القدس- عبد الرؤوف أرناؤوط: تبدو نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، الثلاثاء، محصورة في خمسة سيناريوهات، أكثرها ترجيحا هو أن يشكل رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، الحكومة المقبلة، وأقلها هو إعادة الانتخابات لعدم جمع أي مرشح الأصوات المطلوبة لتشكيل الحكومة.
ولجأت الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم إلى حل الكنيست (البرلمان)، والدعوة إلى انتخابات مبكرة عقب أزمة داخل الائتلاف؛ بسبب مشروع قانون للتجنيد، وكذلك عقب استقالة وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان؛ احتجاجا على قبول نتنياهو هدنة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
حتى قبل أيام قليلة من الانتخابات رجحت استطلاعات الرأي العام أن يحصد اليمين أكثر من نصف مقاعد الكنيست الـ120.
ويفرض القانون على الرئيس الإسرائيلي تكليف الشخصية، التي تنال ثقة ما لا يقل عن 61 نائبا في الكنيست، بتشكيل الحكومة.
وهو ما يضع الحزبين الكبيرين، “الليكود” اليميني بزعامة نتنياهو و”أزرق- أبيض” الوسطي، بزعامة رئيس الأركان السابق بيني غانتس، أمام مهمة صعبة.
وترجح استطلاعات حصول كل منهما على نصف الأصوات المطلوبة؛ ما يفرض عليهما إبرام تحالفات مع أحزاب صغيرة.
وهو ما يتطلب التوصل إلى اتفاقات حول البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن توزيع الحقائب الوزارية.
السيناريو الأكثر ترجيحا حتى الآن هو أن يشكل نتنياهو حكومة من أحزاب اليمين، دون استبعاد نجاح تحالف “أزرق –أبيض” في تشكيل حكومة من أحزاب الوسط واليمين.
وفي ظل سيناريو ثالث مستبعد، وهو إعادة الانتخابات، يبرز سيناريو رابع، وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية من “الليكود” و”أزرق -أبيض” مع أحزاب صغيرة.
أما السيناريو الخامس، وهو مستبعد، فيقوم على أن يمنح النواب العرب كتلة مانعة لتحالف “أزرق -أبيض”، لمنع اليميني نتنياهو من تشكيل الحكومة.
مفاجآت محتملة
وفقا للعضو السابق بالكنيست، مسعود غنايم، فإن “السيناريو المرجح، حسب الاستطلاعات، هو أن يشكل نتنياهو الحكومة، في ظل تفوق أحزاب اليمين على الوسط واليسار، وبالتالي قد يفوز تحالف (أزرق-أبيض) بمقاعد كثيرة، لكنه لا يتمكن من تشكيل حكومة”.
واستدرك غنايم: “لكن قد تحدث مفاجأة بضعف التصويت للأحزاب اليمينية، ويتمكن (أزرق- أبيض) من تشكيل الحكومة”.
وتابع: “أحد السيناريوهات أيضا هو أن يُجبَر الليكود وأزرق- أبيض على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع أحزاب صغيرة”.
واستبعد غنايم سيناريو إعادة الانتخابات بقوله: “أرى أنه مستبعد جدا، بل حتى غير قائم”.
وذهب إلى أنه “فيما عدا خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية، فإن السيناريوهات الأخرى، سواء تشكيل نتنياهو للحكومة أو أن يشكلها غانتس، ستقود إلى حكومة عمرها قصير، وتكون الانتخابات المبكرة أقرب مما هو متوقع”.
وبشأن إمكانية تشكيل النواب العرب كتلة مانعة مع تحالف غانتس لإسقاط نتنياهو، رأى غنايم أن “هذا مستبعد، لكن لكل حادث حديث، فبعد الانتخابات يتوجب النظر في برنامج الحكومة من حيث سياساته تجاه السلام وحقوق المواطنين العرب وغيرها من القضايا ذات الاهتمام للمواطنين العرب”.
واعتبر أنه “من الصعب جدا رسم سيناريو ما بعد الانتخابات حاليا، فلا يمكن الاستناد إلى الاستطلاعات، إذ لا تكون دائما دقيقة”.
وضرب مثالا بأنه “في الانتخابات الماضية (عام 2015) أظهرت كل الاستطلاعات أن مرشح المعسكر الصهيوني الوسطي، يتسحاق هرتسوغ، هو من سيشكل الحكومة، لكن نتنياهو هو من شكلها وعلى رأسها حتى الآن”.
وفيما يلي السيناريوهات المحتملة:
السيناريو الأول: حكومة نتنياهو (مرجح)
أن يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف من حزبه “الليكود” وأحزاب يمينية أخرى شريكة له في الحكومة الحالية.
وشركاء نتنياهو الحاليين هي أحزاب: “يهودوت هتوراه”، برئاسة يعقوب ليتسمان، “اليمين الجديد”، برئاسة وزير التعليم، نفتالي بنيت، “كلنا” برئاسة وزير المالية، موشيه كحلون، “شاس” برئاسة وزير الداخلية، ارييه درعي، “إسرائيل بيتنا” برئاسة وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان و”تحالف أحزاب اليمين”، برئاسة رافي بيرتس.
وتظهر الاستطلاعات أن تلك الكتلة اليمينية ستحصل على ما لا يقل عن 64 مقعدا.
السيناريو الثاني: حكومة غانتس (محتمل)
أن يشكل زعيم تحالف “أزرق- أبيض”، بيني غانتس، ائتلافا حكوميا من حزبه وحزبي “العمل” الوسطي، و”ميرتس” اليساري، مع أحزاب يمينية صغيرة.
وأعلنت أحزاب يمينية صغيرة، منها “كلنا” و”إسرائيل بيتنا”، أنها لن تنضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو، في حال تم توجيه لائحة اتهام بالفساد ضده، على خلفية ملفات فساد مفتوحة حاليا.
ولم يستبعد غانتس، في تصريحات صحافية مؤخرا، ضم أحزاب يمينية ودينية إلى ائتلافه الحكومي المحتمل.
السيناريو الثالث: حكومة وحدة وطنية (محتمل)
في حال فشل كل من نتنياهو وغانتس في نيل ثقة 61 عضوا بالكنيست لتشكيل حكومة، قد يضطران إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وسبق لأحزاب كبيرة في إسرائيل أن وافقت على تشكيل حكومات وحدة وطنية، على أساس التناوب على رئاسة الحكومة بين الحزبين.
في هذه الحالة، واستنادا إلى الاستطلاعات، يمكن لـ”الليكود” و”أزرق- أبيض” تشكيل حكومة دون الحاجة الى أحزاب صغيرة، وإن كان وجودها سيشكل دعما لفرص بقائها مدة طويلة.
لكن أعلن كل من غانتس ونتنياهو، في الأسابيع الماضية، أنهما لن يكونا في حكومة واحدة.
السيناريو الرابع: إعادة الانتخابات (مستبعد)
في حال أخفق كل من نتنياهو وغانتس في حصد الأصوات المطلوبة لتشكيل حكومة، وانعدام فرص تشكيل حكومة وحدة بينهما، فقد يتم إعادة الانتخابات.
لكن هذا الخيار يبدو مستبعدا، إذ ستفضل أحزاب صغيرة عديدة الانضمام إلى ائتلاف، حتى لو دون توافق كامل؛ هربا من انتخابات جديدة غير مضمونة النتائج بالنسبة لها.
السيناريو الخامس: كتلة مانعة عربية (مستبعد)
ترجح استطلاعات حصول الأحزاب العربية على 12 مقعدا في الكنيست.
وفي حال كان بإمكان هذا العدد من النواب منع نتنياهو، صاحب السياسات اليمينية، من تشكيل حكومة، فقد يمنح النواب العرب غانتس الدعم المطلوب لتشكيلها.
لكن هذا يتطلب من الحكومة المقبلة انتهاج سياسة جديدة تماما تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتجاه المواطنين العرب في إسرائيل، ففي غياب تلك السياسة سيُنظر إلى النواب العرب على أنهم غطاء لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
كما أن قادة الأحزاب اليهودية يرفضون تشكيل حكومة بدعم من النواب العرب، فضلا عن رفضهم الاستجابة لمطالب هؤلاء النواب. (الأناضول)
الشخصيات أين كان تنتظر النتاج. تعد خون وضعفا.. وهذا طبعا لا ينطبق علي أسرتنا وأهلنا في الداخل. من ابنا نكبة 48
النشاشيبي
كرامتنا فقط بالتحرير الفعلي الشريف وليس الوهمي الذليل