هوليوود ‘القدس العربي’: وُصف مايك تايسون في يوم ما في أواخر الثمانينيات بالرجل الأسوأ على هذا الكوكب بفضل سلوكه التهديدي وقوته المدمرة، والتي مكنته من بث الذعر في قلوب خصومه التعساء وجعلتهم يتساقطون في ضربة واحدة خلال ثوان معدودة. كان تايسون مسجلاً في كتب الأرقام القياسية قبل منتصف العشرينات من عمره بوصفه أصغر أبطال العالم في الملاكمة للوزن الثقيل، ويملك ثروة تقدر بـ 50 مليون دولار.
وبالرغم من ذلك، لم تدم تلك الصورة البراقة لتايسون لفترة طويلة، حيث بدأت حياته المهنية والشخصية بالانهيار بعد وفاة معلمه كاس داماتو، ويرجع ذلك أساساً إلى اتخاذه القرارات السيئة وتعامله مع الأشخاص الخطأ، فقد أدت المشاجرات في الشوارع، وتعاطي المخدرات، ومغازلة الفتيات، وحادث تحطم سيارته، والزواج الفاشل والخسارة في الحلبة أمام ملاكم الدرجة الثانية (جيمس ‘باستر’ دوغلاس) في عام 1990 إلى إعلان الانهيار السريع للرجل الحديدي مايك. اتهم بعد ذلك بعام باغتصاب ديزيريه واشنطن البالغة من العمر 18 عاماً وأودع السجن أيضاً.
بدت حالة الدمار المطلق التي يعيشها وكأنها كابوس لا يمكن الفرار منه.
يخبرني تايسون حين التقيته في ‘بيفرلي هيلز’ بأنه لا يفتقد تلك الفترة من حياته مطلقاً، ويقول: ‘كانت حياة مختلفة. كان عليّ أن أكون شخصاً آخر لأكون تلك الشخصية الفريدة، أما الآن فذاك الشخص لم يعد له وجود في هذا العالم’.
يبتسم تايسون بكل تواضع عند وصوله إلى المقابلة، مظهراً القليل من التشابه مع صورته الأسطورية: اجتماعي وساخر ويتكلم بلهجة عالية النبرة، ويصدر صفيراً خفيفاً نتيجة اللثغة المميزة، بعيداً عن الصوت الجهوري الرنان الذي تتوقعه من شخص بهذا الحضور وبهذه البنية الجسدية.
التزم تايسون خلال سنوات سجنه الثلاث من عام 1992- 1995 بنظام تدريب صارم، ليعد نفسه لاستعادة لقب بطولة العالم، واعتنق الإسلام الذي علمه أن يكون متواضعاً كما يقول:
‘أريد أن أكون خادما لله وهذا ما أسعى إليه حقاً، أن أكون مجرد خادم لله، وقد أفشل في مسعاي هذا لمرات عديدة، ولكنني أبذل قصارى جهدي وأتابع المحاولة، وهذا جوهر علاقتي بالإسلام. خلاصي الشخصي مع الله ويقع على عاتقي في نهاية الأمر أن أراعي ربي دون أي مساعدة من أحد، وذلك بغض النظر عما يقوله أي شخص عن ديني وعلاقتي والتزامي به. أنا مسؤول أمام الله فقط’.
ولقد كان لديه الكثير بالفعل ليكفر عنه، لأن غضبه الجامح الموجه ضد العالم عند خروجه من السجن أدى به الى الوقوع في المزيد من المتاعب التي بلغت ذروتها حين عض أذن ‘ايفاندر هوليفيلد’ قاطعاً جزءاً منها في تلك المباراة الرهيبة في ممفيس في عام 1997. مما أدى إلى خسارته لرخصة الملاكمة وتدمير سمعته وذهابها أدراج الرياح إلى غير رجعة.
تصالح تايسون مع هوليفيلد منذ ذلك الحين. يعلق مبتسماً: ‘لقد قابلته عدة مرات منذ حادثة ممفيس. ليس لدي أي مشاعر سلبية تجاهه، ولم يكن لديه أي مشاعر سلبية تجاهي. لست غاضباً منه، وبالتأكيد ليس غاضباً مني’.
استعاد تايسون رخصة الملاكمة، ولكنه لم يستطع أن يستعيد مسيرته المهنية السابقة أبداً. أودت به فوضى حياته وقراراته المالية السيئة إلى الإفلاس. وبعد أن فقد كل شيء، انغمس في المخدرات والكحول يبحث عن الخلاص، ليصبح تعاطيهما إدماناً مزمناً لم يزل يكافح للتخلص منه حتى يومنا هذا.
يضيف: ‘إنها مسيرة كفاح يومي بالنسبة لي. أنا ذلك الرجل الذي عانى لأربع أو خمس أو ست سنوات من الانتكاس المتواصل، ولو استطعت إيقاف مسيرة الانتكاس هذه بدءاً من الآن إلى يوم موتي دون أن أنتكس أكثر، ستكون هذه قصة نجاح كبيرة حقاً بالنسبة لي’.
كان سبب هذه الانتكاسات، كما يقول، الحب الجامح أو الكراهية الجامحة، والعواطف والناس والأماكن وغروره الشخصي أيضاً. يستغرق في التفكير وعيناه تحدقان في الطاولة ويقول: ‘عقلي لا يعمل بشكل صحيح، فكأس واحدة كثيرة جداً، ولن تكفيني ألف كأس. هذا هو المرض الذي أعانيه يومياً، ولا يستطيع أحد مساعدتي إن لم أساعد نفسي. لا أعتقد أن الناس العاديين يفكرون بطريقتي. لم أكن لأتعاطى المخدرات أو أعاقر الخمور لو كنت إنساناً عادياً’.
قد تساعده المخدرات في الانفصال عن الواقع ولكنها كثيراً ما تودي به إلى حالة من السوداوية وتضعه في مزاج انتحاري.
يقول تايسون: ‘مرت عليّ أوقات كثيرة ضقت فيها ذرعاً بالحياة، لا أعرف السبب بالضبط، قد يكون المرض العقلي الذي أعاني منه هو السبب على ما أعتقد، قد يكون ذلك منذ زمن طويل مضى أو في الآونة الأخيرة، لكني أضيق ذرعاً بحالة الألم الدائمة’.
ولد ونشأ تايسون في فقر مدقع في بروكلين نيويورك وقد تمرّس منذ طفولته على الألم.
يقهقه تايسون: ‘ليس لدي ذكريات سعيدة من فترة الطفولة، بل تشتمل ذكرياتي السعيدة كطفل على عملية سطو كبيرة وشخص ما يطاردني، حتى صدمته سيارة، ولذت أنا بالفرار’.
تخلى والده ‘جيمي كيركباتريك’ عنه هو وشقيقاه عندما كان في الثانية من عمره، وكانت والدته ‘لورنا سميث’ مدمنة على الكحول، وتكسب عيشها من النوم مع الرجال بشكل عشوائي.
يعلق مبتسماً: ‘لقد اكتسبت العديد من العادات السيئة من والدتي. أنا مبتذل جداً في بعض الأحيان، وهذه من الأشياء التي أعمل على التخلص منها’.
عندما بلغ تايسون الثالثة عشرة من عمره، كان قد تم القبض عليه 38 مرة. وبعد اتهامه بالسطو المسلح، فقد تم إرساله في نهاية المطاف إلى مدرسة تريون للبنين، حيث تم تقديمه إلى مدرب الملاكمة الأسطوري ‘كاس داماتو’، الذي احتضنه وحوله إلى مقاتل رائع.
‘علمني ‘كاس’ كل هذه الأشياء الرائعة، لذلك عدت لرؤية والدتي وأخبرتها عن مدى عظمتي، وبأنني أعظم مقاتل في العالم، وبأنني سأكمل حياتي على هذا النحو، ولن يجرؤ أحد على التفكير في هزيمتي كما ترين. لم تستطع تفهّم ذلك، ولكن لا مشكلة، هي والدتي وأنا أحبها’.
أما اليوم فتعريف النجاح بالنسبة لأب لسبعة أطفال فهو أن يتقن دوره كرب أسرة.
‘النجاح بالنسبة لي ألا أكون في السجن، ألا أموت في الشارع، ألا أخون زوجتي، وألا أهجر أطفالي. أما الفوز في المباريات والفوز بالجوائز فأحصل عليه بمهاراتي وبالعمل الجاد’.
حياة تايسون المضطربة هي موضوع برنامجه المنفرد الذي يجوب العالم في الآونة الأخيرة ‘أنديسبيوتد تروث’ The Undisputed Truth.
التمعت فكرة العرض في رأس تايسون عندما شاهد عرض ‘تشاز بالمينتري’ حكاية من البرونكس على خشبة المسرح في لاس فيغاس.
يقول متحمساً: ‘قلت لزوجتي أعتقد بأنني قادر على فعل ذلك، لأنني عندما أقوم باللقاءات المتعلقة بالعلاقات العامة في أوروبا أو آسيا، أقف على خشبة المسرح لأخبر الناس عن قصة حياتي، يكمن الفرق الوحيد في أنني أتلقى الأسئلة من الجمهور، ولكنني قررت أن أقوم بهذا العرض وحدي دون تلقي الأسئلة’.
لاقى العرض الذي ينتجه ‘سبايك لي’ وتكتبه زوجة تايسون ‘كيكي سبايسر’ ترحيباً حاراً من الجمهور والنقاد، مما شجع بطل الملاكمة السابق ذي الـ47 عاماً على التركيز في التمثيل. يقول بحماس: ‘ أنا جاد جدا بشأن مستقبلي المهني في التمثيل’.
من المحتمل ألا يحقق تايسون في هوليوود ما حققه في حلبة الملاكمة، ولكنه يعمل بدأب كبير على ذلك.
سوف يظهر قريباً مع ‘سيلفستر ستالون’ و’روبرت دي نيرو’ في فيلم ‘ذا غرودش ماتش’ .The Grudge Match
يقول تايسون بحماس: ‘لقد ولدت لأقف أمام الكاميرا وأمتع الناس’.
كما أنه يصور حاليا بالجزائر فيلم أكشن : الجزائر إلى الأبد أو Algeria Forerver
كل التوفيق للأخ ( تايسون ) …واذا حسن إسلامه …كسب الدنيا والآخرة .
* ليأخذ العبرة والدرس من الملاكم المشهور ( محمد علي كلاي ) :
الذي أسلم …وكرس حياته بالكامل لخدمة الإسلام والمسلمين جزاه الله خيرا .
شكرا .
وفقه الله وهداه لما يحبه ويرضاه وعافاه مما عاناه
لوالتقى هذا الرجل بمن يحملن فكر التكفير ولا اعني هنا عمم الاخة السلفية ولكن اولئك الذين ينتهجون القتل سبيلا للتغيير لقتلوه من زمن بعيد انظر الى رحمة الله الى عدل الله هذا الرجل فيه طاقة خير عالية لكن سحائب البيئة السيئة غطتها ودمرتها فاعادها الله بحكمته كلنا دعاء لك يا اخنا الجديد تايسون ان يبقى الله الى جانبك وان يمنحك تعويضا كبيرا عن ايامك الماضية ان يكن نجاحك القادم عظيما جدا
رياضية محبة