الدوحة – “القدس العربي” : خصصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن توفير البنية التحتية اللازمة لاستضافة مونديال قطر، 41 معسكرا تدريبيا في سياق استعداداتها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 قبل انطلاقها بثلاثة أعوام.
ففي سياق استعداداتها لاستضافة البطولة، تواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث جهودها على كافة الأصعدة لضمان تنظيم مونديال استثنائي يقدم تجربة مميزة للاعبين والزوار والمشجعين المتوقع قدومهم إلى قطر لحضور مباريات البطولة. وبدأت مرحلة تجريبية لهذه المرافق قبل افتتاحها الرسمي، حيث استضافت عددا من المنتخبات الوطنية، كالمنتخب الجزائري الذي حاز على لقب كأس الأمم الإفريقية في يوليو/تموز الماضي. ومن المقرر الاستفادة من مرافق التدريب أيضاً قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2019 في ديسمبر/كانون الاول المقبل.
كما اعتنت اللجنة العليا باستثمار ملاعب أندية الدرجتين الأولى والثانية في قطر كالوكرة والخور والغرافة والأهلي، وغيرها لتسخيرها لخدمة المنتخبات العالمية المتأهلة لخوض المونديال، ويهدف هذا التوجّه في المقام الأول إلى الاستفادة من المرافق الرياضية المتاحة، وضمان عدم بناء ملاعب تفيض عن حاجة البطولة والاحتياج المحلي بعد المونديال. وتولي اللجنة العليا وشركاؤها المحليون والدوليون أهمية بالغة بمواقع تدريب المنتخبات المشاركة في بطولة قطر 2022، وتعنى عناية شديدة ببنائها وفق معايير دولية ومواصفات قياسية لضمان خوض اللاعبين من شتى أنحاء العالم تجربة كروية فريدة في دولة قطر، مستفيدة من الطبيعة متقاربة المسافات التي تميز بطولة قطر عن غيرها من البطولات السابقة. وتتيح الطبيعة متقاربة المسافات لبطولة كأس العالم إعداد خطة مبتكرة لمرافق الإقامة والتدريب تربط بين أماكن إقامة المنتخبات المشاركة وملاعب التدريب، بحيث يكون لكل منتخب مشارك في البطولة مرافقه الخاصة. وتُشكل مرافق التدريب أحد العناصر الأساسية التي تُسهم في استضافة نسخة ناجحة من المونديال الكروي وفق ما ينص عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ويشمل كل معسكر تدريبي ملعبين مفروشين بالعشب الطبيعي ومجهزين بأنظمة إضاءة تلبي معايير الفيفا، بالإضافة إلى مرافق ملحقة مثل غرف تبديل الملابس، وقاعة للمؤتمرات الصحفية، وقاعة للضيافة، إلى جانب تجهيزات الإعلام والبث، وشبكات الاتصال وتقنية المعلومات، علاوة على مواقف للسيارات، ومساحات للمشجعين خلال حصص التدريب.
ملاعب تدريب
وقال المهندس أحمد العبيدلي، مدير مشروع ملاعب التدريب في اللجنة العليا إن كل ملعب تدريب تحيط به مساحة ثلاثة أمتار، كما تفصل بين كل ملعب وآخر خمسة أمتار لضمان سلامة اللاعبين، وقال إن أرضيات الملاعب في معسكرات التدريب مماثلة لأرضيات الاستادات المخصصة لاستضافة مباريات المونديال، حيث تمتاز بجودة عالية ونظام ري وصرف. ويمكن الاستفادة من الملاعب في أي وقت لأنها مجهزة بنظام إضاءة كاشفة للمعسكر بأكمله. وأضاف العبيدلي أن اللجنة العليا تعتزم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة تخصيص الوقت الكافي لتجريب مختلف مرافق معسكرات التدريب بهدف تسليط الضوء على إرث هذه البنية التحتية الرياضية الحديثة. وفي تصريحات سابقة، قال غانم الكواري، المدير التنفيذي للمنشآت الرياضية في اللجنة: “لا شك أن تدشين مواقع التدريب دليل على التقدم المستمر في مشاريع كأس العالم”. من جهته، قال نجم الريان والعنابي سبستيان سوريا: “ليس غريبا أن تكون ملاعب التدريبات أو حتى الاستادات الرياضية في دولة قطر متميزة وعلى مستوى عال يضاهي أفضل المنشآت العالمية”.
مطابقة شروط الفيفا
وتعتزم اللجنة العليا بعد انتهاء المونديال استثمار مواقع التدريب هذه من خلال تأجيرها للمنتخبات والاتحادات الكروية الراغبة باستخدامها سواء من داخل قطر أو من خارجها. كما تخطط اللجنة تحويل بعض مواقع التدريب إلى حديقة عامة ومركز اجتماعي يلبي احتياجات سكان المناطق المجاورة، بالإضافة إلى تخصيص مضمار للجري يخدم سكان المنطقة.
ولقد راعت اللجنة العليا عند بناء مواقع التدريب هذه استيفاء كافة شروط الفيفا، التي تضع عدة معايير صارمة لبناء وتجهيز مواقع تدريب المنتخبات. ولعل أهم هذه الشروط هو ضرورة أن يكون موقع التدريب بعيدا عن استادات البطولة والتكدس السكاني لضمان تمتع المنتخبات براحة تامة، وإتاحة الفرصة أمامهم للتخطيط الجيد لخوض مباريات البطولة. ومن بين المواقع التي اختيرت لإنشاء ملاعب تدريب فيها هي جامعة قطر، ونادي الدوحة للغولف، ومنطقتا السيلية وعنيزة، وتدخل تلك الملاعب الرياضية ضمن خطة الإرث لجميع المرافق المرتبطة باستضافة مونديال 2022. كما سبق أن استفادت من مرافق التدريب الأولى التي تم تجهيزها، العديد من المنتخبات من بينها المنتخب القطري، ومنتخب الصين تايبيه، ومنتخب فلسطين، ومنتخب كازاخستان، والاتحاد القطري لرياضة الرغبي، وأعضاء أكاديمية الفهود الرياضية من سلطنة عمان.