من المسؤول حقيقةً عن تشويه الإسلام؟

حجم الخط
0

من المسؤول حقيقةً عن تشويه الإسلام؟

من المسؤول حقيقةً عن تشويه الإسلام؟من المطالب التي أصبحت دارجة علي ألسنة المسؤولين وبعض المثقفين في بلادنا الإسلامية (تبناها مؤتمر القمة الإسلامية بمكة المكرمة في شهر 12/2005)، أن علينا أن نضافر جهودنا للدفاع عن الإسلام في وجه الحملة التشويهية التي تُخاض ضده لربطه بالتزمت والانغلاق والإرهاب و… وغالباً ما يكون الخصم الذي يُراد أن تُوجَّه ضده الجهود هو الجماعات الإسلامية المتطرفة ، سواء تلك التي تحمل السلاح كتنظيم القاعدة وأمثاله، أو حتي تلك التي لا تحمل السلاح ولكنها تتبني فكراً يوصف بالتطرف والرجعية. ويسعي هؤلاء الناس إلي توعية الرأي العام علي خطورة تلك الجماعات، وكون الأفعال التي تقوم بها تُقدِّم صورةً مشوهةً عن الإسلام، وبالتالي تشكل سداً يحول بين غير المسلمين وبين التعرف علي سماحة الإسلام مما يؤدي إلي تنفيرهم من الدخول في دين الله.ولا شك أننا كمسلمين نسعي لادخال أقصي عدد من الناس إلي الإسلام، ولا شك أن أي عمل يؤدي إلي صد الناس عن دين الله وتنفيرهم منه هو عملٌ مدانٌ، ولا يمكن أن نقبل به، ونحن مستعدون لبذل وتأييد أي جهد يحول دون حصوله.أن هذه الحملات التي تُصوَّر في ظاهرها علي أن غايتها الذود عن الإسلام، والحرص علي قيمه الصافية النقية، والدفاع عنه في وجه من يشوِّهونه… هذه الحملات هي في حقيقتها حملات أبعد ما تكون عن أهدافها الظاهرة، وهي حملات ضد كل من يتبني فكراً يناقض الإسلام الرسمي الكهنوتي الذي تتبناه وتروج له الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي المقتصر علي العبادات البعيد عن أمور الحياة اليومية، وهي حملات ضد كل من يتبني هذا الفكر، سواء حمل السلاح أو اقتصر علي مقارعة الحجة بالحجة، وهي حملاتٌ ضد جزر المقاومة الفكرية التي لا تزال صامدةً في وجه طوفان العولمة الفكرية المسوِّقة لنموذج العيش الغربي. ولو أن هذه الحملات صادقةٌ في ما تعلن من أهداف لكانت توجهت إلي أعداء الأمة الحقيقيين، الذين يمكرون بالليل والنهار لضرب الدين الإسلامي ومهاجمة رموزه. أما ما يُقال من أثر ما تقوم به الحركات الإسلامية في تشويه الإسلام، فهو قولٌ مبالغٌ فيه، وأثرٌ يتم تضخيمه عمداً لتبرير حجم الضربة الموجهة لتلك الحركات. سمير الفطواكيرسالة علي البريد الالكتروني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية