طرابلس – «القدس العربي»: تستعد 58 بلدية في ليبيا في أول مجموعة من أصل 143، لخوض الانتخابات البلدية غداً، على أن تلتحق بها المجموعة الثانية من 59 بلدية مطلع العام المقبل في انتخابات هي الأولى منذ سنوات.
في استحقاق هو الأول منذ سنوات
وفي السياق، ألقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الجمعة، خطاباً دعا فيه المواطنين إلى المشاركة في انتخابات المجالس البلدية التي ستنطلق مرحلتها الأولى اليوم السبت.
وقال: «غداً ستعقد الانتخابات في 58 بلدية، وهذا يوم تاريخي، وهذه البلديات مرحلة أولى ستتبعها مرحلة أخرى.. في هذه السانحة أدعو كل الليبيين للمشاركة بقوة في هذه الانتخابات، واختيار الأفضل لإدارة بلدياتهم التي تخدمهم في كل المناطق»، حسب كلمة في مقطع فيديو منشور على حسابه بموقع فيسبوك.
وأشار الدبيبة إلى توجيه حكومته الأجهزة الأمنية في تلك البلديات باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حسن سير هذه الانتخابات التي تعطي رسالة إلى العالم بقدرة الليبيين على إدارة مثل هذه الاستحقاقات. وقال: «سنرفض دائماً التمديد والمراحل الانتقالية، وقلنا نحن نقدر نوصل إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أي وقت».
وأشادت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، الجمعة، بجهود المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وجميع الأطراف المعنية في إجراء الانتخابات البلدية، ووصفته بالإنجاز المهم، والهادف إلى ضمان الحكم المحلي التمثيلي، وتوجيه المشاركة السياسية من خلال السياسة الانتخابية.
وشجعت، في بيان، الناخبين المسجلين على المشاركة الفعالة، وانتخاب القادة الممثلين بما يتماشى مع احتياجاتهم وتطلعاتهم، وحثت جميع المرشحين على اغتنام الفرصة والمشاركة في العملية الانتخابية بنزاهة، وبما يتماشى مع مدونة قواعد السلوك التي وضعتها مفوضية الانتخابات.
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف والسلطات المعنية، على المستويين المحلي والمركزي، قبل وفي أثناء وبعد يوم التصويت، إلى دعم العملية الديمقراطية وضمان أن تسود بيئة آمنة وشاملة.
وأكد البيان التزام بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا بدعم جميع المؤسسات ذات الصلة، لتعزيز العملية الديمقراطية في ليبيا.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، انطلقت رسمياً الحملة الدعائية للانتخابات البلدية، وفي ذلك الوقت طالبت المفوضية المنظمات المعتمدة لمراقبة الانتخابات إلى الاستعداد لمتابعة ومراقبة سير عملية الاقتراع بالتاريخ المحدد، والتقيد بمنهجية المراقبة القائمة على الحيادية والنزاهة التي من شأنها أن تضفي مزيداً من المصداقية على العملية الانتخابية.
كما دعت المفوضية أجهزة الدولة كافة ومن يتقلد المسؤولية فيها، بإظهار العملية الانتخابية بمظهر حضاري يؤكد رغبة الليبيين في النهوض بدولتهم من خلال التأسيس السليم لمجالس بلدياتهم وانتخاب من يرونه مناسباً لحمل هذه الأمانة، والمساهمة في إنجاحها كل بما لديه من إمكانات وقدرات على تحقيق النجاح.
وأشار مجلس المفوضية أن هذه هي أول تجربة له في تنفيذ انتخابات على هذا المستوى، مؤكداً عزم المفوضية على المضي قدماً في إجراء انتخابات المجموعة الثانية من المجالس البلدية مع مطلع العام المقبل، علماً بأن المجموعة الأولى تشمل 58 مجلساً بلدياً موزعة على مختلف مناطق البلاد تنقسم إلى 17 بلدية في المنطقة الجنوبية، و29 في المنطقة الغربية، و12 بلدية في المنطقة الشرقية.
وفي ذلك الوقت، رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات موعد إجراء الانتخابات في 58 بلدية. وقالت إن إجراء الانتخابات خطوة مهمة نحو تعزيز الحكم المحلي والممارسة الديمقراطية في ليبيا.
كما حثت جميع السلطات والقادة السياسيين والجهات الأمنية الفاعلة على توفير بيئة آمنة وشفافة وشاملة لإجراء الانتخابات. وأكدت التزامها بدعم تطلعات الشعب الليبي ومساندة الجهود الرامية لإتمام العملية الانتخابية بنجاح.
وفيما يخص المرشحين، حثتهم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على «الانخراط بنزاهة في حملاتهم الانتخابية، والتقيد بمبادئ المنافسة الانتخابية الشريفة على النحو المنصوص عليه في اللوائح ومدونة قواعد السلوك التي وضعتها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات».
وشددت على ضرورة أن يمتنع المرشحون ووسائل الإعلام ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن «التحريض وخطاب الكراهية»، ودعتهم إلى أن يتعاملوا مع هذه الانتخابات على أنها «فرصة للإسهام بشكل إيجابي في بناء الحكم الديمقراطي في ليبيا».
ووصل عدد المسجلين في منظومة ناخبي المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية إلى 210 آلاف و545 ناخباً؛ إذ تجرى الانتخابات في 17 بلدية في المنطقة الجنوبية، و31 في المنطقة الغربية، و12 بلدية في المنطقة الشرقية.
وترى المفوضية أن عدد المسجلين فاق التوقعات نسبة إلى عدد سكان البلديات الـ 60 التي ستجرى فيها المرحلة الأولى، إذ تجرى الانتخابات في 17 بلدية في المنطقة الجنوبية، و31 بالمنطقة الغربية، و12 بلدية في المنطقة الشرقية.
وفي سبتمبر الماضي، كشفت المفوضية الوطنية للانتخابات ملامح نظام انتخاب المجالس البلدية، موضحة أن البلديات التي يصل عدد سكانها إلى 25 ألف نسمة أو أقل، سيكون لها سبعة أعضاء في المجلس البلدي. وتتوزع المقاعد في تلك البلديات إلى خمسة مقاعد بنظام القائمة ثلاثة مقاعد عامة، ومقعد للمرأة، وآخر لذوي الإعاقة إلى جانب مقعدين فرديين.