الجوع يأكل أمعاء لاجئي اليرموك وصور طهي الطعام في المجاعات الأفريقية حاضرة في المخيم
20 - يناير - 2014
حجم الخط
0
غزة ـ ‘القدس العربي’ من أشرف الهور: لا تزال مأساة اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين منذ أكثر من سبعة أشهر في مخيم اليرموك القريب من العاصمة السورية دمشق قائمة، تنذر بالمزيد من الكوارث، خاصة بعد الإعلان عن وفاة 30 لاجئا منهم الأسبوع الماضي ، بينهم 12 قضوا جوعاً بسبب الحصار الذي يمنع دخول الطعام والدواء، في وقت بدأ فيه سكان المخيم المحاصر بطهي الكميات الشحيحة من الطعام في أواني كبيرة وتوزيعها على 20 ألف من المحاصرين. وعلى غرار المجاعات الأفريقية التي برزت في الصومال أظهرت صورا بثت من داخل مخيم اليرموك المحاصر من سبعة أشهر من قبل قوات النظام أثر الجوع وفقدان الأدوية على 20 ألف من اللاجئين المحاصرين، الذين قضى العشرات منهم جوعاً. في أعقاب دخول قافلة تحمل كميات قليلة من الأطعمة لا تكفي حاجة المحاصرين، حين لم تتمكن سوى أسر قليلة من الحصول على الطعام، إندفع سكان المخيم إلى فكرة طهي الطعام المتوفر في أواني كبيرة وسط الأحياء السكنية لتوزيعها على كل المحاصرين، في مشهد يجسد قوة التضامن بينهم. وأظهرت صور من المخيم أطفالا صغارا يحملون أوانياً للحصول على كميات من الطعام، على غرار تلك الصور التي كانت تنقل من القارة الأفريقية خلال المجاعات. ووفق ما ورد من معلومات فإن القافلة التي سمح لها بالدخول للمخيم يوم 19 من الشهر الجاري، كانت تحمل فقط 200 طرد غذائي، لأكثر من 20 ألف مدني محاصر. ولا زال السكان المحاصرون في اليرموك يطالبون بسرعة إدخال الطعام والدواء، خاصة في ظل تساقط الضحايا من الجوع بشكل شبه يومي. وتفرض قوات النظام حصارا على مخيم اليرموك أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ سبعة أشهر، وتدور بين الحين والآخر اشتباكات بين هذه القوات ومجموعات عسكرية موالية لها، وبين مسلحين لا زالوا يتحصنون في المخيم من قوات المعارضة. وطالبت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس مؤخرا من المسلحين داخل المخيم بالخروج منه، خاصة بعد فشل وفد المنظمة الذي زار سوريا مؤخرا في إدخال مساعدات للسكان المحاصرين بسبب تبادل الهجمات وعمليات إطلاق النار. وفي أحدث إحصائية نشرتها ‘مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا’، فقد أوضحت أن 12 فلسطينياً قضوا جوعاً في مخيم اليرموك، وبذلك يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين في سوريا خلال الأسبوع الماضي إلى ثلاثين شخصا. الإحصائية ذكرت أن 7 فلسطينيين قضوا يوم الإثنين من الأسبوع الماضي الذي صادف 13 كانون الثاني/يناير، بينهم من مات جوعا، وآخرون قضوا برصاص القناصة، فيما قضى 3 فلسطينيين الأربعاء 15 كانون الثاني/يناير، 8 آخرون قضوا يوم الخميس 16 كانون الثاني/يناير ، بينهم 5 جرّاء إلقاء الطيران الحربي السوري برميلا متفجرا على منطقة حديقة فلسطين في مخيم اليرموك. وقضى 3 فلسطينيين يوم الجمعة الماضي 17 كانون الثاني/يناير، و5 يوم السبت 18 كانون الثاني/يناير، و2 يوم الأحد 19 كانون الثاني/يناير، وهو آخر أيام توثيق التقرير الجديد لعدد الضحايا. وأشار تقرير ‘مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا’، إلى استمرار عمليات القصف على مخيمات اللاجئين، فذكر أن مخيم خان الشيح تعرض للقصف، إضافة إلى تجدد القصف على مخيم درعا. وذكر أن مخيم اليرموك يشهد ‘كارثة إنسانية’ بسبب استمرار الحصار المشدد المفروض عليه منذ حوالي السبعة أشهر، حيث سجل سقوط 57 ضحية قضت جوعاً بسبب نقص التغذية والرعاية الطبية. ولا تزال المخيمات الفلسطينية في ريف دمشق وحلب وحماة وحمص واللاذقية تعاني من أزمات في الخبز والمحروقات والمواصلات ومواد التدفئة والخدمات الصحية إضافة الى ارتفاع إيجارات المنازل والمواد التموينية. وفي قطاع غزة استمرت حملات التضامن مع لاجئي فلسطين في سوريا، ونظم نشطاء وقفة تضامنية ضمن حملة ‘أنا معاهم’، أمام مقر الأمم المتحدة. ورفع المشاركون لافتات تطالب بإنهاء الحصار، وفتح ممرات للإغاثة الإنسانية، وبسرعة دخول الطعام.