قيادي نقابي مغربي يشكك بنزاهة الانتخابات التشريعية التي اعطت فوزا لحزب العدالة والتنمية
12 - ديسمبر - 2013
حجم الخط
0
الرباط ـ ‘القدس العربي’ من مصعب السوسي: شكك قيادي مغربي مسؤول بمنظمة نقابية بنزاهة الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 واعطت فوزا لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الاسلامية والذي يقود الحكومة حاليا وهي المرة الاولى التي يشكك فيها بنزاهة تلك الانتخابات. وقال عدي بوعرفة، عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل، ‘نحن نؤكد في المنظمة أن الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جاءت بحزب العدالة والتنمية إلى الحكومة كانت انتخابات مزورة’، واصفا حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة بـ’الحزب الأغلبي المستبد الذي يسعى إلى تغليط الرأي العام، لتصديق أن الانتخابات كانت نزيهة، والحال أنها كانت انتخابات مزورة ولدينا الدلائل والقرائن التي تشير إلى أنها كانت مزورة’. وأضاف بوعرفة في مهرجان احتجاجي نظمته المنظمة الديمقراطية للشغل بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان بمدينة الرباط تحت شعار: ‘نضال مستمر ومتواصل دعما وتعزيزا للحريات’، أن ‘الديمقراطية ليست عملية موسمية، ولا يمكن أن نبني ديمقراطية حقيقية إلا إذا كان المواطنون مشاركين في صناعة القرار، وهذا لن يتأتى إلا عبر انتخابات حرة وشفافة ونظيفة وغير مغشوشة، لكن مع الأسف مسلسل تزوير الإرادة الشعبية مستمر إلى حدود اليوم’. وقدم عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل قراءته للوضع السياسي المغربي، قائلا ‘إننا لم نستكمل بعد بناء هياكل دولة ديمقراطية يملك فيها الشعب سلطة المشاركة في صناعة القرار، وان النضال يجب أن يستمر لبناء دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان. إما أن نكون أو لا نكون، وأن نكون معناه أن نبني دولة يسود فيها الحق والقانون وليس دولة الفوضى والتسيب’. وامتدت انتقادات بوعرفة لتطال عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بصفة شخصية في قضية اغتيال عمر بنجلون، النقابي والسياسي اليساري الذي انتخب عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (معارض) سنة 1975 وتم اغتياله في 18 من كانون الأول/ديسمبر من نفس السنة. حيث قال بوعرفة ان ‘الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قام بمسيرة فرحا وطربا باغتيال بنجلون بمدينة الدار البيضاء، وهذا شيء سجله التاريخ، والتاريخ له ذاكرة لا تنسى’. وعاد بوعرفة إلى قضية اغتيال المهدي بنبركة، قائلا ‘ما زلنا نطالب بإجلاء الحقيقة وكشف من قتل الشهيد المهدي بن بركة، فالمصالحة والإنصاف لن يتحققا دون الكشف عن مكان وجود قبر المهدي بن بركة، والكشف عن هوية من اغتاله’،حيث مازال الغموض يلف الملف منذ 29 من تشرين الأول/أكتوبر سنة 1965، تاريخ اغتيال بن بركة في العاصمة الفرنسية باريس. وفيما يخص العمل النقابي بالمغرب أشار بوعرفة إلى أن عددا من النقابات تتصرف في المال العام بطرق غير واضحة، مضيفا أن ‘هناك مجموعة من النقابيين يستفيدون من 5 ملايين(حوالى 600 ألف دولار)، بدون حسيب ولا رقيب، ودون أي مراقبة من طرف المجلس الأعلى للحسابات، وهذا هو ثمن الصمت والمهادنة’، معتبرا أنه ‘ لو كانت هناك نقابات من أجل توحيد الجهود لمواجهة بن كيران وغيره، لما وصلنا إلى هذا الوضع، ولكن للأسف لم يتبق خير’. وبخصوص مشروع قانون ميزانية 2014، وصف بوعرفة مشروع القانون بـ’الميزانية الخطيرة، حفلت بعدد من المواقف السياسية’، وقال ان ‘أعضاء المنظمة لا يناضلون فقط من أجل تحقيق الملف المطلبي للشغيلة المغربية، بل نناضل أيضا من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية التي يملك فيها المواطن المغربي حق المشاركة في صنع القرار’.