السيسي منزعج من طاقم وزاري بطيء ولا يبادر واستعمل مفردة ‘فلول’ وألمح الى الحاجة لـ200 مليار ودول خليجية إعتذرت وطالبت مصر بتدبير شؤونها

عمان ـ ‘القدس العربي’: تعرف الدوائر الضيقة المحيطة بالجنرال الحاكم في مصر عبد الفتاح السيسي أن الإشكالية الأساسية التي تحول دون وصول العملية السياسية التي يقودها الرجل بعد إضعاف الأخوان المسلمين وإستهدافهم تتعلق حصريا بالمسألة المالية والإقتصادية.
السيسي نفسه وعلى هامش حوارات شخصيات ‘خليجية’ بارزة معه إعترف بأن محاصرة تأثير الوضع المالي السيء للخزينة المصرية على الوضع السياسي وعلى العملية السياسية التي يقودها خلف الكواليس تتطلب على الأقل 200 مليار دولار أمريكي.
الرقم الأخير إستعمله السيسي في الغرفة المغلقة التي جمعته بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد دون الإشارة إلى أن مصر تطالب بهذا المبلغ قبل صدور التصريح الشهير لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدلله بن زايد والذي قال فيه أن على مصر إقرار سياسات الإعتماد على الذات.
تصريح الشيخ عبدلله صدر عمليا بعد تلميحات السيسي التي شخصت أزمة مصر المالية بمبلغ 200 مليار دولار وأبو ظبي أرسلت بوضوح تقول للقاهرة أن الدول الخليجية الداعمة للتحول الأخير في مصر ستساعد سياسيا وإقتصاديا لكنها ليست مهتمة بمعالجة الأزمة المالية المصرية برمتها وعلى المصريين أن يجدوا طريقهم للمعالجة.
السيسي تلقى نصيحة من شخصيات بارزة بتغيير قواعد البحث عن الدعم الخليجي المالي عبر الإكتفاء بالمليارات التي قدمتها حتى الآن كل من السعودية والإمارات والتي وصلت لـ 13 مليارا والإنتقال لمرحلة التخطيط الجيد للمشاريع الإنتاجية بعدما وصلت من أبو ظبي تحديدا رسالة واضحة للسيسي تقول: بعد الآن سندعم بعض المشاريع ولن نقدم المزيد من النقد.
على هذا الأساس قيل لحازم الببلاوي رئيس وزراء مصر عندما زار أبو ظبي بان على الحكومة المصرية التركيز على الجانب المشاريعي الإستثماري المقنع عبر لجنة ثنائية شكلت لهذا الغرض. السيسي من جانبه بدا مقتنعا بأن الإستقرار السياسي والأمني في بلاده يتطلب إستقرارا إقتصاديا بالمقام الأول لكنه في مجالسات خاصة على هامش اللقاءات مع مسؤولين سعوديين تحديدا اعترف بأن لديه مشكلة أساسية ومحورية إسمها ‘الطاقم الوزاري’.
في الشروحات يتحدث السيسي عن بطء شديد في التفكير ونقص في المبادرات وعدم وجود كفاءات وزارية وتنفيذية خلاقة ومبدعة يمكنها إقتراح حلول منتجة.
وفي التفاصيل يتحدث الجنرال عن ضعف شديد في التفكير الإقتصادي داخل المؤسسة العسكرية معتبرا أن اقتراح حلول إقتصادية في المقام الأول ليس من واجبات العسكر ملمحا لإيمانه بأن التفكير البيروقراطي مستقر في وجدان الفريق الوزاري الحالي وموافقا على أن مصر ينبغي ان تقترح حلولا لمشكلاتها وتدبر وتدير شؤونها.
مشكلة إضافية تحدث عنها السيسي كما علمت ‘القدس العربي’ من مصادر مقربة جدا منه، تتمثل في الكلفة التي يعرفها مسبقا في حال الإستعانة برموز بيروقراطية محسوبة على ‘الفلول’ أي نظام حسني مبارك السابق.
وجهة نظر السيسي تتمثل في أن أي ظهور لرموز ‘الفلول’ في المعادلة أكثر من الحصة الحالية يهدد تحالفات الثلاثين من حزيران حيث توجد قوى نشطة وفاعلة في الشارع تؤيد السيسي ووقفت معه تترصد لأي وجه ‘فلولي’ يمكن أن يظهر في التفاصيل والأثناء.
السيسي وفي لقاءات مع بعض الشخصيات من طراز محمود عباس ومحمد بن زايد وغيرهما إستخدم مازحا مفردة’ الفلول’ عدة مرات والإنطباع العام أن كفاءات الطبقة الحالية من الوزراء بطيئة جدا وإستبدالها برموز من العهد الماضي مسألة معقدة ويمكنها ان تؤذي بالنيتجة حسابات السيسي لو فكر بالترشح لإنتخابات الرئاسة المصرية مستقبلا.
ثمة أدلة برزت على ذلك فقد تحمس السيسي شخصيا لإقتراحات وسيطة تتحدث عن إمكانية توفير تمويل إستثماري طويل الأمد لزراعة القمح في مصر معتبرا أنه في وضع سياسي قادر على إنفاذ هذه الخطة لكن الجبهات الأخرى المستحكمة في القرار لا تظهر الحماس نفسه وتتحدث عن كلفة سياسية باهظة في هذا الإتجاه خصوصا عند الأمريكيين.
إقتصاديا يتحدث السيسي عن نسبة أمية تصل إلى 40 ‘ في بلاده وعن 42 ‘ مرضى بالشعب المصري وعن آفاق محتملة للتنويع الإستثماري في القطاع الزراعي وعدم وجود إحتمالات قوية لإستعادة العافية السياحية خلال الأشهر القليلة المقبلة وعن خطط محتملة للاخوان المسلمين تهدف لإعاقة النمو الإقتصادي.
هذه التشخيصات من القيادة المصرية رافقت المفاوضات الخليجية المتعلقة بالملف المالي والإقتصادي حصريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد يعقوب:

    بدلا من اللجوء إلى الدول العربية ألتى قدمت العون المالى لمصر،لماذا لا يقوم النظام بإسترجاع الثروة الضخمة التى نهبها مبارك وزوجته وولديه والتى تقدر ب70 مليار دولار. هناك أيضا ثروات أخرى منهوبة مثل ثروة حسين سالم شريك مبارك. مصر يجب أن تغير جذريا أسلوب إقتصادها ويجب أن تنشىء المصانع وتزرع القمح وكل ما تحتاجه. يجب أن يكون شعار مصر من الآن فصاعدا: ويل لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تحيك وتعتمد على أميركا والغرب بتزويدها بإحتياجاتها من السلاح وهى مصر قادرة على التصنيع…

  2. يقول عبدالقادر:

    فليعتمد الجنرال السيسي على الطاقات الشابة، الفلول فلول وبالنسبة للطاقم الحالي فمن لا يعمل عليه أن يترك مكانه

  3. يقول عبدالقادر:

    فليعتمد الجنرال السيسي على الطاقات الشابة، الفلول فلول وبالنسبة للطاقم الحالي من لا يعمل عليه أن يترك مكانه

  4. يقول سميح البلوي الاردن:

    ال0(60مليار)التى سرقها الانقلاب حسب مانشرتة منظمة الشفافية العالمية ترجع الى مصر قول المثل خربها وقعد عليها

  5. يقول abo ahmad germany:

    ان المهله التى منحتها سويسرا لمصر لاستعادة الفلوس المسروقه من الشعب المصرى سوف تنتهى بنهاية شهر يناير 2014 بعدها لا يحق للحكومه المصريه ايا كانت المطالبه من السلطات السويسريه باعادتها لانها منحت الوقت الكافى لمصر لاصدار احكام حقيقيه من القضاء ولا تكون تحت تاثير من اى جهه ولكن حسب التقرير الصادر عن منظمات حقوقيه ومنظمة الشفافيه تقول عن القضاء المصرى ( لمادا تستعين بمحامى وانت فى اتسطاعتك شراء قاضى ) لهده الاسباب ينظر لنا الغرب من احكام تصدر عن القضاء المصرى واحياننا يعتبرونه قضاء مسيس او او حسبى الله ونعمه الوكيل كل من دمر وخرب مصر

  6. يقول طعس بن شظاظ الصميدي:

    مهمة السيسي كانت فقط هي القضاء على ما أفرزته نتائج الإنتخابات الشرعية !!!

  7. يقول احمد العربي-بلاد العرب:

    السيسي بحاجة للسلم بتاع مرسي:
    السيسي شطح كثير، صعد الى اعلى الشجرة ولا يقدر على النزول بسلام بحاجة لسلم من اجل خروج أمن من الورطة التي وضع نفسه بها، وللأسف ورط الكل معه، “مجنون برمي حجر في بير ١٠٠٠ عاقل ما طلعة”
    هذه مصر بحاجة لكل ابناءها المخلصين من اجل إخراجها من هذه الورطة المركبة، يا سيسي ‘الجيش+فلول+شوية مليارات+ شوية معارضة شكلية ‘ لا يملكون الحل لهذه الورطة، لا تدع حقدك على الاخوان يعمي بصيرتك فهم جزء مهم أصيل في المجتمع المصري والعربي أيضاً، التحالف مع غلاة الفلول وأمراء القطران في الخليج لهو سلاح الدمار الشامل، انظر قليلا لأفعال الفلول في العقود السابقة من حكم مصر، وانظر لتأثير مليارات النفط في العراق وسوريا، ام هل تريد العودة بمصر لأيام مبارك او تضع المحروسة بمصاف سوريا والعراق!!!! يا سيسي بالرغم من ان مرسي لم يعمل على حل كل المصائب التي ورثها من مبارك الا انه كان منتخبا، وأصبحت فريقا في عهده وأديت له قسم السمع والطاعة، ثم انقلبت عليه، وزين لك غلاة الفلول ومن لف لفيفهم سوء عملك، ليصبح عملك القبيح ثورة. يا سيسي احكام القضاء الجاىءر بحق الناس وصمة عار في جبينك وجبين رءيسك،
    مرسي له أخطاءه في إدارة البلاد، ان الأوان للعض على الجراح وان يتنازل الكل من اجل مصر، مصر بحاجة لكل المخلصين للنهوض من هذه الكبوة،
    اللهم جنب مصر وأهلها الفتن.

  8. يقول اسمر سمور كندا:

    يستخدم عرابو السياسات الصهيونيه نفس الاسلوب عندما. قفزوا مسرعين الى المشهد السوري واظهروا للعيان دعمهم للشعب السوري في وجه الطاغيه وبعد ان تم تدمير سوريا نفضوا ايديهم والان ينظرون الى الخراب والدمار. نفس الشئ في مصر اوهموا السيسي بالمساعده والدعم في جميع المجالات والان بعد توريطه تخلوا عنه.

إشترك في قائمتنا البريدية