كيري يزور المنطقة للقاء نتنياهو وعباس في ظل تعثر المفاوضات ومخاوف فلسطينية من صفقة اسرائيلية أمريكية على حسابهم
3 - ديسمبر - 2013
حجم الخط
0
رام الله ـ ‘القدس العربي’ ـ من وليد عوض: اكدت مصادر اسرائيلية وفلسطينية الثلاثاء زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري للمنطقة اليوم الاربعاء للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث مسيرة المفاوضات المتعثرة مع الفلسطينيين، وذلك قبل ان ينتقل لرام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحثه على مواصلة المفاوضات لنهاية شهر نيسان (ابريل) القادم، رغم تواصل الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة عام 1967. واوضحت المصادر أن زيارة كيري الجديدة للمنطقة هي محاولة جديدة لدفع عملية السلام المتعثرة من خلال ممارسة ضغوطات على نتنياهو لكسر الجمود الذي تتصـف به محادثات السلام المباشرة مع الفلسطينيين. وأكدت مصادر سياسية اسرائيلية وفق صحيفة ‘معاريف’ الاسرائيلية بأن كيري سيلتقي نتنياهو في مسعى جديد لكسر الجمود في المفاوضات، مشيرة الى انه سيمارس ضغوطات على نتنياهو لتجاوز هذا الجمود واعطاء دفعة جديدة للمفاوضات، رغم أن الخارجية الأمريكية لديها تخوفات من تصلب جديد في موقف نتنياهو في الموضوع الفلسطيني ارتباطا بموقفه المعارض لاتفاقية جنيف النووية مع ايران، ولديها تخوفات بأن يقوم نتنياهو باحباط المحاولات الأمريكية في التقدم على صعيد الملف الفلسطيني ارتباطا بهذا الموقف. وفي ظل تعثر جولات المفاوضات رغم تعثرها اوضحت المصادر أن الجانب الفلسطيني يعتزم مطالبة كيري خلال زيارته للمنطقة بتعميق وتكثيف تدخل المجتمع الدولي في المفاوضات، فيما قالت مصادر امريكية بان وزير الخارجية الامريكي معني بتحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات في فترة أقصاها منتصف يناير القادم قبل تحرير الدفعة الثلاثة من قدامى الأسرى الفلسطينيين، فيما سيخصص زيارته الحالية لتهدئة الاطراف واعادة المفاوضات الى مسارها الصحيح. وقللت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الثلاثاء من قدرة واشنطن على تقريب المواقف في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مشيرة الى إن الهوة في المواقف الفلسطينية- الإسرائيلية من المفاوضات ‘شاسعة’ ومن المستبعد تقريبها عبر أفكار أمريكية، نتيجة تعنت الحكومة الاسرائيلية. وأضافت عشراوي ‘لا نتوقع شيئا من الحكومة الإسرائيلية التي تقوم على تصعيد الاستيطان وترفض حل الدولتين… حتى لو قدمت الولايات المتحدة أفكارا لكسر الهوة فإن المواقف بين الطرفين من الصعب إيجاد روابط بينهما’، موضحة ان محادثات السلام’تواجه مأزقا خطير جدا نتيجة للتعنت الإسرائيلي والخطوات الأحادية الإسرائيلية التي تستبدل خطط قيام دولة إسرائيل الكبرى بحل الدولتين’. واشارت عشراوي الى أن الفلسطينيين يستعدون للانضمام للمنظمات الدولية اذا ما فشلت محادثات السلام عقب انتهاء مهلة الـ 9 اشهر المحددة لاستمرارها مع اسرائيل برعاية امريكية، وقالت أن الخطط الفلسطينية للتوجه للانضمام للمؤسسات والمواثيق الدولية ‘معدة ومهيأة للتقديم وبحاجة فقط لتوقيع الرئيس عباس عليها’. ويعتزم الجانب الفلسطيني الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة اسرائيل قضائيا لوقف استيطانها في اراضي الدولة الفلسطينية المعترف بها في الجمعية العامة للامم المتحدة على حدود عام 1967 بما فيها القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل للقدس الغربية واعلنتها عاصمتها الموحدة. وحذر تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من احتمال أن يعقد كيري صفقة مع نتنياهو على حساب مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني تغض الادارة الامريكية من خلالها الطرف عن الانتهاكات الاسرائيلية في الضفة الغربية وخاصة تلك المتصلة بالنشاطات الاستيطانية، في مقابل تهدئة الخلاف بين حكومة اسرائيل وإدارة الرئيس باراك اوباما بشأن اتفاق جنيف حول الملف النووي الايراني. وشدد خالد على ان سلوك الادارة الامريكية وبعثتها للمفاوضات وعملية السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية برئاسة مارتن انديك لا يوحي بالثقة والنزاهة على امتداد اشهر المفاوضات، التي استؤنفت بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي نهاية تموز الماضي، بقدر ما يؤكد مدى الانحياز الامريكي وتدني مصداقية التعهدات التي تقدمها الخارجية الامريكية للجانب الفلسطيني، الامر الذي يرفع من درجة القلق لدى الفلسطينيين من محاولات وزير الخارجية الامريكي استرضاء حكومة نتنياهو وكسب صمتها ولو مؤقتا على اتفاق جنيف بتنازلات اضافية يقدمها كيري للجانب الاسرائيلي على حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني. ودعا خالد الى المزيد من ‘الوضوح في الموقف من سياسة الادارة الامريكية وتحذير هذه الادارة من العواقب الوخيمة التي تترتب على اطلاق يد حكومة اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 او الاتفاق معها من الباطن على مواصلة نشاطاتها الاستيطانية والى التوجه في الوقت نفسه الى الرباعية الدولية والى مجلس الامن من اجل اتخاذ التدابير الضرورية لمعالجة ملف الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي في اطار دولي، ينهي الرعاية الامريكية الحصرية لما يسمى عملية السلام في الشرق الاوسط والتي عادت على الاوضاع في المنطقة بأفدح الاضرار ويفتح الطريق أمام رعاية دولية على غرار ما جرى في معالجة كل من الملف النووي الايراني وملف الازمة في سوريا، حتى يصبح ممكنا التقدم في مسيرة تسوية سياسية شاملة ومتوازنة للصراع في المنطقة توفر الامن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة وفي المقدمة منها دولة فلسطين وعاصمتها القدس العربية وتصون حقوق اللاجئين في العودة الى ديارهم، التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة’.