جريمة العقوبات ضد تل ابيب

حجم الخط
0

تتوالى القطيعات الرفيعة المستوى في هذا الوقت على اسرائيل، والشعور السائد الآن كأن ايام الحرب العالمية الثانية ومميزاتها المعادية للسامية قد عادت. وإياكم أن تقولوا إن قيام الأمم علينا يثير تداعيات المحرقة. ويثير ذلك الامر فورا أقوالا عن ‘ابتذال المحرقة’. ويقول المهاجمون في تهكم أننا نعلل مظالمنا الواقعة على الفلسطينيين بكارثتنا التاريخية.
إن ايام الشتاء هي وقت جيد لنقرأ من أشعار ألترمان. كما في القصيدة عن الولد أبرام تكثر التقارير أن ‘الأمم السبعين’ مسلحة بفؤوس العقوبات، أخذت تصوغ القطيعات على اسرائيل. يبدو أنه منذ ترك الولد ابرام درج بيته وأصبح ينام في وطنه القديم، لم تعد الأمم تجد الراحة مشتهية أن تُدخله مرة اخرى الى بيت الموت ذاك وأن تقضي عليه في السرير المقترح حيث ذُبح أبناء عائلته.
ليست الكراهية القديمة مغروسة فقط في أمم وأشخاص مثل كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي بل في أفراد يؤلفونها ايضا بالطبع. خذوا مثلا مطرب فرقة بينك فلويد، روجر ووترز الذي اشتهر لاسباب منها ‘السور’: إن فظاعات العالم لا تهز وترا في قلبه، فملايين اللاجئين السوريين الذين هربوا من قصف بشار الاسد يجمدون من البرد، وجثث العائلات التي هوجمت بالغاز مجتمعة في الشوارع؛ ويذبح آلاف في العراق وافغانستان واليمن، ويموت ملايين الافارقة ميتات مختلفة ويغرقون جموعا في طريقهم الى سواحل اوروبا؛ وتطلق النار على آلاف المتسللين الباحثين عن مصدر رزق عند الاسلاك الشائكة لدول الرفاه بلا مُخلص لهم لكن السيد ووترز مشغول فقط بالوسواس الاسرائيلي اليهودي ويتهمنا بـ ‘الفصل العنصري’.
يبدو أن السيد ووترز وأشباهه يحركهم طموح خفي الى ادخال اليهود بين ‘سور’، ليس هو ثمرة الذهن المحموم للفرقة التي سحرتنا أنغام اختلالها النفسي في شبيبتنا بل سور الغيتو. وقد عرض في جولة عروضه في تموز 2013 في اوروبا رمزا ظهر فيه خنزير اسود وعليه شعار نجمة داود باللون الاحمر.
إن ووترز وأشباهه غير مستعدين لسماع أن جدار الامن ينقذ حياة اسرائيليين من الارهاب الفلسطيني، ولهذا فان سيطرتنا على مسار الاردن ومعابره مهمة جدا. ويرفض كارهونا الأحاديو الطرف أن يستوعبوا أن اسرائيل هي نموذج للتوحيد بين أناس ذوي ألوان جنود مختلفة، ليست بينها وبين نظام الفصل العنصري أية صلة. ويستخدم كثيرون كهذا الانسان السخيف، يستخدمون الفلسطينيين ومطالبهم أداة لتحقيق كراهية اليهود القديمة في قلوبهم. ولا يشعر أحد منهم بحب زائد للفلسطينيين لكنهم يكرهوننا أكثر.
ترفض الأمم السبعون لاسبابها الخاصة أن تستوعب حقيقة أن شيوخ اللاجئين ماتوا، وأن اللجوء لما كان لا ينتقل بالوراثة، فان أبناءهم يسكنون في الدول العربية وهم محتاجون الى منحهم جنسية تُمنع عنهم على عمد. وليست الدول العربية ولا مؤسسات المساعدة الدولية معنية بانهاء الصراع بل بتأبيد الوضع لأنها تستعمل اموال المساعدة في مصلحتها متجاهلة اللاجئين الحقيقيين الذين يملأون سهول الموت والجوع والامراض والثلج.
تتجاهل الأمم السبعون أن الفلسطينيين لا يسعون الى انهاء الصراع بل الى انهاء اسرائيل. وهي تتجاهل عدم وجود أساس لتسوية مع قيادة فلسطينية غير شرعية لشعب منقسم وارهابي يدعي ارضا ليست له. وهي تقف بصورة أحادية الى جانب الفلسطينيين، ويُشبه متحدثوها اسرائيل بجنوب افريقيا العنصرية ويصفون افعالها بأنها جرائم على البشر. وبذلك يريد الرافضون الرفض لعيوب فيهم ولتطهير أنفسهم وآبائهم من جرائمهم في المحرقة.
وتتجاهل الأمم السبعون أن ارض اسرائيل كانت وطننا في حين كان أكثرها وفيها الفلسطينيون، في كهوف وخيام. يهدد أصحاب القطيعة بجريمة العقوبات التي هي لباس معاداة السامية الجديد، يهددون بالقضاء علينا حقا. والحديث عن محاولة لاعادتنا بالقوة الى بيت الموت ‘ذاك’. إن للقوة فقط معنى في عالمنا. فحينما تدرك الأمم وايران ايضا ‘مبلغ عظم قوة أبرام’ ستكف عن سعيها.

اسرائيل اليوم 16/12/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية