مصير نظام البشير.. ‘مصيدة’ المنجمين وأبراجهم في 2014

حجم الخط
0

الخرطوم الأناضول: بملامح غير مكترثة،’وكلمات مقتضبة،’قال الشاب السوداني أحمد الماحي،’العاطل عن العمل منذ تخرجه قبل 4 أعوام: ‘للأسف عند نهاية العام سيتأكد لنا مرة أخرى أن نظام البشير هو مصيدة المنجمين وأبراجهم’، وهي العبارة التي جاءت رداً على توقع الفلكي المصري محمد فرعون خلع السودانيين’للرئيس عمر البشير في 2014 .
ومع إطالة سنين حكمه التي قاربت ربع قرن،’وتصدر بلاده لقائمة البلدان المرشحة للالتحاق بالربيع العربي،’لما تواجهه من أزمات مستفحلة،’بات موعد تنحي البشير أو إزاحته عن السلطة مادة خصبة للعرافين داخل السودان وخارجه في السنوات الأخيرة،’كان آخرها نبوءة من يعرف بـ’فرعون’.
في متن توقعاته للعام الجديد،’قال فرعون الذي تحظى تنبؤاته بتداول واسع’وسط السودانيين، وخصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي،’إن ‘السودان سيشهد مظاهرات حاشدة تطيح بالبشير مع عمليات إرهابية وتفجيرات تأكل الأخضر واليابس’.
وتناول جل المدونين’في مواقع التواصل الإجتماعي توقعات فرعون بخليط ما بين ‘السخرية’،’و’الأمنيات’ حسب ما دونه عباس أحمد الذي كتب على صفحته على موقع (فيسبوك) ‘كذب المنجمون ولو صدقوا،’ومع ذلك نحتاج لأن نصدق هذا الفرعون فيما قاله عن….(البشير)’.
بينما كتب نعمان غزالي على موقع (الفيسوك)”أتمنى ذلك دون تفجيرات’، فيما’كتبت شمائل النور،’وهي صحافية سودانية، على الموقع نفسه”هذا تسييس لعلم الفلك’.
ويبدو أن البعض ذهبت به نظرية المؤامرة بعيداً، حيث كتب ضياء بابكر (أحد المعلقين على الفيسبوك)’ ‘هذه ليست توقعات بل تسريبات مخابراتية عظمى’.
وقال أحمد الماحي وهو خريج جامعي عاطل عن العمل: ‘الناس يعرفون أن هذه التوقعات مجرد مسخرة،’لكنهم يتعاطون معها لحاجتهم’لأي شيء يمنحهم الأمل في مستقبل أفضل بعدما فقدوا الأمل في أحزاب المعارضة،’أو إصلاح داخلي للنظام’.
وأضاف الماحي: ‘ للأسف عند نهاية العام سيتأكد لنا مرة أخرى أن نظام البشير هو مصيدة المنجمين وأبراجهم …إسقاط حكومة البشير يحتاج لعمل في الأرض’وليس أمنيات متطايرة من زحل والمشتري’.
ومن بين الفلكيين الذين تنبأوا بإزاحة البشير الفلكي اللبناني ميشيل حايك، طبقاً’لما ذكره عن توقعاته للنصف الثاني من 2013 . وربطا للواقعة بالعرافين المحليين كتب عوض غفران ‘توقعات مثل’توقعات بله الغائب’.
وبله الغائب، من أشهر العرافين السودانيين، يعرف نفسه كشيخ صوفي،’بينما يرى كثيرون أنه مجرد دجال ومشعوذ لم تتحقق أي من تنبؤاته،’والتي غالباً ما تأتي عن أحداث سياسية، كان آخرها تصريحه لصحيفة السوداني المحلية في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي،’أن ‘البشير سيحكم 31 سنة و25 يوما”ما يعني أنه سيحكم حتى تموز/ تموز 2020.
وقال بله، إن ‘البشير الذي واجه في أيلول/ سبتمبر الماضي أقوى احتجاجات شعبية منذ وصوله للسلطة بسبب خطة تقشف حكومية خلفت عشرات القتلى،’سيترشح للانتخابات المقرر لها 2015 رغم إعلانه أنه لن يترشح مجددا’.
ومنذ عامين أعلن البشير أكثر من مرة أنه لن يترشح مجدداً، وهو ما اعتبره معارضوه محاولة للالتفاف على انتقال الربيع العربي إلى بلاده والحد من تنامي السخط الشعبي.
ومن أشهر رسوم الكاركتير التي نشرتها الصحف السودانية،’كاركتير لمواطن عاطل يسأل إمرأة عرافة عن سنين حكم البشير،’فأخبرته أن سنين حكمه تتكون من رقمين هما 1 و 6،’لكنها لا تعرف أيهما باليمين وأيهما باليسار ما يعني ضمنيا أنه سيحكم 61 عاما.
ووصل البشير للسلطة في 1989 عبر انقلاب عسكري نفذته الحركة الإسلامية التي ينظر لها كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين في مصر،’رغم تمتعها بقدر من الاستقلالية التنظيمية، أسس لها زعيمها حسن الترابي الذي أطاح به البشير من السلطة في 1999 بمعاونة قيادات إسلامية لامعة. ويعتقد على نطاق واسع أن البشير عمل منذ إطاحته بالترابي الذي كان ينظر له كرئيس فعلي للبلاد من خلف الستار إلى تكريس كل السلطات في يده،’وإحكام سيطرته على الحركة الإسلامية،’وحزب المؤتمر الوطني الحاكم المنبثق عنها.
ورغم التحاقه بتنظيم الإسلاميين السري في الجيش السوداني منذ وقت مبكر،’إلا’أن البشير وهو برتبة مشير ينظر له كزعيم لتحالف الإسلاميين مع المؤسسة العسكرية أكثر من كونه كإسلامي.
ويتهم إسلاميون قدامى البشير، بتدجين (محاولة السيطرة على) الحركة الإسلامية،’باستحداث هيئة قيادية عليا للحركة برئاسته لإحكام سيطرته عليها خلال المؤتمر العام الذي عقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 وكان واحدا من أسباب انشقاق قيادات في تشرين أول/ اكتوبر الماضي بقيادة غازي صلاح الدين.
وفي كانون أول/ ديسمبر الماضي أجرى البشير تعديلاً وزارياً غير مسبوق أطاح فيه بكبار معاونيه من الإسلاميين الذين انحازوا له في صراعه مع الترابي،’أبرزهم نائبه علي عثمان،’ومساعده نافع علي نافع، والرجلان هما الأكثر نفوذاً في الحركة الإسلامية وحزبها الحاكم والدولة.
وأرجع خبراء الخطوة إلى سعي البشير إلى إبعاد الوجوه القوية المنافسة له،’حتى يتسنى له الترشح مجددا بإسم الحزب الحاكم من خلال المؤتمر العام المحدد له تشرين ثاني/ نوفمبر’المقبل.
ويواجه نظام البشير أزمة اقتصادية طاحنة منذ انفصال جنوب السودان في 2011،’واستحواذه على 75 من حقول النفط التي كانت تمثل أكثر من 50 ‘ من الإيرادات العامة للسودان. وما يفاقم الأزمة الاقتصادية الكلفة العسكرية الباهظة، حيث يحارب الجيش تحالفا يضم 4 حركات متمردة في ثلاث جبهات قتالية أبرزها إقليم دارفور غربي البلاد.
وتسبب نزاع دارفور المندلع منذ 2003 في إصدار المحكمة الجنائية الدولية في العام 2009 مذكرة اعتقال بحق البشير،’بتهمة ارتكاب جرائم حرب،’وجرائم ضد الإنسانية،’قبل أن تضيف لها تهمة الإبادة الجماعية في العام التالي.
ويرفض البشير الاعتراف بالمحكمة ويقول إنها ‘أداة استعمارية موجهة ضد بلاده والأفارقة’.
ويواجه البشير عزلة دولية حيث تفرض عليه الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية منذ 1997، وتدرج بلاده في قائمة البلدان الراعية للإرهاب منذ 1993 ولا يتلقى’أي منح أو تمويل من البلدان والصناديق الأوروبية التي تشترط لذلك تحسين سجل حقوق الإنسان وإنهاء الحروب وحل أزمة الحكم،’لكنها لا تفرض عليه عقوبات مباشرة.
وفي الآونة الأخيرة توترت العلاقة بين نظام البشير ودول الخليج التي تستوعب مئات الآلاف من العمالة السودانية،’وتستثمر ملايين الدولارات في مشاريع البنى التحتية،’خلافا للمنح بسبب التقارب بين نظامه وإيران.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية