مقداد: المعارضة السورية تعيش بالقرون الوسطى.. والأسد لن يتنحى والائتلاف سيشارك في جنيف 2 على أساس ‘نقل السلطة’

حجم الخط
0

عواصم ـ وكالات: قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن المعارضة في بلاده ‘ترفض الديمقراطية’ و’تخاف مما يريده الشعب’، واستبعد تنحي الرئيس بشار الأسد، قائلا إن قبطان السفينة لا يمكن له أن يتركها عندما تخوض في بحار مضطربة.
وقال المقداد، في مقابلة حصرية مع شبكة ‘سي.إن.إن.’ الإخبارية الأمريكية بالعاصمة السورية دمشق ‘أظن أن المعارضة تعيش في عصر مختلف، فهؤلاء الناس قادمون من العصور الوسطى. فهم ضد الديموقراطية والانتخابات. كما أنهم ضد سلامة أراضينا ووحدة الشعب السوري. ولا يمكن للقبطان أن يتخلى عن السفينة عندما تبحر في أعماق البحر.
وردا على سؤال حول إمكانية بحث تنحي الأسد خلال مؤتمر ‘جنيف 2’، قال المقداد: ‘نحن جاهزون للتحدث عن أي موضوع. ولكن لا يمكننا خلق فراغ في سورية قد يؤدي إلى تفكك البلاد وانتشار الفوضى فيها. وقرارنا هو وضع كل ما نتفق عليه للاستفتاء أمام الشعب السوري، لأن الشعب السوري هو صاحب القرار النهائي للعملية برمتها.
وعن رده على تشكيك المعارضة بمصداقية مثل هذا الاستفتاء، قال المقداد :’هم (المعارضة) يخافون من الناس وقرارهم. وهم يعلمون أنهم يعانون العزلة وأن الشعب ليس معهم.
وحول المطالب التي تقول المعارضة إنها ‘عادلة ومنطقية’ من أجل المشاركة في المؤتمر، مثل إطلاق السجناء السياسيين والسماح بدخول مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة، قال المقداد: ‘يجب مناقشة هذه القضايا ووضع اللمسات الأخيرة في سياق روح حفظ القانون والنظام في البلد’.
وختم بالقول :’أما أمر المساعدات الانسانية .. فيجب توجيه اللوم إلى الجماعات الإرهابية التي تمنع الأمم المتحدة من الدخول إلى هذه المناطق.
الى ذلك قال وزراء خارجية دول الخليج العربي ان محادثات السلام السورية التي ستجري في كانون الثاني (يناير) يجب ان تضع اطارا زمنيا لتشكيل حكومة انتقالية في سورية ويجب الا تضم أي فصيل معارض بخلاف الائتلاف الوطني السوري.
وأعلن أحمد الجربا رئيس الائتلاف الاربعاء ان الائتلاف سيحضر مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في كانون الثاني (يناير) بهدف انهاء الحرب الأهلية في سورية وان الرئيس السوري بشار الأسد يجب ألا يقوم بدور في مستقبل البلاد.
وفي مقابلة مع رويترز واسوشيتد برس قال الجربا في اشارة الي الأسد ‘من غير الوارد أن الفرد المسؤول عن تدمير البلد يمكن ان يكون مسؤولا عن بناء البلد.’
وأصدر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست بيانا الاربعاء بعد اجتماعهم في الكويت أكدوا فيه على أهمية تعزيز الدعم الدولي للمعارضة السورية الممثلة في الائتلاف الوطني للمشاركة في مؤتمر جنيف 2.
وأضاف ان هذا المؤتمر يجب ان يؤدي الى وضع اطار زمني محدود لتشكيل حكومة انتقالية سورية لها كل السلطات التنفيذية بما يتفق مع البيان الصادر عن جنيف 1 في 30 يناير كانون الثاني عام 2012.
وكرر البيان التأكيد على موقف دول الخليج من ان الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وان محادثات جنيف يجب الا تشارك فيها فصائل معارضة أخرى.
كما عبر وزراء الخارجية عن أملهم في ان يكون الاتفاق الذي أبرمته القوى العالمية مع طهران خطوة أولى تقود الى حل شامل للنزاع النووي مع ايران وان هذا يتطلب نوايا حسنة.
ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والكويت وقطر والبحرين والامارات وسلطنة عمان.
والسعودية وقطر من بين الداعمين الرئيسيين للائتلاف السوري بالسلاح والتدريب والاموال ومعلومات الاستخبارات في حربه ضد حكومة الأسد.
ويتلقى الأسد دعما من إيران التي توصلت لاتفاق مؤقت يوم الأحد مع القوى العالمية يشمل تخفيفا محدودا للعقوبات مقابل زيادة الرقابة الدولية على برنامجها النووي.
وقال الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد، امس الخميس، إن مشاركته في مؤتمر جنيف 2، المتعلق بإيجاد تسوية للأزمة السورية، سيكون على أساس ‘نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات والسلطات’.
جاء ذلك’رداً على إعلان مصدر مسؤول بنظام الأسد، الاربعاء،’أن مناقشة مصير بشار الأسد ‘أوهام’، معتبرا أنه ‘لا لزوم لحضور من يتبناها للمؤتمر’.
وفي بيان له امس الخميس، أوضح الائتلاف أنه مُصر على هذا المبدأ لدخول المفاوضات في جنيف، بناء على’ما تم إقراره في اجتماع هيئته العامة’10 نوفمبر/تشرين الثاني، مشيراً إلى أن’الائتلاف يؤمن بأنه يجب أن تكون هذه الهيئة ‘كاملة الصلاحيات بما فيها الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية، وعلى أن لا يكون لبشار الأسد وأعوانه الملطخة أيديهم بدماء السوريين أي دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية’.
وأعلن النظام السوري، يوم أمس، مشاركته’في مفاوضات جنيف، مؤكداً’أن تلك المشاركة ‘ليست من أجل تسليم السلطة لأحد بل لمشاركة أولئك الحريصين على مصلحة الشعب السوري المؤيدين للحل السياسي في صنع مستقبل سورية’، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وهاجم مصدر مسؤول في خارجية النظام، لم تسمه الوكالة، ما قال إنها”تصريحات أدلى بها وزراء خارجية’فرنسا (لوران فابيوس)’وبريطانيا (وليام هيغ)، وغيرهم’وأدواتهم من العرب المستعربة، لم يسمّها، من أنه لا مكان للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية’، قائلاً بلهجة تحذيرية”إذا لم تستفيقوا من هذه الأوهام’فلا لزوم لحضوركم إلى مؤتمر جنيف 2 أصلا’.
وأشار الائتلاف إلى أنه ‘ملتزم’بأي عملية سياسية من شأنها تحقيق طموحات الشعب السوري إلى الحرية والديمقراطية، ويعتزم المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ملتزماً بقرارات مجلس الأمن ومجموعة أصدقاء سورية والجامعة العربية حول الهدف من عقد المؤتمر’.
ورداً على شرط النظام التي حدده’لحضور المؤتمر بخصوص’محاربة ‘الإرهاب’، أكد الائتلاف أن النظام ‘شجّع على دخول الإرهاب الذي يدّعي محاربته, بل هو من أتى به إلى الأراضي السورية وسهل له نشاطه، كما حاول إثارة الفتنة الطائفية بأفعاله الإجرامية وباستقدامه للمليشيات الطائفية من كافة دول العالم’، بحسب وصف البيان.
وحول المطالب الشعبية التي أعلن النظام أنه يحضر المؤتمر من أجلها، لفت الائتلاف إلى أن’نظام الأسد ‘يتجاهل المطالب الشعبية بإنهاء حكمه القائم على الظلم والاستبداد، ويرفض مبدئي الديمقراطية وسيادة القانون, بل إنه يدعي أنه ضحية مؤامرة مستمراً برفضه لإدراك الهدف الحقيقي لمؤتمر جنيف والذي يكمن في الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي’.
وأكد النظام في بيان لخارجيته، صدر الاربعاء، أن الوفد المشارك في جنيف سيذهب’مزودا بـ’توجيهات الرئيس (بشار الأسد) ومحملا بمطالب الشعب السوري وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب’.
وجدد الائتلاف تأكيده على تحقيق المطالب التي اعتبرها’شروطاً لمشاركته في المؤتمر، بالقول ‘من الضروري لنجاح مؤتمر جنيف أن يتم السماح بشكل فوري لمنظمات الإغاثة الإنسانية، بالدخول دونما قيود إلى كافة المناطق المحاصرة لإيصال المواد الغذائية والطبية والاغاثية وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بدءاً بالنساء والأطفال’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية