الخور سيكون جاهزا في نهاية الربع الرابع من 2019، كما أن ملعب الوكرة قرب على الانتهاء، فيما سيتم الإعلان عن تصميم استاد لوسيل في 15 كانون الأول/ديسمبر الحالي، والإعلان عن شعار المونديال في مطلع 2019”.
وأوضح الخاطر أن جميع ملاعب مونديال قطر 2022 مكيفة، ما عدا ملعب “رأس أبو عبود” المتواجد على كورنيش الدوحة، حيث سيتم تفكيكه بالكامل نظر لموقعه الإستراتيجي.
ما شاء الله على إخواننا القطريين متميزين في كل شيء . تقدم و رفاهية و ثقافة عالية لدى إخواننا في قطر. حفظ الله قطر و قيادتها و شعبها و لو كره الجيران الحساد الإماراتيون و السعوديون . سيكون انشاء الله منديال 2022 متميز و ناجح. موتوا بغيضكم يا جيران السوء.