غزة – “القدس العربي”:
على خطى النصر الذي انتزعه من قبلهم أسرى كثر، آخرهم الأسير مقداد القواسمة، يواصل خمسة أسرى فلسطينيين يمضون مدد أحكام إدارية، قابلة للتجديد، إضرابهم المفتوح عن الطعام، في سجون الاحتلال، وسط تحذيرات بأن يتعرضوا لـ “الموت المفاجئ”، مع دخول بعضهم شهره الخامس في الإضراب المتواصل، فيما رفعت فصائل المقاومة من لغة التهديد ضد الاحتلال، بسبب استمراره في التنكر لحقوقهم.
والأسرى المضربون، هم الأسير كايد الفسفوس المضرب عن الطعام منذ 121 يوما، ويتواجد في مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، بوضع صحيّ خطير، والأسير علاء الأعرج منذ 97 يوما، وهشام أبو هواش منذ 88 يوما، وعياد الهرمي منذ 51 يوما، ولؤي الأشقر منذ 33 يوما.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن الأسرى الخمسة يواصلون إضرابهم، فيما الاحتلال يواصل تعنته ورفضه الاستجابة لمطلبهم بإنهاء اعتقالهم الإداري والإفراج عنهم، مؤكدا أنه لا توجد حلول جدّية حتّى الآن.
وأكد حسن عبد ربه الناطق باسم هيئة الأسرى، أنه إذا بقي الحال على ما هو عليه، فإن ذلك سيؤدي إلى ضرر كبير على حالة الأسير الفسفوس الصحية، ويسبب له مشاكل في الكلى والقلب، والرئتين، والجهاز العصبي، مشيرا إلى أن الهيئة تقدمت بالتماس للمحكمة العليا الإسرائيلية عبر الدائرة القانونية، من أجل المطالبة بالإفراج عنه وإبطال أمر اعتقاله الإداري، بعد أن اتخذت محكمة الاحتلال قرارا بتجميد أمر الاعتقال الإداري بحقه مرتين.
وأوضح أن التحركات مستمرة والجهود تبذل على كافة المستويات من أجل إنقاذ حياة الأسرى الخمسة المضربين، واعتبر أن إسرائيل تتهرب من اتخاذ قرار بحقهم وتلجأ للخداع، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للجم إجراءات الاحتلال والضغط للإفراج عنهم.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الخميس أن الأسير القواسمة أنهى الإضراب بموجب اتفاق يقضي بأن يتم الإفراج عنه في شهر فبراير المقبل.
وهنأت حركة حماس القواسمة وقال الناطق باسمها حازم قاسم “سجل الأسير القواسمي نصرا على السجان الصهيوني في معركة الإرادة والتحدي بعد الوصول لاتفاق بتحديد إطلاق سراحه في فبراير المقبل”، وتابع “يثبت الأسير القواسمي من جديد قدرة الفلسطيني على مصارعة المحتل بكل الأدوات، ويكشف مجددًا عجز الاحتلال عن إيقاف مسيرة نضال شعبنا لانتزاع حريته”.
وكانت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في معسكر “سالم”، مددت اعتقال الأسير علاء الأعرج لمدة ثمانية أيام، وأوضح المحامي جواد بولس، أن نيابة الاحتلال قدمت اليوم لائحة “اتهام” بحق الأعرج، وستكون هناك جلسة الخميس المقبل، بحيث يتسنى لمحاميه الاطلاع عليها، لافتا إلى أن أمر الاعتقال الإداري الحالي لا يزال قائما.
وبسبب تدهور الوضع الصحي للمضربين، وجه مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق نداء عاجلا للصليب الأحمر لمتابعة حالتهم، والعمل على الإفراج عنهم، وأطلعه في الرسالة على التدهور الخطير لصحة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، رفضا لسياسة الاعتقال الإداري الذي تفرضه عليهم إدارة السجن بقرار عسكري، طالبا ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم من خطر الموت المحقق.
وبين المركز في رسالته أن الوضع الصحي للمعتقلين المضربين عن الطعام في خطر شديد، في كل يوم يمر دون التدخل لإنقاذ حياتهم.
وذكر المركز في رسالته أن إدارة سجون الاحتلال أصدرت منذ بداية العام الجاري حتى نهاية أكتوبر من العام الجاري 1076 قرارا إداريا، بحجة دواع أمنية لا أساس ولا صحة لها، حيث يتم تجديد اعتقالهم كل مرة عند اقتراب انتهاء مدة الاعتقال، وقال “هذا السبب الذي يدفع المعتقلين لخوض إضراب مفتوح عن الطعام، في صورة واضحة تخالف القانون الدولي”.
وطالب المركز في رسالته الاستجابة لنداء الاستغاثة، والتدخل العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين المضربين من الطعام من خطر الموت، من خلال تشكيل زيارة لسجون الاحتلال والاطمئنان على أحوال المعتقلين، والضغط على الاحتلال لإنهاء ملف الاعتقال الإداري، والعمل للإفراج عن كافة المعتقلين المضربين.
ومع استمرار تنكر الاحتلال لمطالب الأسرى، قال خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في تصريح صحافي “نقول للعدو ولحكومته الإجرامية، هؤلاء الأسرى المضربون قد يستشهدوا، وذلك سيدخل المنطقة في حالة عدم استقرار وتصعيد يتحمل الاحتلال مسؤوليته، فنحن لن نترك الأسرى وحدهم”، وأضاف “المقاومة على استعداد لإشعال حرب مع الاحتلال إذا استشهد أحد الأسرى، مطالبًا منظمات حقوق الإنسان وأحرار العالم بالتحرك العاجل”.
وفي السياق، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن إدارة سجون الاحتلال تمعن بانتهاك حقوق الأسرى المرضى والجرحى طبياً، حيث تستهدفهم بشكل واضح ومبرمج، من خلال تجاهل أوضاعهم الصحية، والمماطلة بالتعامل معها بشكل جدي، الأمر الذي أدى إلى تفاقم وتفشي الأمراض في أجسادهم.