دراسة إسرائيليّة: الكتب التعليميّة بالدولة العبريّة قادت لتكوين أفكار مسبقة عن العربي الموصوف بأنّه غشاش ومتخلف ولص ويستحيل التعايش معه
5 - ديسمبر - 2013
حجم الخط
0
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من زهير أندراوس: في الوقت الذي تتبجّح فيه الدولة العبريّة بأنّ الفلسطينيين يقومون بتربية الأطفال على كره الإسرائيليين واليهود، كُشف النقاب عن أنّ آري شيرابي، ضابط متقاعد عمل سنوات في وحدة مكافحة الإرهاب في الجيش الإسرائيليّ، وعرض في رسالته للحصول على الدكتوراه بالعلوم النفسية ـ الاجتماعية التي قدّمها إلى معهد لندن للعلوم الاقتصاديّة، عرض نماذج لرسائل من أطفال يهود في المدارس الابتدائية إلى نظرائهم من الأطفال الفلسطينيين طلب منهم كتابتها للتعرف على مشاعرهم تجاه الفلسطينيين، فكان منها على سبيل المثال ما يلي: من طفل يهودي عمره 9 سنوات إلى طفل فلسطيني سماه (محمود): أسألك عن شيء لا أفهمه فهل تجيبني؟ لماذا نبدو دائمًا بمظهر حسن وجميل، وأنتم تبدون سود البشرة وبشعين ولكم رائحة؟ لماذا عندما أكون خارج البيت وأشم رائحة كريهة، ألتفت دائمًا وأرى أنها من واحد منكم يمر قربي، على حدّ تعبيره. وكتب آخر في العاشرة من عمره رسالة لطفل سماه (محمد): إلى محمد المسموم، أتمنّى لك أنْ تموت، شالوم لي وليس لك. أمّا الطفل الثالث وهو في التاسعة من عمره فكتب لطفل فلسطيني سماه (ياسر): يا عربي، يا حقير وغبي، لو رأيتك قرب بيتنا فسأشرب من دمك يا ياسر، كما شمل العرض نموذجًا من كتابة طفلة يهودية في التاسعة من العمر كتبت لطفلة فلسطينية: إلى الغبية والحمارة، لا أريد أنْ أذكر اسمك في مقدمة الرسالة كي لا أتسخ. توقفي عن رمي الحجارة علينا، وإلا فإنّ نتنياهو سيزوركم في البيت ويحمل معه عقارب وأفاعي وفئرانًا، على حدّ وصفها. وكتبت أخرى في الثامنة من عمرها تقول: نتنياهو سيقتلكم، أنتم وجميع سكان القرية، سيحرق أصابعكم بالنار. أخرجي من قرب بيتنا يا قردة. لماذا لا تعودون من حيث جئتم؟ لماذا تريدون سرقة أرضنا وبيوتنا؟ وها أنا أقدم لك هذا الرسم لتعرفي ماذا سيفعل بكم نتنياهو، ها ها ها، ولم يكن الرسم سوى لنتنياهو وهو يحمل بيديه رأس طفلة فلسطينية ينزف دمًا. وفي سياق ذي صلة، أعدّ الباحث الدكتور أيلي فودا ضمن دراسة أجراها، تحليلاً عميقًا وموثقًا للكتب التعليميّة الإسرائيليّة، التي يصفها بأنها قادت إلى تكوين أفكار مسبقة عن العربي الموصوف في الكتب بأنّه غشاش ومتخلف ولص، يستحيل التعايش معه. وأورد الباحث الإسرائيليّ 12 قصة يعتبرها محطات بارزة في التكوين التربوي التي اعتمدته إسرائيل في كتب التاريخ، ويدعم الباحث دراسته بنصوص وصور ورسوم للكاريكاتير تظهر كيفية إخضاع التاريخ للسياسة الإسرائيلية، بحيث تُظهر هذه النماذج عمق النظرة العنصرية إلى العرب، وبصورة يشير فيها المؤلف إلى أن الفتاة الإسرائيلية تاتيانا موسكين التي رسمت في العام 1997 النبي محمدا بشكل بذيء ليست حالة استثنائية أو هامشية في المجتمع الإسرائيلي، بل هي إفراز طبيعي للحقن العنصري التي قامت عليه إسرائيل، على حدّ قوله. علاوة على ذلك، تفرد الدراسة نماذج لكيفية بناء المستوطنات الأولى مع بدء مرحلة الهجرة إلى إسرائيل، وتتخذ من مستوطنة بيتاح تكفا مثالاً. وعن ذلك تقول كتب التعليم الإسرائيليّة: إنّ اليهود حين شرعوا في بناء هذه المستوطنة كان بقربها قرية يقطنها العرب، وجوههم صفراء والذباب على وجوههم ولا يحاولون طرده، وكثير من العرب كانوا عميانًا يمشون وهم يمسكون أيدي بعضهم البعض، أما الأطفال فكانوا حفاة، بطونهم منفوخة من الأمراض وآثار لسعات حشرات الصحراء بادية على مناطق عديدة من أجسادهم شبه العارية. ولفت الباحث أيضًا إلى أنّ أهّم ما يُميّز التربية والتعليم في دولة الاحتلال الإسرائيلي هو عسكرتها لدرجة تجعل الطالب، خصوصًا في المراحل الإعدادية والثانوية جنديًا، وبهذا تتكامل المناهج مع التربية لتؤدي دورًا واحدًا وهو خلق جيل متطرف معبأ بكافة المبررات لينهب ويسلب ويغتصب حق الآخرين. ولا يخفى مدى ارتباط المدارس الإسرائيلية بالجيش، بل إنّ الأمر يفوقه إلى حد تسلّم ضباط متقاعدين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) وظائف إداريّة في المدارس والعمل كمربين لطلابهم، وما زالت أيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين وخصوصا طلاب المدارس منهم، حيث تُمّول وزارة المعارف مشروع (تسافا) الذي يؤهل ضباطًا متقاعدين من الجيش وجهاز المخابرات (الشاباك) للعمل كمربين. وقد التحق المئات من الضباط يحملون الشهادات الجامعية الأولى ليندمجوا في السنوات الأربع عشرة الأخيرة في مدارس مختلفة في جميع أنحاء إسرائيل، بعضهم درس لمدة سنة واحدة فقط للحصول على رخصة التدريس وزاروا المدارس يومين فقط وتمّ تعيينهم فورًا في وظائف إدارية، البعض منهم عُينوا معلمين وآخرون درسوا سنة إضافية وعًينوا في وظائف تربوية، ومنم أيضا من تولى وظائف كبيرة في جهاز التربية دون أي أعداد، كما جاء في كتاب الباحث الإسرائيليّ.