الناقد السينمائيّ الجزائري عبد الكريم قادري: السينما الشعرية مصطلح هلامي!

حجم الخط
3

عبد الكريم قادري، شاعرٌ، وناقدٌ سينمائيّ جزائريّ، اصدر مجموعتين شعريتيّن بعنوان ‘المراة، والاشياء’، و’فاصلة’، ولديه قيّد النشر كتابٌ بعنوان ‘مدخلٌ الى السينما الجزائرية’، كما نُشر مواضيع، ودراساتٍ حول النقد السينمائي في الكثير من الجرائد، منها: القدس العربي، العرب اللندنية، الخبر الجزائرية، المُحقق، الجزائر نيوز، ..وغيرها، وفي مجلاتٍ، مثل: اخبار النجوم المصرية، الرافد الاماراتية، والدوحة القطرية.
ما الذي يجمع بين الشعر/اللغة، والسينما/الصورة، والصوت؟
لا يوجد فرقٌ كبيرٌ بينهما، عندما نعكس المُصطلحات، تتحوّل الى الشعر/الصورة، والسينما/الصورة، لانّ اهمّ مرتكز يعتمد عليه الشعر هو الصورة، والشاعر الجيد، حسب ميزان النقد الحديث، هو الذي لا يُكرر نفسه، ويخلق صورا جديدة، لذا، فان اللونين الفنيين المذكورين، يخرجان من منبع واحد، ويقتاتان من ضرع واحد، وهو الخيال، وارى الخلاف بينهما بسيطا.
عندما نقرا نصا شعريا ما، نتخيل العديد من الصور، ونشاهدها في اذهاننا، وكلها ‘افلامٌ متخيلة ذهنيا’ تختلف من شخصٍ لاخر، اما الصورة السينمائية، فاننا نراها بشكلها النهائيّ، وبنفس المقاييس الظاهرية لكلّ فرد، لذا، هناك الكثير من العناصر التي تجمع الشعر، والسينما، ويمكن القول، كلاهما شيءٌ واحد، وقد سبق لي ان استلهمتُ سيناريو فيلم قصير بعنوان ‘صداع’ من احد نصوص مجموعتي الشعرية ‘فاصلة’.
انشغل المخرج اليمني ‘حميد عقبي’ بحثا، واخراجا بموضوع ‘السينما الشعرية’، وتحويل القصيدة الى فيلم،….والكثير من الافلام المهمّة في تاريخ السينما انجزها شعراء السينما، افترض بانك تهتمّ بهذه العلاقة السحرية بين الشعر، والسينما؟.
‘السينما الشعرية’ مصطلحٌ هلاميّ لا يحمل شكلا معينا، ليس من السهل ان نشاهد فيلما ما، ونعتبره من ‘السينما الشعرية’، لاننا لا نمتلك تعريفا متفقا عليه، ونقول، على سبيل التنظير، بانها تعالج العديد من المواضيع الصعبة، وتدور في دائرة الميتافيزيقيا، ومواضيع الموت، والحياة، وخلافه..، لا استطيع الاقتناع بهذا التعريف بمجرد انه يحاكي توجه بازوليني، او كوكتو، او انّ المخرج اليمني ‘حميد عقبي’ بحث فيه، وقال بان ‘السينما الشعرية’ هكذا، شخصيا، قرات العديد من المواضيع حول هذا التوصيف، ولم اجد ما يثير انتباهي، ويجعلني اقول بان هذه هي المُعطيات، والعناصر التي يجب توفرّها في فيلم معين كي نطلق عليه ‘سينما شعرية’، اصلا، حينما بتحول الشعر الى صورةٍ نهائية، تسقط جماليته، ويتحول الى ايّ كلام، ومن المُتعارف عليه، بانّ الشعر هو الكلام غير العادي، احدنا يقول: ‘المسافة قريبة بيننا’، لكن الشاعر يقول: ‘المسافة بيني، وبينكَ بضعَ انا، والفاصل انتَ’، كيف يمكن تحويل هذه الجملة الشعرية الى مشهدٍ سينمائي، ومع انني اؤمن بانّ ايّ فكرة يمكن تحويلها الى فيلم، لكنني لا املك اليقين الكافي بانها ‘سينما شعرية’ عندما تتحول الفكرة الشعرية الى مشهدٍ معين، ايّ الى شكل نهائي، فلا يمكن ان تصبح شعرا، لانّ محور الجمالية سقط عن النصّ، وهو ان الصورة الشعرية هي التي تتقارب، وتتباعد في فهمها لدى متلقي، واخر، وحين اقول هذا الكلام، لم اتراجع عن فكرتي بانّ الشعر، والسينما شيء واحد تقريبا، وهذا من خلال استعمال ادوات المخيال، واستحضار الجمال بكلّ معانيه، وايضا، هناك تشابك بين الفنون، عندما نرى في مشهد سينمائيّ الحبيب يمسك بيد حبيبته، وخلفهما صورة غابة، وكانّ اشجارها خصائل لهذه الحبيبة، ويتصاعد الضباب من مكانهما، وكانهما في حياة ما بعد الموت، او عالم برزخيّ، وعلى يمينهما نارٌ تستعرّ، وعلى يسارهما مدى، وسراب، هل نطلق على هذا المشهد ‘سينما شعرية’، او ‘تشكيلية’، ان اطلقنا احدهما، ظلمنا الاخر، ولماذا لا نكون خلاقين، ونطلق مصطلح اكثر تعبيرا، مثلا ‘السينما التشعرّية’، مزجٌ بين التشكيل، والشعر، او ‘سينما دينية’، لان الكثير من الاديان تحدثت عن ثنائية الحياة، والموت، والجنة، والنار، ..الحياة البرزخية، يكفي بان نطلق على السينما ‘سينما’، لانّ الكلّ يعلم بانها جامعة، وشاملة، ومُلــمة بكلّ الفــنون، بعيدا عن تخصيص يُصغر من شانها.
لا اتفقُ معكَ تماما في وجهة نظركَ، اذكركَ بما قلته في اجابتكَ اعلاه: (سبق لي ان استلهمتُ سيناريو فيلم قصير بعنوان ‘صداع’ من احد نصوص مجموعتي الشعرية ‘فاصلة’).
يعني امكانية السينما على استيعاب، واقتباس، واستلهام كلّ الفنون، وحتى الخيال الذي لا ياتي بدوره من فراغ.
صحيحٌ بانّ النظرة الى ‘السينما الشعرية’ تختلف من متفرج الى اخر، ولكن ‘الفيلم الشعري’ يمتلك شعريته الخاصة التي تتجسّد من خلال عناصر الفيلم نفسه، وعندما نتحدث عن الصورة الشعرية في فيلم ما، لا ننطلق من توصيفها بناءً على مرجعياتٍ شعرية لغوية، وانما من شعرية الصورة نفسها، والتي تجعل متفرجا يشاهد فيلما، ويردد في ذهنه (الله، انه مثل قصيدة)، ونقاد السينما يستخدمون هذا التوصيف، ويكتبون عن فيلم ما بانه ‘قصيدة سينمائية’، او بصرية، وبالفعل، هناك افلام يقدمها مخرجوها كفيلم قصيدة.
ايضا، ليس من الشرط ان تعالج ‘السينما الشعرية’ موضوعاتٍ صعبة، او تعتمد على ‘الميتافيزيقيا’، او تعالج مواضيع الموت، والحياة، وخلافه..
يمكن ان يُنجز سينمائيّ موهوب فيلما شعريا مُستعينا بامواج البحر فقط، او يصور نفسه في غرفته، ومن جهة اخرى، ثيمة الحياة، والموت موجودة في معظم الافلام، وما انجزه بازوليني، وكوكتو جانبٌ من جوانب الشعرية في السينما، وما تحدث عنه المخرج اليمني ‘حميد عقبي’ حول تحويل القصيدة الى فيلم سينمائي، وصل الى طريقٍ مسدود، ورُبما بعد تجربتين، او ثلاث، اقتنع بانّها طريقة مصطنعة للوصول الى فيلم شعريّ.
‘السينما الشعرية’ ليست تحويل الشعر الى فيلم، لانه من المفترض ان يمتلك الفيلم شعريته الخاصة.
اما المثال/المشهد الذي وصفته في اجابتكَ اعلاه، اجد بانه يصلح لفيلم هنديّ، او حلم في فيلم عربي.
المُعطيات التي نتفق عليها اكثر بكثير من تلك التي نختلف فيها، ومن بين ما نتفق عليه هو قدرة السينما على الاستيعاب، لانها بمثابة البوتقة الجامعة التي لا تمتلك الحدود، وساتجرا، واقول بان السينما انتزعت بجدارة ابوّة المسرح، فصارت هي ابو الفنون، لانها استطاعت ان تطوعها، وتروّضها لصالح اهدافها (ايّ الفنون الاخرى)، وحينما اتحدث عن ‘السينما الشعرية’، ساضع هذا المصطلح بين شولتين، حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود، لكنني سأتعامل معه ـ ان تمّ استعماله ـ بحذرٍ شديد، ……لستُ ضدّ وصف المُشاهد، او ناقد السينما حين ينبهر بمشهدٍ ما بانه مثل ‘قصيدة سينمائية’ ـ كما قلت ـ ، هذا يدلّ على قيمة الشعر لدى الانسانية، وقدرته الهائلة على التعبير عن المشاعر، والاحاسيس البشرية منذ الازل، فيأتي هذا التشبيه بمثابة الاقرار بالوهية الشعر، وبقوته الهائلة، لكنه يُنقص نوعا ما من اهمية السينما، واستقلالها الجمالي، عندما ينبهر الناقد الادبي بقصيدةٍ شعرية، لا يقول بأنها مثل ‘فيلم سينمائي’.
وعندما يقرر المخرج تحويل سيناريو ما الى فيلم، لا يقول بانه سينجز فيلما يجسد ‘السينما الشعرية’، لانه ان قال ذلك، او فكر فيه، سقط في فخ التكلف، وعدم الصدق، لذا سيكون منجزه خالي من الروح التي يجب توفرها، وتربط المخرج بالمتلقي، واكثر من هذا، المخرج الذي يعتنق هذه الفكرة، سيكون مثل من يسعى الى ادخال الجمل في سم الخياط، خاصة، وان العملية التواصلية بين صانع ايّ عمل يجب توفر العديد من العوامل الروحية كي تصل الى المشاهد، اما عن المثال/المشهد الذي دعمتُ به فكرتي، اظن بانني حاولت من خلاله الوصول الى فكرة معينة، لكن، بمقدوره ان يكون انطلاقة لايّ فيلم، بغضّ النظر عن جنسيته، او ايّ عامل اخر.
اقتراحكَ باستبدال توصيف ‘السينما الشعرية’ باخرٍٍ تسميه ‘التَشَعرّية’، يجمع بين الشعر، والتشكيل، يحتاج الى مناقشة :
يستخدم الناقد السينمائي المصري ‘سمير فريد’، مصطلح ‘السينما التشكيلية’ بدلا من افلام التحريك، وفي حالة اعتماد اقتراحك من طرف الثقافة السينمائية العربية، سوف يحدث خلطا بين المصطلحين، ما تقصده انتَ، وما يقصده ‘سمير فريد’.
ومن ثم، التشكيل، وبشكلٍ عام، جانب جماليّ جوهري للصورة السينمائية في ايّ فيلم، ولا يمكن ان تكون كلّ الافلام شعرية.
* حينما تحدثتُ عن التشكيل، لم اقصد بها ‘افلام التحريك’، بل تلك التي تنقل لنا العديد من ‘الكادرات’ التي تصلح لوحاتٍ تشكيلية، اردت القول، بان الفيلم الذي تجتمع فيه العديد من المعطيات المتناقلة، والتي يحاول من خلالها الكثير من المهتمين ان يبرزوا بانها تجسد ‘السينما الشعرية’، ‘والكادرات’ التي تُصلح بان تجمد مشاهدها، وتطبع، وتعلق على جدران المنازل، والفضاءات على اساس انها لوحاتٍ فنية، وهنا نتساءل، ان كانت هذه ‘سينما شعرية’، او’سينما تشكيلية’، لذا اقترحت ان نكون خلاقين، ونقول بانها ‘سينما تَشَعرّية’ كي لا نظلم الشعر، ولا التشكيل، ولم اتشابك مع فكرة ‘سمير فريد’، واظن بانه ليست هناك مشكلة في تسمية افلام التحريك، واستبدالها بـ’سينما تشكيلية’.
استبدال ‘السينما الشعرية’ بآخر تُسميه ‘سينما دينية’ اقتراح ابعد ما يكون عن ‘السينما الشعرية’، هل فيلم ‘الرسالة’/1976 للمخرج السوري الراحل ‘مصطفى العقاد’ شعري؟، ومن قال لنا بان الافلام الشعرية مرتبطة بثنائية الحياة، والموت، والجنة، والنار، والحياة البرزخية..وانطلاقا من هذا التخمين تُصبغ عليها مرجعياتٍ دينية؟
لم اقترح، بل تحدثتُ عن هذا على سبيل تداخل المصطلحات، واضطرابها، اردت الايضاح بان الفيلم الواحد يمكن ان نطلق عليه العشرات من المصطلحات، ولو بحثنا جيدا في الارشيف السينماتوغرافي، سنجد افلاما تباينت عليها ردود الافعال، واطلقت على وصفها العديد من المصطلحات، منها شعرية، دينية، كوارث، رعب، خيال، تاريخ،… ومع كثرة هذه التسميات، ستدخل بعدها السينما في ازمة المصطلح، ولا اعرف ما سينجرّ عنها.
حسنا، سوف نترك ‘السينما الشعرية’ في حالها، ….ماهو تقييمك للمهرجانات السينمائية العربية، وخاصةً تلك التي تنعقد في الجزائر.
لا تزال الجزائر متخلفة في مجال تنظيم التظاهرات الثقافية، واقصد هنا المهرجانات السينمائية، خذ مثلا ‘مهرجان وهران للفيلم العربي’ الذي كانت طبعاته الاولى اكثر رزانة، ومتانة من الطبعات الاخيرة، والتي اصبحت تُدار بطرقٍ بدائية اكل عليها الزمن، باعتمادها على اسماء ليس لها ايّ علاقة بالسينما، وهذا على الاقل من الناحية العملية، ناهيك عن كيفية اختيار منظمي التظاهرة، والاليات القديمة التي تعتمدها، اذّ لم ينجح المهرجان في استقطاب افلاما جديدة، وحديثة، تثير الحدث، وتفكك بعض المواضيع الهامة، كما لم يقدر على استقطاب فيلما واحدا للعرض الاول، اما ‘مهرجان السينما الامازيغية’ الذي يقام سنويا بـ’تيزي وزو’، فقد اصبح مع الوقت اكثر فاعلية، ويشهد له بالتطور، والاستقطاب كلّ سنة، اما بقية المهرجانات، فهي ايام اكثر منها مهرجاناتٍ سينمائية.
انتً تظلم مهرجان وهران كثيرا، وتقدم احكاما قاسية جدا، وخاصة فيما يتعلق بالافلام، والعروض الاولى، على فكرة، حاليا يحرص المخرجون العرب على التوجه بدايةً الى مهرجانات الخليج، وبعد عرضها في احدها، يفكرون بعرض افلامهم في المهرجانات الاخرى، لقد اصبح هذا الامر قاعدة (الا لمن لا يعرفها)..
من حقّ كلّ مخرج ان يختار المهرجان الذي يريده، لانّ الامر منوّط بالمُعطى، والمطلوب، ولكن، من المؤكد بانّ كلّ واحد منهم سيطرح على نفسه السؤال التالي: ما الذي سيضيفه لي العرض الاول في مهرجانات الخليج مقابل مهرجان وهران؟، الاول سيقدم تغطية اعلامية كبيرة، وجائزة محترمة، وسوف يلتقي المخرج بالعديد من صُناع السينما من كلّ انحاء العالم، اما الثاني فلا، وستكون الاجابة، بانه سوف يختار مهرجانات الخليج، وبالعودة الى مقدمة سؤالكَ، لم اظلم ‘مهرجان وهران للسينما العربية’، هو نفسه ظلم صُناع السينما، والجزائر، لانه، من المؤسف، ان تخصص الوزارة ميزانية كبيرة تغدق بها على محافظة المهرجان، وفي المقابل، يتم تقديم هذه النتائج الهزيلة غير المُشرفة، لان المنظمين البعيدين كلّ البعد عن السينما، يختارون دائما الدقائق الاخيرة للتحضير، بينما مهرجاناتٍ اخرى ما ان تنتهي احدى الطبعات حتى ينطلقون في تحضير طبعة السنة المقبلة، نفس المعطيات التي يعتمدها مهرجان وهران طوال الطبعات الماضية، ويبحث عن نتائج مختلفة.
لو كنتَ في لجنة تحكيم، واردتَ ان تمنح جائزةَ لناقدٍ سينمائيّ عربيّ، من هو، وماهي مبرراتكَ؟
هناك بعض الاسماء التي اثبتت اخلاصها للفنّ السابع، والكتابة النقدية على الخصوص، رغم العثرات المتنوعة التي تصيب كلّ اسم، لكنني ساتشجع، واعطي هذه الجائزة للناقد اللبناني ‘محمد رضا’، الذي كرس الكثير من وقته، وجهده للكتابة السينمائية، واخلص لها، واستطاع ان يكون ذو نفس طويل رغم انه من الصعب ان تكون ناقدا سينمائيا في العالم العربي، …كما كتب تقريبا في جميع الالوان السينمائية، واستطاع ان يوصل، ويذيق القارئ بعضا من اللذة السينمائية، وهناك الكثير من الاسماء تستحق هذه المكانة.
ماذا تقصد بالعثرات التي تُصيب كلّ اسم، ولماذا من الصعب ان تكون ناقدا سينمائيا في العالم العربي؟ شو عم يكسروا حجر؟ هذا يجعلني اسألك: هل النقد السينمائي مهنة؟
اقصد العثرات الثقافية، والاجتماعية، خاصة، وان طريق النقد السينمائي في العالم العربي محفوفة بالاشواك، من الصعب التخصص في هذا المجال، المردود المادي لا يكفي لسدّ الحاجات الفردية، او الاسرية، لذا، يكون لزاما على الناقد ان يمارس مهنة اخرى، كما ان كسر الحجر اهون بكثير على النقد، الاول يحتاج الى الجهد العضلي فقط، العامل يكمل يومه، وبعدها يستلقي على سريره، وينام مرتاح البال بانتظار يوم جديد، اما الثاني، فانّ فكرة واحدة تجعله يعيش حياة برزخية لشهر كامل، تذهب معه اينما ذهب، وتؤرقه لاسابيع، بالاضافة الى الهمّ الثقافي، والتفكير بالتغيير، والبحث، والتنقيب.
لماذا لا يتجمّع النقاد في جمعيةٍ ما كي تكون غطاءً قانونيا لهم، يدافع عنهم، يحمي مصالحهم بدل التشتت، والتفرقة، الا يحق لنا ان نرفع شعار: يا نقاد السينما العرب اتحدوا؟
ادعم كلّ فكرة تدعو الى الاتحاد، والتكتل، شرط ان تبتعد عن المصالح الضيقة التي من شانها ان تُجهض المشروع، وساستغل هذا الحوار، واضم صوتي الى الاصوات التي تدعو الى الاتحاد، وخلق مشروع يجتمع تحتها النقاد العرب، تنادي بحقوقهم، وتطهر الساحة من المتطفلين، اعلم بان فكرة النهوض بايّ مشروع سيتم التصدى لها، لكن، ينبغي على المؤسسين ان يكونوا اقوى منهم، ولا يتركوا لاعداء الجماعة الفرصة لنيل ماربهم في اجهاض التكتل.
اخيرا،….من هم النقاد المُبشرون بالجنة؟
الذين يكتبون بصدقٍ، ولا ينتظرون جزاءً ولا شكورا.
اصارحكَ بأنني اكتب بصدقٍ، ولكنني، بالمُقابل، انتظر الجزاء، والشكر….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بغداد أحمد بلية:

    الأستاذ المحترم عبد الكريم قادري
    تحية طيبة
    حوار ممتع معك و مع الأستاذ صلاح سرميني
    اوافقك في كثير من الآراء و منها هلامية السينما الشعرية ، التي ابدع فيها بعض المخرجين الإيرانيين .
    و علاقة الشعر بالصورة مرتبط بمدى بلاغة الصورة ذاتها كما يقول رولان بارث
    اما فيما يخص مهرجان وهران ، صحيح ان فيه نقائص كثيرة ، و لكنني أدعو النقاد و المبدعين العرب لتشجيعه ، لأنه المهرجان العربي الوحيد الذي يشجع السينما العربية من المحيط إلى الخليج عكس المهرجانات الخليجية الدولية التي تهتم بالسينما العالمية ، لذا فإن نجاح مهرجان وهران مستقبلا هو نجاح السينما العربية .
    مع تقديري ..

  2. يقول عبد الكريم قادري الجزائر:

    الأستاذ بلية أنا سعيد بمرورك العبق وتعليقك على هذا الحوار، كما قلت للسينما أباب عدة كلما فتحت بابا الا وفتحت أباب آخر، والحديث فيها وعن مذاهبها يطول ويجول وذو جشون عدة، أما بخصوص مهرجان وهران فيسعدنا نحن نقاد عرب ان يكون في أحسن صوره من أجل أن يعكس صورة السينما العربية، لا ان يكون ارتجاليا وبالتالي يفقد معناه ويسقط في فخ التنظيم من أجل التنظيم بعيد عن كل اهداف مسطرة
    تقبل تحياتي مرة أخرى

  3. يقول محمد داود من الجمهورية الجزائرية:

    تحية طيبة الى كل القائمين على هذا الفضاء الرائع و تقديري للأستاذ قادري و ما يبذله من مجهودات نعتبرها مساحات ضوء تنير درب كل مبدع…
    اغتنم الفرصة لأشير كسيناريست أنني وضفت الألغاز و الأمثال و الحكايات في كتابة سيناريو الفيلم السينمائي …و يكون الهدف هو اعادة انتاج التراث الثقافي غير المادي المحلي خاصة..
    تحياتي و احترامي
    محمد داود

إشترك في قائمتنا البريدية