غزة – «القدس العربي»: بما يشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق وبلوغ الوساطة المصرية مراحل متقدمة، تحدث رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، لأول مرة عن هذا الملف، متوقعا أن يتم إنجازه في غضون شهرين على الأكثر، بالرغم من تأجيل مصر لجولة المباحثات الثانية التي كانت مقررة مطلع الأسبوع الجاري، للإعلان عن دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بسبب الاعتراض الذي قدمته حركة فتح، التي تطالب بأن يسبق هذا المسار تطبيق اتفاق المصالحة، فيما كثفت قيادة حماس في غزة من تحركاتها ولقاءاتها الفصائلية والإعلامية حول هذا الملف.
وشهدت الساعات الـ 48 الماضية سلسلة جلسات عقدتها قيادة حركة حماس في قطاع غزة، شملت الاجتماع بقيادة حركة الجهاد الإسلامي، وكذلك الاجتماع بـ «فصائل المقاومة»، إضافة إلى لقاء خصصه قائد حماس في غزة يحيى السنوار، لعدد من الكتاب والمحللين السياسيين، وآخر لنائبه خليل الحية مع الصحافيين.
وعقب اختفاء طويل عن الأنظار، ظهر السنوار في جلسات ونقاشات، ركزت على بحث ملف «التهدئة الطويلة» مع إسرائيل، وتشكيل موقف موحد مع فصائل قريبة من حركته، في ظل التحركات الأخيرة لتطبيق المصالحة، وذلك بسبب الخلافات الكبيرة مع حركة فتح.
وعلى الرغم من عدم حديث قائد حماس في غزة طوال الفترة الماضية عن ملف التهدئة، حتى ظن البعض أنه من معارضيها، تحدث الرجل حول الملف باستفاضة كبيرة في لقاء خصصه للقاء عدد من الكتاب والمحللين السياسيين.
وفي ذلك اللقاء الذي قارب الخمس ساعات، حسب أحد الحضور، أكد السنوار أن السقف الزمني للوصول إلى تهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي «ليس طويلا»، وقد نقل عنه القول خلال اللقاء إنه ستكون هناك خلال أسبوعين ورقة حول التهدئة، متوقعا أن يكون هناك تحسن ملموس في رفع الحصار حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وشدد قائد حماس على أن الحصار الإسرائيلي «سيكسر وسينتهي» خلال مدة لن تتجاوز الشهرين، مؤكدا وجود نقاش وحوار حول التهدئة وإمكانية الحصول على تثبيت لتهدئة 2014 مقابل كسر الحصار «بشكل ملموس».
يشار إلى أن الجولة الثانية من مباحثات القاهرة التي ترعاها المخابرات المصرية جرى تأجليها، دون تحديد موعد زمني لها، بناء على رغبة الوسطاء، بعد طلب حركة فتح أن يتم تقديم ملف المصالحة على التهدئة.
ونفى السنوار أن تكون المباحثات التي جرت في القاهرة، قبل إجازة العيد، حول التهدئة قد ناقشت إقامة مطار في إيلات. وقد أكد المسؤول في حماس أن حركته لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته أكد أن حركته لا تخشى هذه المواجهة حال وقعت.
وتحدث دون إعطاء تفاصيل عن قوة حركة حماس العسكرية، وقال إن الحركة جهزت نفسها جيدا خلال الأعوام الأخيرة، والنتائج التي يمكن أن تحققها في أي مواجهة «ستكون مبهرة»، وكان بذلك يوجه حديثه لمسؤولين إسرائيليين يدعمون فكرة شن هجوم على قطاع غزة للقضاء على حركة حماس.
وأكد أن حماس «ستقلب مرجل الجمر» في وجه الاحتلال الإسرائيلي، في حال اندلعت مواجهة عسكرية، وأن هذا الأمر جرى إبلاغه لأحد الوسطاء دون أن يسميه، وقال وهو يتحدث عن تلك القوة التي تملكها حماس «لدينا قدرات عسكرية كافية للعمل لمدة ستة أشهر، وقادرون على ضرب تل ابيب على مدار الساعة، ولا خوف لدينا من الحرب»، مضيفا «الصواريخ التي تم ضربها على مستوطنة «قوش دان» في 51 يوم قادرون اليوم على ضربها في خمس دقائق».
وحين تحدث السنوار عن ملف المصالحة قال إن رد حركة فتح الأخير على المقترحات المصرية «كان سيئا»، لكنه رغم ذلك أعطى إشارات على أن مصر ستستمر في رعاية ملف التهدئة، حتى في حال فشل إتمام ملف المصالحة، وحذر في الوقت ذاته من أي إجراءات جديدة قد تنتهجها السلطة الفلسطينية تجاه قطاع غزة، ونقل عنه القول إن «أي عقوبات جديدة بمثابة تكسير للأواني وكسر لقواعد اللعبة، وعليه سيكون ردنا مغايرا».
يشار إلى أن وفدا قياديا من حركة حماس، التقى مساء أول أمس، مسؤولين من جهاز المخابرات المصرية، الذين يشرفون على رعاية الملفات الفلسطينية «التهدئة والمصالحة»، حيت تسلموا ردود حركة فتح على المقترحات الأخيرة، والتي وصفها السنوار بـ «السيئة» رغم أن رئيس وفد فتح لحوارات المصالحة عزام الأحمد، أكد في وقت سابق أنها «إيجابية».
من جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، إن حركته تريد وحدة وطنية قائمة على ما تم التوافق عليه في اتفاق 2011.
وقال خلال لقاء مع الصحافيين في مدينة غزة، إن حماس تريد تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة التحديات وتجاوز حالة الانقسام، مؤكدا على موافقة حماس على إجراء انتخابات عامة، وحمل المسؤولية عن عدم إتمام المصالحة إلى «تعنت» حركة فتح والسلطة الفلسطينية.
وبخصوص جهود التهدئة، بين أن الحديث يدور حول تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال عام 2014، مؤكدًا قبول حركته بوقف إطلاق البالونات الحارقة مقابل رفع الحصار، مطالباً الأمم المتحدة ومصر بإنجاز ما تم عرضه على الفصائل.
يشار إلى أن قيادة حركة حماس في غزة عقدت لقاء تشاوريا مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي، جرى خلاله بحث آخر المستجدات السياسية، وسبل تحقيق الوحدة الوطنية، والجهود التي تبذلها مصر، إضافة إلى ملف تثبيت وقف إطلاق النار المعلن عام 2014 واستحقاقاته.
وجرى أيضا نقاش سبل مواجهة «صفقة القرن وتداعياتها»، وأهمية استمرار «مسيرة العودة وكسر الحصار» والحفاظ على زخمها لحين تحقيق أهدافها الوطنية.
وسبق ذلك أن عقدت قيادة حماس في غزة برئاسة السنوار، لقاء مع قادة «فصائل المقاومة»، جرى خلاله نقاش أهم المستجدات على الساحة الفلسطينية.
دون المصالحة وانهاء الانقسام
سيبقى الاحتلال ؟!
تهدئة وهدنة طيب وبعدين ؟
لو نستثمر جهود الاطراف جميعا
الشعبية والديمقراطية والجهاد وحماس
ومعهم معهم فتح لكانت لكم الكلمة العليا
وتصبح رائحة ولون ومذاق الحرية والاستقلال
نستنشقها صباحا
ونراها ظهرا
ونستطيبها مساء