لمن يعتذر الموت؟

حجم الخط
0

على قارعة الصفحة
مرمية كلماتي
منسية في غياب الحنين،
بعيداً عن نفسي
يعاندُ الرماد بقائي،
خارج أسوار إحساسي
جمادٌ يترهبُ
في كنيسة قرب قبري،
على الألسن تتردد
صرخة النجاة.
هناك
مع رماد بقائي
أعاند هنا الفناء
هناك
حيث تركتها روحي
يعاند الغناء سمعي
ويترك للصوت خفوت الصدى
وللصمت حضور الغياب.
على حافة الحرف
العمر هو هو
ارتحال في اللحظة نفسها
ارتحال للمكان بالأثر نفسه
لا شيء
سوى صمت ثقيل
وبضعة آهات مسروقة من الوجع
لا شيء
يُسَّردُ في البعيد
سوى
قصيدة غارقة في الدم
خشبُ نجاتها
نايُّ انبعاث لنغمة حياة
هناك
حيث تعاندني الحياة
هنا
أستعيد بالكلمة موتي
في معبد وثني
أرثي الحجر شاهدتي،
وأعدّ بعَداد النبض
خوف الفراق
من أزيز سماء صارت للموت.
على أطراف البين والبين
هنا واقفاً
كجثةٍ مرمية كما لها أن تختار
أنزف الموت في حياتي
وأترك ما تبقى تفاصيل دفنٍ لحياة.
هنا
ما زلت في الموت
أعاند
الموت
وأتوسل الهواء
لذر رمادي في الجهات كلها.
هنا وهناك
مازلتُ بين الموت والموت
أغفو
أصحو
على حلمٍ يسترد
خيال الرماد في الخراب.
مفروشة طريقي
إلى الجلجلة
حاملاً صليب رمادي
وحيداً
روحي تداعبُ المقصلة.
من يعتذر لمن
أنا لبقائي
أم
رمادي لفراقي،
لا اعتذار
بين رحيل وغياب
لا اعتذار
لحبٍّ اخترته فقط اسماً يُردّد
سيان
أن تكون
في الحياة
في الموت
تغرفُ خمر الخوف
سكرة انبعاثٍ جديدة.
على الورقة
دم
قبر
وحياة.
في الحرف
جرحٌ
آهة
صرخة
ودعاء.
لا تكفي المساحات البيضاء
لترجمة
أنفاس الموت المبعثرة بدون ترتيب
لا تفي الكلمة أيّ حقٍّ
ما دام
النزيف باقٍ
لا تكفي
الأحرف لشقِّ الظلمة بضوء
لا تفي
الوعود بنهاية مؤجلة
هنا
من يعتذر لمن
العَالمُ للموت
أم
الموت لنفسه
لا شيء
سوى
أبخرةٍ لبردٍ تدفئ الوجل
وتترك الموت
يعبث بتفاصيل
الإنسان .

القامشلي ـ سورية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية