مدريد- «القدس العربي» : تراجعت نسبة المهاجرين المغاربة الذين يزورون المغرب سنويًا عند عطلة كل صيف خلال هذا الموسم 2018، وتقف أسباب متعددة وراء هذا التراجع الذي قد لا يكون مؤقتًا، بل بداية منعطف، علمًا أن المغرب يبذل مجهودات للحفاظ على العلاقات مع الهجرة.
ويقول حفيظ أبو سلامة، صاحب وكالة سفر في مدينة تطوان شمال المغرب: «هذه السنة تراجعت مبيعات التذاكر بشكل لافت، كثير من الزبائن اشتكوا لنا غلاء التذاكر، وفضل الكثير منهم عدم زيارة المغرب». الأمر نفسه بالنسبة للعديد من وكالات الأسفار في الجانب الإسباني، وتحديدًا في الجزيرة الخضراء، الذين أكدوا هذا المعطى لجريدة القدس العربي. كما وقفت جريدة القدس العربي في عدد من المناسبات خلال شهر آب/ أغسطس على ضعف نسبة المهاجرين في موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة وموتريل التي تعتبر نقط الإبجار نحو شمال المغرب وشماله الشرقي في حالة موتريل.
وكان شهرا تموز / يوليو، وآب/ أغسطس، عادة ما يشهدا في الماضي ازدحامًا للمهاجرين بسياراتهم للعبور نحو المغرب من مختلف نقط العبور، وخاصة الجزيرة الخضراء، لكن هذه السنة جرى تسجيل ازدحام في الجانب المغربي بمناسبة عودة المهاجرين بعد عيد الأضحى، ويعود جزء من هذا الازدحام إلى عدم وفرة السفن الكافية لنقل المهاجرين.
ولم تقدم السلطات المغربية العدد الحقيقي للمهاجرين المغاربة الذين زاروا المغرب هذا الموسم، ولكنها اعتادت مزج الأرقام من خلال تقديم عدد التذاكر التي يتم بيعها للعبور، أي عدد المسافرين، وهي تشمل المهاجرين والمغاربة المقيمين في المغرب الذين يقضون عطلتهم في أوروبا، ثم الأجانب.
وتعتبر زيارة المهاجرين المغاربة المقيمين في أوروبا للمغرب من أكبر الهجرات في العالم ،إذ خلال شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس يقصد ما يفوق مليون ونصف المليون المغرب في عملية شبيهة بما يجري في الحدود الأمريكية نحو المكسيك، لكن من سنوات قليلة بدأ التراجع ليسجل هذا الموسم منعطفًا ملحوظًا، ويحصل هذا التراجع في وقت ارتفعت فيه . وتقف أسباب متعددة وراء تراجع زيارة المغاربة للمغرب وأبرزها:
غلاء التذاكر، إذ تعتبر تذاكر العبور البحري من إسبانيا نحو المغرب مرتفعة جدًا مقارنة مع باقي الدول الأخرى، بما فيها الأوروبية، ومن الولايات المتحدة نحو كندا مثلًا، ومن سياتل نحو الغرب الكندي. وكانت السلطات الإسبانية قد قامت بتغريم شركات بملايين اليورو بسبب تلاعبها بأسعار التذاكر في الصيف.
وفي سبب آخر، ثمة غلاء في أسعار السياحة في المغرب، فقد بدأ المغاربة يفرون من المغرب لقضاء عطلتهم في الجنوب الإسباني أو البرتغال بسبب الأسعار المعقولة، وبدورهم بدأ المهاجرون وخاصة من الجيل الثاني والثالث يفضلون التوجه إلى جنوب إسبانيا والبرتغال وكرواتيا وتركيا وتونس واليونان.
في الوقت ذاته، تشهد الهجرة الجيل الثاني والثالث الذي لم تعد تربطه روابط عائلية قوية بعائلاتهم في المغرب، ويعتبر فقدان الروابط العائلية من ضمن العوامل الرئيسية التي تقف وراء هذه الظاهرة.
وهناك سبب رابع رئيسي قد يكون مؤقتًا أو قد يستمر، وهو نداءات نشطاء مغاربة وخاصة الأمازيغ، بمقاطعة المغرب وعدم زيارته، تضامنًا مع معتقلي الحراك الشعبي في الريف. وكان شبان كثر قرروا عدم زيارة المغرب، لا سيما بعدما اعتقلت السلطات المغربية ناشطًا أمازيغيًا من بلجيكا بسبب نشاطه السياسي، وقامت بالتضييق على آخرين. وقد خلقت معالجة الحراك الشعبي في الريف. ومن بروكسيل، يؤكد الناشط المغربي وهو من جذور أمازيغية، سعيد العمراني، لجريدة القدس العربي: «الأحكام القاسية التي صدرت في حق نشطاء الريف كانت سببًا في جعل جزء من مهاجري شمال المغرب من منطقة الريف يقررون عدم التوجه إلى المغرب، والكثير من الآباء والأمهات فضلوا عدم زيارة المغرب خوفًا على أبنائهن الذين كانوا يشاركون في التظاهرات من الاعتقال، كما أن العائلات المغربية في الريف نصحت ذويها بالتريث وعدم زيارة المغرب هذا الصيف».
حسين مجدوبي:
الغلاء عام في المغرب وبالنسبة لمغاربة العالم القاطنين في أوروبا تذاكر السفن لعبور مضيق جبل طارق ترتفع بشكل صاروخي كل سنة . ومع ذلك نحن في المغرب نرى أن مغاربة الخارج حلوا بكثافة غير مسبوقة هذه السنة إلى الوطن بمناسبة العطلة الصيفية التي تزامنت مع عيد الأضحى. وبالتالي لم نلاحظ تراجعا في هذا الإطار بل بالعكس لاحظنا إقبالا كبيرا على زيارات المهاجرين المغاربة.
نشرت صحيفة هسبريس الالكترونية الواسعة الانتشار…قبل قليل نقلا عن مصدر رسمي مسؤول من الميناء المتوسطي بالقرب من طنجة…ان عملية العودة التي تذخل في اطار عملية مرحبا…لهذه السنة…سجلت رقما قياسيا غير مسبوق…حيث وصل عدد من غادروا يوم الخميس 29 غشت 2018..اكثر من 53 الف مواطن مغربي مقيم في الخارج…وبلغ عدد السيارات ما يفوق 10الاف سيارة…والخبر منشور وموثق بعدد اليوم….واكتفي به دون تعليق اضافي…
الى المغربي، قرأت المقال جيدا، ويقول صاحبه السيد مجدوبي أنه بعد العيد كان هناك إقبال كبير بسبب العودة، لكن المقال يتحدث عن شهري تموز وآب اللذان لم يسجلا إقبالا كبيرا عكس السنوات الأخرى. أنا مهاجر دخلت عبر باب سبتة في أول آب ولم يكن هناك ازدحام وحدث نفس الشيء مع ميناء طنجة. وعادة ما أشكك في معطيات الحكومة المغربية لأنها غير نزيهة.
يا احمد…انا نشرت خبرا ورد في موقع معروف…بانتشاره الكبير..وبتبنيه للمواقف والاراء المعارضة للسياسات الحكومية هنا وكذلك بعض توجهات الدولة….ولم اعلق عليه…؛ واعتقد اننا عندما نريد تقييم شيء ما…فالمفروض ان ننتظر حصول وتحصيل المعطيات والعناصر النهاءية…حتى لا نسقط فيما يمكن تسميته بالحدس والتخمين…؛ ثم ان هناك اسبابا معروفة تجعل نسبة ذخول الجالية وخروجها غير منتظم عدديا …ومنها مسالة العطل المدرسية …وشهر رمضان…وعيد الاضحى….كما ان هناك خصوصيات تتعلق بمن له اطفال في سن الدراسة…ومن وصل الى سن التقاعد في اوروبا…وليس له التزامات شخصية او اسرية….؛ وبالاعتماد على ما عايشته شخصيا في بعض مدن الشمال ومنها الناظور والحسيمة وطنجة….فان نسبة الاقبال كانت كبيرة…الى درجة التزاحم الشديد في موانىء الجزيرة الخضراء…وسبتة…وميناء طنجة المتوسط…وكذلك في الطرق البرية…؛ واما غلاء التذاكر فيعود في نسبة كبيرة منه الى الشركات الدولية والاسبانية التي تمتلك الجزء الاكبر من السفن العابرة بين البر الاسباني والمغربي…وشكرا على التتبع.