جوبا – الأناضول: أعربت بعثة حفظ السلام للأمم المتحدة في جنوب السودان (يوناميس)، عن قلقها الشديد إزاء الأدلة المتزايدة حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد التي مزقتها الصراعات، وتشمل عمليات قتل للمدنيين والجنود الأسرى خارج نطاق القضاء، وتشريدا واسع النطاق واعتقالات تعسفية، في كثير من الأحيان على أسس عرقية.
وقالت المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس (يوناميس) هيلدا جونسون، مساء الثلاثاء، في بيان ‘إنني أدين بأشد العبارات الممكنة الفظائع التي ارتكبت ضد المدنيين الأبرياء من مختلف الطوائف على يد عناصر من الجانبين خلال الأزمة’، مشيرة إلى أنه ‘ليس هناك مبرر لأعمال العنف الرهيبة. ويجب محاسبة جميع الجناة’.
وأشارت (يوناميس) إلى اكتشاف أعداد كبيرة من الجثث في العاصمة جوبا، ومدينتي ‘ملكال’ و’بور’ عاصمتي ولايتي ‘أعالي النيل’ و’جونقلي’، لافتة إلى ‘وجود أدلة على ما يبدو من استهداف مواطني جنوب السودان على أسس عرقية’، محذرة من أن هذا ‘يمكن أن يؤدي إلى دورة دائمة من العنف التي يمكن أن تدمر نسيج الأمة الجديدة’.
وكانت (يوناميس) قد دعت إلى وضع حد للانتهاكات الخطيرة ضد حقوق الإنسان، وقالت إن ‘الأدلة المتوفرة تشير إلى تواصل ارتكاب الأعمال الوحشية الفظائع في أجزاء مختلفة من جنوب السودان، ويبدو أن العديد من هذه الانتهاكات على أساس عرقي لكن التقارير تشير إلى أن معظم الأعمال الأكثر الوحشية قد نفذت من قبل أشخاص يرتدون الزي (العسكري) الرسمي’.
وذكرت البعثة جميع الأطراف بالتزاماتها لحماية المدنيين والعمل وفقا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني، ودعت القادة الرئيسيين إلى إرسال رسائل عامة قوية إلى دوائرهم تؤكد على أن العنف يجب أن يتوقف، وأن أي شخص يعصى هذه الأوامر سيعاقب بشدة.
ورحبت جونسون بقرار مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي الثلاثاء، بإنشاء لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من الانتهاكات وطرح التوصيات حول الطرق والوسائل لضمان المساءلة والمصالحة وتضميد الجراح بين جميع الطوائف.
وكان مجلس الأمن قد عقد اجتماعا طارئا أمس حول جنوب السودان، أعقبه بيان صحفي طالب فيه بالوقف الفوري للأعمال العدائية وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين. وأكد عزمه على ضمان تقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان للمساءلة.
وعلى الصعيد الميداني سيطرت القوات المتمردة الموالية لرياك مشار، على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي شرقي جنوب السودان، حسبما أشارت وكالة أنباء جنوب السودان.
وأعلن النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار الأربعاء أن قواته تتجه حاليا إلى العاصمة جوبا بعد السيطرة الكاملة على مدينة بور الاستراتيجية ، مضيفا أن قواته سيطرت على حقول نفط في الشمال وتستطيع ضمان استمرار الإنتاج.
وقال مشار في مقابلة خاصة مع شبكة ‘سكاي نيوز عربية’ عبر الهاتف :’ قواتنا سيطرت على مدينة بور وهي تتجه إلى جوبا’.
ونوه مشار إلى أن الحياة تسير بشكل طبيعي في بور التي تبعد 190 كيلومترا عن العاصمة. وبرر توجهه إلى جوبا بسعي الرئيس سلفا كير إلى دفع قواته شمالا لاستعادة المدن التي سيطر عليها المتمردون.
يذكر أن القتال اندلع منتصف الشهر الماضي بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جنوب السودان، ثم امتد في أنحاء الدولة، التي انفصلت عن السودان عام 2011، بعدما اتهم الرئيس سيلفاكير ميارديت، نائبه المقال السابق ريك مشار، بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه.