عندما يخوض المنتخب الأسباني فعاليات المونديال، سيبحث عن شيء لم يفعله أي منتخب منذ عام 1962 وهو الدفاع عن اللقب العالمي، حيث لم ينجح أي منتخب في الفوز بكأس العالم في بطولتين متتاليتين منذ أن توج المنتخب البرازيلي باللقب في بطولتي 1958 و1962 . ويترقب عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان بالعالم إقامة فعاليات البطولة في الصيف المقبل لمعرفة الإجابة على السؤال الذي يحير الجميع وهو ما إذا كان الماتادور الأسباني قادرا بأسلوبه المعروف ‘تيكي تاكا’ في بث الرعب والقلق في نفوس وقلوب منافسيه. ويبدو أن المنافسين وجدوا الحل أخيرا لإيقاف هيمنة التيكي تاكا التي تعتمد على التمريرات القصيرة المتقنة حيث نجح المنتخب البرازيلي في الفوز على نظيره الاسباني 3/صفر في المباراة النهائية لبطولة كأس القارات 2013 بالبرازيل. ومنذ ذلك الحين، تعادل المنتخب الأسباني مع نظيره التشيلي وخسر أمام جنوب أفريقيا في مباراتين وديتين رغم نجاحه الهائل في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال. ويكافح لاعبو المنتخب بقيادة مدربهم فيسنتي دل بوسكي حتى الآن لاستعادة مستواهم العالي والتماسك القوي في أداء الفريق الذي جعل منه قوة هائلة على ساحة كرة القدم العالمية منذ 2008. وأصبح المنتخب الأسباني الفريق الوحيد الذي نجح في الدفاع عن لقبه الأوروبي حيث فاز بلقب يورو 2012 بعد أربع سنوات من فوزه بلقب يورو 2008. وعانى اللاعبون المخضرمون مثل تشافي هيرنانديز وتشابي ألونسو وكارلوس بويول وديفيد فيا وحارس المرمى إيكر كاسياس من تراجع المستوى أو كثرة الإصابات في الفترة الماضية. ورغم هذا، يدرك دل بوسكي أن فريقه قادر على تحقيق الفوز بالألقاب كما يعلم أن الاستعانة بالمهاجم البرازيلي الأصل دييغو كوستا نجم وهداف أتلتيكو مدريد سيفيد الفريق كثيرا خاصة أن الماتادور الأسباني سجل 14 هدفا فقط في ثماني مباريات خاضها في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال.
انكلترا: اعتماد كلي على روني
يبدو روي هودجسون متفائلا بشأن اخبار الاصابات المعتادة التي سيسمع بها في الفترة من الان وحتى قبل انطلاق نهائيات كأس العالم الا ان مدرب منتخب انكلترا ربما يولي اهتماما خاصا بحالة وين روني. وعندما يكون روني جاهزا وفي حالة تركيز يصبح بلا شك افضل لاعب في المنتخب، كما انه سيكون بلا شك اول لاعب سيضع هودجسون اسمه في تشكيلة المنتخب في النهائيات. الا ان الاصابات والعقوبات الانضباطية حرمت اللاعب البالغ من العمر 28 عاما من ترك بصمته في بطولات كبرى فيما عدا نهائيات بطولة اوروبا 2004. وتراجع مستوى اللاعب في كأس العالم 2006 عقب تعافيه من اصابة في القدم. كما غاب روني عن عدة مباريات في مسيرة المنتخب السيئة في بطولة اوروبا 2008 بسبب الاصابة وكان غير فعال ومتقلب المزاج في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا. وفي نهائيات بطولة اوروبا 2012 في بولندا واوكرانيا اوقف روني مباراتين عقب طرده في اخر مباراة بالتصفيات على الرغم من تسجيله امام اوكرانيا ليساعد انجلترا على بلوغ دور الثمانية قبل ان تخسر امام ايطاليا. وقد يشكل هذا مصدر فخر للاعب البالغ من العمر 28 عاما الا انه اذا كان بوسع انكلترا بقيادة هودجسون ترك اي بصمة لها في البرازيل فان تقديم روني لكل ما لديه كما يفعل حاليا سيكون امرا ضروريا. وسجل روني 11 هدفا الى الان هذا الموسم بما في ذلك هدف في كل مباراة من مباراتي الجبل الاسود وبولندا.
نيجيريا: نسور شابة تحلق
رغم مشاركته في بطولة كأس القارات 2013، لم يستغل المنتخب النيجيري هذه الفرصة للاستعداد الجاد قبل مونديال 2014 ولا يعرف مدرب المنتخب ستيفن كيشي بالضبط ما يمكن أن يقدمه اللاعبون في المونديال المقبل. وتسببت الخلافات المعتادة على المكافآت قبل المشاركة في البطولات الكبيرة في إفساد استعدادات نسور نيجيريا لكأس القارات لينتهي الحال بأبطال أفريقيا بالخروج المبكر من الدور الأول للبطولة، لكن المنتخب النيجيري، الذي توج بلقب أفريقيا مطلع العام الحالي، استعاد توازنه سريعا وحجز مكانه في المونديال البرازيلي بعد الفوز بجدارة واستحقاق على نظيره الإثيوبي في الدور النهائي الحاسم بالتصفيات الأفريقية. وواصل كيشي ضخ دماء جديدة شابة في صفوف الفريق بعد العروض الهزيلة التي قدمها نسور نيجيريا في مونديال 2010 عندما حل الفريق في المركز الأخير في مجموعته خلف منتخبات الأرجنتين وكوريا الجنوبية واليونان وذلك برصيد نقطة واحدة. ويخوض المنتخب النيجيري نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه وسيكون قائد الفريق مجددا هو جون أوبي ميكيل نجم خط وسط تشلسي الإنكليزي. كما تعلق نيجيريا آمالا كبيرة على المهاجم صنداي مبا رغم أنه ينشط في الدوري المحلي حتى الآن. ويرى الخبراء أن المنتخب النيجيري هو أكثر الفرق الأفريقية الموهوبة حاليا وأنه الوحيد من القارة القادر على تشكيل خطورة فائقة على المنتخبات العملاقة والعريقة في المونديال سواء من منتخبات أوروبا أو أمريكا الجنوبية. ولكن المنتخب النيجيري يشتهر أيضا بعدم انضباط لاعبيه خارج الملعب حيث تسور مشكلة المكافآت دائما قبل هذه البطولات الكبيرة.
اليابان: التألق بهوية ألمانية
إذا نجح المنتخب الياباني في تحقيق أي إنجاز خلال مشاركته المرتقبة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، سيكون على الاتحاد الياباني للعبة التوجه بالشكر إلى الدوري الألماني الذي أفاد المنتخب الياباني كثيرا حيث يحترف ثمانية من نجوم الفريق في أندية البوندسليغا. ويشارك المنتخب في نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه ويتطلع إلى بلوغ دور الستة عشر في البطولة ليكرر ما قدمه في أفضل مشاركتين سابقتين له حيث بلغ هذا الدور في بطولتي 2002 و2010. وضم فريق نورنبيرغ الألماني بين صفوفه اليابانيين البارزين ماكوتو هاسيبي وهيروشي كيوتاكي. كما يحترف ستة لاعبين آخرين في البوندزليغا وهم شنجي أوكازاكي (ماينز) وتاكاشي إينوي (إنتراخت فرانككفورت) وهاجيمي هوسوجاي (هيرتا برلين) وهيروكي ساكاي (هانوفر) وأتسوتو أوشيدا (شالكه) وجوتوكو ساكاي (شتوتغارت) وجميعهم من اللاعبين المؤثرين في فرقهم. ولا يمكن نسيان الدور الذي يلعبه شنجي كاغاوا في صفوف المنتخب الياباني علما بأنه كان أحد أبرز نجوم بوروسيا دورتموند الألماني ولكنه عانى وكافح كثيرا ولم يوفق في إيجاد مكان له بالتشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد. وتتحسن نتائج المنتخب الياباني من مباراة لأخرى مما دفع وسائل الإعلام اليابانية إلى وصفه بأنه الفريق الأقوى والأفضل في تاريخ كرة القدم اليابانية حتى الآن. وتغلب المنتخب حديثا على نظيره البلجيكي كما حقق تعادلا رائعا مع هولندا في مباراتين وديتين مثيرتين خاضهما الفريق بعد تأهله رسميا للنهائيات، لكن الفريق لم يحصد أي نقطة في بطولة كأس القارات 2013 بالبرازيل حيث خسر مبارياته الثلاث في مجموعته بالدور الأول أمام البرازيل وإيطاليا والمكسيك.
الارجنتين: حلم ‘ميسي’ في أرض العدو
كأس العالم الوحيدة السابقة التي أقيمت في البرازيل، فجر منتخب أوروجواي فيها المفاجأة وانتزع اللقب العالمي الثاني له بالتغلب على أصحاب الأرض في نهائي 1950. ويحلم المنتخب الأرجنتيني في السير على نفس النهج والفوز باللقب العالمي الثالث له على أرض منافسه التقليدي العنيد عندما يخوض فعاليات مونديال 2014. ومرت 27 عاما منذ أن اعتلى المنتخب الأرجنتيني منصة التتويج باللقب العالمي للمرة الثانية والأخيرة له حتى الآن وذلك في مونديال 1986 بالمكسيك. وبلغ المنتخب، الذي أحرز لقبه العالمي الأول في مونديال 1978 على أرضه، المباراة النهائية لمونديال 1990 في إيطاليا، لكنه خسر أمام نظيره الألماني. وسقط ‘راقصو التانغو’ في مرتين أخريين أمام المنتخب الألماني وذلك في دور الثمانية لـ2006 في ألمانيا و2010 في جنوب أفريقيا ما أثار التساؤلات في السنوات القليلة الماضية عن الوقت الذي يستطيع فيه النجم المتألق ليونيل ميسي قيادة منتخب بلاده للفوز باللقب العالمي مثلما فعل مواطنه دييغو مارادونا في مونديال 1986. وسطع نجم ميسي في صفوف المنتخب الأرجنتيني تحت قيادة المدرب أليخاندرو سابيلا حيث سجل 14 هدفا في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال البرازيلي. وشهدت مسيرة الفريق في هذه التصفيات تسعة انتصارات وخمسة تعادلات وهزيمتين فقط في 16 مباراة. كما شهدت التصفيات 11 هدفاً لغونزالو هيجوين مع المنتخب الأرجنتيني بينما يضم الفريق عددا آخر من النجوم البارزين مثل آنخل دي ماريا وسيرخيو أجويرو وخافيير ماسكيرانو وماكسيميليانو رودريغز. ومن الطبيعي أن يكون المفتاح الرئيسي في النهائيات هو ميسي، ويبقى السؤال هل يستطيع استعادة لياقته البدنية العالية قبل المونديال وذلك بعد الإصابات العديدة التي تعرض لها في الآونة الأخيرة.
الجزائر: التفاؤل بجيل جديد
بعدما قدم الفريق بعض العروض القوية والنتائج الجيدة إلى جانب عدد من الكبوات والانكسارات خلال مشاركاته الثلاث السابقة في كأس العالم، يحلم الجيل الجديد في المنتخب الجزائري بالوصول إلى آفاق جديدة بقيادة المدافع المخضرم مجيد بوقرة. وفجر المنتخب الجزائري مفاجأة من العيار الثقيل في مونديال 1982 بأسبانيا عندما تغلب على منتخب ألمانيا الغربية حامل لقب أوروبا في ذلك الوقت. وكانت هذه هي المشاركة الأولى لمحاربي الصحراء، لكنها انتهت بطريقة ما زال الجميع يتذكرها حيث تغلب المنتخب الألماني على نظيره النمساوي 1/صفر في مباراة مثيرة بختام فعاليات مجموعتهما في الدور الأول للبطولة وهي النتيجة التي كانت كافية لصعود الفريقين سويا إلى الدور الثاني على حساب منافسهما الأفريقي. وفي مونديال 1986 بالمكسيك، سجل المنتخب الجزائري هدفا وحيدا وحصد نقطة واحدة في البطولة قبل أن يودع المونديال. وكانت المشاركة الثالثة في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وتعادل الفريق سلبيا مع نظيره الإنكليزي العريق وكاد يطيح بنظيره الأميركي لولا الهدف الذي سجله لاندون دونوفان في الوقت بدل الضائع للمباراة قاد المنتخب الأمريكي للفوز 1/صفر ليطيح بالفريق الجزائري مبكرا من الدور الأول للبطولة. وينتظر أن يظل بوقرة قائدا للفريق الجزائري في المونديال البرازيلي تحت إشراف مدربه البوسني وحيد خليلودزيتش حيث نال بوقرة شهرة وخبرة كبيرة من خلال تألقه في صفوف تشارلتون الإنكليزي ورينجرز الاسكتلندي في السنوات الماضية، لكن خليلودزيتش لديه من المواهب الشابة ما يمكن الاعتماد عليها بشكل هائل مثل سفيان فيجولي (23 عاماً) نجم فالنسيا الأسباني وإسحق بلفوضيل (21 عاماً) لاعب انتر ميلان الإيطالي.
فرنسا: محو فضيحة مونديال 2010
من الصعب إيجاد فريق سيشارك في مونديال 2014، محملا بهذه الضغوط المتراكمة والأعباء الثقيلة مثل المنتخب الفرنسي. ويحتاج المنتخب الفرنسي لبذل جهد كبير في المونديال البرازيلي لمحو الذكريات السيئة التي ما زالت حاضرة في الأذهان عن مشاركته السابقة في المونديال والفضيحة التي اتسمت بها هذه المشاركة سواء داخل الملعب أو خارجه. وخلال مونديال 2010، واجه المنتخب الفرنسي العديد من المشاكل والأزمات وشهدت مشاركة الفريق ترحيل المهاجم نيكولا أنيلكا بقرار من الجهاز الفني بعد خلافاته الحادة مع المدرب آنذاك ريمون دومينيك. وامتدت المشاكل لمقاطعة معظم اللاعبين تدريبات الفريق مما أثر سلبا وبشكل هائل على نتائج الديوك في البطولة حيث أنهى منافسات الدور الأول في المركز الرابع الأخير في المجموعة برصيد نقطة واحدة وهدف وحيد. وحل لوران بلان مكان دومينيك في تدريب الفريق وساهم في تحسين صورته قليلا من خلال يورو 2012، حيث عبر الفريق الدور الأول، لكنه سقط في الدور الثاني (دور الثمانية) أمام المنتخب الأسباني الذي واصل بنجاح رحلة الدفاع عن لقبه الأوروبي. وبعد هذه البطولة ، رحل بلان من تدريب الفريق وحل مكانه ديدييه ديشان الذي قاد الفريق لاعبأ وقائداً إلى الفوز بكأس العالم 1998، وقاد ديشان الفريق لاحتلال المركز الثاني في المجموعة التاسعة بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال البرازيلي، خلف نظيره الأسباني بطل العالم وأوروبا. وقدم الديوك مواجهة مثيرة للغاية مع منافسهم الأوكراني في الملحق الأوروبي حيث خسر صفر/2 ذهابا في كييف ثم فاز 3/صفر على ملعبه إيابا في باريس ليحجز مكانه في النهائيات للمرة الرابعة عشرة. ويملك ديشان ضمن صفوفه مزيجا رائعا من اللاعبين الشبان والنجوم المخضرمين مثل فرانك ريبيري ومامادو ساخو ورافاييل فاران وبول بوغبا وباتريس إيفرا وإيريك أبيدال وهوغو لوريس وكريم بنزيمة.
بلجيكا: الحصان الأسود المرعب
بعد نحو ثلاثة عقود من وصوله للمربع الذهبي في مونديال 1986، يقدم المنتخب البلجيكي موجة جديدة من التألق والسطوع على الساحة العالمية وينتظر الجميع أن يكون الحصان الأسود في مونديال 2014. وأظهرت التصفيات الأوروبية أن المنتخب البلجيكي يمر حاليا بأحد أكثر مشروعات التحديث والنهضة إثارة في تاريخ كرة القدم الحديث. ولا يبدو مدرب المنتخب مارك فيلموتس على استعداد للحديث عن الفوز بالألقاب ولكنه يؤكد ‘لن أطير إلى البرازيل كسائح. أتمنى ألا يسيطر علينا الخوف وألا نشعر بأننا أقل من منافسينا’. وانتقل نجم المنتخب الاول إدين هازارد إلى تشلسي مقابل 40 مليون يورو، كما التحق مواطنه أكسيل فيتسل بزينيت الروسي بنفس المقابل المالي. ودفع مانشستر يونايتد 32 مليون يورو لضم مروان فيلايني بينما تألق لاعبون آخرون في أندية كبيرة مثل دانيال فان بويتن (بايرن ميونيخ) وفينسنت كومباني (مانشستر سيتي) وكيفن دي بروين (تشلسي). وبدأت الأندية البلجيكية مثل أندرلخت وجنك وستاندرد لييج منذ سنوات في الاستثمار بشكل هائل في تنمية قطاعات الناشئين والشباب لتجني الثمار في الوقت الحالي، وربما تكون الثمرة الأكبر التي تجنيها الكرة البلجيكية هي أن ينافس منتخبها على لقب المونديال البرازيلي.
كولومبيا: العين على فالكاو
يسعى المنتخب الكولومبي إلى تعويض غيابه عن بطولات كأس العالم على مدار 16 عاما من خلال مشاركة فعالة وناجحة في مونديال 2014، وينتظر أن يكون الفريق خلال هذه البطولة من أخطر المنتخبات وأكثرها حماسا. والمشاركة هي الأولى له منذ مونديال 1998، والخامسة له في تاريخه بعدما حل ثانيا في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية خلف نظيره الأرجنتيني. ويعتمد المنتخب الكولومبي ومدربه الأرجنتيني خوسيه بيكرمان على خط هجوم رائع بقيادة الخطير راداميل فالكاو مهاجم موناكو الفرنسي، والذي توج بلقب هداف مسابقة الدوري الأوروبي في موسمين من خلال مشاركاته الفعالة في صفوف فريقه السابق أتلتيكو مدريد. كما يضم خط الهجوم تيوفيلو غوتيريز وجيمس رودريغز. ويعتمد الفريق على خط دفاع رائع أيضا بقيادة المخضرمين ماريو ييبس ولويس بيريا وحارس المرمى العملاق ديفيد أوسبينا نجم نيس الفرنسي. ويدرك الجميع أنه لا يمكن الاستهانة بالمنتخب الكولومبي العنيد. ويعلق الكولومبيون آمالا عريضة على المدرب بيكرمان (64 عاماً) نفسه والذي قاد المنتخب الأرجنتيني من 2004 إلى 2006 ووصل به لدور الثمانية في مونديال 2006.
هولندا: فرصة أخيرة
لفان غال وجيله الذهبي
بعد 12 عاما من فشله في التأهل مع الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2002، قاد المدرب المخضرم لويس فان غال المنتخب الهولندي إلى مونديال 2014 بالبرازيل عن جدارة واستحقاق، حيث كان المنتخب رائعا ومبهرا في مسيرته بالتصفيات، حيث خاض عشر مباريات فاز في تسع منها وتعادل في مباراة واحدة فقط أمام منتخب استونيا 2/2 ليهدر نقطتين فقط على مدار مسيرته بالتصفيات. ورغم هذه المسيرة الرائعة والتأهل بجدارة للمونديال، لا يذكر المنتخب الهولندي دائما عندما يتطرق الحديث إلى قائمة الفرق المرشحة للفوز بلقب البطولة. وربما يرجع البعض السبب في هذا إلى السقوط المدوي للفريق في يورو 2012، عندما خرج من الدور الأول بعد ثلاث هزائم متتالية وسجل هدفين فقط. ومع تولي مسؤولية الفريق للمرة الثانية، حرص فان غال على الاستفادة من خبرة النجوم الكبار مثل روبن فان بيرسي وآريين روبن ورافاييل فان دير فارت كما ضخ في صفوف الفريق دماء جديدة من المواهب الشابة مثل آدم ماهر (20 عاماً) وشتيفان دي فراي (21 عاماً) وبرونو مارتينز (21 عاماً). وربما يكون المونديال البرازيلي الفرصة الأخيرة لكل من فان غال والجيل الذهبي للكرة الهولندية للتتويج بكأس العالم. وسقط المنتخب الهولندي في المباراة النهائية للمونديال الماضي عام 2010 أمام المنتخب الأسباني لتكون المرة الثالثة التي يخسر فيها النهائي، حيث سبق خسارة نهائيي 1974 و1978، وكانت خسارته في المرتين أمام صاحبي الأرض. ولذلك يطمح الفريق للتتويج أخيرا بلقب المونديال للمرة الأولى في تاريخه.
كرواتيا: البحث
عن المجد مع الاخوين كوفاتش
لعب نيكو كوفاتش وشقيقه روبرت لعقد كامل على الأقل في صفوف المنتخب الكرواتي لكرة القدم. والآن يتولى الشقيقان تدريب الفريق أملا في استعادة أمجاده على الساحة الدولية. وتولى نيكو كوفاتش تدريب الفريق في تشرين أول/أكتوبر الماضي خلفا للمدرب إيغور ستيماتش واختار شقيقه روبرت مساعدا له. وكانت المهمة الأولى للأخوين قيادة المنتخب الكرواتي لنهائيات 2014، بعدما غاب الفريق عن مونديال 2010. وحل المنتخب ثانيا في المجموعة الأولى بالتصفيات الأوروبية وكان عليه عبور عقبة المنتخب الأيسلندي في الملحق الأوروبي ليحجز مكانه في النهائيات. وتحدو الفريق الكرواتي حاليا آمال عريضة بتقديم المستوى الذي كان عليه الفريق في مونديال 1998 عندما قاد نيكو كوفاتش الفريق كلاعب للفوز بالمركز الثالث في البطولة. كما شارك كوفاتش في بطولتي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان و2006 بألمانيا ولكنه فشل في عبور دور المجموعات بالبطولتين عندما كان روبرت كوفاتش أحد لاعبي الفريق. ويضم المنتخب الكرواتي حاليا بعض المواهب البارزة مثل لوكا مودريتش وإدواردو دا سيلفا وجوسيب سيمونيتش ودانيال برانييتش وميلان باديلي وإيفان بيرسيتش وإيفان راكيتيتش وملادن بيتريتش وإيفيكا أوليتش وماريو ماندزوكيتش.
كوريا الجنوبية: المرة التاسعة لممثل آسيا
رغم أنها المشاركة التاسعة للفريق في بطولات كأس العالم، يبدو من الصعب على منتخب كوريا الجنوبية وأنصاره أن يطمحوا إلى أن يكرر الفريق في مونديال 2014 ما حققه من إنجاز في مونديال 2002 عندما استضافت بلاده البطولة التنظيم المشترك مع جارتها اليابان. وفجر المنتخب الكوري مفاجأة من العيار الثقيل عندما بلغ المربع الذهبي في مونديال 2002 وأحرز المركز الرابع في البطولة تحت قيادة مدربه السابق الهولندي غوس هيدينك ليظل هذا المركز حتى الآن هو أكبر إنجاز لأي منتخب آسيوي في بطولات كأس العالم. ورغم تراجع مستوى الفريق ونتائجه في البطولات التالية، لا يستطيع أي من المنتخبات الكبيرة الاستهانة بالمنتخب الكوري الذي يقوده حاليا المدرب الوطني هونغ ميونغ بو الذي خاض 136 مباراة دولية (رقم قياسي) كلاعب مع المنتخب الكوري وكان منها المباريات التي تغلب فيها على منتخبات بولندا والبرتغال وإيطاليا وأسبانيا في مونديال 2002. ولا يمكن لأي أحد أن ينسى أن المنتخب الكوري لم يغب عن بطولات كأس العالم منذ 1986 كما بلغ الفريق الدور الثاني (دور الستة عشر) في المونديال الماضي عام 2010 اثر تغلبه على المنتخب اليوناني في الدور الأول قبل أن يسقط أمام منتخب أوروغواي في دور الستة عشر. ومنذ ذلك الحين ، انتقل العديد من نجوم المنتخب الكوري للاحتراف الخارجي والارتقاء بمستواهم بما يخدم الفريق.
البرتغال: الأمل على عاتق رونالدو
بعدما فشلت مجموعة من عظماء كرة القدم السابقين في هذه المهمة، يحمل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على عاتقه هذه المهمة الثقيلة ويطمح إلى قيادة منتخب بلاده للقب الأول له في البطولات الكبيرة. ولم يستطع كل من النجوم السابقين لكرة القدم البرتغالية مثل إيزيبيو ولويس فيغو وروي كوستا في الفوز مع المنتخب البرتغالي بأي لقب، لكن رونالدو يحلم بتتويج مسيرته الكروية الرائعة بلقب المونديال البرازيلي ليكون اللقب الأول لبلاده في بطولات كأس العالم. وكان أفضل إنجاز للمنتخب البرتغالي في بطولات كأس العالم هو الفوز بالمركز الثالث في مونديال 1966 بإنكلترا عندما كان الأسطورة إيزيبيو أبرز نجوم الفريق. لكن المنتخب البرتغالي، المعروف بلقب ‘برازيل أوروبا’ ، يأمل في تغيير هذا من خلال مونديال 2014 والذي يشهد المشاركة الرابعة على التوالي في النهائيات. لكن القلق يساور البرتغاليين من اعتماد المدرب بينتو بشكل هائل على رونالدو وزملائه المخضرمين برونو ألفيش وبيبي وراؤول ميريليش وهيلدر بوستيغا وهوغو ألميدا. ويود مشجعو البرتغال حصول اللاعبين الشبان على فرصة أكبر في المشاركة مع الفريق ومنهم وليام كارفاليو (21 عاما) الذي بدأ مشاركاته الدولية مع الفريق من خلال الملحق الأوروبي.
روسيا: مشكلة كابيلو في ترويض الدب
عندما يشارك المنتخب الروسي في مونديال 2014، سيكون الظهور الأول للدب الروسي في المونديال منذ 2002 بعدما غاب عن النسختين الماضيتين في عامي 2006 و2010. ويعلق المنتخب الروسي آماله العريضة في المشاركة الجديدة على خبرة مدربه الإيطالي فابيو كابيلو (67 عاما)، الذي نجح في تحويل مجموعة اللاعبين المتميزين والمتألقين في صفوف الفريق إلى وحدة صلدة من خلال أداء جماعي متميز. ورغم هذا، يبدو مصدر القلق الرئيسي لكابيلو هو خط الدفاع الموجود أمام حارس المرمى إيغور أكينفيف. ولا يمتلك كابيلو العديد من البدلاء لفاسيلي وأليكسي بيرزوتسكي مدافعي سيسكا موسكو وسيرجي إغناشيفيتش ونجم المستقبل ديمتري كومباروف. وفي المقابل، يمتلك المنتخب خط هجوم قوياً بقيادة ألكسندر كيرجاكوف نجم زينيت وألكسندر كوكورين (دينامو موسكو) وآلان جاجوييف (سيسكا موسكو). كما يمتلك الفريق خط وسط صلب بقيادة إيغور جيركوف ومعه فيكتور فايزولين ودينيس غلوشاكوف وإيغور دينيسوف. وبينما تبدو الآمال والطموحات عالية في المنتخب الروسي، ما زال مشجعو الفريق يتذكرون خروج الفريق من الدور الأول في مونديال 2002، وهي الذكريات التي يسعى كابيلو للتغلب عليها ومحوها.
سويسرا: احتفالية وداع هيتزفيلد
بغض النظر عما سيحدث في مونديال 2014، ستكون هذه البطولة خط النهاية لمسيرة أحد أنجح المدربين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم كرة القدم حيث يسدل المدرب الألماني أوتمار هيتزفيلد الستار على مسيرته التدريبية الرائعة بعد انتهاء مشاركته مع المنتخب السويسري في هذه البطولة. ويسعى هيتزفيلد إلى الوصول بالفريق لدور الثمانية على الأقل ليكون هذا الإنجاز مسك الختام لمسيرته الرائعة قبل أن يعتزل التدريب. وتضمنت مسيرة هيتزفيلد الفوز بدوري أبطال أوروبا مع بوروسيا دورتموند في 1997 ومع بايرن ميونيخ في 2001. ومع المنتخب السويسري، بنى هيتزفيلد فريقا يتسم بالمواهب الرائعة ويعتمد بشكل كبير على العناصر الشابة الواعدة ونجح مع الفريق في تصدر مجموعته بالتصفيات الأوروبية، كما سيوضع على رأس إحدى المجموعات في الدور الأول بالنهائيات للمرة الأولى في تاريخه وذلك بعدما احتل أحد المراكز السبعة الأولى في التصنيف العالمي للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في تشرين أول/أكتوبر الماضي. ويدرك لاعبو المنتخب السويسري أنهم بلغوا مستوى جديداً من الأداء.
الولايات المتحدة: تكرار حلم كلينسمان
ربما قاد المدرب الألماني يورغن كلينسمان المنتخب الأمريكي لكرة القدم إلى الظهور السابع له على التوالي في بطولات كأس العالم من خلال مونديال 2014، لكن أنصار الفريق يعلقون آمالا كبيرة على اللاعبين ويضعون على الفريق طموحات أعلى من أي مشاركة سابقة له في النهائيات. ويأمل المنتخب الأمريكي في أن تكون النهائيات المقبلة امتدادا للمسيرة الواعدة والرائعة للفريق في 2013. ولم تحتفل الكرة الأمريكية في 2013 بعيدها المئوي فقط ولكن هذا العام شهد أيضا مجموعة من العروض الرائعة للمنتخب بقيادة كلينسمان وكان منها العرض الذي حقق به الفريق الفوز الودي 4/3 على نظيره الألماني. كما شهد هذا العام فوز الفريق بلقب الكأس الذهبية لأمم الكونكاكاف، إضافة لتصدر الفريق تصفيات اتحاد كونكاكاف المؤهلة للمونديال البرازيل. وقاد كلينسمان المنتخب الألماني للفوز بالمركز الثالث في مونديال 2006 بألمانيا ويأمل في أن يتجاوز مع المنتخب الأمريكي ما حققه الفريق في بطولات كأس العالم الست الماضية. وفي بطولات 1990 و1998 و2006، سقط المنتخب الأمريكي في الدور الأول للبطولة ولكنه بلغ الدور الثاني (دور الستة عشر) عندما استضافت بلاده البطولة في 1994 كما بلغ دور الثمانية في مونديال 2002 ودور الستة عشر في مونديال 2010 . وتولى قيادة الفريق داخل الملعب النجم الكبير لاندون دونوفان وزميله حارس المرمى تيم هاوارد قائد الفريق بينما يحتاج الفريق لعروض جيدة من جوزي ألتيدور وبريك شيا وجيرماين جونز إذا أراد النجاح في المونديال.
اكوادور: اهداء لروح الزميل
بعد فشله في التأهل لنهائيات 2010، يعود المنتخب الإكوادوري للظهور في بطولات كأس العالم من خلال المونديال البرازيلي ويطمح لتكرار العبور إلى الأدوار الفاصلة. وشارك المنتخب للمرة الأولى في بطولات كأس العالم في مونديال 2002 وسقط أمام نظيريه الإيطالي والمكسيكي ولكنه تغلب على المنتخب الكرواتي. وبعدها بأربع سنوات، شارك في مونديال 2006 وحجز مقعده في الدور الثاني بالتغلب على نظيريه البولندي والكوستاريكي وخسر أمام نظيره الألماني صفر/3 في المباراة الثالثة بالدور الأول بعدما ضمن التأهل لدور الستة عشر، الذي خسر فيه أمام نظيره الإنكليزي وودع البطولة بعدما حقق ما اعتبره نجاحا كبيرا. والآن، ومع عودة الفريق إلى النهائيات، يطمح لاعبو المنتخب الإكوادوري إلى حجز مكان في دور الستة عشر على الأقل خاصة وأن الفريق سيخوض هذه البطولة داخل حدود قارته ودون قطع مسافات هائلة للمشاركة في النهائيات. وأظهر المنتخب الإكوادوري بقيادة مدربه رينالدو رويدا أنه فريق صلب حيث أنهى تصفيات قارة أمريكا الجنوبية في المركز الرابع خلف منتخبات الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي ومتقدما على منتخب أوروغواي حامل لقب كوبا أمريكا 2011، وصاحب المركز الرابع في مونديال 2010 . ويطمح الفريق إلى تقديم عروض قوية ونتائج إيجابية في المونديال لتكون أفضل إهداء لروح زميلهم الراحل كريستيان بينيتيز الذي وافته المنية بسكتة قلبية في تموز/يوليو الماضي خلال تواجده في قطر حيث احترف بفريق الجيش القطري علما بأنه سجل أربعة أهداف مع الفريق في التصفيات المؤهلة للمونديال البرازيلي.