أهالي الضحايا يواصلون احتجاجهم: فين الرئيس؟ فين ولادنا؟ فين الجثث؟ عايزين نعرف
أهالي الضحايا يواصلون احتجاجهم: فين الرئيس؟ فين ولادنا؟ فين الجثث؟ عايزين نعرف القاهرة ـ يو بي آي: تظاهر حوالي 150 شخصا من اهالي ضحايا العبارة المصرية السلام 98 امس منتقدين الرئيس حسني مبارك ومطالبين بالكشف عن مصير اكثر من الف شخص يعتقد انهم غرقوا بعد غرق السفينة المصرية يوم الجمعة الماضي في مياه البحر الاحمر، فيما اعلنت مصادر طبية ان عدد الناجين بلغ 401 شخص.واحتشد اهالي الضحايا الغاضبون امام ميناء سفاجا والذي كان متوقعا ان تصله العبارة المصرية قادمة من ميناء ضبا السعودي، وهم يصرخون فين الرئيس؟ فين ولادنا؟ فين الجثث؟ عايزين نعرف .وطالب الاهالي السلطات بالكشف عن مصير ذويهم واعطائهم شهادات بالوفاة في حال تأكد غرقهم.وكانت صدامات قد وقعت بين اهالي الضحايا والشرطة المصرية السبت قامت خلالها قوات الامن المركزي باستخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق الحشود.وقالت الشرطة ان اكثر من 11 ضابطا قد اصيبوا بعد قيام المحتجين بالقاء الحجارة علي قوات الشرطة التي طوقت بالكامل ميناء سفاجة ومنعت الاهالي الغاضبين من دخوله.وقالت مصادر أمنية وطبية ان عدد الناجين وصل امس الاحد الي 401 شخص وان فرق انقاذ مصرية قد انتشلت حتي الآن 195 جثة من البحر. وقام مبارك السبت بزيارة الناجين في مستشفي الغردقة (حوالي 40 كيلومترا شمال سفاجة) وطالب باجراء تحقيق عاجل في ملابسات غرق السلام 98 .كما أمر الرئيس المصري بصرف تعويضات عاجلة لأسر الضحايا والناجين علي شكل 30 الف جنيه للقتلي و15 الف جنيه للناجين. وقال ناجون ان حريقا اندلاع في العبارة بعد انطلاقها من ميناء ضبا ادي الي انفجار داخلها وغرقها بعد اقل من عشر دقائق.واتهم ناجون طاقم السفينة بالاهمال وقالوا ان قبطان السفينة سيد عمر قد فر من العبارة بعد اندلاع الحريق.وقال راني كمال الضابط الثالث علي متن العبارة ان المياه تجمعت في مكان تخزين السيارات اثناء اخماد الحريق مما ادي الي ميل العبارة.واضاف كمال لقناة العربية من مستشفي في السعودية انه مع ارتفاع منسوب المياه، مالت السفينة بشكل حاد لتبلغ درجة الميل 25 درجة وكانت هذه بداية النهاية.وقال محفوظ طه مرزوق مدير هيئة موانئ البحر الاحمر المصرية بان عواصف رملية عاتية قد ضربت الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية مساء الخميس حيث انطلقت العبارة.وتضاربت الانباء حول توافر معايير الامانة والسلام في العبارة الايطالية الصنع والتي يرجع تاريخ بنائها الي عام 1970.وقالت شركة السلام للنقل البحري المالكة للعبارة ان معايير السلامة والامان في العبارة تتفق مع المعايير الدولية وانه مصرح لها بالعمل في المياه الاقليمية الاوروبية.واضافت الشركة في البيان نظرا لتعقيدات الحادث فمن السابق لأوانه تحديد الاسباب الفعلية لان الاهتمام الرئيسي للسلطات وضباط الشركة ينصب في الوقت الحالي علي عمليات الانقاذ كاولوية قصوي .الا ان سليمان عواد المتحدث الرئاسي المصري قال ان قوارب النجاة لم تكن كافية علي متن العبارة التي كانت تقل 1414 شخصا واكثر من 220 سيارة.وقال ناجون ان حريقا اندلع في العبارة بعد اقل من ساعتين من ابحارها من الميناء السعودي الا ان طاقمها اصر علي مواصلة الرحلة ورفض الرجوع الي ميناء ضبا.واختلفت روايات الناجين حول مكان الحريق الذي قال البعض انه اندلع في غرفة المحركات فيما اشار البعض الي انهم شاهدوا لهيب النار قادما من غرف التخزين.وكان مرزوق قد صرح يوم الجمعة الماضي ان اربعة زوارق انقاذ مصرية قد ذهبت لمكان الحادث بعد حوالي عشر ساعات من غرق السفينة علي بعد 70 كيلومترا شرق ميناء الغردقة.ويبدو ان الغموض مازال يسيطر علي ملابسات الحادث خاصة في ظل غياب نداءات استغاثة من السفينة قبل غرقها.وغادرت السلام 98 ميناء ضبا السعودي يوم الخميس في الساعة 7.35 بالتوقيت المحلي السعودي وعلي متنها 1310 ركاب معظمهم من المصريين والسعوديين والسوريين وطاقم العبارة البالغ نحو 104 أشخاص بالاضافة الي 220 سيارة.وكان مقررا وصول العبارة الي ميناء سفاجة الجنوبي المصري في الساعة الثالثة من فجر الجمعة.وقالت مصادر ملاحية مصرية ان ركاب العبارة من جنسيات مختلفة هم 1158 مصريا و99 سعوديا و6 سوريين و4 فلسطينيين واماراتي وعماني ويمني وسوداني وكندي.والعبارة مملوكة لشركة السلام للنقل البحري وتبلغ حمولتها حوالي 11700 طن وتتسع لاكثر من 1450 راكبا.وتقدر المسافة بين ميناءي ضبا وسفاجة بحوالي 190 كيلومترا وهو أحد اهم الطرق البحرية بين السعودية ومصر.ونجحت السلطات المصرية في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بانقاذ حوالي 1350 شخصا كانوا علي متن عبارة السلام 95 التابعة لنفس الشركة بعد اصطدامها بسفينة قبرصية جنوب ميناء السويس.وقتل في الحادث شخصان.ويعتبر أسوأ حادث بحري في تاريخ مصر غرق العبارة سالم اكسبريس التابعة ايضا لنفس الشركة قبالة ميناء سفاجة البحري عام 1991 بعد اصطدامها بشعب مرجانية مما أودي بحياة اكثر من 467 شخصا.