‘سينما أمريكا اللاتينية تتألق بمهرجان سان سيباستيان: تتويج السينما المستقلة و الأقل تكلفة

فاز الفيلم الفينزويلي ‘ شعر سيىء’، بفتح الشين ،بجائزة القوقعة الذهبية -لاكونتشا-لأحسن فيلم بمهرجان سان سيباستيان الدولي في طبعته 61 .
ويعد فيلم’ شعر سيىء’ للمخرجة ماريانا روندون الفيلم الأقل تكلفة إنتاجية بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية حيث لم تتجاوز الميزانية التي رصدت لإنتاجه 350ألف يورو ونال جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي ترأسها المخرج تود هاينس فيلم ‘الجرح’ للإسباني فيرناندو فرانكو .
وأحرز الفيلم المكسيكي ‘نادي ساندويتش ‘لمخرجه فيرناندو إييمبكي جائزة أحسن إخراج، في حين حصلت ماريان ألباريث على القوقعة الفضية لأحسن ممثلة عن دورها في فيلم الجرح و جائزة أحسن ممثل عادت لجيم برودبنت عن فيلم ‘نهاية الأسبوع ‘وأحسن تصوير لباو استيب بيربا عن فيلم ‘آكل لحم البشر’، فيما نال المخرج الفرنسي المخضرم برنار تافيرنيير جائزة أحسن سيناريو رفقة انطونه بودري و كريستوفر بلان لمعالجتهم الكوميدية الناجحة لفيلم ‘كاي دورساي’ الفيلم الذي حصل أيضا على جائزة الفيدرالية الدولية لنقاد الفيلم.فالشعور بالألم والقلق الناتجين عن عدم تسامح المجتمع الفينزولي اتجاه المثلية الجنسية هو ما دفع ماريانا روندون لكتابة و إخراج ‘ شعر سيىء’ وهو ثالث فيلم طويل بمسيرتها.
تقول ‘لقد أنجزت هذا الفيلم لمعالجتي عدم تسامح التفكير بشكل مختلف بالنسبة لنا،أن تكون مختلفا ليس بمشكل .إنه الشيء الأجمل الذي يميز الكائن الإنساني’.
واعتبر تود هانس رئيس لجنة التحكيم أن قرارمكافأة الفيلم كان واضحا منذ مشاهدته وكان قرارا بإجماع كل أعضاء لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها : المنتجة مارييلا بيسويفيسكي والممثل دييغو لونا والممثلة والمخرجة فاليري بروني تيديشي والموسيقي دافيد بيرن و المخرج سيس غاي والممثلة باولينا غارسيا .
تنقل الحاجة الحيوية إلى أن تكون محبوبا هذه هي الحجة التي قدمتها لجنة التحكيم عندما قامت بتسليم الممثلة ماريان ألبريث بدورها الشجاع والسخي في فيلم الجرح.ماريان بلباسها الوردي وصوتها اللاهج والمتقطع أهدت جائزتها للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية ومن أجلهم سنحاول منحهم الكلمة من خلال السينما.كما تم تكريم كل من الممثلة الإسبانية كارمن ماورا والممثل الأسترالي هوغ جاكمان وعرض فيلم سجناء الذي قام بدوره الرئيسي الممثل جيم بروادبنت الحائز على جائزة أحسن ممثل لأدائه في فيلم’ نهاية الأسبوع ‘و الذي لم يتابع حفل الاختتام وترك رسالة جاء فيها بأن مهرجان سان سيباستيان أحسن مسابقة لم أحضر مثلها من قبل لهذا فهذا التتويج له قيمة خاصة.
لجنة التحكيم اختارت بوضوح مكافأة السينما المستقلة والأقل تكلفة .فسينما أمريكا اللاتينية أصبحت منذ زمن تثير صخبا في كل العالم السينمائي لما لها من رهانات حيوية وفنية وقد أبانت عن ذلك بشكل ملموس خلال تتويجها.و لا يزال صدى كلمات مدير مهرجان فينيسيا ألبيرتو باربرا يتردد عندما أكد بأن مستقبل السينما في أمريكا اللاتينية الأرض التي تحدث فيها أشياء كثيرة . كما أن الرهان القاطع أعرب عنه مدير مهرجان سان سيباستيان خوسي لويس ريبوردينوس الذي دافع دائما عن حضور هذه السينما لتكون أكثر إبداعا في العالم.ففيلم شعر سيىء هو خامس فيلم لاتيني يفوز بالقوقعة الذهبية ومخرجتة ثالث مبدعة تناله.ريبوردينوس دافع عن حصيلة الدورة أمام وسائل الإعلام حيث اعتبر المهرجان ناجحا بكل المقاييس وهو ما شهدت به وسائل الإعلام الدولية والحضور الجماهيري للعروض السينمائية الذي فاق 160ألف متفرج حسب المنظمين. وقال مدير المهرجان من الصعب جدا أن نلعب في الدوري الممتاز(NBA) لكن بدون الوسائل المادية لهذا الدوري في إشارة لميزانية المهرجان مقارنة مع باقي المهرجانات الأخرى .وعن الانتقادات المحلية التي وجهت له من قبل وسائل الإعلام والجماهير المحلية المتعلقة بضعف مستوى الأفلام المشاركة وخلال هذه الدورة فقد تم عرض 219 فيلما بينها 21 فيلما تم عرضها في المسابقة الرسمية والأفلام المتبقية توزعت على باقي المسابقات التي ضمت جائزة آفاق التي أحرزها الفيلم البرازيلي ‘الذئب عند الباب’لمخرجه فيرناندو كوامبرا .وحصل المخرج الإيسلندي على جائزة لا كوتشا للمخرجين الجدد عن فيلمه ‘عن الخيول والرجال’ وعن مسابقة نظرة أخرى التي خصصتها التلفزة الإسبانية فاز الفيلم الفرنسي’ شابة وجميلة’لمخرجه فرانسوا أوزو، فيما حصل الفيلم البريطاني ‘ مسألة وقت’ لمخرجه ريتشارد كورتس على مسابقة الفيلم الأوروبي .الفيلم الياباني’مثل الوالد، مثل الابن’ لمخرجه هيروكازو كورايدا حصد جائزة تلفزة واكي للجمهور ومسابقة ‘الملتقى الدولي فيلم لتلامذة السينما ‘كانت من نصيب المدرسة الدولية للسينما والتلفزيون سان أنتونيو دي لوس بانيوس بكوبا ،وفاز فيلم ‘أشير و أنا’ للمخرجين أمايا ميرينو و أيتور ميرينو بجائزة إيريسار لسينما الباسك هذا الفيلم الذي أثار مجموعة من الانتقادات وردود فعل متباينة من ناحية طرحه لموضوع حساس وله راهنيته فهو يعالج علاقة المخرج بأحد أصدقاء طفولته الذي ينتمي إلى حركة إيتا الباسكية التي تطالب باستقلال الباسك…..عرض الفيلم شكل تحديا سواء لمنظمي المهرجان أو للمخرجين اللذين دافعا عن وجهة نظرهما التي تبقى مختلفة عن رؤية الإسباني بصفة عامة و الباسكي بصفة خاصة ،كما حصل فيلم ‘الذئب’ للهولندي جيم تايهوتو على مسابقة الشباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية