في ميونيخ ستيفن سبيلبيرغ: الفلسطينيون بشر ولكن.. الدم يولد الدم.. والمخرج معني اكثر بهويته اليهودية واخلاقية اسرائيل
ابراهيم درويشفي ميونيخ ستيفن سبيلبيرغ: الفلسطينيون بشر ولكن.. الدم يولد الدم.. والمخرج معني اكثر بهويته اليهودية واخلاقية اسرائيلميونيخ، فيلم ستيفن سبيلبيرغ الاخير يترك مشاهده بانطباع او مشاعر غير مريحة، ولهذا السبب لم يحظ بتعليقات جيدة من جانب الطرفين، الفلسطيني والاسرائيلي، مع ان الطرف الاخير هاجم المخرج الامريكي اليهودي واعتبره يوازن في الاخلاقية بين اخلاقية الفلسطينيين والاسرائيليين، ولكن الفيلم في اتجاهاته وعملياته التي اتخذت من عملية ميونيخ 1972 ارضية له هو عمل يصب في صالح اسرائيل ويدافع عنها، حيث اكد المخرج في اكثر من لقاء صحافي معه، ان تأييده لاسرائيل لا محيد عنه، وما يجعل الفيلم دفاعا عن اسرائيل، ليس ما اعتبره معلقون يهود وصهاينة في امريكا واسرائيل بانه تعد علي ما يرونه الحقيقة التاريخية، ولا حقيقة ان فريق الاغتيال الذي يلاحق الفلسطينيين بدأ يشعر بنوع من الاحباط ومساءلة اخلاقية ما يقومون به، بل رؤية المخرج لنفسه كيهودي امريكي يحاول بناء موازنة بين هذين الانتماءين، كل هذا لا يجعل سبيلبيرغ في صف المعادين لاسرائيل، فالحكاية، اي حكاية ميونيخ، ليست الا مرحلة في حياة المخرج الذي اكتشف هويته اليهودية متأخرا ـ فمثله مثل جيل الفنانين اليهود الاوائل في امريكا لم يكن في البداية معنيا بالحديث عن هويته، بل كان يعرف نفسه الامريكية اكثر ولهذا انشغل منذ الثمانينات من القرن الماضي بافلام مثل الفك، واي تي وجوراسيك بارك وغيرها من الافلام التي وان تعاملت مع القتل الا انها تخوض حروبها ضد حيوانات ووحوش منقرضة، ولكن صحوة الضمير والبحث عن الهوية بدأت في سلسلة من الافلام الاخيرة للمخرج سبيلبيرغ خاصة شندلر ليست و اميستاد و انقاذ المجند رايان وشندلر ليست بالذات ما جعل سبيلبيرغ منخرطا اكثر في قضايا الهوية اليهودية، حيث تبرع بريع الفيلم لانشاء مؤسسة لتسجيل شهادات الناجين من المحرقة اليهودية في المانيا/ ولهذا ففيلم ميونيخ يمكن التعامل معه من هذه الزاوية، مسؤولية المخرج تجاه هويته، وتجاه تاريخه، وعليه قدم فيلم ميونيخ، الذي يعترف انه كان يخوض في ارض شائكة ولكنه مع ذلك اراد قول الحكاية من خلال مساءلة اخلاقية الدولة التي يدعمها، والمساءله هنا لا تعني باي حال من الاحوال النقد او الانشقاق كما اعتقد عدد من الذين هاجموا سبيلبيرغ، فالاخير لا يريد لليهودي او الاسرائيلي ان يقع في نفس الشرك الذي وقع فيه عدوه، وهو هنا الفلسطيني، فالاخير في ميونيخ اراد ان يوقظ ضمير العالم بالهجوم علي القرية الاوليمبية، طبعا هنا نتحدث في سياق الفيلم، وتحول لقاتل، ومن هنا فرجال الموساد الذين كلفوا بتصيد قائمة من 11 شخصية فلسطينيية وقعوا في نفس الشرك، ولهذا السبب ألح المخرج علي اضفاء طابع الانسنة علي رجال الموساد، سواء من خلال تصرفات قائد الفريق افنير اريك بانا علاقته مع زوجته، والالحاح الكثير علي الطعام والحفلات، فافنر ليست قاتلا محترفا فقط، وان بدا مترددا في عملية اغتيال وائل زعيتر الاولي، بل هو طباخ ماهر، يقوم باعداد مأدبة طعام حافلة بكل اطايب الطعام مع كل عملية اغتيال لفلسطينيين، وافنر يقوم مع فريقه المكون من خمسة بالنقاش والاختلاف ومساءلة المهمة، وهل هناك تبرير لعمليات القتل، وان كان هذا مبررا فهل هناك ادلة واضحة عن علاقة الفلسطينيين الملاحقين بعملية ميونيخ، والحقيقة التي يؤكد عليها الفيلم ان هناك الكثير من الشكوك حول ضلوع عدد من الفلسطينيين الذين اغتيلوا بالعملية. لا يهم في النهاية هذا الامر، ولكن ما يهم في السياق كله ان فريق الموساد ليس مجموعة من القتلة المحترفين ولكن البشر الذين يخطئون احيانا، يحاولون تجنب المدنيين، مع أن كل الذين اغتيلوا كانوا بملابس مدنية. سبيلبيرغ اضفي نوعا من الانسانية علي الفلسطينيين، وائل زعيتر (يقوم بدوره الممثل مكرم خوري) ممثل منظمة التحرير في روما كان مثقفا عاليا، فرغ من ترجمة الف ليلة وليلة للايطالية وكان يجلس في الهواء الطلق في بياتزا في روما يقرأ لعدد من المهتمين ويتحدث عن السبب الذي دعاه للاهتمام بترجمة الف ليلة وليلة، بعدها يسير كأي فرد عادي في روما، رجل كهل، عادي بدون مشاكل، كأي مواطن في روما، يمر علي البقالة جنب بيته، يشتري بعض الحاجيات البسيطة ويطلب بلطف من السيدة صاحبة المحل الذي تعرفه اجراء مكالمة، بعدها يواصل مشيته الي حيث يسكن وعند المصعد الذي يقف منتظرا هبوطه يكون فريق الاغتيال بانتظاره، هل انت وائل زعيتر؟ يقول القاتل افنر، بتردد، يجيب زعيتر، نعم. وعندما يشاهد المسدسات يتحدث الفلسطيني بعربية ويطلب منهم التفاهم وانزال المسدسات، ولكن القتلة المترددون في اول عملية لهم يقومون بافراغ الرصاص في جسده ويخر علي الارض يختلط دمه بالحليب الذي اشتراه للتو من المحل. في العملية الثانية ـ يكون المستهدف هو محمود الهمشري، ممثل منظمة التحرير في باريس، يتخفي القاتل بزي صحافي ويدخل شقته، حيث يقدم سبيلبيرغ مشهدا اخر عن عادية الفلسطيني، الهمشري في مكتبه وزوجته التي تتدخل في كل كلمة يريد قولها للصحافي وتحثه علي تقديم صورة عن معاناة الفلسطينيين، في الوقت الذي يحاول فيه الصحافي/القاتل دراسة هاتف الهمشري وشكله تدخل ابنته الصغيرة والجميلة لتبدأ العزف علي البيانو. هنا يجد الصحافي/ القاتل نفسه امام معضلة غريبة وكأن سبيليبرغ يريد القول ان هذا المكان لا يعيش فيه قتلة ـ دراما قتل الفلسطيني الهمشري في قلب باريس تتخذ ابعادا درامية اشد عندما تنسي زوجة الهمشري شيئا في البيت وتركض البنت الي الشقة لاحضاره ـ والدها المشغول بالقراءة والاوراق يتمتم وهي تبحث وجرس التلفون يرن وفيه القنبلة المفخخة، هنا مشهد درامي بكل ملامحه، التلفون يرن والمفتاح وضع في الرموت كونترول، وليس امامنا الا ثواني وتنفجر العبوة. ولكن قائد الفريق يركض ليطلب من صانع المتفجرات اجهاض العملية حالا بعد اكتشافه ان الفتاة ليست مع امها في السيارة.. ينجح القتلة في تفجير شقة الهمشري وقتله، ومشهد الفتاة محاولة اخري لأنسنة القاتل، وهي انه معني بهدفه فقط، في مشاهد اخري لا يتم التركيز علي الجانب الانساني في عملية تفجير فندق في اليونان، وهنا لا يثير سبيلبيرغ مسألة العملية الفاشلة في ليل هامر التي قتل فيها المغربي الذي كان خارجا من السينما مع زوجته النرويجية الحامل، حيث ظن القتلة انه علي حسن سلامة، كذلك في مشاهد عملية فردان التي اغتيل فيها القادة الثلاثة، لم ينتبه القتلة لوجود ابرياء .. بعد اغتيال الهمشري يفقد الفيلم دراميته، يصبح القتلة اكثر احترافا، والمشاهد اقل توترا، في عملية فردان مثلا، القادة الثلاثة، بدوا من خلال العدسة النمطية، خائفين مستسلمين، وكأنهم جناة بالفعل خلافا لصورة الهمشري وزعيتر.. . فيلم سبيلبيرغ الذي قام علي رواية او كتاب مشهور صدر عام 1982 بعنوان انتقام للكندي جورج جوناس، وشكك اسرائيليون بمصداقية الكتاب والرواية، يبدأ بعبارة فيلم قائم علي احداث حقيقية يأخذنا اولا الي القرية الاوليمبية في ميونيخ 1972 والفلسطينيون من اعضاء ايلول الاسود وهم يحاولون تسلق سياج القرية ثم مشهد سريع وراء مشهد لعملية احتجاز الفريق الاسرائيلي، وكاميرا سبيلبيرغ علي سرعتها وتحركها في مشاهد قاتمة ترسم توازيا بين الخبز الذي كان يعد احده اعضاء الفريق والبندقية.. اختار سبيلبيرغ تقديم صورة جزئية عما حدث، حيث يتوقف عند تقارير المراسلين وشبكات التلفزة حول مصير الرهائن والمختطفين، وهنا يرسم صورة متوازية لحالة الترقب بين اسرائيليات وفلسطينيين في المخيمات يفرحون ويبكون بناء علي تقارير الاخبار. بعدها يتحول سبيلبرغ الي اجتماع مع غولدا مائير، رئيسة الوزراء الاسرائيلية التي تردد نفس العبارات عن الفلسطينيين الذين يريدون القضاء علي اسرائيل وضرورة تطبيق مبدأ العين بالعين والسن بالسن وتقول انها اعطت الامر بالانتقام وتتحمل المسؤولية. بعدها تستقبل افنر الذي يقدم علي انه من الصابرا اي ابن مهاجرين يهود ولد في فلسطين، وتعطيه غولدا مائير مهلة قصيرة كي يقرر وينضم الي فريق القتل، جيفري راش، الذي يقوم بدور افرايم، ضابط الموساد يقول لافنر ان عقده مع الموساد انتهي والفريق الذي سيقوده لا علاقة له باسرائيل، نقطة الاتصال الوحيدة هي حساب مصرفي في سويسرا يتم تحويل المال لتنفيذ عمليات اغتيال احد عشر فلسطينيا تعتقد الموساد ان لهم علاقة بميونيخ. يبدو افنر، شخصية مترددة متوزعا بين البقاء مع زوجته الحامل بابنته، وخدمة اسرائيل. في الطائرة من مطار اللد لاوروبا يستذكر افنر وجوه الفريق الرياضي مما يزيده عزما علي المضي في المهمة. يتكون فريق افنر من خبير متفجرات، ومزور وثائق وخبير في مسح الادلة بعد كل عملية، وسائق وخبير في اقتحام البيوت. وشكل الفريق يتراوح بين فريق القتل المحترف وبين افراد تجمعهم الصدفة متفرقي الاهواء وما يجمعهم احيانا ويفرقهم هو طبيعة الانتماء للمهمة وتعريفها، وتحضر اسرائيل والتضحية من اجلها في كل حوارات الفيلم. اعضاء فريق الاغتيال هم: ستيف (دانيال كريغ)، متشدد في موقفه من الفلسطينيين ويمارس القتل كاحتراف، روبرت (ماثيو كاسوفيتس) صانع متفجرات متردد في مهنته، يقرر في منتصف الطريق ترك الفريق ويموت بعد انفجار بيته فيه. هانز (هانز زيخلر) تاجر تحف اثرية وبارع في التزوير واخيرا كارل (كياران هندز) وهو ضابط سابق في الجيش.ويجب ان نلاحظ ان فيلم سبيلبيرغ ليس فيه قصة او خط واضح بل هناك ملاحقات في مدن اوروبية، نقلت الكاميرا تنوعاتهم بشكل جميل، وهناك تحليلات ونقاشات سياسية، وحتي وجود الرجل الفرنسي وابنه اللذان يقدمان معلومات واسماء للجميع مقابل المال لم يعط الفيلم بعده المثير وتوتره، وربما يشي سياق الفيلم ان الرجل الفرنسي المحب للطعام، والطبخ هو والد افنر. فيلم ميونيخ هو عن عبثية القتل والانتقام، فهناك خط دقيق جدا بين القاتل ـ والضحية، والدم يولد الدم، والانتقام يدفع بالانتقام، يكتشف القتلة ان قتل الفلسطينيين ليس رخيصا، فكل عملية تكلفهم الكثير، من المال وخسارة جزء من قيمهم اليهودية، طبعا سبيلبيرغ يعطي اسرائيل المفتاح الاخلاقي وفيلمه ليس ضدها ولكنه محاولة لاعادة اخلاقيتها اليها وهو في هذا السياق لا يختلف عن عاموس عوز وديفيد غروسمان، اللذين انشقا فكريا عن اسرائيل دون التخلي عنها او الانقلاب ضدها. كذلك يكتشف الفريق أنه مقابل كل عملية قتل يقوم الفلسطينيون بعملية قتل اخري وكأن الفريقين في مسابقة. بالنسبة للجيل الصهيوني، ممثلا بافرايم ووالدة افنر التي تعرف ما يقوم به ابنها وتؤكد له فخرها به، فهذه الاغتيالات هي ثمن لحماية اسرائيل، والمنطق يقول ان هؤلاء الفلسطينيين ان لم يقتلوا فسيقتلون اليهود ويدمرون اسرائيل، وتقول والدته ان كل شيء مبرر مقابل الحصول علي مساحة او مكان علي الارض يقال له الوطن. افنر وفريقه هما بمثابة فريق القتلة الذي لم يكن محصنا من الاستهداف، فالقاتل الذي يلاحق ضحيته يصبح هو نفسه ملاحقا، وشعور الملاحقة وخسارة عدد من فريقه يضفي علي افنر حسا من الرهاب والقلق النفسي الذي يلاحقه الي بيته في بروكلين، حيث يصاب بهوس الخوف من المراقبة والملاحقة ـ وربما كان تأنيب الضمير او عدم الاقتناع بما فعل وراء هذا الخوف. اختيار سبيلبيرغ انهاء الفيلم في نيويورك قرب ما كان يعرف بمركز التجارة العالمي قبل تفجيره، يفهم منه علي انه رسالة اخري عن عبثية الحرب علي الارهاب، فقد تقتل واحدا ويحل محله خمسة كما علق احد اعضاء الفيلم. لا يقدم سبيلبرغ في فيلمه الطويل، ساعتين واربعين دقيقة، تفاصيل ما حدث للفريق الاسرائيلي والفلسطينيين في ميونيخ، ونعرف ما حدث عندما كان افنر فوق زوجته في الفراش يضاجعها ويتذكر المعركة الاخيرة التي قتل فيها الفلسطينيون وقتل فيها الرهائن الاسرائيليون، ولا اعرف كيف يمكن فهم الربط بين فعل الجنس وفعل القتل، لا اريد المضي في الافتراض ان سبيلبيرغ يريد ان يقول ان الموت بالرصاص لن يوقف عملية الولادة وهو تفسير فج لا مكان له. ميونيخ في رأي كل الذين كتبوا عنه فيلم جريء، ربما كان اجرأ افلام سبيلبيرغ ولكنه ليس افضلها، فهناك فرق بين قتل الديناصورات والتخلص منها، لانه لا يوجد في قتلها اي قضية اخلاقية، باستثناء موقف دعاة البيئة، ولكن عندما يتعلق الامر بالتصدي لـ الارهابيين فالقضية اعقد. يمنحنا سبيلبيرغ صورة عن هذا التعقيد، في المشهد شبه الكوميدي عندما يلتقي فريق اغتيال الموساد مع فريق فلسطيني، ويجد افنر الفرصة لطرح الجدل حول ملكية الارض واستمرار الحلم الفلسطيني العبثي، فالبنسبة لافنر لا امل للفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بالعودة الي مواطنهم القديمة، ولكنه يستدرك ويسأل سعيد عن الزيتونة التي تركها والده في فلسطين وان كان لا يزال يشتاق اليها. ومع كل هذا التعاطف او ما اسماه الامريكيون اليهود المساواة الاخلاقية بين الطرفين، فسبيلبيرغ متعاطف اكثر مع معاناة اليهود اكثر من تعاطفه مع الفلسطينيين، الذين يحضرون في هذا الفيلم، ليس كشعب ولكن كقتلة، بشر ولاول مرة، وليس ذبابا يقتلهم بطل هوليوود، بالمئات. سبيلبيرغ في نهاية الفيلم، يرسم صورة عن تشوش بطله، الموزع بين حبه للعائلة الصغيرة في بروكلين، وبين العائلة الاكبر اسرائيل عندما يؤكد افرايم له ان القتل مبرر، لانه لو لم يتم قتل الفلسطينيين، فسيقتل الاسرائيليون. افنر يرد انه لا سلام بعد هذا، انت تعرف هذا . ومع ذلك يؤكد سبيلبيرغ ان سلاما بين الفلسطينيين والاسرائيليين سيحدث في حياتنا ولكن اي سلام هذا، لا نعرف صورته وشروطه. اعتقد ان قراءة الفيلم يجب ان تتم في الظروف التي شرحناها اولا، وهي محاورة المخرج لذاته، فان كان قد التفت الي المحرقة في فيلم شندلر ليست ، يريد في هذا الفيلم، اثبات انه محب لاسرائيل او كما قال جوناثان فريدمان في الغارديان (الجمعة، 13/1/2006) لا يزال يحب اسرائيل، ولا يزال يشتاق لنجاتها، ولكنه الان يلتفت الي الثمن الاخلاقي، اثر هذا ليس علي الفلسطينيين ولكن علي الروح اليهودية، وفي هذا يقوم سبيلبيرغ بلعبة شقاوة عاطفية، يتم التعبير عنها نادرا او بتردد بين يهود الشتات . وضمن هذا السياق فالفيلم بكل ما فيه من صور، ونص كتبه، توني كوشنر، الذي يعتبر من اشد الناقدين لسياسة اسرائيل في المناطق الفلسطينية، ونقل عنه قوله ان انشاء دولة اسرائيل كان خطأ ، واعتماد سبيليبرغ علي عدد من المسؤولين الامريكيين بما فيهم الرئيس السابق بيل كلينتون، لم ينجح في تقديم فيلم متوازن عما حدث في ميونيخ عام 1972. طبعا كما قلنا، فقراءة الفيلم، تعتمد علي هوية واتجاه القارئ، ولكن حتي عندما يتجرد المشاهد من حزمه الايديولوجية ومعطيات الهوية، لا يزال الشعور كما هو، ربما يريد سبيلبيرغ من هذا الفيلم ان يلعب علي فكرة التشوش في عقل القتلة والمقتولين، واثر هذا علي المشاهد. المثير ايضا ان افنر ليس الا عضوا في فرقة قتل من وحدات اغتيال اخري تقوم بمهام مثل مهامه…ناقد من اسرة القدس العربي 0