مصاعب اردنية: اللاجئون السوريون وتهريب السلاح و’القاعدة’ من الشمال

حجم الخط
0

تشكل الحرب في سوريا خطرا على كل الشرق الاوسط ولكن توجد دول غير سوريا نفسها، تعاني على نحو خاص من المأساة الجارية في بلاد الاسد. الى الاردن، الذي يقع على مسافة كيلومترات قليلة عن مدينة درعا في سوريا، حيث بدأت الثورة ضد نظام الاسد، تتدفق جموع الجماهير الذين فروا من رعب الجيش السوري، الذي ذبحهم دون رحمة.
حسب معطيات رسمية، فان 1.2 مليون لاجيء سوري يعيشون اليوم في الاردن. الارقام غير الرسمية اكبر بكثير. فاللاجئون الذين تجمعوا في بداية القتال في مخيمات في شمالي الدولة، نزلوا رويدا رويدا الى الجنوب ووصلوا الى عمان العاصمة، بل والى مدينة العقبة الجنوبية.
فالنقص في الغذاء، في العمل وفي السيولة النقدية ادى ايضا الى عنف واعمال سلب ونهب. وتهدد هذه الاحداث الان حكم الملك عبدالله، الذي اضطر قبل ذلك الى مواجهة واقع عسير وشق طريق حكمه في مملكة سكانها متعددي التركيبة وكثيري المصالح. واذا لم يكن هذا بكافٍ فانه تقلقه تسوية محتملة بين اسرائيل والفلسطينيين، كفيلة بان تضع دولة فلسطينية على حدوده الغربية، بدلا من اسرائيل.
سكان الاردن، الذين يرون الحرب السورية تتسلل الى لبنان والى العراق، يخشون من أن تصل هذه المشكلة اليهم ايضا. فالتدهور في الامن الشخصي بسبب اللاجئين السوريين، والخوف من العنف ادى الى نشوء طلب مكثف على وسائل القتال. وحسب معطيات وزارة الداخلية الاردنية ففي السنة الاخيرة تم شراء 120 الف قطعة سلاح من خلال 95 محلا ومؤسسة مرخصة. وحسب معطيات اخرى، ففي المملكة الهاشمية يوجد نحو مليون قطعة سلاح غير قانونية، والطلب عال جدا والاسعار ترتفع بما يتناسب مع ذلك.

شراء الاسلحة عبر الفيسبوك

في الاردن يخشون من أن يكون الاف المقاتلين، الذين يشاركون في الحرب في سوريا قد انضموا منذ الان الى منظمات متطرفة تتماثل مع القاعدة وفي نيتهم الاعلان عن الاردن كإمارة اسلامية بعد ان يعودوا اليه.
السلاح المعروض للبيع يمكن ايجاده في الشبكات ايضا. فعلى صفحة الفيسبوك ‘سلاح الى الاردن’ تظهر صور عديدة لاسلحة مختلفة، بعضها يباع الى المتصفحين بطريقة المزاد العلني لقطع السلاح: بنادق ام 16، رشاشات كلاشينكوف، بنادق كلاشينكوف، بنادق صيد، بنادق قنص وكذا سلاح اسرائيلي مثل عوزي ومسدس من نوع ‘نسر الصحراء’ المذهب مع ختم الصناعة العسكرية.
والناشرون هم تجار مرخصون، اناس خاصون وقبائل بدويلة اسماؤهم تظهر الى جانب الاسلحة. رصاص البنادق مثلا من انتاج قبيلة بني حسن الذين صادرت المملكة اراضيهم ويعتبرون احدى القبائل الكفاحية المعارضة للملك.
في الاردن يحاولون مكافحة الظاهرة وقد قررت الحكومة حصر اصدار رخص حيازة السلاح وأمرت بالشروع في حملة انفاذ كبرى لجمع الاسلحة غير القانونية. واشار وزير الاتصالات الاردني محمد المومني الى أن محافل الامن في الدولة تلقت الامر بوقف كل محاولة تهريب للسلاح.
وحيال التهديدات الجديدة، الخارجية والداخلية، التي تقف امامها المملكة الهاشمية قرر الملك توثيق علاقاته مع الولايات المتحدة.
وقد وضع الاردن نفسه عمليا كقاعدة متقدمة امريكية تسمح لواشنطن بمحاولة التأثير على الحرب في سوريا والمساعدة في صراع الحكم العراقي ضد خلايا القاعدة. وافاد شهود عيان في الاردن في حزيران الماضي بان قافلة من جنود المارينز تشق طريقها من العقبة الى عمان ومن هناك الى الحدود الاردنية السورية.
واقيمت في شمالي الاردن معسكرات تدريب تدرب فيها قوات المارينز مقاتلين سوريين سيساعدون حسب التقارير الثوار ضد الاسد.
وتسعى الولايات المتحدة الان الى تدريب قوات عراقية تقاتل ضد القاعدة. وكشف مصدر اردني رسمي رفيع المستوى النقاب عن ان عمان قررت الاستجابة لطلب استخدام منشآت التدريب الاردنية. وتدرب في الاردن حتى الان اكثر من 30 الف جندي. ونقلت الولايات المتحدة الى الاردن ميزانيات لتعزيز ‘مركز عبدالله الثاني’ الذي يعتبر واحدا من اكبر المراكز لتأهيل القوات الخاصة.

أسف جبور
معاريف 20/1/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية