7 قتلى عراقيين بهجومين لتنظيم «الدولة»… وإسقاط مسيّرة حاولت استهداف قاعدة عسكرية

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: شهدت العاصمة الاتحادية بغداد، ومناطق أخرى في محافظتي كركوك وديالى، ( ضمن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل)، اضطراباً أمنياً ملحوظاً ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، ففيما شنّ مسلحون على صلة بتنظيم «الدولة الإسلامية»، هجومين مسلحين استهدف قرى تابعة للمحافظتين الشماليتين أسفرا عن مقتل 7 مدنيين، أسقطت قوات الأمن الاتحادية طائرة مسيرة لدى اقترابها من قاعدة عسكرية جوية، ضمن مطار بغداد الدولي.
مواقع إخبارية محلّية، نقلت عن مصادر أمنية قولها، إن انفجارً سُمع دويّه في ساعة مبكّرة من فجر الثلاثاء، ضمن محيط مطار العاصمة الاتحادية، تبيّن فيما بعد، إنه نجم عن سقوط طائرة مسيّرة، تحمل مواداً متفجّرة، في المنطقة بين قاعدة «الشهيد محمد علاء» ومدرج المطار.
وطبقاً للمصادر، الانفجار لم يتسبب بأيّ أضرار بشرية أو مادية.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني (حكومية)، إسقاط طائرة مسيّرة كانت تحاول التقرب من قاعدة جوية غربي العاصمة بغداد.
وقالت، في بيان صحافي الثلاثاء، إن «الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة حاولت التقرب، فجر اليوم (أمس)، من قاعدة الشهيد محمد علاء الجوية غربي بغداد».
وأضافت: «تمت عملية إسقاط الطائرة بعد رصدها، وتبين أنها غير مصرح لها بالوصول إلى هذه المنطقة، ولم تحصل على أي موافقات رسمية بالطيران ضمن هذا القاطع».
وتشغل القاعدة العسكرية، التي تستضيف قوات أجنبية، جزءاً من مطار العاصمة العراقية بغداد.
محاولة استهداف المطار بطائرة مسيّرة، جاءت عقب ساعات من شنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» هجوماً مسلحاً أدى إلى مقتل 6 مدنيين في محافظة كركوك، الغنيّة بالنفط، وأبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
وفي بيان ثانٍ، قالت «الخلية»، إن «عملاً إرهابياً يبين خسة ودناءة عصابات داعش الإرهابية التي أقدمت على استهداف المزارعين الأبرياء بواسطة إطلاق نار عليهم، مستغلين الظروف المناخية وتصاعد الغبار في قرية سامي العاصي التابعة لناحية تازة في محافظة كركوك».
ووفقاً للبيان، فإن الهجوم المسلّح أدى إلى «استشهاد 6 من المواطنين أثناء عملية الحصاد لمحصول الحنطة وحرق حاصدة و3 عجلات ومساحة من المزروعات»، مشيرة إلى أن «قطعاتنا الأمنية نفذت عملية تفتيش بحثا عن هذه العناصر الإرهابية التي سيكون مصيرها الموت أو خلف القضبان عن قريب».
وتعليقاً على الحادث، أبدى رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية»، عمار الحكيم، استغرابه من «غياب الجهدين الاستخباري والأمني» في حماية وتأمين قرية البشير، جنوب محافظة كركوك.
وقال، في بيان صحافي أمس، إنه «فجعنا بنبأ استشهاد عدد من المزارعين التركمان في قصبة بشير في محافظة كركوك، باعتداء غادر على يد عصابات داعش الإجرامية».
وأضاف: «إذ ندين هذه الجريمة النكراء التي طالت مواطنين أبرياء، فإننا نتساءل عن أسباب غياب الجهدين الاستخباري والأمني الكفيلين بتأمين الحماية لهذه القرية التي طالما قدمت التضحيات وطالتها يد الغدر والإرهاب في وقت سابق ما جعلها توصف بالمنكوبة»، مطالباً، الجهات المعنية بـ«تكثيف جهود ملاحقة الجناة والإسراع بتقديمهم للعدالة».

تشكيل لجنة

كما، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي، شاخوان عبد الله، أن مجلس النواب سيشكل لجنة خاصة للوقوف على حيثيات وتفاصيل هذه الجريمة «النكراء» ومحاسبة المقصرين.
وقال، في بيان أورده مكتبه، إنه «أدان بشدة العملية الإرهابية الجبانة التي اقترفها تنظيم داعش الإرهابي ضد أهلنا في ناحية طوزخورماتو وقصبة بشير جنوب محافظة كركوك، وراح ضحيتها الأبرياء من المدنيين».
وطالب، الجهات الأمنية بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة وملاحقة الإرهابيين أينما كانوا».
وكشف نائب رئيس البرلمان العراقي، عن عزم مجلس النواب الاتحادي «تشكيل لجنة خاصة للوقوف على حيثيات وتفاصيل هذه الجريمة النكراء ومحاسبة المقصرين، وبيان أسباب الخروقات وتشخيص الخلل ومعالجة المشاكل الأمنية وتأمين المناطق».
في ديالى، قُتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم متزامن شنّه التنظيم في قضاء جلولاء في محافظة ديالى.
وقال مدير الأمن في «كولاجو» العقيد شمال عبد الرحمن، إن «خمسة من عناصر داعش هاجموا منزل مواطن من قرية الإصلاح في منطقة جلولاء، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة ثلاثة رجال».
وتعليقاً على الحادثة، أدان النائب عن كتلة «الاتحاد الوطني الكردستاني»، كاروان يارويس، «الهجمات الارهابية» التي طالت عدداً من المناطق التابعة لناحية جلولاء في قضاء خانقين، في محافظة ديالى.

انتقادات لضعف الأداء الأمني… ونائب دعا لإشراك البيشمركه في حفظ أمن المناطق «المتنازع عليها»

وقال، لإعلام حزبه، «نحن قلقون جداً من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها منطقتا الإصلاح وشيخ بابا في ناحية جلولاء التابعة لقضاء خانقين والتي راح ضحيتها 6 مواطنين أبرياء وأصيب 8 آخرون بجروح مختلفة»، حسب روايته. وأضاف: «هذه الهجمات الإرهابية المتكررة يجب أن تكون دافعاً للجهات ذات العلاقة وتشجعها على وضع خطط محكمة وتجديد القدرات لمواجهة مخاطر المجاميع الارهابية».
ومضى يقول: «بلا شك الثغرات الأمنية الموجودة في المنطقة تحتم على قوات الجيش وقوات البيشمركه، التعاون، وإدارة الملف الأمني في تلك المناطق بشكل مشترك، وتعزيز التعاون بين المواطنين والأجهزة الاستخباراتية لتعقب الإرهابيين والقضاء عليهم بشكل نهائي».

قلع الإرهاب

في السياق، ندّد رئيس الجمهورية برهم صالح، بـ«الهجمات» التي أودت بحياة مدنيين عراقيين في محافظتين، داعيا إلى «رص الصف الوطني»، وقلع «الإرهاب» من جذوره.
وقال، في «تدوينة» الثلاثاء، إن «الهجمات الإرهابية الجبانة التي استهدفت كركوك وديالى، محاولات خسيسة لضرب أمن واستقرار مواطنينا وقواتنا الأمنية، وتذكير بخطورة الإرهاب المتربص لاستغلال الثغرات والتقاط أنفاسه».
وأضاف: «واجبنا رص الصف الوطني ودعم الأجهزة الأمنية البطلة من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره وإفشال مخططاته الخبيثة».
وفي تصريحات موازية، وخلال استقباله، وفد البرلمان الأوروبي برئاسة رئيسة لجنة الأمن والدفاع، ناتالي لويزو والوفد المرافق لها، شدد رئيس الجمهورية، على ضرورة «عدم الاستخفاف بخطورة الإرهاب».
وأكّد، حسب بيان رئاسي، أهمية العلاقات الثنائية المشتركة التي تجمع العراق والاتحاد الأوروبي «باعتباره شريكاً أساسياً في مختلف المجالات، وخصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف ومواجهة خلايا داعش، إلى جانب تطوير قدرات قوات الأمن العراقية عبر الاستفادة من الخبرات الأوروبية في هذا الصدد».
وأشار أيضاً إلى أن «هناك حاجة لتشكيل تحالف دولي لمكافحة الفساد على غرار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، لكون الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف والإرهاب، ولن يتم القضاء على الإرهاب والتطرف إلا بتجفيف منابع تمويله المستندة على أموال الفساد»، منوهاً بأن «الإرهاب والفساد متلازمان ومترابطان ومتخادمان ويديم أحدهما الآخر».
وأوضح أن «قوات الأمن العراقية بكافة تشكيلاتها تواصل بحزم عملياتها للقضاء على ما تبقى من الخلايا الإرهابية التي تهدد أمن العراق والمنطقة»، لافتاً إلى أن «لا يمكن أن نستخف بخطورة الإرهاب، ونؤكد ضرورة إنهاء الصراعات والأزمات في المنطقة والعالم وإرساء السلام، لأن استمرار الصراعات يمثّل متنفساً للمجاميع الإرهابية».
فيما أكدت، لويزو، التزام الاتحاد الأوروبي بـ«دعم أمن واستقرار العراق وتمكين قواته الأمنية في مكافحة الإرهاب»، مشيدةً بـ«الدور المهم الذي لعبه العراق في مكافحة داعش إلى جانب جهوده في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة»، على حدّ البيان.
كذلك، ترأس النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حاكم الزاملي، أمس الثلاثاء، اجتماعا للجنة الأمن والدفاع النيابية، مع الوفد البرلماني الأوربي للشؤون الخارجية، واللجنة الاوربية الفرعية للأمن والدفاع في الاتحاد الاوربي. وقال، في بيان صحافي، إن «العراق انتصر على الارهاب بإمكانياته المتواضعة، لأنه يمتلك حضارة وتاريخ وشعب متماسك، وإن الإرهاب كان مقررًا له استهداف الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع، ويجب أن تكون مسؤولية مجابهتهِ مشتركة»، مشدداً على ضرورة «تقديم القوانين التي تخدم المؤسسة الأمنية وتطوير خبراتها وقدراتها لأن خطر الإرهاب ما زال قائمًا».
وأضاف، أن «رفض الدول الإسلامية للتطرف والإرهاب دفعه للانحسار والعودة إلى أوروبا»، وبين أن «الإرهاب لا يقتصر على البلدان الإسلامية فقط، وإن جزء كبير من عناصره جاءوا من بلدان غربية عديدة وخطرهم يهدد كل دول العالم».

تكثيف الجهود

ودعا الزاملي، وهو قيادي في التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، إلى ضرورة «تكثيف الجهود والتعاون الدائم مع الاتحاد الأوروبي لما يمتلكه من إمكانات وخبرات فريدة في مجالات التدريب والتسليح والمشورة».
أما الوفد الأوروبي، فقد أكد أن «التحديات مشتركة في مواجهة خطر التطرف والإرهاب، وإن العراقيين كانوا شجعان في التصدي لهذا الخطر»، مؤكدين استمرارهم بـ«دعم العراق في المجالات الصحية وإزالة الالغام وتقديم الاستشارة الأمنية وغيرها»، وفقاً للبيان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية