المزاج الشعبي ضاق بالمظاهرات والاعتصامات ويطالب بالاستقرار.. والتحالف الشعبي لدعم الشرعية يدعو الى مليونية جديدة

حجم الخط
0

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ كثيرة هي الأخبار والموضوعات التي امتلأت بها الصحف الصادرة أمس الثلاثاء 3 كانون الاول/ديسمبر، أبرزها قيام عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين وأعضائها بتسليم المسودة النهائية للدستور للرئيس المستشار عدلي منصور، وتركت له الحق في تحديد طريقة انتخاب مجلس النواب، بالفردي أو بنظام مختلط بين القائمة والفردي، وانتخاب رئيس الجمهورية وهل قبل انتخابات النواب أم بعدها، والاستفتاء على الدستور الشهر القادم، وكل المؤشرات تؤكد انه سيحصل على نسبة عالية من الموافقة، لأنه لا توجد اعتراضات جدية عليه من ناحية، ولأن المزاج الشعبي ضاق بالمظاهرات والاعتصامات وبأعمال الإرهاب، وأصبح يطالب بالاستقرار ويطالب باتخاذ الاجراءات التي تحققه. صحيح ان أنصار نظام مبارك يحاولون استغلال هذه المشاعر، لكنها حقيقية وغير متأثرة بنظام مبارك أو المطالبة بعودة رموزه وسياساته، وانما الرغبة في الاستقرار.
وتواصلت مظاهرات الطلاب في بعض الجامعات احتجاجا على مقتل طالب كلية هندسة القاهرة، محمد رضا وصدور تقرير النيابة بأنه قتل بطلقات خرطوش لا تستخدمها الشرطة، علاوة على انها لم تستخدم الخرطوش أصلاً في فض المظاهرة، وأن إطلاقه عليه جاء من مشاركين في المظاهرة، ومطالبة الشرطة بالبحث عن الجناة، كما دعت بعض اتحادات الطلاب الى مظاهرات، هذا وقد أخبرنا زميلانا في جريدة التحرير يوم الاثنين، عمرو طلعت وعمرو الطاروطي، بأنهما شاهدا طالبا يقول لأمه:
ـ ماما، أنا نازل الجامعة
فقالت له:
ـ طب ما تخدش المولوتوقف كله، سيب حاجة لإخواتك
كما دعا التحالف الشعبي لدعم الشرعية واسقاط الانقلاب الذي يقوده الإخوان الى مليونية جديدة. وألقت الشرطة القبض على الطالب شريف أشرف حسب النبي الذي قام بتزعم تحطيم النصب التذكاري في ميدان التحرير، والكشف عن انه من حركة السادس من ابريل. وقرار النيابة بحبس أحمد ماهر منسق الحركة السابق أربعة ايام على ذمة التحقيقات في اتهامه بالتحريض على التظاهر واستخدام العنف امام محكمة عابدين. واكتشاف سيارة واقفة بجوار محطة بنزين مملوكة لشركة وطنية التابعة للجيش على طريق القاهرة ـ السويس الصحراوي وفيها متفجرات قبل انفجارها.
وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

مرسي يؤخذ من بين أحضان
أهله وأحبابه ظلماً وعدواناً

في يوم الخميس نشرت جريدة ‘الحرية والعدالة’ مقالا للدكتور صلاح سلطان أرسله من السجن، قال فيه عن الرئيس السابق:
‘محمد مرسي سجيناً يؤخذ من بين أحضان أهله وأحبابه ظلماً وعدواناً ليودع في السجن ليالي وأياماً طوالا لا يدري متى يخرج وتهمته الكبرى ‘وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد’ ‘البروج: 8’ ومحمد مرسي رئيساً يقف على الأشهاد يسمع العالم كله كلمات أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
‘وليت عليكم ولست بخيركم أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم’، محمد مرسي سجيناً يبيت أهله وأولاده وأحبابه يدعون على الظالمين ويتضرعون إلى الله أن ينتقم من المفسدين وأن يفرج كرب المكروبين وأن يرد محمد مرسي وإخوانه المظلومين إلى أهلهم وأولادهم وإخوانهم ودعوتهم سالمين غانمين غير خزايا ولا مبدلين، ومحمد مرسي رئيساً يرتعش قلبه مثل جناحي طائر أن يكون سبباً في ظلم إنسان أو طير أو حيوان أو نبات أو جماد متأسياً بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اشتد نحيبه وعلا بكاؤه بصراخ طفل بكرت أمه بالفطام حتى تحظى بعطايا بيت المال فبكى وقال: ويحك يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين وذهب ليحمل لهم من بيت المال الدقيق والزيت وغيره من الطعام ولما سأله غلامه أن يحمل منه قال: وهل تحمل أوزاري يوم القيامة؟ بل إن عمر بن الخطاب كان يشفق على نفسه يوم القيامة أن يسأله تعالى عن الدواب فقال: إذا زلت دابة في العراق فإني أخشى أن يسألني الله عنها، لما لم تسولها الطريق يا عمر؟ محمد مرسي سجيناً يعده الله في السجن كما أعد يوسف عليه السلام عندما أدخل السجن لأنه استعصم بالله واستمسك بالفضيلة وأبي أن يلبي فتنة الإغواء من امرأة العزيز ونساء القصر، محمد مرسي لم يكن مسؤولا عن حماية زنزانته حيث يوجد زبانية يحرسونها من أن يتسرب منها أحد، لكن محمد مرسي رئيس مسؤول عن ثغور مصر المترامية الأطراف في مساحة شاسعة من البحار والأنهار والسهول والوديان والجبال والتلال والمزارع والشوارع والصحارى والقفار، خاصة أن جوارنا عدواً مغتصباً قال الله فيه: ‘لا يألونكم خبالا ردوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر’ ‘آل عمران: من الآية 118’ محمد مرسي سجيناً أقرب إلى الله بصبره وجلده لقوله تعالى: ‘إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب’ ‘الزمر: من الآية 10’.

سخرية المؤمن بالكافر
في الآخرة حقة وهي دائمة باقية

وفي نفس العدد نشرت الجريدة بحثاً للشيخ جعفر الطلحاوي، عنوانه ‘أعضاء فريق السيسي في الإجرام ـ المتفكهون المتندرون، بما يقع على المعتصمين والمتظاهرين من بغي وعدوان’ قال بالنص:
‘ان الله سبحانه وتعالى ذكر هذا العضو بقبح معاملته للمنادين بالحق والحقيقة والشرعية والشريعة في استهزائهم بهم وضحكهم عليهم وجعلهم وما وقع عليهم من اعتداء وبغي مادة للتفكه والمزاح في مجالسهم وقنواتهم ومواقفهم ووسائل تواصلهم الاجتماعي وصحفهم وإذاعاتهم ومع ذويهم وأهلهم، إن الله تعالى حكى عن المجرمين هذه الأمور الأربعة من المعاملات القبيحة مع المؤمنين في أواخر المطففين في قوله تعالى: ‘إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون، وإذا مروا بهم يتغافرون، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين، وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون، وما أرسلوا عليهم حافظين’، أولها الضحك مهم وذلك في قوله: ‘إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون’ أي يستهزئون بهم وبدينهم، لقد تسلط المجرمون على المؤمنين بالله وجعلوا منهم مادة ومسرحاً للضحك والعبث والسخرية بهم، ومن الحق والشريعة والشرعية التي ينادون بها. وكم ضحك واستهزأ كثيرون بالمنادين بالحق وتحكيم الشريعة، كم ضحك واستهزأ كثيرون بمن كانوا معتصمين بميداني رابعة والنهضة، كم ضحك واستهزأ كثيرون بما أصاب هؤلاء المعتصمين من بغي وعدوان مع اختلاف صور وأساليب الضحك والاستهزاء، كم ضحكوا واستهزأوا واستخفوا بطموح المعتصمين وصبرهم وصمودهم؟ وثالثها: التفكه والتندر بالجرائم التي وقعت بالمعتصمين والمتظاهرين قوله تعالى: ‘وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين’ وهو ما فعله الانقلابيون من كثرة الفكاهة والمزاح متلذذين فرحين بما فعلوه من الاستخفاف بأولئك الكرام، معجبين بذلك لما له من الوقع في قلوبهم الخبيثة، في الآخرة سيضحك المؤمنون على هؤلاء المجرمين بسبب ما هم فيه يومها من أنواع العذاب والبلاء، سخرية المؤمنين بالكفار يوم القيامة فوق سخرية الكافرين بالمؤمنين في الدنيا لأن سخرية الكافر بالمؤمن باطلة وهي مع بطلانها منقضية، وسخرية المؤمن بالكافر في الآخرة حقة ومع حقيقتها هي دائمة باقية وذلك في قول ابن عباس: إذا دخل المؤمنون الجنة والكافرون النار فتح الله من الجنة بابا على الجحيم في الموضع الذي هو مسكن المنافقين، فإذا رأى المنافقون الباب مفتوحاً أخذوا يخرجون من الجحيم ويتوجهون الى الجنة، وأهل الجنة ينظرون إليهم، فإذا وصلوا إلى باب الجنة فهناك يغلق دونهم الباب فذلك قوله تعالى: ‘إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون’ الى قوله: ‘فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون’. ان سبب ضحك المؤمنين منهم لأن ما لاقوه في الدنيا من الشدة قد زال وانقلبوا الى رضاء ربهم ورحمته كما أن أولئك زال عنهم نعيم الدنيا وغشيهم عذاب الآخرة الدائم فاستوجبوا الضحك عليهم لما هم فيه من البلاء، والمؤمنون في السرور والهناءة وهناك الضحك لا هنا’.

الربط بين المرأة والطبيعة في الحضارات القديمة

وأخيراً، إلى الحكايات والروايات، وقد أمدنا بها زميلنا في مجلة ‘آخر ساعة’ زكريا أبو حرام، كثر الله من أمثاله، لأنه أعلمنا بالأصول التاريخية لحكاية نكاح الجهاد قبل نزول الأديان السماوية، قال جزاه الله عنا خير الجزاء:
‘حاولت أن أفهم مفهوم ‘جهاد النكاح’ الذي تم ترويجه في الفترة الأخيرة متزامنا مع ثورات الربيع العربي، يتمثل في انها تبيح للفتيات إشباع رغبات من يطلق عليهم المجاهدون وأن تستحق الفتاة مقابل ذلك لقب المجاهدة وبالتالي دخول الجنة، في محاولاتي للفهم لم أجد أي دليل في أي دين سماوي يبيح ذلك، وقد وجدت ضالتي لفهم هذه القضية ‘جهاد النكاح’ في احدى الدراسات المنشورة، وكان موضوعها عن عبادة الزهرة والربة الأنثى وباختصار شديد التطرق الى ما كان يمارس قديماً في الديانات الوثنية فيما يخص عبادة الأنثى في الشرق القديم، كانت أول عبادة في تاريخ الديانات الشرقية ويمكننا فهم المسألة من خلال التشابه الذي لمسته الحضارات القديمة بين المرأة والطبيعة، وعبادة الزهرة على سبيل المثال كانت قائمة باعتبارها ربة اللذة والحب، ثم أعاد البابليون صياغة تلك العبادة بربة موازية هي عشتار، ربة العشق وملكة اللذة التي تحب المتعة والفرح، ربطوا عبادتها بقيمة اجتماعية دينية في ما سمي العاهرات المقدسات المعروفات باسم العشتاريات أولئك عملن على وهب أجسادهن في المعابد لكل من يرغب كطقس عبادة مقدسة، لم يكن الأمر وقتئذ مرتبطاً بالإثم بل على العكس كانت تلك المهنة الأقدم مثار فخر لممتهنتها، حتى أن البغايا المقدسات كن يسمين في بابل الطاهرات الإلهيات، مما حدا بالقانون الاجتماعي اللاهوتي السائد الى وضع عقاب صارم لكل من تسول له نفسه الحط من قدر أولئك المقدسات، أما لدى الآشوريين فقد أضيف إلى صفات الربة عشتار صفة أخرى فأصبحت ربة الحرب واللذة والحب والخصب وذلك لطبيعة الشعب الآشوري المحاربة’.

من حقه ان يعمل ما يشاء فهو ناشط سياسي!

وإلى توالي ردود الأفعال على قانون تنظيم الحق في التظاهر، وما أدى إليه من نتائج قال عنها يوم الأحد زميلنا في ‘الأخبار’ أحمد جلال:
‘من حق أحمد دومة أن يجذب ضابط شرطة من ملابسه أمام الجميع ومن حق أحمد ماهر أن يعتدي على ضابط آخر، ومن حق علاء عبدالفتاح أن يشتبك مع ضابط ثالث، لأن وظيفة كل منهم ‘ناشط سياسي’ يعني لا شغلة ولا مشغلة وهي السبوبة التي يستخدمها الكثيرون بعد الثورة، لتكون غطاء لكل تصرفاتهم حتى لو كانت خطأ، وللأسف فهؤلاء يجدون من يهتف لهم ويشجعهم ويساعدهم وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فنحن نسير بمنتهي السرعة الى الوضع الصعب، دولة بلا هيبة، وقانون لا يحترمه أحد لتحكمنا في النهاية شريعة الناشطين إياهم’.

لم نعد مجتمعاً شرقياً
ولا أصبحنا مجتمعاً غربياً

اما زميلنا في ‘الجمهورية’ ومدير عام تحريرها محمد أبو كريشة، فلم يكتف بمهاجمة الناشطين فقط، وإنما هاجم الشعب المصري بقوله عنه:
‘الحكومة الظالمة المستبدة مقدور عليها، سترحل يوما بثورة أو جرة قلم أو بقرار أو بأي مصيبة تأخذها، لكن ما الحيلة وما الحل إذا كان الشعب ظالما ومستبداً؟ الحكومة الفاسدة الكاذبة مثل جار السوء الذي نصبر عليه ‘يا يرحل يا تجيله مصيبة تاخده’، لكنني لم أعرف ولم أقرأ يوما عن مصيبة أو رحيل لشعب فاسد كاذب منفلت، ‘حد يقول لنا يا خلق، نفتح الشباك ولا نسد الشباك؟’. فإذا أصدرت الحكومة قانوناً مثل كل خلق الله لتنظيم التظاهر أو لتنظيم حق التظاهر، قالوا انها حكومة غاشمة ومستبدة ومتسرعة في قراراتها وقوانينها، وإذا لم تصدر أي قانون وتريثت وتأنت قالوا انها حكومة مرتعشة وبطيئة وسلحفائية ومسنة ومترهلة، قالوا ان حبس بنات الجامعة أو المدارس أو الشوارع خطأ فادح لأننا مجتمع شرقي ولابد من احترام النساء والتجاوز عنهن، كذبوا في كل ما قالوا فنحن لم نعد مجتمعاً شرقياً ولا أصبحنا مجتمعاً غربياً، نحن مجتمع لم يعد له لون ولا طعم ولا رائحة ولا اتجاه ولا ملة، نحن مجتمع استرجلت نساؤه وتنسون رجاله، فالرجل الذي يفترض أن يحمي المرأة ويصونها صار يحتمي بها ويقدمها في بلطجته ومظاهراته غير البريئة.
والنسوان هن نجمات الخريف العربي من تونس الى اليمن، وهن قادة المظاهرات والمسيرات والفوضى في كل الدول العربية، وقد أوتينا من قلعة النسوان عندما أراد الغرب والشرق إخضاعنا، والاخونة أكثر انتشارا بين النسوان، والتيار المسمى إسلامياً ركز كثيرا على نسونة الدين أو فقه النساء، لأن التدين عند المرأة صار مظهرياً، مصر تواجه تحالفاً بين عدو الداخل وعدو الخارج، والهزيمة إذا حدثت لا قدر الله فستكون القاضية والنصر إذا تحقق فسيكون النهائي والحاسم، ومصر إذا انهزمت ‘فسيكون شعبها هو الذي هزمها وهو أيضا الضحية وإذا انتصرت فسيكون شعبها هو الذي حقق لها النصر وهو الفائز، والذي لا إله إلا هو لعام استبداد وتجاوز خير من ساعة فوضى وانفلات’.

المواطن المصري لم يعد
يستشعر الأمان حتى وهو في بيته

وفي نفس عدد ‘الجمهورية’ شن زميله عبدالناصر عبدالله هجوماً آخر قال فيه:
‘شعب مصر لن يقبل بحال من الأحوال أن تتحكم فيه قلة ‘مارقة’ عن جادة الصواب، قلة تتخذ من البلطجة ‘السياسية’ منهاجاً لها، ومن الوقفات الاحتجاجية أداة ضغط تمارسها على السلطات، إن كانت هذه القلة القليلة قد نجحت في هذا المسعى إبان نظام حكم مبارك، وكذلك خروج الشعب المصري على الإخوان، فلتعلم جيدا ان هذه العهود قد ولت ولن تعود الى الوجود مرة أخرى، بالتالي فتلك الوسيلة الضاغطة لن تثمر عن شيء مع وجود حكومة تتخذ من صالح الوطن والمواطن طريقاً لها، ومن هنا فعلى أولئك المتمسحين بأردية الوطنية والثورية ‘المزيفة’ ان يبتعدوا عن المشهد، فالمواطن المصري ذكي بالفطرة ولن ينخدع ثانية بتلك الشعارات الرنانة والعبارات الزائفة، فكفانا انفلاتا في كل شيء. على مدار اكثر من عامين منذ ثورة يناير وحتى الآن لم يستشعر المصري بالأمان حتى وهو في بيته، نريد لمصرنا الأمان والاطمئنان لمواطنيها فكفي ما عانى ويعاني بنو وطني، أرجوكم كفى هراء وانظروا لصالح الوطن الذي تدعون زوراً وبهتاناً انكم تحبونه وحريصون عليه، قفوا ضد الإرهاب وكونوا صادقين مع أنفسكم ساعتها وساعتها فقط سوف تلتف حولكم جماهير الشعب مرة أخرى’.

احترس الوطن يتراجع للخلف!

وننتقل الى جريدة ‘المصري اليوم’ والكاتب امين اسكندر، الذي يحذرنا من تراجع مصر من خلال مقاله ‘احترس الوطن يرجع للخلف’:
‘المتابع للشأن المصري، والمشارك في الهم اليومي، سوف يخرج بتقدير خطير مفاده أن ثورة 30 يونيو، يتم الاستفراد بها من قبل حلف مصالح، يتشكل من رجال الدولة العميقة، وحزب لجنة السياسات، ورجال مال وأعمال، ورجال المؤسسات الأمنية وبعض المؤسسات الإعلامية وبعض من رجال القضاء، وقد رأى هذا الحلف أنه حان الوقت لاسترجاع المصالح والدفاع عنها، والتصدي لكل مظاهر الفوضى الخطرة – من وجهة نظرهم – حتى يتمكنوا من فرض تحكمهم على السلطة. وبالذات وبعد اقتراب التصويت على الدستور، ولعل هذا ما يفسر صدور قانون التظاهر سيئ السمعة، وصدور أحكام مشددة على المتظاهرات في الإسكندرية ومنهن سبع قصر، وكذلك المحاولات المتكررة والجادة لإدخال الحرس الجامعي مرة أخرى للجامعات- رغم صدور حكم بات بإخراجه- والحفاظ على نص المحاكمات العسكرية للمدنيين في الدستور، وقد شارك حلف المصالح بدور في ثورة 30 يونيو مع الشرائح المتوسطة والدنيا من الطبقة الوسطى من عمال وفلاحين وشباب وجماعات سياسية وثورية، وجراء ذلك تم إخراج الإخوان والجماعات الجهادية من السلطة، بعد سنة من وجودهم في السلطة بتهيئة ومساعدة من بيئة دولية وإقليمية ومجلس عسكري رأى أنه من الممكن أن يحافظ على مصالحه في وجودهم…’.
التوافق أن يحصل الجميع على معظم
وليس كل ما يطلبونه أو يتمنونه

وينال عمرو موسى ولجنة الخمسين تحية من الكاتب عماد الدين حسين في جريدة ‘الشروق’ من خلال مقال يقول فيه:
‘في هذا المكان انتقدت مرارا لجنة الخمسين لكتابة الدستور المعدل. واليوم وتطبيقا لقاعدة الموضوعية وبعد أن أنجزت اللجنة عملها بالصورة التي رأيناها وجب علينا أن نحيي اللجنة ورئيسها السياسي الكبير عمرو موسى وكل الأعضاء على إنجازهم النهائي.
اللجنة تلعثمت وترددت وربما تدلعت كثيرا منذ بداية تشكيلها وحتى قرب نهاية عملها. ربما شابت تشكيلها منذ البداية أخطاء كثيرة، وربما لم يكن تمثيل كل فئات المجتمع بالشكل المثالء الذي كنا نتمناه وربما وربما…. ورغم ذلك فإن العبرة بالخواتيم.
كثيرون داخل اللجنة سعوا من أجل تعظيم مكاسبهم الشخصية أو الفئوية أو الحزبية، ما ألقى ظلالا من الشك أحيانا على قدرتها على الوصول لنهاية سعيدة. هذه النهاية كان لكثيرين فضل الوصول اليها لكن البطل الحقيقي لهذا الانجاز هو عمرو موسى. هذا الرجل تعرض لظلم كبير منذ 25 يناير 2011 وحتى هذه اللحظة. ظلم وصل إلى حد التشكيك في وطنيته، وجاءت عملية الاستقطاب الخطيرة في انتخابات الرئاسة الماضية لتزيد من ظلم هذا الرجل. الحكمة بأثر رجعي صعبة وغير مستحبة لكن المرء لا يملك إلا أن يتخيل لو ان نموذج عمرو موسى التوافقي فاز بالرئاسة الماضية ‘ألم نكن وقتها قد وفرنا على مصر سنوات طويلة من التخبط والتيه والاستقطاب والانقسام؟’… عمرو موسى ليس ملاكا وله أخطاؤه لكن ما أقصده أننا بصدد سياسي حقق إنجازا على الأرض نستطيع أن نتحدث عنه وهو مسودة الدستور التوافقي بحق. هذه المسودة قد لا ترضي كثيرين بنسبة مئة في المئة لكنها ــ وهذا هو الأهم ــ لن تغضب الكثيرين بنسبة كبيرة. التوافق أن يحصل الجميع على معظم وليس كل ما يطلبونه أو يتمنونه. موسى في إدارته للجنة كان مثالا ناجحا للإداري والسياسي والدبلوماسي والتوافقي وابن البلد والخبير بظروف وحال وطنه، بذل جهدا كبيرا وأكد أنه يتمتع فعلا بحيوية وديناميكية وسرعة بديهة وذكاء ولماحية لا تتوافر لكثيرين.
تحية لعمرو موسى وكل لجنة الخمسين خصوصا عمرو الشوبكي وضياء رشوان وجابر جاد نصار ومحمود بدر والسيد البدوي وسامح عاشور ومحمد سلماوي وسيد حجاب’.

العلاقة المصرية ــ الروسية بين الواقع والخيال

وفي نفس العدد من جريدة ‘الشروق’ يتساءل الكاتب بلال فضل عن عودة الروس وهل هم قادمون الى مصر من خلال مقاله المعنون بـ’هل الروس قادمون فعلا؟’ يقول فيه:
‘في حين بدأت حملات الموالين الجدد بتسويق النموذج الروسي كحل لأزمات مصر التي لم يعد ينقصها إلا أن تمنح نفسها لبوتين جديد، كنت حريصا على معرفة رأي واحد من أهم المتخصصين في الشأن الروسي وهو الدكتور أشرف الصباغ، الذي كنت أتابع رسائله التي ينشرها في جريدة ‘التحرير’ من روسيا وعنها، وقد وجدت له تدوينتين على حسابه في موقع (الفيسبوك) لن يتسع المجال لنشرهما كاملتين للأسف، لذلك أنشر التدوينة الثانية كاملة، وأتمنى أن تشجعك على البحث عن التدوينة الأولى التي يتحدث فيها عن العلاقة المصرية ــ الروسية بين الواقع والخيال مستغربا من قيام البعض بترديد عبارة ‘مصر وروسيا في خندق واحد’، متجاهلين أن روسيا الآن ليست الاتحاد السوفييتي ولن تكون، لأن روسيا ما بعد السوفييتية هي دولة رأسمالية تنافس كل القوى الرأسمالية الأخرى، ولذلك فهي يمكن أن تفعل أي شيء يجعلها تتفوق في تلك المنافسة حتى لو قامت بتمكين قوى اليمين الديني المتطرف كما فعلت أمريكا، ولكن بطريقة أخرى ناعمة، منبها من يراهن على روسيا لأنها تضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، بأن بوتين نفسه التقى عضوا بمكتب إرشاد جماعة الإخوان مرتين، وهو ما لم يفعله أوباما نفسه.
يكتب الدكتور أشرف الصباغ ‘لا شك أن روسيا نجحت في استثمار فشل السياسة الأمريكية العدوانية لتغيير خريطة المنطقة بالقوة عبر استخدام التيارات اليمينية الدينية المتطرفة، وكان اللقاء التاريخي (2+2) بين وزيري خارجية ودفاع مصر وروسيا نبيل فهمي وسيرجي لافروف وعبدالفتاح السيسي وسيرجي شويجو، أحد أهم الأُطُر الشكلية لرسم شكل العلاقات المقبلة. فلقاءات بهذا النمط لا تتم إلا بين دول كبرى، ما يعكس الرؤية الواضحة للسياسة والدبلوماسية الروسيتين تجاه مصر. وبالتالي على مصر أن تدرك ذاتها وحجمها لا بالحديث عن الماضي والإكثار من التصريحات السطحية الساذجة عن التاريخ والجغرافيا، ولا بالمبالغة في الدور والحجم والقدرات، وإنما بتحديد الأولويات وصياغتها وبلورة رؤية واضحة لشكل العلاقة وجوهرها.
ان مقولة ‘أمريكا بيدها 99’من أوراق اللعبة في المنطقة’، كانت مقولة كاذبة ومضللة وخادعة وتآمرية، فالأصح هو أن الأنظمة السياسية الاستبدادية المتحالفة مع واشنطن هي التي سلمت 99’ من أوراق اللعبة في المنطقة إلى الولايات المتحدة، ونجحت في إقناع شعوبها لسنوات طويلة بأن أمريكا تملك فعليا هذه النسبة الهائلة من الأوراق. ومع مرور السنوات من حكم الأنظمة الاستبدادية تمكنت الولايات المتحدة بجميع أذرعها من الدخول إلى كل المناطق الممنوعة والمحرمة في دول المنطقة. وبات من الصعب إخراجها بضربة واحدة مهما تحالفت الأنظمة الجديدة، أو القديمة المرعوبة من رياح التغيير الحقيقية، مع روسيا أو الصين أو كلتيهما.
إن الطريق الجديد أمام القاهرة الآن، وبعد التقارب المصري الروسي، يتطلب إعادة تشغيل العلاقات بين القاهرة وموسكو على أسس براغماتية تماما بعيدة عن الكلمات المعسولة عن الماضي والاستغراق في المداعبات الكلامية والحماسة والطلبات التعجيزية عن طريق إطلاق الشائعات والمعلومات الكاذبة والمغلوطة حول أسلحة حديثة ودعم لانهائي وتزوير المواقف. فلا روسيا هي الاتحاد السوفييتي ولا روسيا بوريس يلتسين، ولا القاهرة، قاهرة ناصر أو السادات أو مبارك أو الإخوان. وبالتالي فتشغيل العلاقات يتطلب بالدرجة الأولى تحديد الملفات المهمة في الاقتصاد والسياسة والأمن والطاقة والعلوم والتقنيات بين مصر وروسيا. وقد يكون التنسيق في الملفات السياسية الإقليمية والدولية أحد المفاتيح التي يمكنها بلورة رؤى مشتركة لبقية الملفات والشروع عمليا في رسمها وتشغيلها…
السؤال الجوهري القادر على رسم ملامح واقعية وحقيقية للعلاقة بين مصر وروسيا هو: ماذا يمكن أن تقدم مصر، وماذا يمكن أن تقدم روسيا؟! ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين، ولصالح من؟ وما هي قدرات مصر على تصدير منتجات قادرة على المنافسة والدخول إلى سوق العرض والطلب؟ وما هي الطاقة الاستيعابية لمصر وللسوق المصرية في كل المجالات؟ التساؤلات الأخيرة تعيدنا إلى مربع الصفر، إذ أنه بدون الاستقرار الداخلي، وبدون انتعاش السوق المحلية، وبدون دوران الآلة الإنتاجية في الداخل، لا يمكن تشغيل العلاقات ليس فقط مع روسيا، بل مع أي دولة أخرى. وإذا تم تشغيل وهمي وإعلامي للعلاقات، فلن تنتج لنا ‘الطاحونة’ أي شيء سوى كلمات منمقة وخالية من المضمون!’.

عهد تلفيق تهم لزملاء القتيل

وفي عدد الاثنين من جريدة ‘الشروق’ نقرأ للكاتب احمد سمير مقالا بعنوان ‘حضرة الضابط بالحب اتجمعنا’ يقول:’
(1)
محمد رضا..
محمد قُتل خلال إطلاق الشرطة الخرطوش داخل جامعة القاهرة.. واتهمت الشرطة زملاءه بقتله، وحُبست مجموعة طلبة على ذمة التحقيق.
هذا تطور مهم.. نحن الآن أمام تنظيم عصابي يقتل ويتستر على جرائم أفراده، ثم يلفق التهمة لزملاء القتيل.
عهد تبرئة الضباط قتلة المتظاهرين انتهى، لنبدأ عهد تلفيق تهم لزملاء القتيل.. وهكذا فقد تخطينا مرحلة ‘الداخلية بلطجية’ إلى مرحلة ‘الداخلية جريمة منظمة’.
(2)
أدانت جامعة القاهرة مقتل طالب بكلية هندسة وإصابة طالب آخر بالعمى، وقالت إن أجهزة الأمن تتحمل المسؤولية عن تلك الأحداث، وإن ممارسات الأمن تجاوزت كل الحدود، حين تعمد الى تعقب الطلاب حتى بعد دخولهم الجامعة عقب مظاهرتهم.
(3)
تقول لنا زميلتنا: ‘يوم مظاهرة لا للمحاكمات العسكرية الساعة 8.. كنت راجعة من الشغل.. داخلة من شارع طلعت حرب علشان أوصل للميدان.. لقيت من ضهري الباشا بيجيبني من شعري من الباب للطاق وأنا أصلا مكنتش حتى لا في موقع اشتباكات ولا حتى مظاهرة.. ضرب وشتايم قذرة عمري ما سمعتها في حياتي.. ورّم لي عيني.. وكدمات في جسمي كله ده غير النزيف.. الباشا اتنرفز أكتر لمجرد إني لابسة تيشرت مكتوب عليه أنا بتنفس حرية.. نزفت وروحت المستشفى، ومن يومها عايشة ع المسكنات’.
لم يكن الضابط مضطرا ليفعل هذا.. الأمر يحتاج علاجا نفسيا.
(4)
‘حضرة الضابط يا ابنى.. رد عليا.. أنا أخوك.. اوعى يا ابنى من سكة القطر.. قوم يا عريس.. ده أنا محبلكش إلا الخير يا ابنى.. دخل إيدك جوا الأكمام’.
(5)
طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من السلطات المصرية ‘النظر في تعديلات’ لقانون التظاهر.
وأضاف أنه ‘منشغل جدًّا بعمليات الاحتجاز وتفريق المتظاهرين بعنف في مصر، علاوة على معلومات بشأن أعمال عنف ذات طابع جنسي ضد متظاهرين’.
من جهته أعلن مجلس الوزراء أن خيارنا الوحيد تنفيذ قانون التظاهر كما هو، والحفاظ على هيبة الدولة.
قال لك: قانون.. وقال لك: هيبة الدولة.
(6)
‘باسم القانون يُضيع العدل.. وباسم الديمقراطية تُبدد الحرية.. وباسم هيبة الدولة تهدد الكرامة’.
هكذا كتب دكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس، على صفحته على فيسبوك في 11 أكتوبر 2012.
(7)
من يزعجهم التظاهر يزعجهم ارتكابنا لفعل عام في طريقهم الفاضح.
مظاهرة ‘لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين’ التي كانت أكبر ضربة إعلامية للسلطة منذ 3 يوليو، لم تندلع احتجاجا لأن أيا ‘منا’ تعرض لأذى أو اعتقل أو حوكم عسكريا.. فلسنا قبيلة تدافع عن أبنائها.
إنهم يقاتلون أفكارا.. مجرد أفكار.. ولذلك سننتصر.
يتصورون أن هدفنا هو الثورة.. لكن الثورة ليست هي القصة.. الثورة مجرد أداة للحفاظ على حقوق البشر.. البشر الذين يتم امتهانهم في الكمين أو في محاكمة عسكرية ظالمة هم من يهموننا.
البشر أولا.
(8)
عزيزي ضابط الداخلية.. نحبك وسنربيك.
جهاز الشرطة الذي قامت الثورة في يوم عيده جهاز فاسد لم يتم تطهـــــيره، ودورنا الوطني إعادة تأهـــيل ضــباطه غير المنضبطين نفسيا وأخلاقيا وسلوكيا.
أرادكم مرسي أن تواجهوا معارضيه، وقال لكم إنهم بلطجية، وأراد السيسي أن تواجهوا معارضيه، وقال لكم إرهابيين.. نحن سنعيدكم إلى مهمتكم في مواجهة الجنائيين ومن يحملون السلاح.
نعلم أنكم جهلة بالقانون وسنعلمكم.. نعلم أنكم فشلة غير محترفين وسندربكم.. فكم نحن طيبون ونحب الآخرين حتى من يؤذوننا منهم.
سنحاكم البعض منكم.. من تورط في قتل أو فساد.. هذا مفيد جدا، فكل مؤسسة فاسدة تحتاج إلى تطهير.
عزيزي الضابط.. سنعلمك أن تكون رجلا لا تضرب امرأة أو ضعيفا.. سنراقبك كي لا تعمل بالرشاوى والإتاوات.. نعلم أنه شعور الرجولة، الكثير منكم لم يجربوه.. صدقني من يفعل منكم سيجده عظيما.
أنت لست مجرما.. أنت ضحية مفاهيم مريضة شوَّهَتْك نفسيا، تعلمتها في كلية الشرطة.. سنعيد تعديل مناهج الشرطة؛ لتتربى على احترام حقوق المواطنين.
تقول قيادتنا لن توافق.. لا تقلقوا قيادتكم ستجلس في المنزل مرتدية جلبابا أبيض نظيفا؛ للتفرغ للعبادة في آخر أيامها.. سنأتي بوزير داخلية مدني حقوقي أو من رجال القضاء.
سننهي الاستعباد في الأمن المركزي، واستعباد كباركم لكم، وسننهي عسكرة الداخلية، ونعيدكم هيئة مدنية.. باختصار سنعيدكم بشرا.
معنا.. ستفهمون أن القانون ليس قانون التظاهر.. سنجعلكم تطبقون قانون المرور وقانون البناء بدون ترخيص وقانون الاتجار في المخدرات، ومن لن يعمل سنستبدله بخريجين من كلية حقوق.
لا تريد أن يُفعل بك هذا اليوم.. حقك.. قاوم لسنين لو أردت.. لكن في النهاية سنفعل بك.
حتى ذلك الحين.. ستستمع إلى إهاناتك مظاهرات الأولتراس.. ستستمر في بناء أبراج حراسة كي لا يحرقها أبناء المناطق الشعبية الغاضبون من المعاملة المهينة.. ستتلفت وراءك كلما سرت، خوفا من أن تلتقي شابا اعتديت عليه يوما. نحن نحبكم.. لذا سنتألم كثيرا كلما رأينا متظاهرين غاضبين يحرقون سيارة لكم.. سنحميكم من أنفسكم.. وسنظل وراءكم مهما طال الزمن.
انتم متعرفوش إنكم نور عنينا ولا إيه؟’..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية