الفقر المدقع يخيم علي عشرات الاف العائلات العراقية

حجم الخط
0

الفقر المدقع يخيم علي عشرات الاف العائلات العراقية

الفقر المدقع يخيم علي عشرات الاف العائلات العراقيةبغداد ـ من أحمد فدعم ونافع عبد الجبار: كانت ام زياد تعيش مع زوجها وابنيها وحفيدتها في بيت من غرفة واحدة في بغداد، حين قرر انتحاري ان يهاجم مركزا للشرطة عبر محطة لغسيل السيارات يعمل فيها الزوج. لم نكن محتاجين الي احد، كان يعمل ويعيلنا لكننا اصبحنا في حاجة الي المساعدة ، قالت الارملة المتشحة بالسواد والتي بدا انها متقدمة في السن رغم انها لم تتجاوز 48 عاما.طلبت مساعدة من الحكومة العراقية لكنها لم تلق اي رد، مما اضطر نجلها الاكبر زياد الي ترك مدرسته الثانوية ليعمل ويعيل اسرته بما تيسر.وظاهرة الفقر انتشرت في العراق بعد الغزو الامريكي للعراق في اذار (مارس) 2003. واكدت دراسة اعدها برنامج التطوير والمراقبة الدولية التابع للامم المتحدة ان عشرين بالمئة من السكان يعيشون دون مستوي خط الفقر المحدد عالميا بدولار واحد للفرد يوميا.وازداد عدد العائلات المسجلة لدي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية لتلقي المساعدة، ثلاث مرات منذ الحرب حتي بلغ 171 الف عائلة بحسب ما اكدت ليلي كاظم عزيز المديرة العامة لدائرة الرعاية الاجتماعية.واشارت الي ان هذا الرقم هو نقطة في بحر العدد الحقيقي للفقراء في العراق.وقالت بعد الحرب برزت ظاهرة خطيرة في المجتمع العراقي هي ظاهرة الفقر واسبابها لا تخفي علي احد في مقدمتها البطالة والعنف اللذان قتلا العديد من معيلي الاسر وهو ما يتعرض له الشارع العراقي يوميا وعلي مدار الساعة .لكن كاظم اوضحت ان العائلات المنكوبة لا تلقي اي معاملة خاصة من الوزارة. واضافت ليس لدينا تصنيف لضحايا الارهاب، فنحن ننظر الي العائلات كاناس محتاجين فقط .والعنف يضرب عائلات سبق ان عانت عقودا من الحروب والحصار الاقتصادي الدولي ابان نظام صدام حسين، فبعدما عانت الامرين في سبيل البقاء ها هي تفقد معيليها وتعجز عن الاستمرار.وقالت اطياف محمد التي فقدت زوجها في اطلاق نار بين مسلحين وجنود امريكيين بعدما استشهد زوجي حاولت ان اكون الام والاب لاطفالي في الوقت نفسه .واضافت اطياف التي انهت دراستها الجامعية عام 1994 وهي ام لاربعة اطغال انا متخرجة من كلية العلوم وحاصلة علي بكالوريوس في الكيمياء، وقد ذهبت الي وزارة التربية بعدما سمعت بوجود فرص للعمل .وتابعت غاضبة لكنهم قالوا لي: اين كنت طوال الاعوام العشرة الماضية ولم يعطوني اي وظيفة .تعيش اطياف في منزل والدي زوجها وسط مدينة الاعظمية السنية واعتبرت ان الظروف ساوتها بغير المتعلمين ، مؤكدة ان الحكومة العراقية لا تأبه للشعب العراقي ولا ترعي الايتام والارامل والمسنين .واستطاعت اطياف ان تبقي علي قيد الحياة من طريق مساعدات تتلقاها من بعض الجمعيات الخيرية الدينية فضلا عن مساعدة بسيطة من الحكومة العراقية.وام زياد التي تعيش مع عائلتها في حي القاهرة (شمال بغداد) واحدة من الذين يتلقون المساعدة من ام مراد التي تعمل مع برنامج الرعاية الاجتماعية التابع للجبهة التركمانية العراقية.وقالت ام مراد لوكالة فرانس برس اعلم بوجود اكثر من ثمانين عائلة في وضع اقتصادي مزر، واساعد عشرين عائلة منها .واضافت تستطيعون ان تروا بانفسكم. حيث تذهبون سترون، هناك مئات، لا احد يعرف عددهم بالضبط، معظمهم عائلات لها مثلا ستة اولاد، واحد او اثنان يعملان وعموما في الجيش او الشرطة .ام مراد وعدت ام زياد بمساعدتها في تخطي الطوابير الطويلة امام مبني وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حيث يقف المئات في محاولة للتسجيل لتلقي المساعدة، ونصحتها بادعاء العجز كي تحصل علي مبلغ اضافي.ويتسلم ارباب الاسر دون سن معينة مساعدات محدودة اذا كانوا غير قادرين جسديا علي العمل.اما الراغبون في الحصول علي عمل والقادرون علي ذلك فيبحثون طويلا من دون جدوي. ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية